مخاوف التضخم والتوترات السياسية تضغط على عائدات سندات اليورو

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر البنك المركزي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر البنك المركزي في فرنكفورت (رويترز)
TT

مخاوف التضخم والتوترات السياسية تضغط على عائدات سندات اليورو

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر البنك المركزي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر البنك المركزي في فرنكفورت (رويترز)

اتجهت عائدات سندات حكومات منطقة اليورو طويلة الأجل إلى الانخفاض للأسبوع الرابع على التوالي، يوم الجمعة، وسط بيانات تشير إلى آفاق اقتصادية قاتمة، وتراجع مقياس السوق لتوقعات التضخم إلى أقل من 2 في المائة.

كما استقر هامش المخاطرة المرتبط بالسندات الفرنسية بعد إعلان الحكومة استعدادها لتقديم تنازلات بشأن الموازنة المقبلة، في وقت يشهد فيه القلق ازدياداً حول احتمال سقوط حكومة رئيس الوزراء ميشال بارنييه في حال تصاعد المعارضة، بينما تسعى الحكومة إلى معالجة العجز العام المتزايد، وفق «رويترز».

وتترقب الأسواق صدور بيانات التضخم من فرنسا وإيطاليا، ومنطقة اليورو الأوسع في وقت لاحق من الجلسة، لما لها من تأثير كبير على توجيه التوقعات الاقتصادية.

وفيما يتعلق بالسندات الألمانية، فقد استقرّت عوائد السندات لمدة 10 سنوات، التي تُعدُّ المعيار في منطقة اليورو، عند 2.3 في المائة، مسجلةً انخفاضاً قدره 12.5 نقطة أساس خلال الأسبوع. وكشفت، البيانات الصادرة يوم الخميس، عن أن التضخم السنوي في ألمانيا ظلّ ثابتاً في نوفمبر (تشرين الثاني)، على عكس التوقعات التي كانت تشير إلى ارتفاع ثانٍ على التوالي.

ومن المتوقع أن يصل سعر الفائدة على الودائع لدى البنك المركزي الأوروبي إلى نحو 1.85 في المائة في يوليو (تموز). وقد استبعدت الأسواق بالفعل إمكانية زيادة قدرها 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر (كانون الأول)، وخفَّضت احتمالات زيادة قدرها 50 نقطة أساس إلى نحو 20 في المائة بعد صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات الأسبوع الماضي.

أما بالنسبة للسندات الحكومية الألمانية لأجل عامين، وهي الأكثر حساسية لتوقعات سياسة البنك المركزي الأوروبي، فقد انخفضت عائداتها بمقدار نقطة أساس واحدة، وكانت في طريقها لإنهاء الأسبوع دون تغيير يذكر.

وظل الفارق بين عائدات السندات الفرنسية والألمانية، الذي يعكس الطلب المتميز من جانب المستثمرين على الاحتفاظ بالسندات الفرنسية، دون تغيير عند 80.5 نقطة أساس، بعد أن بلغ 90 نقطة أساس في وقت سابق من الأسبوع، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2012.

أما السندات الحكومية الإيطالية لأجل 10 سنوات، التي تعد المعيار لأسواق دول محيط منطقة اليورو، فقد سجلت انخفاضاً بنحو نقطة أساس واحدة لتصل إلى 3.34 في المائة، ليصل إجمالي انخفاضها خلال الأسبوع إلى 16.5 نقطة أساس.


مقالات ذات صلة

«نوفمبر المالي»... الأسواق بين انتصارات ترمب وتقلباتها

الاقتصاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يحضر إطلاق الرحلة التجريبية السادسة لصاروخ «ستارشيب» التابع لشركة «سبيس إكس» في براونزفيل بتكساس (رويترز)

«نوفمبر المالي»... الأسواق بين انتصارات ترمب وتقلباتها

حَفِل شهر نوفمبر (تشرين الثاني) بتقلبات كبيرة بالأسواق المالية، فقد شهدت أسواق الأسهم والعملات تحولات ملحوظة بعد فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد الجزء الخارجي من الجمعية الوطنية الفرنسية في باريس (رويترز)

مواجهة الموازنة تهز فرنسا... والأسواق تترقب السيناريو الأسوأ

سجَّلت السندات والأسهم الفرنسية أكبر انخفاض في أكثر من 3 أشهر (الأربعاء) مع تنامي مخاوف المستثمرين من أن الخلافات بشأن موازنة التقشف قد تؤدي لإسقاط الحكومة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد تستهدف «بوني» تقييماً يصل إلى 4.55 مليار دولار في طرحها العام الأولي (موقع الشركة)

أسهم «بوني إيه آي» الصينية المدعومة من «نيوم» السعودية تقفز في أول أيام تداولها

قفزت أسهم «بوني إيه آي» بنحو 15 في المائة فوق سعر العرض في أول ظهور لها في السوق، مما أعطى شركة سيارات الأجرة الآلية تقييماً بـ5.25 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد رجال يسيرون بجوار لوحة إلكترونية في بورصة تل أبيب (رويترز)

ارتفاع سندات إسرائيل ولبنان السيادية بعد وقف إطلاق النار

ارتفعت السندات السيادية الإسرائيلية المقوَّمة بالدولار بنسبة 0.8 سنت، يوم الأربعاء، عقب دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» حيز التنفيذ.

«الشرق الأوسط» (القدس)
الاقتصاد رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)

سندات لبنان السيادية ترتفع لأعلى مستوى في عامين وسط آمال بوقف إطلاق النار

ارتفعت سندات لبنان السيادية المقوَّمة بالدولار إلى أعلى مستوياتها منذ عامين؛ حيث راهن المستثمرون على أن الهدنة المحتملة مع إسرائيل قد تدفع لتحسين اقتصاد البلاد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)
ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)
TT

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)
ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024، مسجلة تراجعاً بنسبة 15.33 في المائة مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث بلغت الأرباح حينها 121.57 مليار ريال سعودي (32.42 مليار دولار). ويعود هذا الانخفاض إلى تراجع أرباح شركة «أرامكو السعودية»، التي انخفضت بنسبة 15.4 في المائة خلال الربع الثالث من عام 2024.

وتأتي أرباح شركات القطاع نتيجة ارتفاع كميات المبيعات وتحسن الكفاءة التشغيلية، بالإضافة إلى استفادة بعض الشركات من زيادة العمليات التشغيلية ونمو نشاط شحن ونقل النفط والبتروكيماويات وارتفاع أسعار نقلها عالمياً، وذلك على الرغم من تراجع إجمالي أرباح شركات القطاع وتأثرها بانخفاض أسعار النفط وتباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي ودوره في إضعاف الطلب على النفط والمنتجات البتروكيماوية.

ويضم القطاع 7 شركات، هي: «أرامكو السعودية»، و«البحري»، و«أديس»، و«الدريس»، و«الحفر العربية»، و«المصافي»، و«بترورابغ».

ووفقاً لنتائجها المالية في السوق المالية السعودية (تداول)، حقّقت 5 شركات أرباحاً صافية خلال الربع الثالث من عام 2024. وسجلت شركة «أرامكو السعودية» أعلى نسبة أرباح بين شركات القطاع، حيث بلغت أرباحها 103.37 مليار ريال في الربع الثالث من 2024، رغم تراجعها بنسبة 15.4 في المائة مقارنة بالربع المماثل من العام السابق، الذي حققت فيه نحو 122.19 مليار ريال.

وحلت شركة «البحري» في المرتبة الثانية من حيث أعلى الأرباح بين شركات القطاع، حيث سجلت أرباحاً بلغت نحو 509.02 مليون ريال خلال الربع الثالث من العام، محققةً نسبة نمو بلغت 126.9 في المائة مقارنة بالربع ذاته من العام السابق، الذي حققت فيه أرباحاً بلغت 224.34 مليون ريال.

أما شركة «أديس»، فقد سجلت أعلى نسبة نمو في الأرباح بين شركات القطاع، حيث بلغت نسبة النمو 132.72 في المائة، ليصل إجمالي أرباحها إلى نحو 203.3 مليون ريال خلال الربع الثالث، مقارنةً بـ87.35 مليون ريال في الربع نفسه من عام 2023.

وفي تعليق على نتائج الربع الثالث لشركات القطاع، أشار الرئيس التنفيذي لشركة «جي وورلد»، محمد حمدي عمر، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن القطاع أظهر أداءً متبايناً خلال هذه الفترة، حيث سجلت بعض الشركات قفزة في أرباحها، في حين تراجعت أرباح شركات أخرى أو تكبّدت خسائر متراكمة. وأضاف أن تراجع أرباح شركة «أرامكو» كان له تأثير سلبي كبير على ربحية القطاع كله، إذ تعد الشركة المحرك الرئيسي للسوق السعودية. كما أوضح أن انخفاض أسعار النفط وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي أسهما في تراجع الطلب على النفط والمنتجات البتروكيماوية، مما أثر سلباً على الأسعار وحجم المبيعات لشركات القطاع.

وأشار إلى أن الارتفاع في تكاليف المدخلات، التي تشمل المواد الخام والعمالة والخدمات اللوجيستية، أسهم في زيادة الضغط على الهوامش الربحية لشركات القطاع. ومع ذلك، أشار إلى أنه من جهة أخرى، استفادت بعض الشركات مثل «البحري»، التي شهدت زيادة ملحوظة في أرباحها بنسبة 126.9 في المائة، بفضل تحسين الكفاءة التشغيلية والقرارات الاستراتيجية التي مكنتها من الاستفادة من الزيادة في نشاط الشحن.

وأضاف المحلل المالي، حمدي عمر، أن مستقبل شركات قطاع الطاقة يعتمد على مجموعة من العوامل التي من المتوقع أن تؤثر عليه بشكل واضح. ومن أبرز هذه العوامل ديناميكيات أسعار النفط العالمية، التي ستكون حاسمة في تحديد مسار أداء شركة «أرامكو» والقطاع بشكل عام. كما ستلعب الأحداث الجيوسياسية وقرارات «أوبك بلس» وديناميكيات الطلب العالمي دوراً كبيراً في التأثير على الأسعار. وأوضح أن التعافي الاقتصادي العالمي سيحفز الطلب على الطاقة، ما سينعكس بشكل إيجابي على القطاع. وفي المقابل، فإن استمرار التباطؤ الاقتصادي أو الضغوط الركودية قد يزيد من الضغط على أرباح شركات القطاع.

وأشار إلى أن السعودية تتجه نحو التركيز على تنويع مزيج الطاقة والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، وهو ما سيوفر فرصاً جديدة، وهذا التحول سيخلق آفاقاً جديدة للنمو للشركات العاملة في القطاع. وأضاف أن ذلك سيؤثر أيضاً على اللاعبين التقليديين في قطاع النفط والغاز، مشيراً إلى أنه يجب إعطاء الأولوية للكفاءة التشغيلية وإدارة التكاليف للشركات، بالإضافة إلى التكيّف الاستراتيجي مع المشهد المتطور لقطاع الطاقة، الذي يجب على الشركات التعامل معه من خلال التركيز على التنوع والتقدم التكنولوجي والتعامل مع التحديات والفرص الخاصة بالقطاع.

من جانبه، يرى المحلل المالي إسماعيل الغامدي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن التقلبات التي شهدتها أسعار النفط والمنتجات البترولية خلال الأرباع الماضية من العام الحالي، أثرت بشكل كبير على ربحية الشركات في القطاع، وفقاً لطبيعة أعمالها في هذا النشاط الاقتصادي، مضيفاً أن ارتفاع تكاليف الخام المرتبطة بصناعة النفط، أسهم في الضغط على هوامش الربح لدى بعض الشركات في القطاع، وأدى إلى انخفاض أرباحها خلال الربع الثالث من عام 2024.

وأشار الغامدي إلى أن استثمار بعض شركات قطاع الطاقة في مشاريع توسعية في أعمالها أدى إلى انخفاض أرباحها على المدى القصير، إلا أن هذا التوسع سيسهم على المدى الطويل في دعم النمو المستقبلي لهذه الشركات وجني أرباح أفضل مستقبلاً، وأضاف أن الأداء المتميز لبعض شركات قطاع الطاقة مثل شركتي «البحري» و«أديس»، وتحقيقها قفزات كبيرة في نمو الأرباح، أسهم في تعويض شركات القطاع جزئياً عن انخفاض إجمالي أرباح شركات كبرى مثل «أرامكو السعودية»، واستمرار الخسائر لـ«بترورابغ».