«بنك كوريا» يعلن عن تخفيضات إضافية للفائدة في 2025

لدعم النمو الاقتصادي

شعار بنك كوريا يظهر على قمة مبناه في سيول (رويترز)
شعار بنك كوريا يظهر على قمة مبناه في سيول (رويترز)
TT

«بنك كوريا» يعلن عن تخفيضات إضافية للفائدة في 2025

شعار بنك كوريا يظهر على قمة مبناه في سيول (رويترز)
شعار بنك كوريا يظهر على قمة مبناه في سيول (رويترز)

أعلن بنك كوريا عن عزمه تنفيذ تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة العام المقبل، بهدف تخفيف الضغوط السلبية على النمو الاقتصادي. ومع ذلك، أكد البنك أنه سيُحدد وتيرة هذه التخفيضات بعناية، مع مراعاة تأثيراتها على الاستقرار المالي وتطور المخاطر الداخلية والخارجية.

وفي سياق «اتجاه سياسة الائتمان النقدي لعام 2025»، الذي تم الكشف عنه يوم الأربعاء، أشار بنك كوريا إلى أن هناك عدداً من العوامل التي تسهم في زيادة المخاطر السلبية للاقتصاد، مثل تزايد عدم اليقين السياسي، وتنامي المنافسة العالمية في الصناعات الكبرى، والتغيُّرات في بيئة التجارة. في الوقت ذاته، من المتوقع أن يظل معدل التضخم في اتجاه مستقر.

ومنذ بداية العام وحتى سبتمبر (أيلول)، أبقى بنك كوريا على سعر الفائدة الأساسي عند 3.5 في المائة، ثم خفّضه بمقدار 0.25 نقطة مئوية في شهري أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، وذلك نتيجة انخفاض معدل التضخم إلى نطاق 1 في المائة على أساس سنوي منذ سبتمبر، وكذلك بعد قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بتخفيض أسعار الفائدة، ما فتح المجال لتغيير سياسة العملة.

وأكد بنك كوريا أن وتيرة خفض أسعار الفائدة في المستقبل ستعتمد على تطور العوامل الداخلية والخارجية وتأثيراتها على استقرار الأسعار والنمو الاقتصادي، إضافة إلى التغيُّرات في وضع الاستقرار المالي والصراعات بين متغيرات السياسة الاقتصادية. كما شدد على ضرورة مراعاة تأثيرات سياسة العملة في الدول الكبرى، وعدم اليقين السياسي المحلي والدولي على تقلبات أسعار الصرف.

وفيما يتعلّق بالاستقرار المالي، أوضح البنك أنه سيتم تعزيز وظائف الإنذار المبكر، مع اتخاذ التدابير المناسبة في الوقت المُحدد لضمان استقرار الأسواق، بما في ذلك مراقبة الظروف المستمرة، واتخاذ القرار بشأن تمديد التدابير الحالية، مثل عمليات شراء اتفاقيات إعادة الشراء غير المنتظمة، وتوسيع الأوراق المالية المؤهلة.

وفي قطاع النقد الأجنبي، أكد بنك كوريا أنه سيتخذ تدابير إضافية لمكافحة التقلبات المفرطة، مع متابعة دقيقة لعوامل الخطر. وإذا لزم الأمر، ستتم تلبية احتياجات السيولة بالعملات الأجنبية، وتخفيف بعض لوائح سلامة النقد الأجنبي. كما ستستمر الجهود لتحسين هيكل سوق الصرف الأجنبية، مثل تمديد عقود مقايضة العملات، وتعزيز المعاملات مع المؤسسات المالية الأجنبية.

وفيما يتعلق بنظام القروض، سيتم تطوير النظام وتعزيز توافر السيولة للمؤسسات غير المصرفية التي تتعامل مع الودائع، إضافة إلى مراجعة قروض دعم الوساطة المالية، مع وضع خطط لتحسين فعالية النظام على المديين الطويل والمتوسط.

ولتعزيز فعالية سياسة العملة، سيعمل بنك كوريا على تحسين الأنظمة ذات الصلة، وتوسيع الاتصالات مع مفوضي لجنة السياسة النقدية، إضافة إلى تحسين التوجيه المستقبلي المشروط، الذي يُقدم توقعات أسعار الفائدة للأشهر الثلاثة المقبلة.

كما سيواصل البنك متابعة التحول إلى سعر الفائدة الكوري الخالي من المخاطر لليلة واحدة (KORF) لتعزيز تأثيرات السياسة النقدية في السوق المالية قصيرة الأجل.

وفي إطار سعيه لإرساء الأساس لإطلاق العملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC)، سيجري بنك كوريا اختبارات حقيقية للمعاملات باستخدام العملة الرقمية للبنك المركزي المؤسسي، بالتعاون مع لجنة الخدمات المالية، وهيئة الرقابة المالية، والبنوك المشاركة.

كما يُخطط لإجراء أبحاث لتطوير حلول الدفع عبر الحدود باستخدام تقنيات الرموز المميزة، مثل مشروع «أغورا»، بالتعاون مع بنك التسويات الدولية والدول الكبرى.


مقالات ذات صلة

«المركزي التركي» يخفض سعر الفائدة إلى 47.50 %

الاقتصاد مبنى البنك المركزي التركي (رويترز)

«المركزي التركي» يخفض سعر الفائدة إلى 47.50 %

خفض «المركزي التركي» سعر فائدة «إعادة الشراء لمدة أسبوع (الريبو)»، المعتمد معياراً أساسياً لأسعار الفائدة، من 50 إلى 47.50 في المائة، متجاوزاً التوقعات السابقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد العلم الروسي فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي» يعلن عزمه بيع العملات الأجنبية بدءاً من يناير 2025

أعلن البنك المركزي الروسي عزمه بيع عملات أجنبية بقيمة 8.86 مليار روبل (ما يعادل 89.05 مليون دولار) يومياً خلال النصف الأول من العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد وزير العمل والضمان الاجتماعي وداد إيشيكهان وممثلو اتحادات نقابات العمال خلال إعلان الحد الأدنى الجديد للأجور (موقع الوزارة)

تركيا: قرار بزيادة الحد الأدنى للأجور يحبط التوقعات ويثير جدلاً

أثار قرار الحكومة التركية رفع الحد الأدنى للأجور لعام 2025 بنسبة 30 في المائة غضباً واسعاً في أوساط العمال والمعارضة وعلى مستوى الشارع التركي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد نموذج خط أنابيب الغاز الطبيعي والعَلم الألماني (رويترز)

ارتفاع تكاليف الطاقة تضغط على الاقتصاد الألماني في 2025

يواجه الاقتصاد الألماني، الذي تأخر عن نظيره في السنوات الأخيرة، سلسلة من التحديات في عام 2025، تشمل أسعار الطاقة المرتفعة وحالة من عدم اليقين التجاري مع أميركا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد الأعلام البريطانية ترفرف فوق جسر وستمنستر في لندن (رويترز)

النمو الصفري للاقتصاد البريطاني يقوّض تعهدات ستارمر بالانتعاش

سجل الاقتصاد البريطاني نمواً صفرياً بين يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) الماضيين، ومن المتوقع أن يظل راكداً خلال النصف الثاني من عام 2024.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«وول ستريت» تتراجع مع ارتفاع العائدات على بعض الأسهم

أشخاص يلتقطون صوراً لمبنى بورصة نيويورك في الحي المالي (أ.ب)
أشخاص يلتقطون صوراً لمبنى بورصة نيويورك في الحي المالي (أ.ب)
TT

«وول ستريت» تتراجع مع ارتفاع العائدات على بعض الأسهم

أشخاص يلتقطون صوراً لمبنى بورصة نيويورك في الحي المالي (أ.ب)
أشخاص يلتقطون صوراً لمبنى بورصة نيويورك في الحي المالي (أ.ب)

تراجعت المؤشرات الرئيسية لبورصة «وول ستريت» في أحجام تداول خفيفة، يوم الخميس، تحت ضغط ارتفاع العائدات على بعض الأسهم، في وقتٍ يتوقع فيه المستثمرون عادةً دفعة نهاية العام، المعروفة باسم «رالي الميلاد».

وارتفعت العائدات على السندات الحكومية بشكل طفيف عبر مختلف الفئات، حيث بلغ العائد على السندات القياسية لأجل 10 سنوات، أعلى مستوى له منذ أوائل مايو (أيار) الماضي عند 4.64 في المائة، وفق «رويترز».

ومن بين الأسهم ذات القيمة السوقية الضخمة، تراجعت أسهم أمازون بنسبة 0.3 في المائة، بينما انخفضت أسهم «ميتا بلاتفورمز» بنسبة 0.6 في المائة. كما كانت أسهم العقارات الحساسة لأسعار الفائدة من بين الأكثر تضرراً، حيث انخفضت بنسبة 0.4 في المائة، في حين تراجعت أسهم السلع الاستهلاكية التقديرية بنسبة 0.5 في المائة.

وقال جورج سيبولوني، مدير المحافظ في شركة «بن ميوتشوال» لإدارة الأصول: «نحن الآن عند نقطة تحول في عائد سندات الخزانة، وخاصة لأجل 10 سنوات. أيّ تحرك صعودي في العائدات يميل إلى خلق ضعف في سوق الأسهم».

وانخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 123.50 نقطة، أو 0.30 في المائة، ليصل إلى 43173.53 نقطة، بينما خسر مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» نحو 15.13 نقطة، أو 0.25 في المائة، ليبلغ 6024.91 نقطة. كما تراجع مؤشر «ناسداك» المركب بمقدار 46.45 نقطة، أو 0.23 في المائة، ليصل إلى 19984.67 نقطة.

في المقابل، اختتمت الأسواق في أوروبا ولندن وأجزاء من آسيا تعاملاتها، يوم الخميس.

وكانت أسواق الأسهم قد سجلت مكاسب متتالية في الجلسات الأخيرة، حيث دعّمتها بشكل رئيسي أسهم الشركات الكبرى وأسهم النمو مثل «أبل»، و«تسلا»، و«ألفابت»، و«أمازون»، و«إنفيديا»، و«مايكروسوفت»، و«ميتا بلاتفورمز»، التي شكلت أكثر من نصف العائد الإجمالي لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، هذا العام، والبالغ 28.4 في المائة. وفي حال جرى استبعاد أكبر سبع شركات من حيث القيمة السوقية، فإن العائد الإجمالي للمؤشر كان سيصل إلى 13.2 في المائة فقط خلال عام 2024.

وفي هذا الشهر، واجهت الأسهم الأميركية عقبة بسبب التوقعات التي تشير إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة بشكل أقل في 2025. ومع ذلك سجلت المؤشرات الرئيسية مستويات قياسية، هذا العام؛ مدفوعة بالأمل في بيئة أسعار فائدة أقل، إلى جانب التوقعات بأن الذكاء الاصطناعي سيسهم في تعزيز أرباح الشركات.

وعلى الرغم من ذلك، بدأ المستثمرون التشكيك في استدامة هذا الارتفاع، خاصة في ظل التقييمات المرتفعة، وتواصل جذب الأموال من الشركات الكبرى.

ورغم تلك التحديات، يواصل المستثمرون الأمل في نهاية قوية للعام، وهو ما يُعرف بـ«رالي الميلاد»، التي عادةً ما تستفيد من انخفاض السيولة، وحصاد الخسائر الضريبية، واستثمار المكافآت السنوية. وقد سجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» متوسط ​​مكاسب بنسبة 1.3 في المائة، في آخِر خمسة أيام تداول من ديسمبر (كانون الأول)، إلى جانب اليومين الأولين من يناير (كانون الثاني)، منذ عام 1969.

وفي قطاع العملات المشفرة، تراجعت أسهم الشركات المرتبطة بالبتكوين، بعد أن هبطت العملة الرقمية الأكبر في العالم بنسبة تزيد عن 3 في المائة. كما انخفضت أسهم «كوين بيس غلوبال» بنسبة 1.4 في المائة، في حين خسرت «رايوت بلاتفورمز» و«مارا هولدينغز» أكثر من 2.4 في المائة لكل منهما.

وفي بورصة نيويورك، تفوقت الأسهم المتراجعة على الرابحة بنسبة 3.08 إلى 1، بينما سجلت بورصة «ناسداك» نسبة 2.03 إلى 1. كما سجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» ارتفاعين جديدين خلال 52 أسبوعاً، وانخفاضاً جديداً واحداً، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب 17 ارتفاعاً جديداً، و24 انخفاضاً جديداً.