وزيرة المالية البريطانية تزور الصين لإحياء المحادثات الاقتصادية «المجمدة»

احتمالات لعقد لجنة مشتركة العام المقبل

وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز خلال زيارة لأحد المستشفيات شرق إنجلترا في وقت سابق من الشهر الحالي (أ.ف.ب)
وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز خلال زيارة لأحد المستشفيات شرق إنجلترا في وقت سابق من الشهر الحالي (أ.ف.ب)
TT

وزيرة المالية البريطانية تزور الصين لإحياء المحادثات الاقتصادية «المجمدة»

وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز خلال زيارة لأحد المستشفيات شرق إنجلترا في وقت سابق من الشهر الحالي (أ.ف.ب)
وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز خلال زيارة لأحد المستشفيات شرق إنجلترا في وقت سابق من الشهر الحالي (أ.ف.ب)

قال 3 أشخاص مطلعون على الخطة إن وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز ستزور الصين لمدة يومين، في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، لإحياء المحادثات الاقتصادية والمالية رفيعة المستوى التي تم تجميدها منذ عام 2019.

ومن المقرَّر أن تلتقي ريفز مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ، أبرز مسؤولي الملف الاقتصادي في البلاد، في 11 يناير ببكين، لاستئناف المحادثات السنوية المعروفة باسم «الحوار الاقتصادي والمالي»، حسبما قالت المصادر، التي أضافت أنه إذا سارت المناقشات على ما يُرام، فقد يتطلع الجانبان إلى إعادة إطلاق ما كان اجتماعاً منتظماً وأوسع نطاقاً يُعرف باسم «اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة»، في وقت لاحق من العام المقبل. والصين خامس أكبر شريك تجاري للمملكة المتحدة.

ولم يؤكد متحدث باسم وزارة الخزانة البريطانية تواريخ زيارة ريفز، وقال إنه سيتم الإعلان عن مزيد من التفاصيل بالطريقة المعتادة. ولم تردَّ وزارة المالية الصينية على الفور على طلب للتعليق.

وأضاف أحد المصادر أن الشركات في بريطانيا؛ حيث يفقد الاقتصاد زخمه، ضغطت أيضاً لاستئناف اجتماعات مجلس الرؤساء التنفيذيين البريطاني الصيني، وهي المجموعة التي أسَّستها رئيسة الوزراء آنذاك، تيريزا ماي، ورئيس الوزراء آنذاك، لي كه تشيانغ، في عام 2018.

وذكرت وكالة «رويترز»، يوم الخميس، أن رئيس مجلس إدارة بنك إتش إس بي سي مارك تاكر سيقود وفداً تجارياً يزور الصين، الشهر المقبل، في محاولة لتعزيز التجارة والاستثمار، مع التركيز بشكل خاص على الخدمات المالية.

وستتوجه ريفز إلى شنغهاي في 12 يناير؛ حيث ستلتقي بشركات بريطانية تعمل في الصين، وفقاً للمصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها لأنها غير مخوَّلة بمناقشة الخطط.

وعلقت بريطانيا معظم الحوارات الاقتصادية مع الصين في عام 2020، بعد أن فرضت بكين قانوناً للأمن القومي في هونغ كونغ، المستعمرة البريطانية السابقة. ومنذ ذلك الحين، أدَّت مزاعم التجسس والحرب في أوكرانيا وفرض عقوبات على المشرعين إلى زيادة التوترات بين البلدين.

وجعلت حكومة حزب العمال، التي تولت السلطة في بريطانيا منذ يوليو (تموز)، تحسين العلاقات مع الصين أحد أهداف سياستها الخارجية الرئيسية، بعد فترة، في ظل الحكومات المحافظة المتعاقبة عندما انخفضت العلاقات إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.

وفي عام 2022، أعلن رئيس الوزراء آنذاك ريشي سوناك، وهو محافظ، نهاية «العصر الذهبي» للعلاقات مع الصين الذي دافع عنه أحد أسلافه، ديفيد كاميرون. وعلى مدى العقد الماضي، كان المسؤولون البريطانيون والصينيون يجتمعون سنوياً لإجراء محادثات تجارية واستثمارية رفيعة المستوى؛ حيث عقدوا اجتماعاً لتنمية التجارة كل عام تقريباً، واجتماعاً لتنمية التجارة كل عامين. وأسفرت تلك المحادثات عن مخطط ربط الأسهم بين لندن وشنغهاي، وانضمام بريطانيا إلى بنك الاستثمار في البنية التحتية الآسيوي، ومقره بكين، والاستثمار المشترك في التقنيات الخضراء، بما في ذلك محطة الطاقة النووية «هينكلي بوينت سي»، في المملكة المتحدة.

وتُظهِر بيانات الحكومة البريطانية أن الصين اشترت سلعاً بريطانية بقيمة 32 مليار جنيه إسترليني (40 مليار دولار) في العام حتى نهاية يونيو (حزيران). وتبلغ قيمة أسهم الاستثمار الأجنبي المباشر الصيني الواردة إلى المملكة المتحدة 4.3 مليار جنيه إسترليني.


مقالات ذات صلة

مستقبل الإيرادات في سوريا… تحديات وفرص أمام الحكومة المؤقتة

الاقتصاد صرَّاف يجري معاملة بالدولار الأميركي والليرة السورية لصالح أحد العملاء في أحد شوارع دمشق (أ.ف.ب)

مستقبل الإيرادات في سوريا… تحديات وفرص أمام الحكومة المؤقتة

تشهد سوريا تحديات واسعة مع الحديث عن مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، حول كيفية تأمين الإيرادات اللازمة للحكومة السورية المؤقتة.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد العلم الوطني يرفرف فوق مقر البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي» يفاجئ الأسواق ويثبت أسعار الفائدة

أبقى البنك المركزي الروسي على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند 21 في المائة، يوم الجمعة، مما فاجأ السوق التي كانت تتوقّع زيادة تبلغ نقطتين مئويتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد ناقلة نفطية راسية في ميناء روستوك الألماني (رويترز)

مخاوف الطلب وقوة الدولار يدفعان النفط لتراجع أسبوعي 3 %

انخفضت أسعار النفط، الجمعة، وسط مخاوف بشأن نمو الطلب خلال 2025، خصوصاً في الصين، أكبر مستورد للخام

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عبد اللطيف الجواهري محافظ البنك المركزي المغربي في مؤتمر صحافي سابق (رويترز)

التضخم السنوي في المغرب يرتفع إلى 0.8 % في نوفمبر

قالت المندوبية السامية للتخطيط في المغرب، الجمعة، إن معدل التضخم السنوي في البلاد ارتفع إلى 0.8 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) من 0.7 في المائة في الشهر الس

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الاقتصاد رجل يدفع عربة أطفال أمام أحد البنوك في العاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)

أسواق الصين تتراجع بعد تثبيت الفائدة وتترقب المزيد من الدعم

تراجعت أسهم الصين، الجمعة، وسجلت أسبوعاً ثانياً من الخسائر، مع ترقب المستثمرين لمزيد من السياسات المحفزة لدعم الاقتصاد.

«الشرق الأوسط» (بكين)

«المركزي الروسي» يفاجئ الأسواق ويثبت أسعار الفائدة

العلم الوطني يرفرف فوق مقر البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)
العلم الوطني يرفرف فوق مقر البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي الروسي» يفاجئ الأسواق ويثبت أسعار الفائدة

العلم الوطني يرفرف فوق مقر البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)
العلم الوطني يرفرف فوق مقر البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)

أبقى البنك المركزي الروسي على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند 21 في المائة، يوم الجمعة، مما فاجأ السوق التي كانت تتوقّع زيادة تبلغ نقطتين مئويتين. وقال إن التشديد الأخير خلق الظروف المناسبة لهبوط التضخم نحو هدفه.

وجاء القرار بعد يوم من دعوة الرئيس فلاديمير بوتين إلى اتخاذ قرار «متوازن» من البنك، الذي يتعيّن عليه إدارة التأثيرات التضخمية لعسكرة الاقتصاد؛ بسبب الصراع في أوكرانيا، وفق «رويترز».

وشكا كبار رجال الأعمال من أن أسعار الفائدة المرتفعة تخنق الاستثمار، لكن 23 من 27 اقتصادياً في استطلاع أجرته «رويترز» توقّعوا ارتفاع الفائدة إلى 23 في المائة.

وقال البنك المركزي في بيان: «نظراً للزيادة الملحوظة في أسعار الفائدة للمقترضين، وتباطؤ نشاط الائتمان، فإن تشديد الظروف النقدية الذي تم تحقيقه يخلق المتطلبات الأساسية اللازمة لاستئناف عمليات مكافحة التضخم وإعادته إلى الهدف».

وبلغ معدل التضخم 9.5 في المائة، وهو أعلى بكثير من الهدف البالغ 4 في المائة. لكن البنك المركزي قال إن سياسته النقدية المتشددة أدت بالفعل إلى تباطؤ الإقراض، وخفض الطلب المحلي، وإنه سيقيِّم مدى الحاجة إلى رفع أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في 14 فبراير (شباط).

ويعدّ البنك المركزي مستقلاً بموجب القانون، وكان بوتين قد أعطى محافظته، إلفيرا نابيولينا، حرية التصرف في الماضي، لكن المحللين قالوا إن الضغوط من جانب قادة الأعمال أصبحت قوية للغاية بحيث لا يمكن تجاهلها.

وقال الخبير الاقتصادي يفغيني كوغان: «لقد نجحت الضغوط، وقرر البنك المركزي التوقف». ويظل المعدل الحالي هو الأعلى منذ السنوات الأولى لحكم بوتين، عندما كانت روسيا تتعافى من الفوضى الاقتصادية في تسعينات القرن العشرين.

التضخم مدفوع بالحرب وضعف الروبل

يعمل الاقتصاد الروسي في زمن الحرب، الذي تُقيِّده العقوبات الغربية وخسارة الرجال في سن القتال، عند الحد الأقصى لقدراته، ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 4 في المائة في عام 2024.

وقد تغذت معدلات التضخم على الإنفاق العسكري ودوامة الأجور، فضلاً عن نوبات ضعف الروبل، بما في ذلك انخفاض بنحو 15 في المائة مقابل الدولار في نوفمبر (تشرين الثاني) عندما أدت العقوبات الأميركية إلى تعطيل مدفوعات الطاقة الروسية.

وقال البنك إن ميزان التضخم يظل مائلاً إلى حد كبير نحو الارتفاع.

وألقى بوتين باللوم على العقوبات الغربية وضعف الحصاد، في ارتفاع التضخم، الذي يضرب جيوب الروس العاديين، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل الحليب والزبدة والخضراوات بأرقام مزدوجة.

وقد انتقد قادة أعمال أقوياء؛ مثل قيصر النفط إيغور سيتشين الرئيس التنفيذي لشركة «روسنفت»، أكبر شركة نفط في روسيا، وسيرغي تشيميزوف رئيس التكتل الصناعي العسكري «روستيك»، وهما من أصدقاء بوتين منذ فترة طويلة، سياسة البنك المركزي.

وقال مسؤول تنفيذي روسي كبير في مجال الأعمال لـ«رويترز»، طلب عدم الكشف عن هويته، إن شركته اضطرت إلى خفض الاستثمارات مع انخفاض معدل العائد إلى أقل من 20 في المائة في معظم المشروعات، ومتوسط ​​التكلفة المرجحة لرأس المال عند نحو 30 في المائة.

في مؤتمر صحافي عقب القرار، قالت إلفيرا نابيولينا، محافظة البنك المركزي الروسي: «لقد درسنا 3 خيارات: الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير، وزيادة إلى 22 في المائة، أو زيادة إلى 23 في المائة».

وأضافت: «بناءً على مناقشات المجلس، شعرنا بأن الإشارة الأقوى من منظور السياسة المستقبلية هي تباطؤ نمو الائتمان. وإذا تأكد هذا التقييم في اجتماع فبراير المقبل، فسيكون بإمكاننا القول إننا حققنا التضييق النقدي المطلوب».

وفيما يتعلق بتأثير السياسة النقدية، أكدت نابيولينا: «نظراً لتأخر تأثيرات السياسات المختلفة، فإننا الآن في مرحلة التأثير الأقصى لكل ما تم اتخاذه من تشديد للسياسة النقدية منذ منتصف عام 2023 على التضخم. تهدف سياستنا إلى تجنب السيناريوهات المتطرفة، حيث لا يمكننا السماح للاقتصاد بالنمو بشكل مفرط، بل نحتاج إلى تقليل هذا النمو الزائد، وفي الوقت نفسه يجب أن نتجنب تبريد الاقتصاد بشكل مبالغ فيه. لذلك، نحن نراقب الوضع من كثب».

وعن الانتقادات الموجهة للسياسة النقدية المتشددة، قالت: «تتصاعد الانتقادات لسياساتنا خلال فترات ارتفاع أسعار الفائدة وفي أثناء دورة رفع الفائدة. ومع ذلك، نحن نتخذ قراراتنا بناءً على تقييم دقيق للموقف وتوقعاتنا. وفي هذا السياق، كنا على اتصال نشط مع البنوك والقطاع الحقيقي للاقتصاد في الآونة الأخيرة؛ لفهم ما يحدث على الأرض».