الجنيه الإسترليني يهبط لأدنى مستوى في 5 أشهر مقابل اليورو

وسط توقعات بتخفيضات أسعار الفائدة

أوراق نقدية من الجنيه الإسترليني واليورو (رويترز)
أوراق نقدية من الجنيه الإسترليني واليورو (رويترز)
TT
20

الجنيه الإسترليني يهبط لأدنى مستوى في 5 أشهر مقابل اليورو

أوراق نقدية من الجنيه الإسترليني واليورو (رويترز)
أوراق نقدية من الجنيه الإسترليني واليورو (رويترز)

هبط الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له في خمسة أشهر مقابل اليورو، يوم الاثنين، رغم ارتفاعه مقابل الدولار الضعيف، حيث دفعت البيانات الاقتصادية الأخيرة وتعليقات أحد مسؤولي بنك إنجلترا، المستثمرين إلى تكثيف رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة من جانب البنك في المستقبل.

وأظهرت بيانات، الأسبوع الماضي، تراجع مبيعات التجزئة البريطانية بنسبة 0.3 في المائة خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في حين كان المحللون يتوقعون زيادة، كما انخفضت مقاييس نمو أسعار المستهلك الأساسية بشكل حاد. وقال آلان تايلور، المسؤول عن تحديد أسعار الفائدة ببنك إنجلترا، إنه يتوقع أن يقوم البنك بخفض أسعار الفائدة أربع مرات في عام 2025، وفق «رويترز».

وتُسعِّر الأسواق، الآن، 62 نقطة أساس لخفض أسعار الفائدة في 2025، مقارنة بـ40 نقطة أساس قبل صدور بيانات التضخم. وقد فرضت المخاوف بشأن التوقعات المالية للمملكة المتحدة ضغوطاً على الجنيه الإسترليني وأسعار السندات قبل أسبوعين. ومع ذلك، بعد البيانات الأخيرة، أعاد المستثمرون تركيزهم على ما يُعرَف بتباعد السياسة النقدية بين بنك إنجلترا والبنوك المركزية الكبرى الأخرى.

وانخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.3 في المائة مقابل الدولار إلى 1.2197 دولار، مقترباً من أدنى مستوى له في 14 شهراً الذي سجله يوم الاثنين. كما تراجع الدولار الأميركي، قبل تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، في وقت لاحق من الجلسة، حيث ركز المستثمرون على التوقعات بشأن السياسات التي قد تؤثر على الدولار بشكل فوري.

وقال إنريكي دياز ألفاريز، كبير مسؤولي المخاطر المالية في «إيبوري»: «إن التضخم الذي جاء أقل من المتوقع في ديسمبر، والنبرة الأضعف بشكل عام في أحدث البيانات الاقتصادية، قد أحييا احتمالات خفض أسعار الفائدة من بنك إنجلترا، مما لا يساعد، بالطبع، الجنيه الإسترليني».

وأضاف: «تقرير العمل، هذا الأسبوع، وبيانات مؤشر مديري المشتريات ستكون حاسمة، وخاصة الأخيرة».

وسيركز المستثمرون على أرقام الأجور، في نوفمبر (تشرين الثاني)، التي من المقرر صدورها يوم الثلاثاء، وأي دلائل على تسارع النمو بشكل أكثر استدامة. وفي الوقت نفسه، يتوقعون مزيداً من التباطؤ في بيانات مؤشر مديري المشتريات لشهر يناير (كانون الثاني)، التي صدرت يوم الجمعة، فضلاً عن مؤشرات ثقة المستهلك من «جي إف كيه».

من جهة أخرى، ارتفع اليورو بنسبة 0.36 في المائة إلى 84.71 بنس لليورو، بعد أن سجل 84.73 بنس، وهو أعلى مستوى له منذ 26 أغسطس (آب) الماضي.

وقال جورج فيسي، كبير استراتيجيي النقد الأجنبي في «كونفيرا»: «لقد خفّفت بيانات التضخم الضعيفة الأخيرة مخاوف الركود التضخمي، في حين تسارعت التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قِبل بنك إنجلترا».

وسيراقب المحللون، من كثب، التطورات المالية في المملكة المتحدة، بعد ارتفاع تكاليف الاقتراض، خصوصاً بعد أن عرضت الحكومة موازنتها التي قد تُعرِّضها لخطر عدم تحقيق الأهداف التي فرضتها على نفسها لموازنة الإنفاق اليومي.

وقال كريس تيرنر، رئيس استراتيجية النقد الأجنبي في «آي إن جي»: «الحل للتحديات الحالية هو الجنيه الإسترليني السلبي». وأضاف أنه «لحل خطر خرق القاعدة المالية، يتعين على الحكومة إما خفض الإنفاق، أو أن يخفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة - مما يؤدي إلى خفض عائدات السندات الحكومية - أو كليهما».


مقالات ذات صلة

اقتصاد منطقة اليورو يُسجّل نمواً يفوق التوقعات العام الماضي

الاقتصاد عملات يورو أمام علم الاتحاد الأوروبي (رويترز)

اقتصاد منطقة اليورو يُسجّل نمواً يفوق التوقعات العام الماضي

سجَّل اقتصاد منطقة اليورو نمواً بنسبة 0.9 في المائة خلال عام 2024، متجاوزاً التقديرات السابقة التي أشارت إلى نمو بنسبة 0.7 في المائة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد علم الاتحاد الأوروبي على عملات من فئة اليورو (رويترز)

«المركزي الأوروبي» في 2025... نحو سياسة نقدية أكثر مرونة

من المتوقع أن يشهد عام 2025 تحولاً في سياسات البنك المركزي الأوروبي، مع توجهه نحو مزيد من التيسير النقدي في ظل استمرار ضعف الأداء الاقتصادي في منطقة اليورو.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية من الجنيه الإسترليني واليورو (رويترز)

الجنيه الإسترليني يصل لأعلى مستوى مقابل اليورو منذ عامين ونصف العام

بلغ الجنيه الإسترليني أعلى مستوياته مقابل اليورو في عامين ونصف العام الأربعاء مدعوماً بموقف بنك إنجلترا المتشدد نسبياً

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية من فئة اليورو (رويترز)

اليورو تحت الضغط وسط أزمة فرنسا السياسية

ظل اليورو ضعيفاً يوم الخميس بعد الانهيار المتوقع للحكومة الفرنسية، ما أثار المخاوف بشأن ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مع اقتراب اليورو من أسوأ شهر له منذ أوائل 2022، يحذر المحللون من أن التقلبات الحادة في العملة قد تصبح المصدر القادم لعدم الاستقرار بالأسواق العالمية.

«الشرق الأوسط» (لندن )

الجدعان من واشنطن: التوترات التجارية تزيد حالة عدم اليقين

الجدعان وغورغييفا في مؤتمرهما الصحافي المشترك في ختام اجتماع اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية (أ.ف.ب)
الجدعان وغورغييفا في مؤتمرهما الصحافي المشترك في ختام اجتماع اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية (أ.ف.ب)
TT
20

الجدعان من واشنطن: التوترات التجارية تزيد حالة عدم اليقين

الجدعان وغورغييفا في مؤتمرهما الصحافي المشترك في ختام اجتماع اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية (أ.ف.ب)
الجدعان وغورغييفا في مؤتمرهما الصحافي المشترك في ختام اجتماع اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية (أ.ف.ب)

قال رئيس اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية التابعة لصندوق النقد الدولي، وزير المالية السعودي، محمد الجدعان إن التوترات التجارية تزيد حالة عدم اليقين عالمياً، مشدداً على أن معالجة الديون هي أولوية قصوى.

في حين قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا إن وزراء المالية ومحافظي المصارف المركزية يؤكدون أهمية خفض حالة عدم اليقين وتوجيه السياسات الاقتصادية.

كلام الجدعان وغورغييفا جاء في مؤتمر صحافي مشترك في ختام اجتماع اللجنة على هامش اجتماعات الربيع المنعقدة في واشنطن.

وقال الجدعان إن «الأعضاء اتفقوا على أن معالجة نقاط الضعف في الديون العالمية ستظل أولوية قصوى»، لافتاً إلى أن «حالة عدم اليقين في التجارة تؤثر في توقعات النمو».

وأشار الجدعان إلى أن عدداً كبيراً من أعضاء صندوق النقد حذر من ازدياد حالة الضبابية جراء التوتر التجاري، مضيفاً أن الأعضاء أجروا مناقشات صريحة حول التوترات التجارية وتداعياتها، و«هو ما كان مطمئناً للغاية».

ولفت إلى أن التوترات التجارية ارتفعت بشكل مفاجئ؛ ما أدى إلى زيادة حالة عدم اليقين وتقلبات السوق والمخاطر التي تهدد النمو والاستقرار المالي. وقال: «كلما تم حل الصدمات التجارية في وقت مبكر، كان ذلك أفضل».

أضاف: «هذا وقت صعب، لكنه يمثل فرصة لإجراء محادثات بناءة، والحديث عن سوريا خلال الاجتماع أعطانا مجدداً شعوراً بمدى ضرورة تحولها إلى دولة مستقرة». وشدد على ضرورة تقديم الدعم المالي الثنائي ومتعدد الأطراف ضمن برنامج دعم سوريا.

وقال: «إلى جانب سوريا، هناك كثير من الدول بحاجة إلى برامج دعم منها اليمن وفلسطين ولبنان».

أضاف: «بالنسبة لأجندة صندوق النقد الدولي المستقبلي، فلا بد أن يستمر الصندوق في التركيز على تنفيذ مهمته فيما يتعلق بتشجيع التجارة والنمو، وعدم تبنِّي أي سياسات تضر بالرخاء».

وتابع الجدعان: «أعضاء صندوق النقد الدولي يدركون أن إعادة تنظيم حصص الحصص ينبغي أن تهدف إلى عكس أفضل للأوضاع النسبية للأعضاء في الاقتصاد العالمي، مع حماية صوت أفقر الأعضاء».

وشدد على أن أعضاء صندوق النقد الدولي يؤكدون التزامهم بالمؤسسة، ويتطلعون إلى مناقشة مزيد من السبل لضمان بقاء الصندوق مرناً ومركّزاً.

من جهتها، قالت غورغييفا: «لا أريد تجميل الأمور، فالاقتصاد لا يزال يواجه وقتاً عصيباً»، موضحة أن وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية اتفقوا على أهمية الحد من عدم اليقين، والعمل على توضيح السياسات.

ولفتت إلى أن الأسواق الناشئة أثبتت جدارتها في بناء القدرة على الصمود في وجه الصدمات؛ ما يضعها في وضع أفضل. وكشفت البدء في تأسيس لجنة تنسيقية لتقديم برنامج دعم سوريا.

الجدعان متحدثاً خلال المؤتمر الصحافي المشترك (أ.ف.ب)
الجدعان متحدثاً خلال المؤتمر الصحافي المشترك (أ.ف.ب)

تعزيز المرونة

في بيان صادر بنهاية الاجتماع، قال الجدعان إن أعضاء اللجنة رحبوا بالجهود الجارية لإنهاء الحروب والنزاعات، مدركين أن السلام ضروري لاستعادة الاستقرار، وتعزيز النمو المستدام.

وذكر أن الاقتصاد العالمي يمر بمنعطف محوري، فبعد سنوات عدة من المخاوف المتزايدة بشأن التجارة، تصاعدت التوترات التجارية بشكل مفاجئ، ما أدى إلى ارتفاع حالة عدم اليقين، وتقلبات السوق والمخاطر التي تهدد النمو والاستقرار المالي. ومن المتوقع أن يتباطأ النمو في الأجل القريب، وتهيمن المخاطر السلبية المتزايدة على التوقعات.

وقال الجدعان: «سنكثف جهودنا لتعزيز المرونة الاقتصادية، وبناء مستقبل أكثر ازدهاراً. ونحن نؤكد الدور الحاسم لصندوق النقد الدولي في مساعدتنا على اجتياز هذه البيئة الصعبة، بوصفه مستشاراً موثوقًا به وداعماً لأطر السياسات القوية».

ولفت إلى أن هناك حاجة إلى إصلاحات وإجراءات سياسية شاملة وجيدة المعايرة ومتسلسلة ومعلنة بشكل جيد لتعزيز النمو والإنتاجية، وخلق فرص العمل بقيادة القطاع الخاص، و«سوف نتبع سياسات اقتصادية كلية سليمة، ونمضي قدماً في الإصلاحات الهيكلية لتحسين بيئة الأعمال، وتبسيط اللوائح التنظيمية المفرطة، ومكافحة الفساد، وحشد الابتكار واعتماد التكنولوجيا. وسنعمل على تعميق توجُّهنا نحو إجراء تعديلات مالية مواتية للنمو لضمان القدرة على تحمل الديون، وإعادة بناء الاحتياطات عند الحاجة».

ورأى الجدعان أنه ينبغي أن تراعي التعديلات المالية العامة الآثار التوزيعية، وأن تكون مدعومة بخطة موثوق بها متوسطة الأجل لضبط الأوضاع المالية العامة، مع تعزيز كفاءة الإنفاق العام، وحماية الفئات الضعيفة، ودعم الاستثمارات العامة والخاصة المعززة للنمو، مع مراعاة ظروف البلدان.

وقال: «ستظل البنوك المركزية ملتزمة التزاماً قوياً بالحفاظ على استقرار الأسعار، بما يتماشى مع ولاية كل منها، وستواصل تعديل سياساتها بطريقة تعتمد على البيانات، وتبلغ عنها بشكل جيد. وسنستمر في المراقبة من كثب، وحسب الضرورة، في معالجة نقاط الضعف المالية والمخاطر التي تهدد الاستقرار المالي، مع الاستفادة من مزايا الابتكار.

وشدد على مواصلة دعم البلدان في أثناء قيامها بالإصلاحات ومعالجة مواطن الضعف في الديون وتحديات خدمة الديون، وقال: «نرحب بالتقدم المحرز في معالجة الديون بموجب الإطار المشترك لمجموعة العشرين وما بعده. ولا نزال ملتزمين بمعالجة مواطن الضعف في الديون العالمية بطريقة فعالة وشاملة ومنهجية، بما في ذلك زيادة تكثيف تنفيذ الإطار المشترك للديون بطريقة يمكن التنبؤ بها في الوقت المناسب وبشكل منظم ومنسق، وتعزيز شفافية الديون. ونحن نتطلع إلى مزيد من العمل في اجتماع المائدة المستديرة للديون السيادية العالمية بشأن سبل معالجة مواطن الضعف في الديون وتحديات إعادة الهيكلة».

وقال الجدعان: «نؤكد على الدور الحاسم لصندوق النقد الدولي في مساعدتنا على اجتياز البيئة الصعبة الحالية، بوصفه مستشاراً موثوقاً به وداعماً لأطر السياسات القوية. ونؤكد من جديد التزامنا تجاه المؤسسة، ونتطلع إلى مناقشة مزيد من السبل التي تكفل استمرار الصندوق في العمل بمرونة وتركيز، بالتعاون مع الشركاء والمؤسسات المالية الدولية الأخرى. ونؤكد من جديد تقديرنا لعمل الموظفين عالي الجودة وتفانيهم في دعم الأعضاء، ونواصل التشجيع على بذل مزيد من الجهود لتحسين التمثيل الإقليمي وتمثيل المرأة في مناصب الموظفين، وتمثيل المرأة في المجلس التنفيذي وفي المناصب القيادية في المجلس».