الدولار الأميركي يرتفع مدعوماً بالتقرير القوي عن سوق العمل

أوراق الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق الدولار الأميركي (رويترز)
TT
20

الدولار الأميركي يرتفع مدعوماً بالتقرير القوي عن سوق العمل

أوراق الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق الدولار الأميركي (رويترز)

شهد الدولار الأميركي ارتفاعاً ملحوظاً يوم الاثنين، مما دفع العملات الأخرى إلى أدنى مستويات في عدة سنوات، بعد نشر تقرير قوي عن سوق الوظائف في الولايات المتحدة، مما أكد على قوة أكبر اقتصاد في العالم، وأربك التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» هذا العام.

وصعد الدولار إلى أعلى مستوياته في أكثر من عامين يوم الاثنين، مقابل سلة من العملات؛ حيث بلغ ذروته عند 109.98، مواصلاً موجة الصعود التي بدأها الأسبوع الماضي. ورغم ضعف التداول في الجلسة الآسيوية نتيجة عطلة الأسواق اليابانية، شهدت سوق الصرف الأجنبي تحركات متقلبة؛ حيث سجلت عملات أخرى أدنى مستويات جديدة على خلفية قوة الدولار، وفق «رويترز».

وسجل اليورو أضعف مستوى له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 عند 1.0275 دولار، بينما كان الجنيه الإسترليني أحد أكبر الخاسرين؛ حيث انخفض بأكثر من 0.5 في المائة إلى أدنى مستوى له في 14 شهراً عند 1.2128 دولار. وتعرض الجنيه الإسترليني لضغوط شديدة بسبب المخاوف المحلية المتعلقة بارتفاع تكاليف الاقتراض، والقلق المتزايد بشأن الوضع المالي في بريطانيا؛ حيث شهد تراجعاً بنسبة 1.8 في المائة الأسبوع الماضي.

وأظهرت بيانات يوم الجمعة أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة تسارع بشكل غير متوقع في ديسمبر (كانون الأول)، في حين انخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة، مما يبرز قوة سوق العمل، ويعزز التوقعات باستمرار الأداء الاقتصادي الجيد. ودفع هذا التقرير المتداولين إلى تقليص رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام. حالياً، تسعر الأسواق 27 نقطة أساس فقط من تخفيضات أسعار الفائدة، انخفاضاً من نحو 50 نقطة أساس في بداية العام.

ومع قراءة بيانات التضخم الأميركية المقررة يوم الأربعاء المقبل، فإن أي مفاجأة صعودية قد تؤدي إلى إغلاق الباب أمام التيسير النقدي تماماً. ومن المتوقع أن يتحدث عدد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، مما قد يساهم في توضيح سياسة البنك المستقبلية.

وقال نيك ريس، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي في «مونيكس أوروبا»، تعليقاً على تقرير الرواتب غير الزراعية: «تؤكد هذه الجولة الأخيرة من البيانات على أن الاستثنائية الاقتصادية الأميركية تظل موضوعاً رئيسياً للسوق في بداية عام 2025». وأضاف أن «استقرار سوق العمل في الولايات المتحدة جنباً إلى جنب مع مخاطر التضخم الصاعدة، قد يدعمان وقفة ممتدة في سياسة التيسير من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي».

وتابع ريس؛ مشيراً إلى التوقعات السياسية في الولايات المتحدة: «خطط ترمب لفرض تعريفات جمركية عالية وتخفيضات ضريبية وقيود على الهجرة قد تؤدي إلى تأجيج التضخم، وهو ما قد يعيق التيسير الاقتصادي في المستقبل».

في المقابل، هبط الدولار الأسترالي إلى أضعف مستوى له منذ أبريل (نيسان) 2020 عند 0.6131 دولار، كما انخفض الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.05 في المائة ليبلغ 0.55525 دولار، مواصلاً الانخفاض بالقرب من أدنى مستوياته في أكثر من عامين.

وفي حين خالف اليوان الاتجاه العالمي، ارتفع يوم الاثنين، بعد أن كثفت بكين جهودها لدعم العملة الضعيفة. وقامت الصين بتخفيف بعض القواعد للسماح بمزيد من الاقتراض الخارجي، وأرسلت تحذيرات شفهية لدعم استقرار اليوان. وفي أعقاب هذه التحركات، ارتفع اليوان المحلي بشكل طفيف إلى 7.3318 مقابل الدولار، بينما سجل اليوان الخارجي مكاسب تزيد على 0.15 في المائة ليبلغ 7.3535 مقابل الدولار.

وقال كريستوفر وونغ، استراتيجي العملات في «أو سي بي سي»: «يبدو أن هذه التحركات تتابع الخطوات التي تم اتخاذها الأسبوع الماضي، بما في ذلك وقف مؤقت لمشتريات السندات، في محاولة لوقف تراجع اليوان». وأضاف: «يبدو أن بنك الشعب الصيني يبذل كل ما في وسعه للحفاظ على استقرار العملة».

وتعرض اليوان لضغوط متجددة؛ حيث لا يزال المستثمرون يشعرون بخيبة أمل إزاء عدم اتخاذ مزيد من إجراءات التحفيز من قبل بكين لدعم الاقتصاد المتعثر. ورغم أن بيانات التجارة الصينية لشهر ديسمبر أظهرت تحسناً في الصادرات والواردات، فإن الأسواق لم تستجب بشكل إيجابي؛ حيث ازدادت المخاوف بشأن آفاق التجارة الصينية في ظل عودة ترمب إلى البيت الأبيض.

على جانب آخر، ارتفع الين الياباني بنسبة 0.1 في المائة إلى 157.53، وذلك بعد أن خفف انخفاضه من الأخبار التي أفادت بأن صناع السياسات في بنك اليابان قد يرفعون توقعاتهم للتضخم، في اجتماع السياسة هذا الشهر، تمهيداً لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى.


مقالات ذات صلة

الدولار يستقر بانتظار قرارات البنوك المركزية

الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يستقر بانتظار قرارات البنوك المركزية

شهد الدولار تداولات في نطاقات ضيقة مقابل نظرائه الرئيسيين يوم الخميس، حيث واصل النضال من أجل إيجاد اتجاه واضح، في غياب أي إعلانات ملموسة بشأن الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
الاقتصاد صورة للرئيس دونالد ترمب على ورقة نقدية من فئة مائة دولار في بورصة نيويورك (أ.ب)

غموض سياسات ترمب ينعكس على الدولار

سجل الدولار ارتفاعاً طفيفاً، يوم الأربعاء، في تعاملات اتسمت بالتذبذب، وسط غياب الوضوح حول خطط الرئيس دونالد ترمب بشأن الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد متداول في «وول ستريت» بقاعة بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ.ب)

محللون ومديرون تنفيذيون: عالم ترمب ونحن نعيش فيه... والأصول المالية احتفلت مبكراً

عاد الدولار للارتفاع خلال تعاملات الثلاثاء، بعد تراجع لفترة قصيرة لم يذكر فيها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال تنصيبه في البيت الأبيض، فرض رسوم جمركية.

«الشرق الأوسط» (لندن - نيويورك)
الاقتصاد ورقة نقدية من فئة 5 دولارات مع خلفية العلم الأميركي (رويترز)

الدولار يرتفع وعائدات سندات الخزانة الأميركية تسجل تراجعاً ملحوظاً

شهد الدولار الأميركي ارتفاعاً حاداً يوم الثلاثاء، بعد تراجع مؤقت في وقت سابق من اليوم. وفي المقابل، هبطت عائدات سندات الخزانة الأميركية إلى أدنى مستوياتها.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة - نيويورك)
الاقتصاد سبائك ذهبية (رويترز)

الذهب يرتفع إلى أعلى مستوى في 10 أسابيع تحوطاً من رسوم ترمب الجمركية

ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى في أكثر من 10 أسابيع، مع هبوط الدولار في أعقاب تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مما دعّم من جاذبية الذهب.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الإمارات تكشف عن مشروع قطار فائق السرعة بين أبوظبي ودبي

الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم خلال حفل الكشف عن المشروع (وام)
الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم خلال حفل الكشف عن المشروع (وام)
TT
20

الإمارات تكشف عن مشروع قطار فائق السرعة بين أبوظبي ودبي

الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم خلال حفل الكشف عن المشروع (وام)
الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم خلال حفل الكشف عن المشروع (وام)

أعلن في الإمارات، اليوم، عن تدشين مشروع قطار فائق السرعة، يربط بين العاصمة أبوظبي وإمارة دبي، الذي سيُتيح للأفراد التنقّل بين المدينتين في مدة زمنية لا تتجاوز 30 دقيقة، وبسرعة قصوى تصل إلى 350 كيلومتراً في الساعة.

ووفق المعلومات الصادرة، فإن للمشروع تأثيراً إيجابياً على التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياحية على مستوى البلاد؛ حيث سيدعم حركة قطاع السياحة الوطنية، ويرفع من مستوى النمو الاقتصادي، في الوقت الذي يتوقع أن يُسهم القطار فائق السرعة في الناتج المحلي الإجمالي، بما يصل إلى 145 مليار درهم (39.4 مليار دولار) في غضون العقود الخمسة المقبلة.

فتح آفاق جديدة

وقال الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، إن مشروع القطار فائق السرعة بين أبوظبي ودبي يفتح آفاقاً جديدة في مسيرة التنمية الشاملة، من خلال تعزيز منظومة النقل والبنية التحتية الوطنية، من أجل بناء مستقبل مستدام لأجيال الحاضر والمستقبل.

وأضاف: «يسهم في الارتقاء بجودة الحياة اليومية، بما يلبي طموحات المرحلة المقبلة التي تتطلب الانتقال إلى السرعة القصوى في دعم جهود تحقيق أهداف وأولويات الرؤية الاقتصادية الوطنية التي تستشرف المستقبل، وتعتمد على المعرفة والابتكار».

دعم البنية التحتية

من جانبه، قال الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، إن «مشروع القطار فائق السرعة يكتسب أهمية وطنية كبرى، تتمثل في دعم البنية التحتية والمساهمة في تطوير باقي القطاعات الحيوية الأخرى، لا سيما أن هذا النوع من المشاريع الاستراتيجية يضعنا في طليعة الدول الرائدة في مجال الابتكار في منظومة تنقّل الأفراد باستخدام شبكة السكك الحديدية، لوضع تصور جديد لمفهوم التنقّل اليومي بين دبي وأبوظبي».

ولفت إلى أن ذلك يهدف لتحسين نمط حياة المواطنين والمقيمين والسياح، وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني عالمياً، من خلال منظومة نقل حديثة تواكب أرقى التطورات في البنية التحتية العصرية.

الحياد المناخي

وستتولّى شركة قطارات الاتحاد مهمة تطوير وتشغيل هذا المشروع، في وقت عدّ مشروع القطار فائق السرعة بين أبوظبي ودبي خطوة نوعية تُسهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات وجهة رائدة في مجال النقل الذكي، من خلال تطوير منظومة النقل المستدام والارتقاء ببنيتها التحتية، وبما يواكب التوجهات الوطنية لتحقيق التوازن بين مسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة والحفاظ على البيئة، وتحقيقاً لأهداف «المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050».

وشهدت مراسم الإعلان عن المشروع توقيع سيف غباش، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وعبد الله البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، على ميثاق تعاون لتعزيز البنية التحتية لمشروع القطار فائق السرعة بين أبوظبي ودبي، وذلك في إطار التعاون الوثيق بين المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي والمجلس التنفيذي لإمارة دبي.

طرح المناقصات

وعلى صعيد أعمال تطوير مشروع القطار فائق السرعة، تم طرح المناقصات الخاصة بعقود المشروع، واعتماد التصاميم الخاصة بالشبكة، ما يعكس التقدم الملحوظ في تطوير المشروع، ويضمن سيره بسلاسة، إذ تأتي هذه الإنجازات الأساسية تمهيداً لتطوير المراحل التالية من المشروع، وصولاً لاكتماله بصورة نهائية في السنوات المقبلة.

وسيخدم أسطول قطار الركاب الطرق الحضرية والإقليمية، ليربط بين المدن والمجتمعات الرئيسية في مختلف أنحاء البلاد؛ وفقاً لما أعلن عنه.