صندوق النقد الدولي: اقتصاد عُمان يواصل التوسع في ظل انخفاض التضخم

توقعات باستمرار النمو في حدود 1.2 % هذا العام

العاصمة العمانية مسقط (رويترز)
العاصمة العمانية مسقط (رويترز)
TT

صندوق النقد الدولي: اقتصاد عُمان يواصل التوسع في ظل انخفاض التضخم

العاصمة العمانية مسقط (رويترز)
العاصمة العمانية مسقط (رويترز)

أكد وفد من صندوق النقد الدولي، في ختام مشاوراته مع السلطات العُمانية، أن اقتصاد البلاد يواصل التوسع بشكل ملحوظ في ظل انخفاض التضخم وتحسن الأوضاع المالية.

وأشار الوفد، الذي قاده سيزار سيرا في إطار المشاورة الرابعة لعام 2024 خلال الفترة من 30 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى أن النمو الاقتصادي لعمان بلغ 1.2 في المائة خلال عام 2023، قبل أن يتسارع إلى 1.9 في المائة على أساس سنوي في النصف الأول من العام الحالي، متأثراً بتقليصات إنتاج النفط بموجب اتفاقيات (أوبك+)، ومدفوعاً بالنمو القوي في القطاعات غير الهيدروكربونية مثل البناء والصناعات التحويلية والخدمات، بنسبة 1.8 في المائة خلال العام الماضي، و3.8 في المائة بالنصف الأول من 2024.

ووفقاً للبيان الصادر عن صندوق النقد الدولي، حققت عمان تقدماً كبيراً في تنفيذ الإصلاحات المالية والاقتصادية بموجب «رؤية 2040»، مع تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي، وزيادة مرونة سوق العمل، وتحسين بيئة الأعمال وإصلاح قطاع المؤسسات الحكومية، وتعزيز السياسات المتعلقة بالمناخ والتحول الرقمي.

كما أشار البيان إلى أن تصنيف عمان الائتماني السيادي قد تم رفعه إلى الدرجة الاستثمارية، ما يعكس التحسن الكبير في الأسس الاقتصادية.

ونوّه التقرير بأن الاقتصاد العماني من المتوقع أن يواصل النمو في حدود 1.2 في المائة هذا العام، مدفوعاً بتقليصات إنتاج النفط المتعلقة بـ«أوبك+»، لكنه مرشح للانتعاش بدءاً من عام 2025، بتأثير من زيادة إنتاج الهيدروكربونات واستمرار تسارع النمو في القطاعات غير الهيدروكربونية.

ويُتوقع أن يظل العجز الأساسي غير الهيدروكربوني دون تغيير، بوصفه نسبة من الناتج المحلي الإجمالي غير الهيدروكربوني في العام الحالي مقارنة بمستواه في عام 2023 عند 29 في المائة. ورغم الزيادة في الدعم الطاقي والتحويلات الإضافية بموجب قانون الحماية الاجتماعية الجديد فإن الحفاظ على تقدم ثابت في الإصلاحات المالية يظل أمراً أساسياً لترسيخ الاستدامة المالية، وفقاً للصندوق.

ويرجح التقرير أن تظل الموازين المالية وحسابات المعاملات الجارية في فائض على المدى المتوسط، وإن كانت ستنخفض بعض الشيء مقارنة بمستوياتها الحالية مع تراجع أسعار النفط. ومع ذلك، تظل التوقعات عرضة لمستوى عالٍ من عدم اليقين، بما في ذلك تقلبات أسعار النفط، ومخاطر التباطؤ الاقتصادي العالمي، وتصاعد التوترات الجيوسياسية.

يُذكر أن عمان تواصل العمل على تعزيز التنوع الاقتصادي، ويشمل ذلك مبادرات تحسين بيئة الأعمال، والتحول الرقمي، وجذب الاستثمارات الكبيرة، وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة، والإصلاحات في قطاع المؤسسات الحكومية تحت هيئة الاستثمار، كما تجري جهود لتوسيع إنتاج الطاقة المتجددة لخفض تكاليف توليد الكهرباء ودعم آفاق اقتصاد الهيدروجين الأخضر.


مقالات ذات صلة

وزير البيئة السعودي: المملكة تركز على أهمية معالجة تحديات الأمن الغذائي

الاقتصاد جانب من التحضيرات للجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

وزير البيئة السعودي: المملكة تركز على أهمية معالجة تحديات الأمن الغذائي

نوّه وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي المهندس عبد الرحمن الفضلي، بريادة المملكة في دعم جهود «مجموعة العشرين»، لتحقيق أهداف تحديات الأمن الغذائي.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
الاقتصاد خلال اجتماع قادة «مجموعة العشرين» في البرازيل (رويترز)

محافظ «المركزي السعودي»: دور المملكة مهم في دعم تعافي الاقتصاد العالمي

أكد محافظ البنك المركزي السعودي «ساما» أيمن السياري أن المملكة تقوم بدورٍ مهم في دعم استمرار تعافي الاقتصاد العالمي والحفاظ على الاستقرار المالي.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو )
الاقتصاد من اجتماع «مينافاتف» (الموقع الرسمي)

محافظ «المركزي السعودي» ورئيس «مينافاتف» يستعرضان جهود مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

استعرض محافظ البنك المركزي السعودي أيمن السياري ورئيس «مينافاتف» هاني محمد وهاب، أبرز الجهود في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلح.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد قادة «مجموعة العشرين» يحضرون إطلاق «فريق العمل من أجل تحالف عالمي ضد الجوع والفقر» في ريو دي جانيرو (أ.ف.ب)

وزير الموارد البشرية: السعودية تدعم توجهات «مجموعة العشرين» في قضايا العمل والتوظيف.

أكد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي أن السعودية تحتل دوراً ريادياً قيادياً في دعم توجهات «مجموعة العشرين» في قضايا العمل والتوظيف.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
الاقتصاد صورة جماعية بعد توقيع الاتفاقيات (واس)

«السعودية لشراء الطاقة» توقّع اتفاقيات لـ5 مشروعات بسعة 9200 ميغاواط

وقّعت «الشركة السعودية لشراء الطاقة»، (المشتري الرئيسي)، يوم الاثنين، اتفاقيات لشراء الطاقة لـ5 مشروعات إنتاج مستقل للطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الحرارية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«وول ستريت» تستقر بعد مكاسب ما بعد الانتخابات

أشخاص يمرون أمام بورصة نيويورك (أ.ب)
أشخاص يمرون أمام بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

«وول ستريت» تستقر بعد مكاسب ما بعد الانتخابات

أشخاص يمرون أمام بورصة نيويورك (أ.ب)
أشخاص يمرون أمام بورصة نيويورك (أ.ب)

شهدت الأسهم الأميركية تحركات بطيئة، الاثنين، حيث تواصل «وول ستريت» الاستقرار بعد أن تلاشت معظم المكاسب التي حققتها عقب فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.

وكان مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» شبه ثابت في التداولات المبكرة، في حين تراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 84 نقطة، أو بنسبة 0.2 في المائة. من جهة أخرى، ارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.1 في المائة، وفق «أسوشييتد برس».

وتم تعليق تداول أسهم شركة «سبيريت إيرلاينز» بعد أن أعلنت شركة الطيران منخفضة التكلفة عن توصلها إلى اتفاق مع دائنيها بشأن خطة للانتقال إلى حماية الفصل 11 من الإفلاس. وستواصل الشركة تشغيل رحلاتها خلال فترة الإفلاس، لكن من المحتمل أن يتم محو ممتلكات جميع مستثمري الأسهم الحاليين.

وفي المقابل، ارتفعت أسهم شركة «سي في إس هيلث» بنسبة 1.9 في المائة بعد أن أضافت أربعة مديرين جددٍ إلى مجلس إدارتها، وذلك عقب مناقشات مع أحد كبار المستثمرين، مالك صندوق التحوط «غلينفيو كابيتال مانجمنت»، حيث كان المدير التنفيذي للشركة، لاري روبينز، من بين المديرين الجدد.

على صعيد آخر، تراجعت الأسهم بشكل عام عن أكثر من نصف المكاسب التي حققتها بعد الانتخابات في نهاية الأسبوع الماضي، حيث تراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الجمعة ليسجل أسوأ خسارة له منذ ما قبل يوم الانتخابات. وكان المستثمرون قد دفعوا بالمؤشر نحو الارتفاع بنسبة تقارب 4 في المائة في الأيام التي تلت فوز ترمب مباشرة. وقد شهدت أسهم البنوك والشركات الصغيرة وغيرها من القطاعات التي كانت تُعدّ الفائز الأكبر من تفضيل الرئيس المنتخب للخفض الضريبي، وزيادة التعريفات الجمركية، وتخفيف القيود التنظيمية، مكاسب كبيرة.

لكن مؤخراً، بدأ المستثمرون في التحسب لبعض الآثار السلبية المحتملة لسياسات ترمب في إعادة تشكيل الاقتصاد. على سبيل المثال، ارتفعت أسهم شركة «موديرنا» بنسبة 1.3 في المائة، الاثنين، لكنها لا تزال منخفضة منذ أن أعلن ترمب عن رغبته في تعيين روبرت ف. كيندي جونيور، الناشط البارز ضد اللقاحات، لتولي وزارة الصحة والخدمات الإنسانية.

وأثارت المخاوف بشأن احتمال ارتفاع التضخم بسبب زيادة التعريفات الجمركية والعجز الكبير في الموازنة الأميركية ارتفاعاً في عوائد السندات الحكومية الأميركية. وقد تؤدي هذه النتائج إلى تقليص قدرة الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة في محاولة لتخفيف الضغط على الاقتصاد وتحفيز سوق العمل.

ورغم أن أسعار الفائدة المنخفضة قد تعزز النمو، فإنها قد تضيف أيضاً وقوداً للتضخم. في هذا السياق، قال المدير التنفيذي للتداول والاستثمار في «إي - تريد» من «مورغان ستانلي»، كريس لاركن: «يبدو أن المتداولين يقيّمون التأثير المحتمل لسياسات إدارة ترمب الجديدة على الاقتصاد، مع احتمال أن يبطئ الاحتياطي الفيدرالي من حملته لخفض الفائدة».

ومع ارتفاع أسعار الفائدة والعوائد، تزايد الضغط على الشركات لتحقيق أرباح أكبر لتبرير أسعار أسهمها المرتفعة. هذا في حين أن أسعار الأسهم قد ارتفعت بالفعل بوتيرة أسرع من أرباح الشركات.

ويتوقع أن تقوم شركات كبيرة عدة بالإعلان عن نتائج أرباحها هذا الأسبوع، من بينها شركة «إنفيديا»، التي ستعلن الأربعاء. وقد أصبحت هذه الشركة من أكثر الشركات تأثيراً في «وول ستريت»، حيث تبلغ قيمتها السوقية نحو 3.5 تريليون دولار، بفضل دورها القيادي في طفرة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وستحتاج الشركة إلى تحقيق نمو يتجاوز التوقعات خلال الربع الأخير لتبرير سعر السهم المرتفع.

ومن بين الشركات الكبرى الأخرى التي ستعلن نتائجها هذا الأسبوع: «لويس» و«وول مارت» الثلاثاء، و«تارغت» الأربعاء، و«ديير» الخميس.

أما في سوق السندات، فقد استقرت عوائد السندات الحكومية؛ مما ساعد في الحفاظ على الاستقرار في سوق الأسهم. استقر العائد على سندات الخزانة لعشر سنوات عند 4.45 في المائة، وهو مستواه نفسه الذي سجله الجمعة.

وفي الأسواق العالمية، اختلفت اتجاهات المؤشرات، حيث كانت التحركات معتدلة في أوروبا بعد التقلبات الحادة في أسواق آسيا. وارتفع مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية بنسبة 2.2 في المائة بعد إعلان شركة «سامسونغ إلكترونيكس»، أكبر شركة في البلاد، عن خطة لإعادة شراء الأسهم.