السعودية تخطو بثبات لتصبح «وادي السيليكون» في قطاع التعدين

أعلنت فرصاً استثمارية بـ100 مليار دولار واكتشافات جديدة خلال المؤتمر الدولي

TT

السعودية تخطو بثبات لتصبح «وادي السيليكون» في قطاع التعدين

وزير الصناعة والثروة المعدنية يُلقي كلمته في افتتاح المؤتمر (الشرق الأوسط)
وزير الصناعة والثروة المعدنية يُلقي كلمته في افتتاح المؤتمر (الشرق الأوسط)

تمضي السعودية قدماً في وضع نفسها على خريطة المعادن المهمة عالمياً ولتكون «وادي السيليكون» في مجال التعدين، حيث أعلنت عدداً من الصفقات والخطط الاستثمارية والاكتشافات في مؤتمر التعدين الدولي بنسخته الرابعة في الرياض.

وتعتزم المملكة الترويج لفرص استكشاف المعادن على مساحة تصل إلى 50 ألف كيلومتر مربع هذا العام -وفق ما كشف عنه وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف- توازياً مع إعلانها تطوير مشروع استثماري جديد للمعادن في المملكة بقيمة 100 مليار دولار، منها 20 مليار دولار في المرحلة الهندسية النهائية أو قيد الإنشاء.

وبالتقاطع مع إعلان وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أن «أرامكو» حددت تركيزات «واعدة» من الليثيوم تتجاوز 400 جزء في المليون في المناطق التي تعمل فيها، مرجِّحاً بدء إنتاج الليثيوم في المملكة في أقرب وقت ممكن في عام 2027، كشفت شركة «أرامكو» عن مشروع مشترك مع شركة التعدين العربية السعودية (معادن) لاستكشاف وإنتاج المعادن المرتبطة بتحوّل الطاقة، بما في ذلك استخراج الليثيوم من الرواسب عالية التركيز.

وشارك في هذه النسخة من المؤتمر أكثر من 20 ألف شخص من 170 دولة، و250 متحدثاً في أكثر من 70 جلسة. وركّز وزراء سعوديون ومسؤولون دوليون على مواجهة التحديات التي تواجه قطاع التعدين، المتمثلة في ضرورة زيادة استثمارات القطاع الخاص، وتوفر التكنولوجيا المتطورة، ووضع أطر تنظيمية، ومشكلات سلاسل التوريد، وتحديات الإنتاج المتعلقة بزيادة انبعاثات الكربون، وقلة المواهب المؤهلة.

كانت وزارة الصناعة والثروة المعدنية في المملكة قد رفعت في أوائل عام 2024، تقديراتها لقيمة مواردها المعدنية غير المستغلة من 1.3 تريليون دولار إلى 2.5 تريليون دولار، مدعومةً باكتشافات من المعادن. وفي مؤتمر العام الماضي، أنشأت برنامج حوافز للتنقيب عن المعادن بقيمة 182 مليون دولار من أجل تقليل مخاطر الاستثمار في عمليات التنقيب بالمملكة، وتمكين السلع الجديدة والمشروعات الخضراء وصغار المشتغلين في التعدين.

مبادرة استوديو الابتكار التعديني

في افتتاحه المؤتمر، قال وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريّف، إن المملكة تعتزم الترويج لفرص استكشاف المعادن على مساحة تصل إلى 50 ألف كيلومتر مربع هذا العام.

وأعلن عن إطلاق مبادرة «استوديو الابتكار التعديني»، «الذي يهدف إلى جذب المواهب العالمية، وتسريع التكنولوجيا الحديثة. وهذه خطوة واحدة نحو جعل المملكة وادياً سيليكونياً للتعدين».

وأضاف: «نطلق، لأول مرة، القيادة الإقليمية في أفريقيا وآسيا الوسطى وأميركا اللاتينية، حيث نجمع دول المورّدين لإنشاء مجتمع عالمي قوي. أيضاً، نطلق المناظرة، التي ستجمع قادة القطاع، لمناقشة قضايا صعبة؛ مثل توزيع الموارد، والاستدامة، وإشراك أصحاب المصلحة».

ولفت إلى أن السعودية تفتخر بأن تكون قدوة في قطاع التعدين، إذ أصبحت، تحت مظلة «رؤية 2030»، الأسرع نمواً، مع تقدير احتياطيات المعادن في المملكة بنحو 2.5 تريليون دولار.

من جهته، كشف نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، المهندس خالد المديفر، أن السعودية تعمل حالياً على فرص استثمارية جديدة في المعادن، تقدَّر قيمتها بـ100 مليار دولار، منها 20 مليار دولار تحت الإنشاء وفي المرحلة النهائية.

أمن الطاقة

وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان إن العالم يواجه تحدياً كبيراً في تأمين إمدادات المعادن الحيوية الضرورية لتحول الطاقة واستدامتها.

وأكد أن التعدين أصبح قضية مركزية في مجال أمن الطاقة العالمي، محذراً من التبعات البيئية التي قد تنجم عن هذا القطاع، قائلاً: «تسهم عمليات التعدين والمعالجة حالياً في نحو 5 غيغاطن من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل 12 في المائة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمية السنوية».

وزير الطاقة يستعرض بيانات توضح استخراج ومعالجة المعادن الحرجة في عدد من البلدان (الشرق الأوسط)

وحذر من أن «التسرع في تأمين الوصول إلى الموارد سيؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة الانبعاثات وارتفاع أسعار المعادن وارتفاع تكاليف الطاقة».

وأكد أن الجهود الدولية يجب أن تركز على إيجاد حلول مستدامة وإدارة أفضل للموارد لتعزيز الاستثمار المسؤول والمتوازن في هذا المجال.

وأشار إلى أن الطلب المتوقع على الليثيوم يصل إلى 7 أضعاف وفي الوقت نفسه فإن لكل طن ليثيوم هناك 15 طناً من الانبعاثات الكربونية.

وقال إن «أرامكو» حددت تركيزات «واعدة» من الليثيوم تتجاوز 400 جزء في المليون في المناطق التي تعمل فيها، مرجحاً بدء إنتاج الليثيوم في المملكة في أقرب وقت ممكن في عام 2027.

وزير الطاقة السعودي متحدثاً في مؤتمر التعدين الدولي (منصة إكس)

وفي هذا الإطار، أعلنت «أرامكو» وشركة «معادن» عن «خطاب نوايا» غير مُلزم للتخطيط لمشروعٍ مشترك للتنقيب وتعدين المعادن في المملكة، والذي سيركّز على المعادن المرتبطة بتحوّل الطاقة، بما في ذلك استخراج الليثيوم من الرواسب عالية التركيز، ومن المتوقع أن يبدأ المشروع المشترك للإنتاج التجاري لليثيوم بحلول عام 2027.

استثمارات القطاع الخاص

ودعا وزير المالية السعودي محمد الجدعان، يوم الأربعاء، إلى وضع أطر تنظيمية، وتأمين استثمارات من القطاع الخاص، وتحديد برامج لتطوير الصناعة وذلك من أجل تحقيق التقدم في قطاع التعدين.

ولفت إلى أن «قطاع التعدين معقّد ويتطلب استثمارات ضخمة لا يمكن للحكومة القيام بها وحدها. كما يتطلب معرفة وخبرة كبيرتين لا يمكن للحكومة وحدها توفيرهما... من هنا يجب التأكد من التعاون مع القطاع الخاص لتمكين القطاع».

وزير المالية محمد الجدعان في إحدى جلسات المؤتمر (الشرق الأوسط)

وكالات الائتمان

من جهته، سلّط وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، الضوء على أهمية دور وكالات ائتمان الصادرات في مواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه الاستثمارات في قطاع التعدين، مؤكداً تعقيد هذه الصناعة ودوراتها الزمنية الطويلة وتوزيعها الجغرافي الذي يحمل معه مخاطر متعددة.

وأوضح الفالح أن بنك التصدير السعودي، الذي يديره، يعد إحدى أبرز وكالات ائتمان الصادرات المملوكة للحكومات على مستوى العالم، مشيراً إلى أن هذه الوكالات تلعب دوراً حاسماً في توفير حلول تضمن ثبات واستمرارية سلاسل التوريد، خصوصاً في قطاع التعدين والمعادن الذي يتميز بتجزئة سلاسل توريده عالمياً.

وزيرالاستثمار المهندس خالد الفالح مشاركاً في إحدى جلسات المؤتمر (الشرق الأوسط)

البنية التحتية

وقال وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر، إن لدى المملكة بنية تحتية قوية لدعم صناعة التعدين، كما أن شبكة الطرق هي الأكثر ارتباطاً عالمياً. وأضاف: «في العام الماضي وحده، نقلنا أكثر من 25 مليون طن من البضائع في نظام السكك الحديدية لدينا، ومعظمها من المعادن».

وكشف الجاسر عن أن نحو 50 في المائة من التمويل في قطاع النقل والخدمات اللوجيستية سيوجَّه إلى السكك الحديدية، وهذا بالتالي يدعم الصناعة والمعادن.

وزير النقل والخدمات اللوجيستية صالح الجاسر خلال مشاركته في جلسات المؤتمر (منصة إكس)

شمال أفريقيا

هذا وأوضح وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس كريم بدوي، خلال المؤتمر، أن قطاع التعدين يشكل حالياً 1 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي لمصر، مع خطة لزيادة هذه النسبة إلى 6 في المائة من خلال جذب استثمارات جديدة.

من جانبها، كشفت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب، ليلى بنعلي، «الشرق الأوسط»، عن فرص استثمارية مستقبلية لبلادها، من بينها مشروع كبير للبنية التحتية للغاز بقيمة 4 مليارات دولار لدعم التحول نحو طاقة مستدامة.

وأشارت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية فاطمة شيبوب، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الفوسفات يسهم بنسبة 1 في المائة في الناتج المحلي الخام لتونس، وتستهدف البلاد مضاعفة هذه النسبة بين عامي 2025 و2028.

من ناحيتها، ناقشت وزيرة الدولة البريطانية للصناعة وأمن الطاقة والكربون الصفري والأعمال والتجارة، سارة جونز، أهمية تحديد أولويات صناعية واضحة والتركيز على تطوير الصناعات الرئيسية لضمان إمدادات المعادن الاستراتيجية والأساسية.


مقالات ذات صلة

اختتام فعاليات مؤتمر التعدين في الرياض بمشاركة 90 دولة

الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف في ختام مؤتمر التعدين الدولي (الشرق الأوسط)

اختتام فعاليات مؤتمر التعدين في الرياض بمشاركة 90 دولة

اختتم مؤتمر التعدين الدولي فعاليات نسخته الرابعة في الرياض، يوم الخميس، وسط حضور لافت تجاوز 20 ألف مشارك من مختلف أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص مهندسون أثناء أعمال حفر وتنقيب في أحد مواقع منطقة «الدرع العربي» بالسعودية (واس) play-circle 01:37

خاص السعودية تنهي 90 % من مسح «الدرع العربي»

السعودية تنهي 90 % من مسح منطقة «الدرع العربي»، الذي يمتد على مساحة 630 ألف كيلومتر مربع، ويُشكل نحو ثلث مساحتها.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد شعار شركة «معادن» السعودية (الشرق الأوسط)

«معادن» السعودية توقع عقوداً بـ922 مليون دولار لتطوير المشروع الثالث للأسمدة الفوسفاتية

وقَّعت شركة التعدين العربية السعودية (معادن) عدداً من العقود المتعلقة بتطوير المشروع الثالث لتصنيع الأسمدة الفوسفاتية بقيمة إجمالية 922 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريّف في افتتاح اليوم الثاني من «مؤتمر التعدين الدولي» المقام في الرياض (الشرق الأوسط)

الخريّف: رأس المال البشري أهم الأصول التي تمتلكها السعودية

وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريّف يدعو الشباب السعوديين إلى قيادة مستقبل قطاع التعدين في المملكة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي خلال «مؤتمر التعدين الدولي» في الرياض (الشرق الأوسط) play-circle 01:18

خاص وزيرة مغربية لـ«الشرق الأوسط»: تحسين شبكات الكهرباء وإعادة التدوير ضمن أولوياتنا

أسعار الكهرباء والسياسات الطاقة تحتل مركز الإصلاحات الاقتصادية بالمغرب، ووزيرة الانتقال الطاقي تؤكد أن تحسين الشبكات يشكّل أولوية قصوى.

آيات نور (الرياض)

السعودية تنهي 90 % من مسح «الدرع العربي»

TT

السعودية تنهي 90 % من مسح «الدرع العربي»

مهندسون أثناء أعمال حفر وتنقيب في أحد مواقع منطقة «الدرع العربي» بالسعودية (واس)
مهندسون أثناء أعمال حفر وتنقيب في أحد مواقع منطقة «الدرع العربي» بالسعودية (واس)

تواصل السعودية استكشاف الثروات المعدنية في «الدرع العربي» -الذي يمتد على مساحة 630 ألف كيلومتر مربع، ويُشكل نحو ثلث المملكة- مسجلةً إنجازات ملحوظة تعكس التقدم في هذا المجال. إذ أنهت مسح 90 في المائة منه، في حين أطلقت حزم بيانات جيولوجية تُمثل 65 في المائة من عدد خرائط المسح، أي بمساحة 400 ألف كيلومتر مربع، لتُعزز بذلك فرص الاستثمار في قطاع المعادن، وفق ما كشفه، لـ«الشرق الأوسط»، الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية، المهندس عبد الله الشمراني.

وتُشكل منطقة «الدرع العربي» أهمية في السعودية، إذ تحتوي على معظم المعادن الفلزية، مثل الفضة والذهب والزنك والنحاس، وغيرها. وتعد من أهم المناطق الجيولوجية.

ويقع «الدرع العربي» بمحاذاة ساحل البحر الأحمر وخليج العقبة في المملكة -من الأردن شمالاً إلى الحدود السعودية اليمنية جنوباً- ويمتد بمناطق تبوك والمدينة المنورة ومكة المكرمة والباحة وعسير وجازان. وتصل مساحته إلى 630 ألف كيلومتر مربع، ما يُمثل نحو ثلث أراضي السعودية.

ويسهم المسح الجيولوجي -الذي أُطلق في هذه المنطقة- في تطوير القطاع، ويوفر بيانات دقيقة تساعد في جذب الاستثمارات المحلية والدولية، ما يعمل على تنشيط الاقتصاد، وتنويع مصادر الدخل وفقاً لمستهدفات «رؤية 2030».

خريطة جيولوجية توضّح مناطق تمركز المعادن في منطقة «الدرع العربي» (هيئة المساحة الجيولوجية)

بيانات دقيقة

وقال الشمراني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» -على هامش النسخة الرابعة من مؤتمر التعدين الدولي في الرياض- إن الهيئة أطلقت، خلال الحدث، حزمة حديثة من البيانات الجيولوجية التي تُمثل 65 في المائة من أعمال المسح الجيوفيزيائي في منطقة الدرع العربي، ما يجعلها تفتح آفاقاً جديدة للمستثمرين في قطاع التعدين.

وقد كانت البداية في عام 2021، حين شرعت الهيئة في جمع وتحليل وربط البيانات الجيولوجية لتوفير معلومات شاملة حول الثروات المعدنية في «الدرع العربي».

اليوم، وبعد 9 أشهر من العمل المستمر، تغطي قاعدة المعلومات الجيولوجية مساحة كبيرة تمتد إلى 400 ألف كيلومتر مربع، تحتوي على تفاصيل دقيقة وشاملة تدعم قرارات المستثمرين وتوجهاتهم في استكشاف الموارد المعدنية، وفقاً للشمراني.

لكن هذه البيانات لا تقتصر على كونها معلومات تقنية فقط، بل أصبحت محركاً رئيسياً لزيادة الطلب على الرخص التعدينية، ما يعكس أهمية المعلومات الدقيقة في جذب الاستثمارات، وفق ما ذكره الرئيس التنفيذي للهيئة، الذي أوضح أنه بفضل العصر الرقمي، أصبح من الممكن للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم الوصول إلى هذه البيانات بسهولة، وكأنهم في قلب المملكة، ما يسهم في توجيه الاستثمارات بشكل أكبر نحو المشروعات التعدينية الواعدة. ومع كل معلومة جديدة، تزداد الصورة وضوحاً، وتقترب البلاد أكثر من هدفها في الانتهاء من مسح منطقة «الدرع العربي» بالكامل.

أعمال حفر وتنقيب في أحد مواقع منطقة «الدرع العربي» بالسعودية (واس)

وأوضح الشمراني أن هذه البيانات تتكوّن من طبقات مترابطة من المعلومات الجيوفيزيائية والجيوكيميائية، بما في ذلك تحاليل وعمليات الحفر، وكل إضافة جديدة من المعلومات تُشكّل قيمة كبيرة للمستثمرين بمساعدتهم على اتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة.

وتوقّع الشمراني «أن نطلق خلال الفترة المقبلة ما تبقّى من حزم البيانات بقاعدة المعلومات الجيولوجية، ونكون بذلك انتهينا من جميع الأعمال في (الدرع العربي)».

حجر الأساس

بدوره، شرح المهندس مصطفى مكي، ‏مالِك مبادرة قاعدة البيانات الجيولوجية الوطنية في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، أن إطلاق نسبة التغطية الجديدة للمسح الجيوفيزيائي الجوي، تشمل معلومات المسح المغناطيسي والإشعاعي، وهي تزيد بنسبة 5 في المائة على الفترات السابقة. إذ تمت إضافة 43 مربعاً جديداً، ليصل إجمالي المربعات المغطاة إلى 164 من أصل 252 مربعاً.

وتعمل الهيئة حالياً على معالجة البيانات وتجهيزها، ليتم نشرها عبر قاعدة المعلومات الجيولوجية السعودية للمستثمرين والزوّار.

وفي الإطار نفسه، أطلقت الهيئة تغطية جديدة للمسح الجيوكيميائي السطحي لرسوبيات الأودية، بإضافة خرائط توزيعات العناصر المفردة والتفسيرات الإحصائية للعناصر الكيميائية؛ حيث تمت تغطية 20 في المائة إضافية من المساحة السابقة. وبذلك تمت تغطية عدد 10 مربعات جيولوجية من إجمالي 50 مربعاً.

وهذا يشمل تحاليل لعناصر كيميائية مفردة تُشكل 57 عنصراً من أصل 75، تم تحليلها لرسم خرائط توزيع العناصر في المربعات الجيولوجية، كما تم نشر البيانات الإحصائية المتعلقة بتوزيع هذه العناصر، وفق مكي.

وأوضح أن البيانات الجيولوجية تُعد حجر الأساس للصناعات التعدينية في المملكة وجميع أنحاء العالم، فالمعلومة الجيولوجية هي المصدر الرئيسي الذي يعتمد عليه المستثمرون في قطاع التعدين أو الاستكشاف عند اتخاذ قراراتهم بشأن المضي قدماً في استثمار سلعة معينة، أو حتى في تنفيذ الاستكشاف التفصيلي لها.

وطبقاً لمكي، فإن البيانات المتاحة في هيئة المساحة الجيولوجية السطحية، سواء كانت من المسح الجيوفيزيائي أو الجيوكيميائي، توفر قاعدة معرفية قوية للمستثمرين، إلى جانب التقارير الفنية وطبقات البيانات الجيولوجية الأخرى. وهذا المزيج من المعلومات يمنح المستثمر قدرة أكبر على اتخاذ قرارات دقيقة بشأن الاستثمار أو الاستكشاف التفصيلي في مناطق مختلفة من «الدرع العربي».

المرأة في التعدين

من ناحيتها، أكدت رئيسة لجنة تمكين المرأة في التعدين بوزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية، رنا زمعي، لـ«الشرق الأوسط»، أنه تم الانتهاء من جميع المستلزمات والمتطلبات اللازمة لتأسيس جمعية المرأة في المعادن، ومن المتوقع أن يتم إطلاقها في يوم المرأة العالمي المقبل.

رئيسة لجنة تمكين المرأة في التعدين بوزارة الصناعة والثروة المعدنية رنا زمعي (الشرق الأوسط)

وفيما يخص المؤتمر، ذكرت زمعي أنه تم تنظيم لقاء تواصلي معرفي خاص، جمع بين السيدات من القطاعين الخاص والحكومي في مجال التعدين من 80 دولة حول العالم. وشهد اللقاء حضور 5 رئيسات من منظمات المرأة في التعدين، ممثلات عن دول بارزة، مثل بريطانيا وجنوب أفريقيا وأستراليا وتركيا.

وقالت إنه من أبرز ما ميّز هذا اللقاء في العام الحالي حضور أول دفعة، هي الأولى من نوعها في المملكة، من طالبات الجيولوجيا من جامعة الملك عبد العزيز، والبالغ عددهن 25 طالبة، ومن المقرر أن يتخرجن خلال 3 إلى 4 سنوات.