إيرادات «تي إس إم سي» التايوانية تتجاوز توقعات السوق في الربع الأخير

بفضل طفرة الذكاء الاصطناعي

شعار عملاق الرقائق التايواني «تي إس إم سي» في تاينان بتايوان (رويترز)
شعار عملاق الرقائق التايواني «تي إس إم سي» في تاينان بتايوان (رويترز)
TT

إيرادات «تي إس إم سي» التايوانية تتجاوز توقعات السوق في الربع الأخير

شعار عملاق الرقائق التايواني «تي إس إم سي» في تاينان بتايوان (رويترز)
شعار عملاق الرقائق التايواني «تي إس إم سي» في تاينان بتايوان (رويترز)

أعلنت «شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة (تي إس إم سي)»، أكبر شركة لصناعة الرقائق التعاقدية في العالم، يوم الجمعة، إيرادات الرُّبع الأخير التي تجاوزت بسهولة التوقُّعات السوقية، وحققت تقديراتها الخاصة، بفضل الفائدة الناتجة عن الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي.

ووفق حسابات «رويترز»، بلغت إيرادات الشركة في الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) إلى ديسمبر (كانون الأول) 2024 نحو 868.42 مليار دولار تايواني (26.36 مليار دولار)، متفوقة على تقديرات «إل إس إي جي» التي كانت 853.57 مليار دولار تايواني (25.90 مليار دولار) استناداً إلى توقعات 23 محللاً. وهذا يمثل نمواً بنسبة 34.4 في المائة على أساس سنوي، مقارنة بإيرادات بلغت 19.62 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.

وتعدّ هذه الأرقام خطوة مهمة في استراتيجية «تي إس إم سي»، التي تضم عملاء رئيسيين مثل «أبل» و«إنفيديا»، حيث كانت الشركة في طليعة المسيرة نحو الذكاء الاصطناعي، مما ساعدها على تجاوز تأثير تراجع الطلب - الذي نتج عن جائحة «كورونا» - على الرقائق المستخدَمة في الإلكترونيات الاستهلاكية مثل الأجهزة اللوحية.

وفي أحدث مكالمة مع المستثمرين بعد الإعلان عن نتائج أرباحها المالية في أكتوبر، توقَّعت «تي إس إم سي» أن تتراوح إيرادات الرُّبع الأخير بين 26.1 مليار دولار و26.9 مليار دولار. وفي ديسمبر وحده، أعلنت الشركة زيادة في الإيرادات بنسبة 57.8 في المائة على أساس سنوي، ليصل إجمالي الإيرادات إلى 278.16 مليار دولار تايواني.

ولم تقدم الشركة تفاصيل إضافية في بيان الإيرادات، لكنها أكدت أن طفرة الذكاء الاصطناعي كانت عاملاً رئيسياً في تحقيق هذه النتائج القوية. وفي هذا السياق، أعلنت شركة «فوكسكون» التايوانية، إيرادات قوية في الرُّبع الأخير؛ نتيجة للطلب المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تجاوزت «فوكسكون» التوقعات، وسجلت أعلى إيرادات لها على الإطلاق.

من المتوقع أن تعلن شركة «تي إس إم سي» أرباح الرُّبع الرابع كاملة في 16 يناير (كانون الثاني)، حيث ستقوم بتحديث توقعاتها للرُّبع الحالي والعام بأكمله. وفي العام الماضي، شهد سهم الشركة المدرج في بورصة تايبيه ارتفاعاً بنسبة 81 في المائة، مقارنة بمكاسب السوق الأوسع التي بلغت 28.5 في المائة، بينما أغلق سهم الشركة ثابتاً، يوم الجمعة، قبل صدور الأرقام.


مقالات ذات صلة

التكنولوجيا في ميدان القتال: كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل الحروب الحديثة؟

شؤون إقليمية مشهد للدمار الناتج عن ضربات جوية إسرائيلية على منازل فلسطينية في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز) play-circle

التكنولوجيا في ميدان القتال: كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل الحروب الحديثة؟

يثير الذكاء الاصطناعي مخاوف متزايدة حول تداعيات التكنولوجيا على حياة المدنيين، خاصة مع ارتفاع أعداد الضحايا بشكل غير مسبوق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ العلامة التجارية لشركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

كيف زوَّدت الشركات الأميركية إسرائيل بنماذج الذكاء الاصطناعي «الحربي»؟

مكَّنت شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة إسرائيل من تعقب المسلحين المزعومين وقتلهم بسرعة أكبر في غزة ولبنان من خلال ارتفاع حاد في خدمات الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم كيف تتعلم التعامل مع الذكاء الاصطناعي «زميلك الجديد في العمل»؟

كيف تتعلم التعامل مع الذكاء الاصطناعي «زميلك الجديد في العمل»؟

لا شك أن الذكاء الاصطناعي سوف يصبح أكثر حضوراً في حياتك العملية على مدار السنوات القليلة المقبلة.

كاثلين دايفس (واشنطن)
علوم (غيتي) يفتقر الذكاء الاصطناعي إلى الحدس والخبرة الواقعية للأطباء

تهديدات الذكاء الاصطناعي في طب الأسنان: بين الابتكار والمخاطر الأخلاقية

تكنولوجيا تحمل تحديات مستقبلية

د. عميد خالد عبد الحميد (لندن)

مباحثات تركية مكثفة مع بغداد وأربيل لاستئناف تصدير النفط عبر ميناء جيهان

جانب من مباحثات رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني مع نائبة وزير خارجية تركيا في أربيل الأربعاء (الخارجية التركية)
جانب من مباحثات رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني مع نائبة وزير خارجية تركيا في أربيل الأربعاء (الخارجية التركية)
TT

مباحثات تركية مكثفة مع بغداد وأربيل لاستئناف تصدير النفط عبر ميناء جيهان

جانب من مباحثات رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني مع نائبة وزير خارجية تركيا في أربيل الأربعاء (الخارجية التركية)
جانب من مباحثات رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني مع نائبة وزير خارجية تركيا في أربيل الأربعاء (الخارجية التركية)

تجري تركيا مباحثات مكثفة مع بغداد وأربيل حول استئناف تصدير النفط العراقي من خط كركوك - جيهان.

فقد عقدت نائبة وزير الخارجية التركي، عائشة بيريس أكينجي، على مدى يومين لقاءات مع المسؤولين في الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان، حيث التقت، الأربعاء، وزير النفط العراقي حيان عبد الغني في بغداد، ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في أربيل.

وجاء ذلك بعد لقاء أكينجي، في أربيل الثلاثاء، رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني.

وزير النفط العراقي حيان عبد الغني خلال لقائه نائبة وزير الخارجية التركي في بغداد الأربعاء (الخارجية التركية)

وبحسب وزارة الخارجية التركية، جرى خلال اللقاءات بحث فرص تطوير التعاون بين تركيا والعراق وإقليم كردستان في مجال النفط.

كما عقدت أكينجي، في بغداد الأربعاء، لقاء مع ممثلي الشركات التركية والعالمية العاملة في قطاع الطاقة في العراق.

كان وزير النفط العراقي، حيان عبد الغني، أعلن الاثنين، أن شحنات النفط من خط الأنابيب الممتد من كركوك إلى ميناء جيهان في أضنة جنوب تركيا، والتي توقفت قبل عامين ستستأنف خلال أسبوع، وأن حكومة بغداد ستتلقى 300 ألف برميل يوميا من حكومة إقليم كردستان العراق.

وقال وزير الموارد الطبيعية في كردستان العراق، كمال محمد، إن صادرات النفط قد تستأنف قبل مارس (آذار) لأن كل الإجراءات القانونية اكتملت، وذلك بعدما وافق البرلمان العراقي على تعديل للموازنة لدعم شركات النفط العالمية العاملة في كردستان على تحمل تكاليف الإنتاج بهدف فتح تصدير النفط الإقليم.

لكن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، قال، خلال تصريحات على هامش مشاركته في اجتماع اللجنة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم الأربعاء، إن تركيا لم تتلق أي إخطار بشأن هذه القضية، عقب إعلان وزير النفط العراقي أن صادرات النفط ستبدأ في غضون أسبوع.

جانب من لقاء رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني ونائبة وزير الخارجية التركي عائشة بيريس أكينجي في أربيل الثلاثاء (الخارجية التركية)

وتوقفت تدفقات النفط العراقي إلى ميناء جيهان، وهو منفذ النقل الذي يصل من خلاله نفط العراق إلى الأسواق العالمية، في أعقاب قرار محكمة التحكيم الدولية في باريس، في دعوى يعود تاريخها إلى عام 2014، تتعلق بانتهاك تركيا للاتفاقية الموقعة مع العراق بشأن تصدير النفط عبر خط الأنابيب إلى ميناء جيهان التركي.

وأوقفت تركيا تدفقات النفط في مارس (آذار) 2023 بعد أن أمرتها غرفة التجارة الدولية بدفع تعويضات لبغداد بقيمة 1.5 مليار دولار عن تصدير حكومة إقليم كردستان النفط بشكل غير مصرح به عبر خط الأنابيب في الفترة من عام 2014 إلى عام 2018، لكن تركيا أكدت عدم مخالفة الاتفاقية وأن لها تعويضات مستحقة على العراق بمبلغ 1.4 مليار دولار.

وقالت تركيا إن خط الأنابيب أصبح جاهزا منذ أواخر عام 2023 لاستئناف التدفقات، بعد إصلاح بعض الأعطال.

وكان خط الأنابيب، الذي توقف تدفقه في عام 2023، يوفر إمدادات يومية تبلغ 450 ألف برميل من النفط، وتشير التقديرات إلى أن توقف صادرات النفط إلى تركيا تسبب في خسائر اقتصادية للعراق تزيد على 23 مليار دولار.

نائبة وزير الخارجية التركي خلال لقاء مع ممثلي شركات النفط التركية والأجنبية في العراق (الخارجية التركية)

وسيخفف استئناف تدفق النفط من الضغوط الاقتصادية في إقليم كردستان بعد أن أدى التوقف إلى تأخير صرف رواتب العاملين في القطاع العام وتقليص الخدمات الأساسية.

وتظهر بيانات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أن العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في المنظمة بعد السعودية، يضخ حاليا نحو 4 ملايين برميل يوميا بما يتوافق مع هدف الإنتاج المتفق عليه مع تحالف «أوبك+» الأوسع.

ومن غير الواضح، حتى الآن، كيف سيزيد العراق صادراته من الشمال ويظل ملتزما بتخفيضات «أوبك+» وما إذا كان سيقلص الصادرات من البصرة، في المقابل.