الأسهم الآسيوية تتراجع بفعل توقعات الفائدة الأميركية

شخص يمشي أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي 225» الياباني في شركة أوراق مالية بطوكيو (أ.ب)
شخص يمشي أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي 225» الياباني في شركة أوراق مالية بطوكيو (أ.ب)
TT

الأسهم الآسيوية تتراجع بفعل توقعات الفائدة الأميركية

شخص يمشي أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي 225» الياباني في شركة أوراق مالية بطوكيو (أ.ب)
شخص يمشي أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي 225» الياباني في شركة أوراق مالية بطوكيو (أ.ب)

تراجعت الأسهم الآسيوية يوم الأربعاء؛ حيث أبقى الدولار القوي الين واليوان واليورو بالقرب من أدنى مستوياتهما في عدة أشهر، مع توقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون بطيئاً في خفض أسعار الفائدة، بعد أن أظهرت البيانات أن الاقتصاد الأميركي ظل مستقراً.

وانخفض مؤشر «إم إس سي آي» للأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، باستثناء اليابان، بنسبة 0.5 في المائة، في حين انخفض مؤشر «نيكي» الياباني بنسبة 0.1 في المائة. أما في «وول ستريت»، فقد أنهت المؤشرات الثلاثة الرئيسية تعاملات اليوم على انخفاض؛ حيث أثارت البيانات مخاوف بشأن احتمالية انتعاش التضخم، وفق «رويترز».

وتتوقع الأسواق أن يستمر المزاج المتشائم في أوروبا؛ حيث انخفضت العقود الآجلة لمؤشر «يوروستوكس 50» بنسبة 0.3 في المائة، وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.18 في المائة. كما من المرجح أن تؤثر عائدات السندات المرتفعة على أسهم التكنولوجيا في أوروبا، بعد أن لامست أعلى مستوى لها في أكثر من 5 أشهر يوم الثلاثاء.

وكان تركيز المستثمرين في عام 2025 على التحول المحتمل في توقعات أسعار الفائدة الأميركية، والاختلاف المتزايد في مسار السياسة النقدية بين الولايات المتحدة والاقتصادات الأخرى، إضافة إلى التهديدات المتعلقة بالتعريفات الجمركية بمجرد تولي الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه في 20 يناير (كانون الثاني).

وفي ديسمبر (كانون الأول)، توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة مرتين فقط في 2025، وهو أقل مما كان متوقعاً سابقاً. وتضع الأسواق حالياً أسعاراً أقل من ذلك؛ حيث تسعير الخفض الأول بالكامل في يوليو (تموز). في المقابل، من المتوقع أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بتخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة؛ حيث يتوقع المتداولون تخفيفاً بمقدار 99 نقطة أساس هذا العام، رغم تسارع التضخم في منطقة اليورو في ديسمبر.

أما بالنسبة للبيانات الأميركية، فقد أظهرت أن فرص العمل في الولايات المتحدة زادت بشكل غير متوقع في نوفمبر (تشرين الثاني)، في حين تباطأ التوظيف، مما يشير إلى أن سوق العمل قد لا تتطلب من بنك الاحتياطي الفيدرالي اتخاذ خطوات عاجلة لخفض أسعار الفائدة.

وقال كايل تشابمان، محلل أسواق النقد الأجنبي في مجموعة «بالينغر»، إن الأسواق ستتلقى مزيداً من الأدلة في تقرير الرواتب غير الزراعية المقرر يوم الجمعة. ومع انحياز السوق بقوة نحو خفض سعر الفائدة مرة واحدة فقط هذا العام، قد تشهد السوق تراجعاً في التوقعات الخاصة بإعادة التسعير المتشدد لمسار بنك الاحتياطي الفيدرالي.

من جانب آخر، ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.699 في المائة بعد صدور البيانات، وهو أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان)، مما عزز من قوة الدولار؛ حيث استقر مؤشر الدولار عند 108.65. ويركز المستثمرون الآن على تقرير الرواتب الذي سيصدر يوم الجمعة لقياس توقيت خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.


مقالات ذات صلة

سوق الأسهم السعودية تكسب 67 نقطة بدعم من البنوك

الاقتصاد مستثمر يراقب شاشة التداول في السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)

سوق الأسهم السعودية تكسب 67 نقطة بدعم من البنوك

ارتفع «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي)، بنهاية جلسة الثلاثاء، بمقدار67.21 نقطة، وبنسبة 0.55 في المائة، ليصل إلى مستويات 12333.67 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد متداول أمام شاشات في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق العالمية تتفاعل مع انطلاق المحادثات الروسية - الأميركية

شهدت الأسواق العالمية حالة من الترقب يوم الثلاثاء، مع انطلاق المحادثات بين المسؤولين الأميركيين والروس في الرياض.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرنكفورت (رويترز)

الأسهم الأوروبية تتراجع مع هبوط التكنولوجيا وارتفاع عوائد السندات

تراجعت الأسهم الأوروبية، يوم الثلاثاء، عن مستوياتها القياسية المرتفعة، متأثرة بهبوط أسهم قطاع تكنولوجيا المعلومات بقيادة شركة «كابغيميني»، وزيادة عوائد السندات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد لوحة كهربائية تعرض مؤشر «نيكي» في شركة وساطة بطوكيو (رويترز)

أسواق آسيا ترتفع بفضل دعم الصين للتكنولوجيا

ارتفعت الأسهم في آسيا بشكل عام، يوم الثلاثاء، مع صعود أسهم التكنولوجيا الصينية بعد لقاء الرئيس الصيني شي جينبينغ مع رواد الأعمال هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد أحد المستثمرين في السوق المالية السعودية بالرياض (أ.ف.ب)

سوق الأسهم السعودية تخسر أكثر من 100 نقطة

انخفض مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية «تاسي»، في نهاية جلسة الاثنين، بمقدار 105.61 نقطة، وبنسبة 0.85 في المائة، ليصل إلى مستوى 12266.46 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الصين تندّد أمام منظمة التجارة العالمية بالرسوم الجمركية الأميركية

مندوب الصين لدى منظمة التجارة العالمية يتحدث في ساحتها الداخلية في مناسبة سابقة (رويترز)
مندوب الصين لدى منظمة التجارة العالمية يتحدث في ساحتها الداخلية في مناسبة سابقة (رويترز)
TT

الصين تندّد أمام منظمة التجارة العالمية بالرسوم الجمركية الأميركية

مندوب الصين لدى منظمة التجارة العالمية يتحدث في ساحتها الداخلية في مناسبة سابقة (رويترز)
مندوب الصين لدى منظمة التجارة العالمية يتحدث في ساحتها الداخلية في مناسبة سابقة (رويترز)

حذّرت الصين، الثلاثاء، أمام منظمة التجارية العالمية من أن الرسوم الجمركية التي لوّح بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب - أو فرضها - قد تتسبب بزيادة التضخم وإحداث اضطرابات في السوق، وصولاً إلى ركود عالمي.

وبعد تولّيه في 20 يناير (كانون الثاني) سدّة الرئاسة لولاية ثانية غير متتالية، فرض ترمب على الصين، ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، رسوماً جمركية بنسبة 10 في المائة على صادراتها إلى الولايات المتحدة.

ووقّع ترمب أوامر تنفيذية، الأسبوع الماضي، تفرض رسوماً جمركية جديدة بنسبة 25 في المائة على الصلب والألمنيوم، من المقرّر أن تدخل حيّز التنفيذ في 12 مارس (آذار). كما قال ترمب، الثلاثاء، إن الرسوم الجمركية التي يعتزم فرضها على السيارات المستوردة ستبلغ نحو 25 في المائة، وذلك رداً على أسئلة صحافيين حول تعريفات يتطلّع إلى إعلانها بحلول 2 أبريل (نيسان) المقبل.

وقال لي تشنيغانغ، ممثل الصين لدى منظمة التجارة العالمية: «يواجه العالم سلسلة صدمات على مستوى الرسوم الجمركية»، وذلك في أول اجتماع يعقده في السنة الحالية المجلس العام للمنظمة.

وأضاف المندوب الصيني: «لقد فرضت الولايات المتحدة أو هدّدت بفرض رسوم جمركية على شركائها التجاريين، بما في ذلك الصين، بصورة أحادية وعلى نحو تعسّفي، منتهكة بشكل صارخ قواعد منظمة التجارة العالمية». وتابع: «تزيد صدمات الرسوم الجمركية هذه من عدم اليقين الاقتصادي، وتعطّل التجارة العالمية، وتنطوي على مخاطر زيادة التضخم المحلي أو التسبب باضطرابات في السوق أو حتى بركود عالمي».

وشدّد على أن السياسة الأحادية الأميركية تهدّد بقلب النظام التجاري المتعدد الأطراف القائم على قواعد راسخة. وقال لي إن «المخاطر كبيرة بالنسبة لجميع الأعضاء؛ الكبار أو الصغار».

وفرض رسوم جمركية عقابية على الدول ذات الفائض التجاري المرتفع مع الولايات المتحدة يقع في صلب سياسة ترمب الاقتصادية.

وعلّق ترمب لمدة شهر تنفيذ مرسوم رئاسي يفرض رسوماً جمركية بـ25 في المائة على كندا والمكسيك، بعد تعهّد البلدين بتكثيف الإجراءات لمواجهة تدفق عقار الفنتانيل وعبور المهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة... إلا أن الرئيس الأميركي قرّر المضي قدماً بالرسوم المفروضة على الصين التي ردّت بفرض رسوم على وارداتها من الفحم والغاز المسال الأميركيين.

وقال لي: «لا يمكننا أن نغفل السبب الجذري للاضطرابات التجارية والتهديدات التي تطال جميع الأعضاء؛ إنها الرسوم الجمركية الأميركية التعسفية والإجراءات الأحادية الجانب». وحضّ واشنطن على التراجع عن الرسوم الجمركية، و«الانخراط في حوارات متعددة الأطراف على أسس الإنصاف والمنفعة المشتركة والاحترام المتبادل».

وقال مسؤول في المنظمة، مقرّه في جنيف، إن واشنطن أعربت في المقابل عن هواجس فيما يتّصل بعدم اتّباع الصين اقتصاد السوق، وخرقها المتكرر لقواعد منظمة التجارة العالمية. وأوضح أنّ «الولايات المتحدة سلطت الضوء على القضايا الناجمة عن افتقار الصين إلى الشفافية وتجاهلها إشراف منظمة التجارة العالمية». وأضاف: «أشارت الولايات المتحدة أيضاً إلى أن عجز منظمة التجارة العالمية راهناً عن معالجة سياسات الصين» على غرار «الإعانات غير العادلة، يحدّ بشكل كبير من فاعلية المنظمة».

وحضّت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونغو إيويالا، أعضاء المنظمة البالغ عددهم 166 عضواً، على التحلي بالهدوء وإبقاء التواصل قائماً بين بعضهم. وقالت: «لقد تغيّر العالم. لا يمكننا المجيء إلى هنا لمواصلة فعل الأشياء نفسها التي كنا نفعلها».

وناشدت وزيرة المالية النيجيرية السابقة الدول المضي قدماً في إصلاحات طال انتظارها في منظمة التجارة العالمية.

والمنظمة بصدد تحديث قاعدة بياناتها لتحليل التعريفات، وستطلق الإصدار الجديد في الرابع من مارس.