نتائج «إنفيديا» في دائرة الضوء مع تركيز المستثمرين على قطاع التكنولوجيا

مع توقف زخم الانتخابات الأميركية في سوق الأسهم

جوال ذكي مع شعار «إنفيديا» معروض على لوحة للكومبيوتر (رويترز)
جوال ذكي مع شعار «إنفيديا» معروض على لوحة للكومبيوتر (رويترز)
TT

نتائج «إنفيديا» في دائرة الضوء مع تركيز المستثمرين على قطاع التكنولوجيا

جوال ذكي مع شعار «إنفيديا» معروض على لوحة للكومبيوتر (رويترز)
جوال ذكي مع شعار «إنفيديا» معروض على لوحة للكومبيوتر (رويترز)

قد توجه نتائج شركة «إنفيديا كورب» في الأسبوع المقبل سوق الأسهم الأميركية إلى مسارها التالي، حيث يحول المستثمرون تركيزهم إلى قطاع التكنولوجيا وتجارة الذكاء الاصطناعي بعد توقف مسيرة الارتفاع التي غذتها الانتخابات.

لقد دفع ارتفاع أسهم «إنفيديا» بنسبة 800 في المائة تقريباً على مدار العامين الماضيين، بدعم من أعمال الذكاء الاصطناعي المعيارية الذهبية، شركة أشباه الموصلات إلى المركز الأول في العالم من حيث القيمة السوقية. ويمنح هذا الثقل «إنفيديا» نفوذاً كبيراً في معايير السوق، مثل «ستاندرد آند بورز 500»، و«ناسداك 100»، في حين ستكون نتائجها في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) أيضاً مقياساً لشهية السوق لأسهم التكنولوجيا وتجارة الذكاء الاصطناعي، ومعنويات الأسهم على نطاق واسع، كما قال المستثمرون.

وقد تراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» القياسي عن مستوياته المرتفعة القياسية في أعقاب انتخابات 5 نوفمبر الأميركية التي منحت دونالد ترمب ولاية ثانية، وسيطرة زملائه الجمهوريين على الكونغرس.

وقال جاريت ميلسون، استراتيجي المحفظة في «ناتيكسيس إنفستمنت ماناجرز»، إن الأسواق «تبحث عن الاتجاه الآن. إذا كانت هذه النتائج قوية جداً، فهذا يخبرك بأنه لا يزال هناك زخم وراء هذا الاستثمار وتلك التجارة، وأعتقد بأن هذا يساعد في توسيع شهيتنا للمخاطرة».

أدى موقف الذكاء الاصطناعي المهيمن لشركة «إنفيديا» إلى ارتفاع سعر سهمها، كما أدى إلى أداء مالي مذهل. ففي الربع الثالث من السنة المالية، من المتوقع أن تحقق الشركة صافي دخل قدره 18.4 مليار دولار، حيث قفزت الإيرادات بأكثر من 80 في المائة إلى 33 مليار دولار، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».

ومع ذلك، بعد ارتفاعها عن تقديرات أرباح المحللين العام الماضي، أصبحت مفاجآت «إنفيديا» أكثر تواضعاً، حيث تجاوزت الأرباح بنسبة 6 في المائة في أحدث ربع تم الإبلاغ عنه، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».

وقال مارك لوشيني، كبير استراتيجيي الاستثمار في «جاني مونتغومري سكوت»: «أصبح من الصعب التغلب على هذه التوقعات».

وتتوج نتائج «إنفيديا» موسم أرباح الربع الثالث المختلط للشركات الأميركية. ومن المتوقع أن ترتفع أرباح مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 8.8 في المائة عن العام السابق، حيث تجاوز 76 في المائة من الشركات التقديرات، مقارنة بمتوسط ​​79 في المائة في الأرباع الأربعة الماضية.

كما هي الحال في الأرباع الأخيرة، تحمل نتائج «إنفيديا» ومجموعة صغيرة من شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى والشركات ذات الصلة العبء. ومن المتوقع أن تزيد أرباح ما يسمى «الشركات السبع الرائعة»، والتي تضم أيضاً «أبل»، و«مايكروسوفت»، بنسبة 30 في المائة في الربع الثالث مقارنة بـ4.3 في المائة للشركات الأخرى البالغ عددها 493 شركة في المؤشر، وفقاً لتاجيندر دهيلون، كبير محللي الأبحاث في «إل إس إي جي».

وقال لوشيني إن «(الشركات السبع الرائعة) بقيادة (إنفيديا) هي التي قامت بالعمل الشاق لمعالجة نوع نمو الأرباح الذي دعم التقدم الذي شهدناه في أسعار الأسهم».

قد تكون نتائج «إنفيديا» حاسمة أيضاً لدعم التقييم المرتفع للسوق، مع نسبة السعر إلى الأرباح المستقبلية لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» فوق 22 مرة، وقرب أعلى مستوى لها في أكثر من ثلاث سنوات، وفقاً لشركة «إل إس إي جي داتا ستريم».

وارتفع المؤشر القياسي بنسبة 23 في المائة هذا العام. وأثار فوز ترمب في البداية مكاسب واسعة النطاق للأسهم بسبب التفاؤل بشأن أجندته لخفض الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية، لكن الأسهم تراجعت هذا الأسبوع مع استمرار الأسواق في استيعاب الآثار المترتبة على الانتخابات. سيواصل المستثمرون التركيز على خطط انتقال ترمب، بما في ذلك اختياراته لأدوار وزارية رئيسية، بعد أن أدى بعض المعينين الأوائل إلى ضعف في مجالات السوق، مثل أسهم الأدوية والدفاع.

كما انخفضت الأسهم بعد أن قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الخميس إن البنك المركزي لا يحتاج إلى التسرع في خفض أسعار الفائدة، وهو ما سيبقي السياسة النقدية في طليعة الأسواق في الأسابيع المقبلة.

وقال ماثيو مالي كبير استراتيجيي السوق في «ميلر تاباك» في مذكرة يوم الجمعة: «نظراً لأن سوق الأسهم أصبحت باهظة الثمن، فإن حقيقة أن الاحتياطي الفيدرالي يشير إلى أنه لن يكون متساهلاً كما أشار قبل الانتخابات... ستخلق على الأقل بعض الرياح المعاكسة في الأيام والأسابيع المقبلة».


مقالات ذات صلة

رئيس «سكاي»: الذكاء الاصطناعي يعزز مستقبل الاقتصاد السعودي

الاقتصاد عرض تقديمي في إحدى الفعاليات التقنية التي أقيمت بالعاصمة السعودية الرياض (واس)

رئيس «سكاي»: الذكاء الاصطناعي يعزز مستقبل الاقتصاد السعودي

تتصدر الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (سكاي) مسيرة بناء منظومة تقنية عالمية المستوى ما يمهد الطريق لتحقيق نمو اقتصادي مدفوع بالذكاء الاصطناعي

آيات نور (الرياض)
علوم ذكاء اصطناعي «شديد الحساسية للرائحة» يكتشف المصنوعات المقلَّدة

ذكاء اصطناعي «شديد الحساسية للرائحة» يكتشف المصنوعات المقلَّدة

يستعيض مستشعر بالذكاء الاصطناعي عن اختبارات الشم والفحص البصري البشرية لتمييز الأصالة.

جيسوس دياز (واشنطن)
خاص يحول الذكاء الاصطناعي الطابعات من مجرد خدمة بسيطة إلى أداة أكثر ذكاءً واستجابة لحاجات المستخدمين (أدوبي)

خاص كيف يجعل الذكاء الاصطناعي الطابعات أكثر ذكاءً؟

تلتقي «الشرق الأوسط» الرئيسة العامة ومديرة قسم الطباعة المنزلية في شركة «إتش بي» (HP) لفهم تأثير الذكاء الاصطناعي على عمل الطابعات ومستقبلها.

نسيم رمضان (بالو ألتو - كاليفورنيا)
صحتك علاقة أمراض اللثة بمرض ألزهايمر

علاقة أمراض اللثة بمرض ألزهايمر

برنامج ذكاء اصطناعي يتمكن من التنبؤ بمرض ألزهايمر قبل 3 سنوات من بدء أعراضه

د. عميد خالد عبد الحميد
الاقتصاد عرض نظام نقل الحركة لدراجة كهربائية من إنتاج «فوكسكون» بيوم التكنولوجيا السنوي للشركة في تايبيه (رويترز)

أرباح «فوكسكون» التايوانية ترتفع 14 % مدفوعة بـ«الذكاء الاصطناعي»

أعلنت شركة «فوكسكون» التايوانية، أكبر شركة عالمية لتصنيع الإلكترونيات بنظام التعاقد، يوم الخميس، زيادة مفاجئة بنسبة 14 في المائة في أرباحها الفصلية.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات جديدة تتمثل في التضخم المرتفع أو المتقلب.

وقال رئيس البنك المركزي الألماني، يوم الاثنين في طوكيو: «أصبحت أولى علامات التفكك الجيو-اقتصادي أكثر وضوحاً، وللأسف، قد نكون على حافة تصعيد كبير. هذه تطورات مُقلقة، ويجب على الجميع السعي لاستعادة التعاون والتجارة الحرة»، وفق «بلومبرغ».

وأضاف ناغل أنه إذا تصاعدت التوترات الدولية، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة ضغوط التضخم أو إلى تقلبات أكبر في نمو الأسعار الاستهلاكية، مما قد يضطر البنوك المركزية لاتخاذ إجراءات عبر رفع أسعار الفائدة. وقال: «نحن قادرون، وسنفعل ما هو ضروري لضمان استقرار الأسعار».

وقد حذر ناغل، في مناسبات سابقة، من أن إعادة انتخاب دونالد ترمب قد تفتح الباب لحقبة حمائية جديدة تهدد بتفكيك النظام الاقتصادي العالمي. وكان ترمب قد تعهّد، من بين أمور أخرى، بفرض تعريفات جمركية بنسبة 60 في المائة على الصين، و20 في المائة على بقية الدول، مما أثار مخاوف من تصاعد الحروب التجارية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذّر نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي، لويس دي غيندوس، من أن الاقتصاد العالمي قد يواجه صدمات سلبية بسبب عودة ترمب إلى البيت الأبيض، مع تباطؤ في الإنتاج، وضغوط أكبر على الأسعار، وتعطيل في تدفقات التجارة العالمية.

وفي الأسبوع الماضي، أشار ناغل إلى أن التعريفات الجمركية المقترحة قد تؤثر سلباً على الاقتصاد الألماني، وربما تكلفه نحو 1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

وفي حديثه، يوم الاثنين، أكد ناغل أنه «حتى لو شهدنا زيادة كبيرة في الاضطرابات الجيو-اقتصادية التي تؤدي إلى مزيد من الضغوط التضخمية، فإن البنوك المركزية لديها كل الأدوات التي تحتاج إليها للتعامل مع مثل هذه التحديات».

وأضاف: «بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي، فإن تراجع التكامل العالمي بشكل ملموس يعني أننا قد نحتاج إلى رفع أسعار الفائدة للحد من التضخم».

وفي الوقت نفسه، لا يزال ناغل متفائلًا بأن التأثير على الأسعار لن يكون بالشدة المتوقعة. وقال: «بينما يمكننا أن نكون واثقين من اتجاه هذا التأثير، يبدو أن حجمه سيكون محدوداً». وتابع: «لذلك يجب أن يشهد التكامل العالمي انخفاضاً كبيراً لكي نرى زيادة ملموسة في ضغوط التضخم، وحتى الآن لم نلحظ ذلك».

ويُعدّ ناغل من بين الأعضاء الأكثر تشدداً في مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، والذي من المتوقع أن يُخفض تكاليف الاقتراض للمرة الرابعة في دورة التيسير الحالية، خلال اجتماعه الأخير لهذا العام في الشهر المقبل.