الذهب يحافظ على مكاسبه وسط توترات جيوسياسية

سبائك ذهبية معروضة في متجر للمجوهرات بمدينة شانديغار شمال الهند (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في متجر للمجوهرات بمدينة شانديغار شمال الهند (رويترز)
TT

الذهب يحافظ على مكاسبه وسط توترات جيوسياسية

سبائك ذهبية معروضة في متجر للمجوهرات بمدينة شانديغار شمال الهند (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في متجر للمجوهرات بمدينة شانديغار شمال الهند (رويترز)

تراجعت أسعار الذهب يوم الجمعة، لكنها ما زالت تتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية، مع انجذاب المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن، في ظل حالة عدم اليقين السياسي المستمرة في الشرق الأوسط، وهو ما طغى على الضغوط الناجمة عن ارتفاع الدولار.

وانخفض سعر الذهب الفوري، بنسبة 0.2 في المائة، ليصل إلى 2629.49 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 08:22 (بتوقيت غرينتش)، بينما حقق الذهب مكاسب بنسبة 0.3 في المائة، حتى الآن، هذا الأسبوع. في حين انخفضت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.4 في المائة، لتسجل 2644.50 دولار، وفق «رويترز».

وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في «كيه سي إم تريد»، إن «هناك العديد من النقاط الساخنة الجيوسياسية حول العالم، مما يعزز الطلب على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً». وأضاف: «بينما تستمر التوترات بين روسيا وأوكرانيا والأحداث في غزة، يظل المستثمرون في حالة ترقب، مستمرين في الحفاظ على الذهب كتحَوُّط ضد تصعيد الأوضاع».

وفي الشرق الأوسط، شنَّت إسرائيل هجمات على أهداف مرتبطة بحركة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن، يوم الخميس، في وقت كانت فيه الطائرات الروسية من دون طيار قد استهدفت مبنى سكنياً في بلدة تشاسيف يار الواقعة على خط المواجهة بمنطقة دونيتسك في أوكرانيا.

ورغم هذه التطورات الجيوسياسية، ضغط مؤشر الدولار على أسعار الذهب؛ حيث يتجه لتحقيق رابع أسبوع على التوالي من المكاسب. ويجعل هذا الارتفاع في قيمة الدولار الذهب أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى.

وقد سجَّل الذهب ارتفاعاً بنسبة 28 في المائة، هذا العام، ليصل إلى أعلى مستوى قياسي له عند 2790.15 دولار في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، مدفوعاً بتخفيف أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي وتصاعد التوترات العالمية. ورغم تخفيضات أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول)، ونوفمبر (تشرين الثاني)، استمر «الفيدرالي» في سياسة التيسير النقدي في ديسمبر (كانون الأول)، لكن لَمَّح إلى إمكانية تقليص هذه التخفيضات في عام 2025.

وفيما يتعلق بالتطورات السياسية المستقبلية، مع اقتراب عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2025، تترقب الأسواق تحولات كبيرة قد تشمل فرض تعريفات جمركية جديدة، وإلغاء بعض القيود التنظيمية، وإجراء تعديلات ضريبية.

وعادة ما يحقق الذهب أداءً جيداً في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، ويميل إلى الازدهار في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

على صعيد المعادن الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 29.75 دولار للأوقية، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.1 في المائة ليصل إلى 934.77 دولار. ومع ذلك، ما زال كلا المعدنين في طريقه لتحقيق مكاسب أسبوعية. كما تراجع البلاديوم بنسبة 0.2 في المائة ليصل إلى 923.04 دولار.


مقالات ذات صلة

ارتفاع أسعار الذهب قرب أعلى مستوياتها

الاقتصاد سبائك ذهبية في خزائن الأمانات في دار الذهب «برو أوروم» في ميونيخ (رويترز)

ارتفاع أسعار الذهب قرب أعلى مستوياتها

ارتفعت أسعار الذهب، الجمعة، بالقرب من أعلى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، مدفوعةً بتراجع الدولار الأميركي وزيادة تدفقات الاستثمار نحو الملاذات الآمنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية في مصنع كراستسفيميت للمعادن غير الحديدية في مدينة كراسنويارسك الروسية (رويترز)

الذهب يتألق في أولى جلسات 2025

ارتفعت أسعار الذهب، يوم الخميس، مستفيدةً من الزخم الإيجابي الذي اختتمت به عام 2024، وهو العام الذي شهد أداءً قياسياً للذهب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك من الذهب الخالص (رويترز)

الذهب يسجل أفضل أداء سنوي منذ أكثر من عقد في 2024

لم تشهد أسعار الذهب تغيراً يُذكر اليوم الثلاثاء، وهو آخر يوم تداول في عام حافل بالأحداث شهد تسجيل المعدن الأصفر أفضل أداء سنوي منذ أكثر من 10 سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك من الذهب الخالص (رويترز)

تراجع أسعار الذهب وسط ترقب لتوجهات «المركزي الأميركي»

تراجعت أسعار الذهب وسط تداولات ضعيفة اليوم الاثنين في وقت يترقب فيه المتعاملون بيانات اقتصادية من الولايات المتحدة الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية في خزينة بنك في زيوريخ (رويترز)

التوترات الجيوسياسية تدعم صعود الذهب

ارتفع سعر الذهب، يوم الخميس، في تعاملات هادئة خلال العطلات، مدعوماً بتراجع طفيف في قيمة الدولار الأميركي وتصاعد التوترات الجيوسياسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بيانات البطالة الألمانية تدعم ارتفاع عوائد السندات الأوروبية

أعلام الاتحاد ترفرف أمام البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد ترفرف أمام البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
TT

بيانات البطالة الألمانية تدعم ارتفاع عوائد السندات الأوروبية

أعلام الاتحاد ترفرف أمام البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد ترفرف أمام البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

ارتفعت عائدات سندات منطقة اليورو يوم الجمعة، مقتربة مرة أخرى من أعلى مستوياتها خلال شهر أو أكثر، بعد صدور بيانات أظهرت ارتفاع معدل البطالة في ألمانيا بأقل من التوقعات خلال ديسمبر (كانون الأول).

وارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل عشر سنوات، وهو المعيار الرئيس لمنطقة اليورو، نقطتَي أساس إلى 2.387 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى في ستة أسابيع عند 2.405 في المائة، والذي سجله قبل أسبوع قبل أن يتراجع قليلاً، وفق «رويترز».

وبحسب بيانات نُشرت الجمعة، ارتفع عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا بمقدار 10 آلاف شخص (على أساس موسمي) إلى 2.87 مليون، وهو رقم أقل من توقعات المحللين الذين استطلعت «رويترز» آراءهم، والذين توقعوا زيادة قدرها 15 ألف شخص.

وقالت رئيسة مكتب العمل، أندريا ناليس: «كما هو معتاد في ديسمبر، تبدأ العطلة الشتوية في التأثير على سوق العمل، مما يؤدي إلى ارتفاع البطالة ونقص العمل». وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يستمر عدد العاطلين عن العمل في الارتفاع خلال العام الجاري، مدفوعاً بالتوقعات الاقتصادية الضعيفة، ليتجاوز حاجز ثلاثة ملايين شخص لأول مرة منذ عشر سنوات بحلول أوائل عام 2025.

ووفقاً للمكتب، ارتفع متوسط معدل البطالة إلى 6 في المائة في عام 2024 مقارنة بـ5.7 في المائة في عام 2023. وأضافت ناليس: «بالنظر إلى الماضي، فقد ترك التباطؤ الاقتصادي المستمر في عام 2024 آثاراً واضحة ومتزايدة على سوق العمل».

وارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل عامين، والذي يتأثر بتوقعات أسعار الفائدة من جانب البنك المركزي الأوروبي، إلى 2.142 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ 21 نوفمبر (تشرين الثاني) بعد ارتفاعه أربع نقاط أساس إلى 2.13 في المائة الأسبوع الماضي.

وأشار المحللون إلى أن أحجام التداول تظل ضئيلة بعد فترة العطلات، مما يزيد من تقلب الأسعار. وقال محللون في «رابوبانك» في مذكرة بحثية: «من الواضح أن جزءاً كبيراً من السوق لا يزال خارج المكتب، مما يجعلنا حذرين في قراءة تحركات السوق الحالية».

وفي مكان آخر، ارتفع العائد على السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتَي أساس إلى 3.548 في المائة، في حين وصل الفارق بين العائدات الإيطالية والألمانية إلى 116 نقطة أساس. وارتفعت الفجوة بين العائدات الفرنسية والألمانية أيضاً إلى 87 نقطة أساس يوم الجمعة، وهو أعلى مستوى لها منذ الثالث من ديسمبر.

شهدت هذه الفجوة التي تُعد مقياساً للفارق الذي يطلبه المستثمرون للاحتفاظ بالديون الفرنسية، ارتفاعاً ملحوظاً خلال الصيف بسبب الاضطرابات السياسية التي أحدثتها الانتخابات الفرنسية.

وظلت الفجوة عند أعلى مستوياتها منذ أزمة منطقة اليورو في عام 2012، في حين يحاول رئيس الوزراء الجديد فرانسوا بايرو بناء توافق سياسي لإقرار الموازنة، وهو التحدي الذي فشل سلفه ميشيل بارنييه في تحقيقه.

وفي هذا السياق، صرح هاوك سيمسن، استراتيجي أسعار الفائدة في «كومرتس بنك»: «لا يبدو أن المستثمرين مقتنعون تماماً بقدرة وزير المالية الفرنسي الجديد على تمرير موازنة تتجاوز العجز المستهدف بنسبة 5 في المائة بقليل. ومن المتوقع تمرير هذه الموازنة بحلول منتصف فبراير (شباط)».