ارتفاع معتدل لأسعار المنتجين في الولايات المتحدة خلال ديسمبر

وسط استقرار السوق

عمال ينتجون بعض الصمامات المتخصصة في مصنع شركة «إمرسون إليكتريك» في مارشالتاون (رويترز)
عمال ينتجون بعض الصمامات المتخصصة في مصنع شركة «إمرسون إليكتريك» في مارشالتاون (رويترز)
TT

ارتفاع معتدل لأسعار المنتجين في الولايات المتحدة خلال ديسمبر

عمال ينتجون بعض الصمامات المتخصصة في مصنع شركة «إمرسون إليكتريك» في مارشالتاون (رويترز)
عمال ينتجون بعض الصمامات المتخصصة في مصنع شركة «إمرسون إليكتريك» في مارشالتاون (رويترز)

ارتفعت أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بشكل معتدل في ديسمبر (كانون الأول)، لكن من غير المرجح أن يُحدث ذلك تغييراً جوهرياً في التوقعات التي تشير إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي لن يخفض أسعار الفائدة مرة أخرى قبل النصف الثاني من العام، في ظل مرونة سوق العمل.

ووفقاً لمكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل، سجل مؤشر أسعار المنتجين للطلب النهائي زيادة بنسبة 0.2 في المائة في ديسمبر بعد زيادة غير معدلة بنسبة 0.4 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا ارتفاع المؤشر بنسبة 0.3 في المائة.

وعلى أساس سنوي، تسارع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 3.3 في المائة حتى ديسمبر، مقارنة بزيادة بلغت 3 في المائة في نوفمبر. ويعكس هذا الارتفاع السنوي بشكل جزئي تراجع أسعار العام الماضي، خاصةً أسعار منتجات الطاقة التي تم استبعادها من الحساب.

وجاء هذا التقرير في أعقاب بيانات الشهر الماضي التي أظهرت ارتفاعاً حاداً في الوظائف غير الزراعية في ديسمبر، وانخفاضاً في معدل البطالة، ما دفع الخبراء إلى توقع أن يبقي البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير حتى يونيو (حزيران) المقبل.

وفي «وول ستريت»، بدأت بعض المؤسسات المالية الكبرى في تعديل توقعاتها بشأن السياسة النقدية، حيث بات «بنك أوف أميركا» للأوراق المالية يرى أن دورة تخفيف أسعار الفائدة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهت، في حين يتوقع بنك «غولدمان ساكس» الآن تخفيضين في أسعار الفائدة هذا العام، أحدهما في يونيو والآخر في ديسمبر، بعد أن خفض توقعاته من ثلاثة تخفيضات سابقة.

وكانت دورة تخفيض أسعار الفائدة قد بدأت في سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث خفض البنك المركزي سعر الفائدة القياسي بمقدار 100 نقطة أساس إلى النطاق الحالي بين 4.50-4.75 في المائة. وكان التخفيض الأخير قد تم في ديسمبر، حيث توقع صناع السياسات تخفيضين لأسعار الفائدة هذا العام بدلاً من التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى أربعة تخفيضات.

وكانت أسعار الفائدة قد ارتفعت بمقدار 5.25 نقطة مئوية في عامي 2022 و2023 في إطار مساعي البنك المركزي لترويض التضخم. ومع ذلك، تزايدت المخاوف من أن تعهدات الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض أو زيادة التعريفات الجمركية على الواردات، بالإضافة إلى خطط ترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين، قد تسهم في تأجيج التضخم مجدداً. وقد تجلى ذلك في ارتفاع توقعات المستهلكين للتضخم في يناير (كانون الثاني).


مقالات ذات صلة

الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

ما المتوقع من بيانات التضخم الأميركية اليوم؟

من المحتمل أن يكون التضخم في الولايات المتحدة قد تفاقم الشهر الماضي على خلفية ارتفاع أسعار الغاز والسيارات المستعملة. فكيف سينعكس ذلك على قرار «الفيدرالي»؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداول في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)

انخفاض عائدات سندات الخزانة الأميركية بعد بيانات ضعيفة لأسعار المنتجين

انخفضت عائدات سندات الخزانة الأميركية يوم الثلاثاء، بعد أن أظهرت البيانات ارتفاعاً معتدلاً في أسعار المنتجين لشهر ديسمبر، وهو ما جاء دون التوقعات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الاقتصاد أوراق الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يحافظ على مكاسبه مع تقليص رهانات خفض الفائدة الأميركية

استقر الدولار قرب أعلى مستوى في أكثر من عامين يوم الثلاثاء، مع تقليص المتعاملين رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة الأميركية في 2025 بعد بيانات اقتصادية قوية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة )
الاقتصاد شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)

نمو الوظائف الأميركية يفوق التوقعات والبطالة تتراجع إلى 4.1 %

تسارع نمو الوظائف في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في ديسمبر، بينما انخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة، مما يعكس قوة سوق العمل في نهاية العام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

نمو أرباح «ويلز فارغو» في الربع الأخير بفضل نشاط الصفقات

رجل يمشي بالقرب من فرع لبنك «ويلز فارغو» في سياتل (رويترز)
رجل يمشي بالقرب من فرع لبنك «ويلز فارغو» في سياتل (رويترز)
TT

نمو أرباح «ويلز فارغو» في الربع الأخير بفضل نشاط الصفقات

رجل يمشي بالقرب من فرع لبنك «ويلز فارغو» في سياتل (رويترز)
رجل يمشي بالقرب من فرع لبنك «ويلز فارغو» في سياتل (رويترز)

حقّق بنك «ويلز فارغو» في الربع الأخير من العام نمواً ملحوظاً في الأرباح، بفضل انتعاش نشاط إبرام الصفقات، مما عزّز من أداء خدماته المصرفية الاستثمارية. وارتفعت أسهمه بنسبة 3.1 في المائة إلى 73.40 دولار في تعاملات ما قبل السوق يوم الأربعاء، بعد أن توقع أيضاً زيادة في صافي دخل الفائدة -الفرق بين ما تكسبه من القروض وما تدفعه على الودائع- في عام 2025.

وتعزّزت نتائج البنك بفضل انتعاش النشاط المصرفي العام الماضي؛ حيث حفّزت الثقة المتزايدة الشركات على إصدار الأسهم والديون، بالإضافة إلى إبرام صفقات، مما رفع أحجام الأعمال من أدنى مستوى لها في عقد من الزمان خلال 2023. كما يتوقع المصرفيون أن يشهد عام 2025 نشاطاً أكبر في صفقات الاندماج والاستحواذ، مدعوماً بتوقعات خفض الضرائب على الشركات وتخفيف القيود التنظيمية، إلى جانب سياسات داعمة للأعمال في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، وفق «رويترز».

وارتفعت رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية لبنك «ويلز فارغو» بنسبة 59 في المائة إلى 725 مليون دولار في الربع مقارنة بالعام السابق. وتحت قيادة الرئيس التنفيذي تشارلي شارف، سعى البنك إلى تنويع مصادر إيراداته من خلال تعزيز أعماله القائمة على الرسوم، مثل الخدمات المصرفية الاستثمارية والتداول. كما عيّن البنك عدداً من الخبراء من المنافسين العام الماضي؛ لتعزيز صفوفه في مجال المصرفية الاستثمارية، بمن في ذلك المخضرم في إبرام الصفقات، دوج براونشتاين.

وبالنسبة إلى إيرادات الخدمات المصرفية الاستثمارية العالمية، فقد ارتفعت بنسبة 26 في المائة إلى 86.80 مليار دولار في عام 2024. في حين زادت الإيرادات في أميركا الشمالية بنسبة 33 في المائة مقارنة بالعام السابق.

وشهد البنك أيضاً تحسّناً ملحوظاً في مصاريفه غير المرتبطة بالفائدة؛ حيث انخفضت بنسبة 12 في المائة إلى 13.90 مليار دولار في الربع مقارنة بالعام السابق. كما ارتفع صافي دخل البنك إلى 5.08 مليار دولار، أو 1.43 دولار للسهم، مقارنة بـ3.45 مليار دولار، أو 86 سنتاً للسهم في الفترة نفسها من العام الماضي.

وعلى الرغم من انخفاض صافي دخل الفائدة في الربع الرابع بنحو 7 في المائة إلى 11.84 مليار دولار بسبب تأثير انخفاض الأسعار على الأصول ذات الأسعار العائمة، يتوقع البنك أن يبدأ صافي دخل الفائدة النمو مرة أخرى في عام 2025، مدفوعاً بانخفاض تكاليف الودائع وتعافي الطلب على القروض.

وحول الإصلاحات التنظيمية، خضع «ويلز فارغو» لجهود مستمرة في تحسين امتثاله منذ فضيحة الحسابات المزيفة في 2016. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أفادت تقارير حصرية بأن البنك يقترب من اجتياز الاختبارات التنظيمية اللازمة لرفع سقف الأصول المفروض عليه، مما قد يحدث في النصف الأول من عام 2025.

وفي ختام عام 2024، قفز سهم «ويلز فارغو» بنسبة 42.7 في المائة، متفوقاً على منافسيه مثل: «جيه بي مورغان»، وبنك «أوف أميركا»، و«سيتي غروب»، بالإضافة إلى مؤشر بنك «كيه بي دبليو» الأوسع.