ترمب يهدد الصناعة البريطانية بخسائر فادحة

تقدر قيمتها بـ3 مليارات دولار سنوياً

عامل يرتدي بدلة واقية يشغل آلة داخل مصنع تصنيع البطاريات «إنفجن» في سندرلاند (رويترز)
عامل يرتدي بدلة واقية يشغل آلة داخل مصنع تصنيع البطاريات «إنفجن» في سندرلاند (رويترز)
TT

ترمب يهدد الصناعة البريطانية بخسائر فادحة

عامل يرتدي بدلة واقية يشغل آلة داخل مصنع تصنيع البطاريات «إنفجن» في سندرلاند (رويترز)
عامل يرتدي بدلة واقية يشغل آلة داخل مصنع تصنيع البطاريات «إنفجن» في سندرلاند (رويترز)

حذر المحللون من أن التعريفات الجمركية التي يفرضها دونالد ترمب تهدد بتكبد الصناعة البريطانية خسائر تقدر بنحو 3 مليارات دولار (2.5 مليار جنيه إسترليني) سنوياً.

ويشمل القطاع الصناعي الذي من المتوقع أن يتأثر بشدة، السيارات والطيران والأدوية والآلات، وذلك بسبب اقتراح فرض ضريبة بنسبة 20 في المائة على السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة، وفقاً لتحليل جديد من مجموعة «بوسطن للاستشارات».

وعلى الرغم من أن بعض التأثير الاقتصادي العام قد يتم تعويضه من خلال زيادة متوقعة في بيع الخدمات مثل الخدمات المصرفية، فإن الأرقام تبرز المخاطر التي تواجه بريطانيا من حرب تجارية وشيكة مع ترمب. وكان «مركز الأبحاث الاقتصادية والأعمال» قد حذر في وقت سابق من أن الحواجز التجارية قد تؤدي إلى تقليص الناتج المحلي الإجمالي لبريطانيا بنسبة 0.9 بنهاية إدارة ترمب، وفق صحيفة «التلغراف».

وهناك آمال في أن العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة قد تعني أن المملكة المتحدة قد تنجو من أسوأ تأثيرات التعريفات الجمركية المخطط لها من قبل ترمب. ومع ذلك، ستتأثر الصناعة البريطانية بشكل كبير إذا تم فرض رسوم إضافية.

ويشكو المصنعون بالفعل من أن تنافسيتهم الدولية تتعرض للضرر بسبب تكاليف الطاقة المرتفعة للغاية في البلاد، وفقاً لجماعة الصناعة «ميك يو كيه». وقد حمّلت الجماعة مسؤولية ارتفاع أسعار الطاقة في بريطانيا إلى سعي البلاد لتحقيق هدف الحياد الكربوني، مما جعل الكهرباء أكثر تكلفة.

وقالت «ميك يو كيه» و«بي دبليو سي» في تقرير نُشر يوم الاثنين: «أسعار الطاقة في الصناعات البريطانية بوصفها عاملاً من عوامل الإنتاج كانت دائماً أعلى من جيراننا المقربين عبر القارة». وأضافوا: «جزء من هذا الفارق، لا سيما بالمقارنة مع المنافسين خارج الاتحاد الأوروبي، يتكون من التكاليف المرتفعة المرتبطة بالانتقال إلى مصادر الطاقة الأكثر اخضراراً على مستوى الإمداد».

وأوضحت «ميك يو كيه» أن أكثر من 90 في المائة من الشركات المصنعة تتوقع زيادة في تكاليف العمالة. وكان من أكثر الأسباب شيوعاً وراء ذلك زيادة المساهمات في التأمين الوطني وزيادة الحد الأدنى للأجور.

ويتوقع أكثر من ثلث المصنعين تباطؤ الاقتصاد هذا العام. ومع ذلك، يتوقع نفس الحصة لتسارع النشاط، مما يشير إلى عدم اليقين الواسع حول التوقعات المستقبلية.

كما توقعت تقارير مجموعة «بوسطن للاستشارات» أن تتراجع التجارة مع الصين بنسبة 2.3 في المائة سنوياً، حيث يؤدي العداء بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تجاه ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى دفع سلاسل التوريد العالمية إلى الابتعاد عن الصين.

ويأتي هذا التحذير بعد زيارة وزيرة الخزانة راشيل ريفز للصين في عطلة نهاية الأسبوع، في محاولة لتعزيز الروابط الاقتصادية مع البلاد الشيوعية.

كما توقعت «بوسطن للاستشارات» أن التجارة مع كندا واليابان ستظل ثابتة، رغم أن واردات الغاز الطبيعي من الولايات المتحدة والنرويج من المتوقع أن ترتفع بشكل حاد في السنوات المقبلة.

وقال متحدث باسم وزارة الخزانة: «لقد قدمنا موازنة غير مسبوقة في البرلمان بهدف مسح اللوحة المالية وتوفير الاستقرار الذي يحتاج إليه قطاع الأعمال بشدة».

وأضاف: «أكد مكتب الموازنة المستقلة أن هذه الموازنة ستؤدي إلى انخفاض البطالة وزيادة الأجور في السنوات المقبلة، وأن أكثر من نصف أصحاب العمل سيشاهدون إما خفضاً وإما عدم تغيير في فواتير التأمين الوطني الخاصة بهم. والآن نحن نركز على تنفيذ خطة التغيير التي ستجعل بريطانيا تبني، وتفتح باب الاستثمار، وتدعم الأعمال التجارية لكي نتمكن من تحسين جميع مناطق البلاد».


مقالات ذات صلة

نتنياهو يشكر ترمب وبايدن بعد التوصل لاتفاق غزة

شؤون إقليمية  رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

نتنياهو يشكر ترمب وبايدن بعد التوصل لاتفاق غزة

وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، الشكر للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على ضمان التوصل لاتفاق لإعادة الرهائن في غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يمين) والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ف.ب)

مصادر: بوتين سيطالب بعدم انضمام أوكرانيا لـ«الناتو» أبداً ضمن أي محادثات مع ترمب

كشفت مصادر مطلعة عن أن روسيا ستطالب بأن تقلص أوكرانيا علاقاتها العسكرية بشكل كبير مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأن تصبح دولة محايدة تمتلك جيشاً محدوداً.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ الرئيس البنمي حينها خوان كارلوس فاريلا يتحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع في المكتب البيضوي بالبيت الأبيض في العاصمة واشنطن... 19 يونيو 2017 (رويترز)

بعد تهديده باستعادة القناة... هل يدفع ترمب بنما لمزيد من التقارب مع الصين؟

حذّر مسؤولون أميركيون سابقون من أن تهديد الرئيس الأميركي المنتخب ترمب بالقوة العسكرية لاستعادة قناة بنما قد ينفّر الحكومة البنمية ويدفعها للاقتراب من الصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ ترمب وروبين في حدث انتخابي في كارولاينا الشمالية 4 نوفمبر 2024 (رويترز)

روبيو... صقر جمهوري لمنصب وزير الخارجية

حرص ماركو روبيو، الذي اختاره دونالد ترمب لوزارة الخارجية في إدارته الجديدة، أمام مجلس الشيوخ، الأربعاء، على مهاجمة الصين.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يحتفي بإنجاز «اتفاق غزة»: بداية لأشياء عظيمة قادمة

أعلن الرئيس الأميركي المنتخبب دونالد ترمب اليوم (الأربعاء) عبر منصته «تروث سوشيال» التوصل الى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«دافوس»: الصراعات المسلحة أكبر خطر على النمو الاقتصادي العالمي في 2025

شعار «منتدى دافوس» (رويترز)
شعار «منتدى دافوس» (رويترز)
TT

«دافوس»: الصراعات المسلحة أكبر خطر على النمو الاقتصادي العالمي في 2025

شعار «منتدى دافوس» (رويترز)
شعار «منتدى دافوس» (رويترز)

أظهر استطلاع للرأي أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي، ونشره الأربعاء، أن الصراعات المسلحة هي أكبر خطر في عام 2025، في الوقت الذي يجتمع فيه قادة حكومات وشركات لحضور المنتدى السنوي في دافوس الأسبوع المقبل.

وعدّ واحد من كل أربعة تقريباً من أكثر من 900 خبير في الأوساط الأكاديمية والشركات وصنع السياسات تم استطلاع آرائهم أن الصراع، بما يشمل الحروب والإرهاب، هو أكبر خطر على النمو الاقتصادي هذا العام.

وحلت ظواهر الأرصاد شديدة السوء في المركز الثاني من حيث الخطر بعدما كانت مصدر القلق الأول في عام 2024.

وقال ميريك دوسيك المدير العام للمنتدى الاقتصادي العالمي في بيان مصاحب للتقرير: «في عالم يتسم بالانقسامات العميقة والمخاطر المتعاقبة، على قادة العالم الاختيار، إما تعزيز التعاون والمرونة، وإما مواجهة تفاقم عدم الاستقرار». وأضاف: «لم تكن المخاطر أبداً أكبر من ذلك».

ويبدأ المنتدى في 20 يناير (كانون الثاني)، وهو اليوم نفسه الذي سيؤدي فيه دونالد ترمب اليمين رئيساً للولايات المتحدة. وسيلقي ترمب، الذي وعد بإنهاء الحرب في أوكرانيا، كلمة عبر الإنترنت في المنتدى يوم 23 يناير.

وقال رئيس المنتدى ومديره التنفيذي بورغ بريندي إن سوريا، و«الوضع الإنساني البشع في غزة»، والتصعيد المحتمل للصراع في الشرق الأوسط، ستكون محل اهتمام في المنتدى.

وبحسب الاستطلاع، عدّ الخبراء أن أكبر خطر سيواجه العالم خلال العامين المقبلين، هو تهديد المعلومات المضللة والمغلوطة الذي احتفظ بالتصنيف نفسه لعام 2024. ووفقاً للاستطلاع، فإن الخطر العالمي هو حالة من شأنها أن تؤثر سلباً، وبنسبة كبيرة على الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أو السكان، أو الموارد الطبيعية.

واستطلع المنتدى آراء الخبراء في شهري سبتمبر (أيلول)، وأكتوبر (تشرين الأول).

ويتوقع 64 في المائة من المشاركين في الاستطلاع، بما يمثل الأغلبية، استمرار تعدد الأقطاب، والتفكك في النظام العالمي.