الجدعان: قطاع التعدين بحاجة إلى استثمارات القطاع الخاص

وزير المالية السعودي محمد الجدعان خلال جلسة حوارية في «مؤتمر التعدين 2025» (الشرق الأوسط)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان خلال جلسة حوارية في «مؤتمر التعدين 2025» (الشرق الأوسط)
TT

الجدعان: قطاع التعدين بحاجة إلى استثمارات القطاع الخاص

وزير المالية السعودي محمد الجدعان خلال جلسة حوارية في «مؤتمر التعدين 2025» (الشرق الأوسط)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان خلال جلسة حوارية في «مؤتمر التعدين 2025» (الشرق الأوسط)

دعا وزير المالية السعودي محمد الجدعان، يوم الأربعاء، إلى وضع أطر تنظيمية، وتأمين استثمارات من القطاع الخاص، وتحديد برامج لتطوير الصناعة، وذلك من أجل تحقيق التقدم في قطاع التعدين.

وقال خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات «مؤتمر التعدين الدولي»: «إنه من الضروري تحقيق التوافق بين القطاعات. إذا كنت ترغب في فعل الأمور الصحيحة في قطاع التعدين، فيجب عليك التأكد من مواءمة عدة قطاعات معاً، مثل: الطاقة، التعدين، اللوجستيات، وربما حتى بعض القطاعات الأخرى».

وأضاف: «هذا ما قمنا به في السعودية، من خلال برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية الذي يجمع بين كل هذه القطاعات المتصلة لضمان العمل بشكل جماعي».

وذكر أنه من دون وجود بيانات كافية، لا يمكنك تطوير أي قطاع، و«التعدين ليس استثناءً». وأضاف: «إن هناك تركيزاً حقيقياً على التأكد من أننا نستثمر في البيانات المتعلقة بالتعدين في وقت مبكر، بما في ذلك الجوانب الفنية المحددة، وتخصيص الميزانية لدعم المسوحات في قطاع التعدين، وحتى تقديم الدعم للشركات التي تأتي للاستكشاف».

وقال وزير المالية: «إن قطاع التعدين معقَّد، ويتطلب استثمارات ضخمة لا يمكن للحكومة القيام بها وحدها. كما يتطلب معرفة وخبرة كبيرة لا يمكن للحكومة وحدها توفيرها... من هنا يجب التأكد من التعاون مع القطاع الخاص لتمكين القطاع».

وشرح الجدعان أنه ما لم يكن هناك إطار تنظيمي تنافسي حول القطاع، فسيكون عندها من الصعب جداً جذب الاستثمارات المناسبة. وقال: «هذه استثمارات طويلة الأجل... ويحتاج المستثمرون إلى التأكد من وجود قابلية للتنبؤ والثقة في الإطار التنظيمي. ويجب أن يكون النظام مرناً، بحيث يمكنهم الحصول على التراخيص في الوقت المناسب وبثقة».

وفي الإطار الدولي، أكد وزير المالية السعودي على أهمية اتباع نهج مخصص في قطاع التعدين؛ حيث يجب النظر إلى العناصر الفردية لكل دولة، وتقييم كيفية جعل القطاع جذاباً للاستثمارات الخاصة.

وأشار إلى أن تحقيق النجاح يتطلب تصميم استراتيجيات تعيد تقييم العوائد وفقاً للمخاطر، مع توفير دعم حكومي مكثف في بعض جوانب الصناعة. كما أكد على أهمية أن تستفيد الدول النامية من مواردها لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة، وذلك من خلال تأمين المال والمعرفة والتدريب المناسب للمواهب المحلية.

كما شدد على دور الحوكمة الجيدة في تقدم الدول، وأهمية الشراكات مع مؤسسات متعددة الأطراف، مثل وكالة ضمان الاستثمار متعدد الأطراف، ومؤسسات التمويل الدولية، في تحسين البيئة الاستثمارية من خلال تعزيز الثقة.

وأوضح أن تطوير المواهب المحلية وتأهيلها يعد عنصراً مهماً لجذب الاستثمارات المناسبة من القطاع الخاص، مؤكداً على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق التنمية المستدامة في قطاع التعدين.


مقالات ذات صلة

«معادن» السعودية توقع عقوداً بـ922 مليون دولار لتطوير المشروع الثالث للأسمدة الفوسفاتية

الاقتصاد شعار شركة «معادن» السعودية (الشرق الأوسط)

«معادن» السعودية توقع عقوداً بـ922 مليون دولار لتطوير المشروع الثالث للأسمدة الفوسفاتية

وقَّعت شركة التعدين العربية السعودية (معادن) عدداً من العقود المتعلقة بتطوير المشروع الثالث لتصنيع الأسمدة الفوسفاتية بقيمة إجمالية 922 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريّف في افتتاح اليوم الثاني من «مؤتمر التعدين الدولي» المقام في الرياض (الشرق الأوسط)

الخريّف: رأس المال البشري أهم الأصول التي تمتلكها السعودية

وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريّف يدعو الشباب السعوديين إلى قيادة مستقبل قطاع التعدين في المملكة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي خلال «مؤتمر التعدين الدولي» في الرياض (الشرق الأوسط) play-circle 01:18

خاص وزيرة مغربية لـ«الشرق الأوسط»: تحسين شبكات الكهرباء وإعادة التدوير ضمن أولوياتنا

أسعار الكهرباء والسياسات الطاقة تحتل مركز الإصلاحات الاقتصادية بالمغرب، ووزيرة الانتقال الطاقي تؤكد أن تحسين الشبكات يشكّل أولوية قصوى.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية يُلقي كلمته في افتتاح المؤتمر (الشرق الأوسط) play-circle 00:27

السعودية تخطو بثبات لتصبح «وادي السيليكون» في قطاع التعدين

تمضي السعودية قدماً في وضع نفسها على خريطة المعادن المهمة عالمياً ولتكون «وادي السيليكون» في مجال التعدين، بإعلانها صفقات وخططاً استثمارية واكتشافات.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية فاطمة شيبوب في مؤتمر التعدين الدولي (الشرق الأوسط) play-circle 01:15

وزيرة الصناعة التونسية: نستهدف مضاعفة مساهمة الفوسفات في الناتج المحلي

أكدت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية فاطمة شيبوب، أن الفوسفات يساهم بنسبة 1 في المائة بالناتج المحلي الخام، وتهدف البلاد إلى مضاعفة هذه المساهمة.

آيات نور (الرياض)

«تي إس إم سي» تحقق أرباحاً قياسية مدفوعة بالذكاء الاصطناعي

يسير الناس في الشوارع أمام مصنع «تي إس إم سي» رقم 18 في حديقة العلوم الجنوبية في تايوان (رويترز)
يسير الناس في الشوارع أمام مصنع «تي إس إم سي» رقم 18 في حديقة العلوم الجنوبية في تايوان (رويترز)
TT

«تي إس إم سي» تحقق أرباحاً قياسية مدفوعة بالذكاء الاصطناعي

يسير الناس في الشوارع أمام مصنع «تي إس إم سي» رقم 18 في حديقة العلوم الجنوبية في تايوان (رويترز)
يسير الناس في الشوارع أمام مصنع «تي إس إم سي» رقم 18 في حديقة العلوم الجنوبية في تايوان (رويترز)

حققت شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات «تي إس إم سي»، ربحاً ربع سنوي قياسياً يوم الخميس، وأعلنت عن توقعاتها لنمو قوي في الإيرادات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، بفضل زيادة الطلب على الرقائق المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وفي حين أن الأعمال التجارية تزدهر، تواجه «تي إس إم سي» تحديات من القيود التكنولوجية التي فرضتها الحكومة الأميركية على الصين. فقد أعلنت إدارة بايدن، هذا الأسبوع، عن خطط لفرض مزيد من القيود على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. وعلى الرغم من السماح لتايوان وحلفاء الولايات المتحدة المقربين بالوصول غير المحدود إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأميركية، فإن هذه القيود قد تؤثر على الطلب من بعض العملاء، وفق «رويترز».

إضافة إلى ذلك، يثير وصول إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب، التي هدّدت بفرض تعريفات جمركية واسعة على الواردات، مزيداً من عدم اليقين. ومع ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة «تي إس إم سي»، سي سي وي، إن ضوابط التصدير الأميركية على رقائق الذكاء الاصطناعي الموجهة إلى الصين تعد قضية يمكن التعامل معها من قبل الشركة.

وأشار وي إلى أن «تي إس إم سي» تقدم حالياً طلبات للحصول على تصاريح خاصة للعملاء الذين قد يخضعون للقيود، مؤكداً ثقته بأن هذه التصاريح ستُمنح، دون أن يقدم تفاصيل إضافية.

وفيما يتعلق بمناقشات «تي إس إم سي» مع الإدارتين الأميركية الحالية والمقبلة، قال وي: «أود أن أؤكد لكم أن لدينا تواصلاً صريحاً ومنفتحاً مع الحكومتين الحالية والمستقبلية»، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.

وسجلت أكبر شركة لتصنيع الرقائق التعاقدية في العالم، التي تضم في قائمة عملائها شركات كبرى مثل «أبل» و«إنفيديا»، ارتفاعاً بنسبة 57 في المائة في صافي الدخل ليصل إلى 374.68 مليار دولار تايواني (11.4 مليار دولار) للربع المنتهي في 31 ديسمبر (كانون الأول)، وهو أعلى مستوى قياسي لأي ربع، ويتماشى مع التوقعات. كما ارتفعت الإيرادات بنسبة 39 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وتتوقع الشركة أن تحقق إيرادات مماثلة في الربع الحالي، بزيادة تصل إلى نحو 37 في المائة، مع الحفاظ على توقعاتها المتفائلة بشأن الطلب على الذكاء الاصطناعي. كما توقعت «تي إس إم سي» نمواً في الإيرادات بنسبة تتراوح بين 20 في المائة و30 في المائة خلال عام 2025 بالكامل.

وأضافت الشركة، التي تبني مصانع جديدة في الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وتايوان، أنها تتوقع أن يتراوح إنفاقها الرأسمالي لهذا العام بين 38 مليار دولار و42 مليار دولار، بزيادة تصل إلى 41 في المائة. وأكدت أن خططها لجميع مصانعها في الخارج تسير على المسار الصحيح.

وقد أسهمت طفرة الذكاء الاصطناعي في رفع قيمة أسهم «تي إس إم سي»، الشركة الأكثر قيمة في آسيا؛ حيث ارتفعت أسهمها المدرجة في تايبيه بنسبة 81 في المائة العام الماضي، مقارنة بمكاسب السوق الأوسع التي بلغت 28.5 في المائة. وأغلقت الأسهم بزيادة قدرها 3.8 في المائة يوم الخميس قبل مكالمة الأرباح التي تُجرى عادة بعد إعلان النتائج المالية الفصلية أو السنوية.