التضخم في تركيا أعلى من المتوقع... ويعقّد قرار «المركزي» حول الفائدة

أناس يتسوقون في سوق طازجة بإسطنبول (رويترز)
أناس يتسوقون في سوق طازجة بإسطنبول (رويترز)
TT

التضخم في تركيا أعلى من المتوقع... ويعقّد قرار «المركزي» حول الفائدة

أناس يتسوقون في سوق طازجة بإسطنبول (رويترز)
أناس يتسوقون في سوق طازجة بإسطنبول (رويترز)

تباطأ معدل التضخم بمؤشر الأسعار في تركيا إلى 46.6 في المائة على أساس سنوي في نوفمبر (تشرين الثاني)، في حين كان معدل التضخم الشهري عند 1.91 في المائة، ويرجع ذلك أساساً إلى أسعار الغذاء والدواء.

وعلى الرغم من أنه أعلى من التوقعات، فإن التضخم السنوي في نوفمبر كان عند أدنى مستوى له منذ منتصف عام 2023. وفي أكتوبر (تشرين الأول)، بلغ التضخم السنوي 48.58 في المائة على أساس سنوي، بينما بلغ المعدل الشهري 2.88 في المائة.

ورفع البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 4.150 نقطة أساس منذ يونيو (حزيران) من العام الماضي، ويمثل ذلك جزءاً من التحول المفاجئ إلى الأرثوذكسية الاقتصادية، وأبقى سعر الفائدة ثابتاً عند 50 في المائة منذ مارس (آذار). وهو يراقب التضخم الشهري عن كثب بينما يقرر موعد خفض سعر الفائدة الرئيس، مع ازدياد التوقعات في الأسابيع الأخيرة بأن التخفيض قد يأتي بأقرب وقت في ديسمبر (كانون الأول).

وقال هالوك بورومتشيكجي، الشريك المؤسس في شركة «بورومتشيكجي للاستشارات»، إن تأجيل خفض سعر الفائدة حتى العام المقبل، بعد «قرارات حاسمة» بشأن الحد الأدنى للأجور والأسعار الأخرى المُدارة «سيكون أكثر ملاءمة»، وذلك في إشارة إلى الزيادة المتوقعة في 1 يناير (كانون الثاني) للحد الأدنى للأجور.

لكنه أضاف أن بيان السياسة النقدية الأخير للبنك المركزي «يشير إلى أن خفض أسعار الفائدة خيار جدي» لشهر ديسمبر.

وكان البنك قد قال بعد اجتماع سياسته الشهر الماضي، إنه سيحدد سعر الفائدة لضمان التشديد الذي يتطلبه مسار عدم التضخم المتوقع، مما يمهد الطريق لدورة تيسير حذرة.

وكان البنك قد توقع أيضاً أن يؤدي ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى ارتفاع التضخم الكلي في نوفمبر. وقال نائب الرئيس التركي جودت يلماز يوم الثلاثاء، إنه على الرغم من أن تضخم المواد الغذائية لا يزال مرتفعاً، فإنه بصرف النظر عن ذلك كان هناك اتجاه أكثر إيجابية على نطاق واسع.

ولم تتغير الليرة التركية كثيراً بعد البيانات عند 34.7505 مقابل الدولار، بعد أن لامست في وقت سابق مستوى قياسياً منخفضاً.

وكان الاقتصاديون قد أشاروا إلى أسعار الأدوية بوصفها محركاً للتضخم في نوفمبر، منذ أن رفعت الحكومة في أواخر الشهر الماضي سعر اليورو للأدوية المستوردة بنسبة 23.5 في المائة.

ووفقاً للبيانات، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين المحلي بنسبة 0.66 في المائة على أساس شهري في نوفمبر، ليرتفع سنوياً بنسبة 29.47 في المائة.

وأظهر استطلاع «رويترز» تراجع التضخم السنوي إلى 44.8 في المائة بحلول نهاية العام، مقترباً من هدف البنك المركزي البالغ 44 في المائة. كما أظهر الاستطلاع تراجع التضخم إلى 26.5 في المائة في نهاية عام 2025، مقارنةً بتوقعات البنك المركزي البالغة 21 في المائة.


مقالات ذات صلة

لاغارد: النمو في منطقة اليورو قد يضعف والمخاطر السلبية تهيمن

الاقتصاد رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تتحدث بعد اجتماع السياسة النقدية في فرنكفورت خلال 12 سبتمبر 2024 (رويترز)

لاغارد: النمو في منطقة اليورو قد يضعف والمخاطر السلبية تهيمن

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، في جلسة استماع برلمانية، يوم الأربعاء، إن النمو الاقتصادي في منطقة اليورو قد يكون أضعف في الأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت )
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

رئيس «فيدرالي» سانت لويس: خفض الفائدة مستمر لكن وتيرته غير واضحة

توقع رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس ألبرتو موسالم الأربعاء أن يتمكن البنك المركزي الأميركي من الاستمرار بخفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد محافظ بنك إنجلترا (وسط) يستمع لرئيس الوزراء البريطاني ستارمر وهو يلقي خطاباً خلال مأدبة اللورد مايور بقاعة غيلدهول وسط لندن (أ.ف.ب)

محافظ بنك إنجلترا يتوقع 4 تخفيضات بأسعار الفائدة العام المقبل

قال محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي، يوم الأربعاء، إن بنك إنجلترا يتوقع أربعة تخفيضات بأسعار الفائدة، العام المقبل، إذا كانت توقعاته للاقتصاد البريطاني إيجابية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد يرفرف العَلم الروسي فوق مقر البنك المركزي بموسكو (رويترز)

«المركزي الروسي» يدرس رفع أسعار الفائدة مجدداً

صرحت محافِظة البنك المركزي الروسي، إلفيرا نابيولينا، يوم الأربعاء، بأن رفع أسعار الفائدة الرئيسية مجدداً يُعد احتمالاً وارداً، خلال اجتماع البنك المركزي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
متسوق يطالع الأسعار على الأرفف بأحد محال السوبر ماركت في إسطنبول (إعلام تركي)

​تضخم تركيا يبدد التوقعات بتخفيف السياسة النقدية المتشددة

تراجع التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في تركيا إلى 47.1 % بأقل من المتوقع فيما جاء التضخم الشهري أعلى من المتوقع مسجلاً 2.24 %

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

زيادة الطلب على الشحن الجوي عالمياً بنسبة 9.8 % في أكتوبر

شعار الاتحاد الدولي للنقل الجوي خلال إحدى الاجتماعات (رويترز)
شعار الاتحاد الدولي للنقل الجوي خلال إحدى الاجتماعات (رويترز)
TT

زيادة الطلب على الشحن الجوي عالمياً بنسبة 9.8 % في أكتوبر

شعار الاتحاد الدولي للنقل الجوي خلال إحدى الاجتماعات (رويترز)
شعار الاتحاد الدولي للنقل الجوي خلال إحدى الاجتماعات (رويترز)

أظهرت بيانات «الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)»، استمرار النمو القوي في الطلب العالمي على الشحن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ حيث ارتفع إجمالي الطلب بنسبة 9.8 في المائة على أساس سنوي، مع زيادة قدرها 10.3 في المائة بالعمليات الدولية.

ووفق التقرير الشهري لـ«إياتا» زادت السعة العالمية بنسبة 5.9 في المائة مقارنة بأكتوبر 2023. وذلك بفضل التوسُّع في سعة الشحن للطائرات الدولية، التي ارتفعت بنسبة 8.5 في المائة. وحقق قطاع الطائرات المخصصة للشحن أيضاً نمواً في السعة بمقدار 5.6 في المائة للشهر السابع على التوالي.

وفي هذا السياق، قال المدير العام لـ«الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)»، ويلي والش، إن أسواق الشحن الجوي شهدت أداءً قوياً في أكتوبر، مع زيادة العائدات بنسبة 10.6 في المائة، مقارنةً بالعام الماضي، و49 في المائة مقارنة بعام 2019.

من جانب آخر، أشار والش إلى أن التحديات المستقبلية قد تؤثر على هذا النمو خلال العام المقبل، مع احتمالية فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لرسوم جمركية كبيرة على بعض شركاء التجارة الرئيسيين مثل كندا والصين والمكسيك؛ ما قد يسبب اضطراباً في سلاسل التوريد العالمية، ويؤثر على الثقة في الأسواق.

وأضاف: «ومن المرجح أن يتم اختبار قدرة قطاع الشحن الجوي على التكيف مع التغيرات السريعة في الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية».

الأداء الإقليمي

وبحسب «إياتا»، سجلت شركات الطيران في مختلف المناطق نمواً ملحوظاً في الطلب على الشحن الجوي خلال أكتوبر؛ حيث حققت منطقة آسيا والمحيط الهادئ زيادة بـ13.4 في المائة، مع ارتفاع السعة بنسبة 9.3 في المائة.

وفي أميركا الشمالية زاد الطلب على الشحن الجوي بنسبة 9.5 في المائة، مع ارتفاع السعة بمعدل 5.8 في المائة.

أما في منطقة أميركا اللاتينية، حققت شركات الطيران نمواً لافتاً بنسبة 18.5 في المائة في الطلب على الشحن الجوي، وزيادة في السعة بـ5.8 في المائة. وسجلت منطقة الشرق الأوسط، نمواً بـ4.5 في المائة، والسعة بنسبة 0.8 في المائة.

في المقابل، سجلت شركات الطيران الأفريقية أضعف نمو في الطلب على الشحن الجوي، بنسبة 1.6 في المائة، رغم زيادة السعة بنسبة 7.7 في المائة.

خطوط التجارة

وبالنسبة لخطوط التجارة الدولية، أوضح التقرير أن حركة الشحن الدولية شهدت نمواً استثنائياً في أكتوبر بنسبة 10.3 في المائة مقارنةً بالعام الماضي، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى الطلب المتزايد على التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة وأوروبا، في ظل قدرة الشحن البحري المحدودة.

وفيما يتعلق بالاقتصاد العالمي، أشار التقرير إلى أن الإنتاج الصناعي شهد زيادة بنسبة 1.6 في المائة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بينما نمت التجارة العالمية للبضائع بنسبة 2.4 في المائة في الشهر ذاته. ويعزى ذلك جزئياً إلى قيام الشركات بتخزين البضائع تحسباً لتعطيلات محتملة، مثل إضرابات الموانئ الأميركية.

كما شهد النشاط التصنيعي العالمي انتعاشاً في أكتوبر، مع تسجيل مؤشر مديري المشتريات للإنتاج الصناعي مستوى أعلى من 50، مما يشير إلى النمو، بينما بقي مؤشر طلبات التصدير الجديدة تحت مستوى 50، لاستمرار حالة عدم اليقين وضعف التجارة العالمية.

ونوّه التقرير بأن التضخم في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي شهد ارتفاعاً طفيفاً في أكتوبر، بينما انخفض التضخم الاستهلاكي في الصين إلى 0.29 في المائة، مما أثار مخاوف من تباطؤ اقتصادي.