ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات جديدة تتمثل في التضخم المرتفع أو المتقلب.

وقال رئيس البنك المركزي الألماني، يوم الاثنين في طوكيو: «أصبحت أولى علامات التفكك الجيو-اقتصادي أكثر وضوحاً، وللأسف، قد نكون على حافة تصعيد كبير. هذه تطورات مُقلقة، ويجب على الجميع السعي لاستعادة التعاون والتجارة الحرة»، وفق «بلومبرغ».

وأضاف ناغل أنه إذا تصاعدت التوترات الدولية، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة ضغوط التضخم أو إلى تقلبات أكبر في نمو الأسعار الاستهلاكية، مما قد يضطر البنوك المركزية لاتخاذ إجراءات عبر رفع أسعار الفائدة. وقال: «نحن قادرون، وسنفعل ما هو ضروري لضمان استقرار الأسعار».

وقد حذر ناغل، في مناسبات سابقة، من أن إعادة انتخاب دونالد ترمب قد تفتح الباب لحقبة حمائية جديدة تهدد بتفكيك النظام الاقتصادي العالمي. وكان ترمب قد تعهّد، من بين أمور أخرى، بفرض تعريفات جمركية بنسبة 60 في المائة على الصين، و20 في المائة على بقية الدول، مما أثار مخاوف من تصاعد الحروب التجارية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذّر نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي، لويس دي غيندوس، من أن الاقتصاد العالمي قد يواجه صدمات سلبية بسبب عودة ترمب إلى البيت الأبيض، مع تباطؤ في الإنتاج، وضغوط أكبر على الأسعار، وتعطيل في تدفقات التجارة العالمية.

وفي الأسبوع الماضي، أشار ناغل إلى أن التعريفات الجمركية المقترحة قد تؤثر سلباً على الاقتصاد الألماني، وربما تكلفه نحو 1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

وفي حديثه، يوم الاثنين، أكد ناغل أنه «حتى لو شهدنا زيادة كبيرة في الاضطرابات الجيو-اقتصادية التي تؤدي إلى مزيد من الضغوط التضخمية، فإن البنوك المركزية لديها كل الأدوات التي تحتاج إليها للتعامل مع مثل هذه التحديات».

وأضاف: «بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي، فإن تراجع التكامل العالمي بشكل ملموس يعني أننا قد نحتاج إلى رفع أسعار الفائدة للحد من التضخم».

وفي الوقت نفسه، لا يزال ناغل متفائلًا بأن التأثير على الأسعار لن يكون بالشدة المتوقعة. وقال: «بينما يمكننا أن نكون واثقين من اتجاه هذا التأثير، يبدو أن حجمه سيكون محدوداً». وتابع: «لذلك يجب أن يشهد التكامل العالمي انخفاضاً كبيراً لكي نرى زيادة ملموسة في ضغوط التضخم، وحتى الآن لم نلحظ ذلك».

ويُعدّ ناغل من بين الأعضاء الأكثر تشدداً في مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، والذي من المتوقع أن يُخفض تكاليف الاقتراض للمرة الرابعة في دورة التيسير الحالية، خلال اجتماعه الأخير لهذا العام في الشهر المقبل.


مقالات ذات صلة

«مورغان ستانلي»: «المركزي التركي» قد يخفض الفائدة إلى 48 %

الاقتصاد مقر البنك المركزي التركي (رويترز)

«مورغان ستانلي»: «المركزي التركي» قد يخفض الفائدة إلى 48 %

يسود ترقب واسع لقرار البنك المركزي التركي بشأن سعر الفائدة الذي من المقرر أن يعلنه عقب اجتماع لجنته للسياسة النقدية الأخير للعام الحالي يوم الخميس المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد خط أنابيب الغاز الروسي المتجه إلى تركيا (إعلام تركي)

تركيا تحصل على إعفاء أميركي من العقوبات على مدفوعات الغاز لروسيا

أعفت الولايات المتحدة تركيا من العقوبات التي تفرضها على بنك «غازبروم» فيما يخص مدفوعاتها عن واردات الغاز الطبيعي من روسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد عربة تسوق في سوبر ماركت في مانهاتن (رويترز)

ارتفاع طفيف في مؤشر التضخم المفضّل لدى «الفيدرالي»

ارتفع مؤشر التضخم المفضّل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل طفيف الشهر الماضي؛ مما يعكس تباطؤ ضغوط الأسعار بعد شهرين من الارتفاعات الحادة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد العلم الوطني يرفرف فوق مقر البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي» يفاجئ الأسواق ويثبت أسعار الفائدة

أبقى البنك المركزي الروسي على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند 21 في المائة، يوم الجمعة، مما فاجأ السوق التي كانت تتوقّع زيادة تبلغ نقطتين مئويتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد أوراق نقدية من عملة اليورو في متحف الأموال التابع للبنك الوطني النمساوي في فيينا (رويترز)

تراجع عائدات سندات اليورو قبيل بيانات التضخم الأميركية

تراجعت عائدات سندات الحكومة في منطقة اليورو قليلاً، يوم الجمعة، قبيل صدور بيانات التضخم الأميركية في وقت لاحق، التي قد تقدِّم مزيداً من الأدلة بشأن مسار التيسير

«الشرق الأوسط» (لندن)

فرنسا تضيف أول مفاعل نووي إلى شبكة الكهرباء منذ 25 عاماً

مفاعل «EPR» النووي من الجيل الثالث في فلامانفيل (أ.ف.ب)
مفاعل «EPR» النووي من الجيل الثالث في فلامانفيل (أ.ف.ب)
TT

فرنسا تضيف أول مفاعل نووي إلى شبكة الكهرباء منذ 25 عاماً

مفاعل «EPR» النووي من الجيل الثالث في فلامانفيل (أ.ف.ب)
مفاعل «EPR» النووي من الجيل الثالث في فلامانفيل (أ.ف.ب)

قالت شركة الكهرباء الفرنسية، المملوكة للدولة، إن فرنسا ربطت مفاعل «فلامانفيل 3» النووي بشبكتها، صباح السبت، في أول إضافة لشبكة الطاقة النووية في البلاد منذ 25 عاماً.

وبدأ المفاعل العمل في سبتمبر (أيلول) الماضي، قبل توصيله بالشبكة، وسيدخل الخدمة بعد 12 عاماً من الموعد المخطط له في الأصل، وبتكلفة نحو 13 مليار يورو (13.56 مليار دولار) أي أربعة أمثال الميزانية الأصلية.

وقالت شركة الكهرباء الفرنسية في بيان السبت: «نجحت فرق شركة الكهرباء الفرنسية في توصيل مفاعل (فلامانفيل) الأوروبي المضغوط بالشبكة الوطنية في الساعة 11:48 صباحاً (10.48 بتوقيت غرينتش). ويولد المفاعل الآن الكهرباء».

يعد مفاعل «فلامانفيل 3» الأوروبي المضغوط أكبر مفاعل في فرنسا بقدرة 1.6 غيغاواط وأحد أكبر المفاعلات في العالم، إلى جانب مفاعل «تايشان» الصيني بقدرة 1.75 غيغاواط، الذي يعتمد على تصميم مماثل، ومفاعل «أولكيلوتو» الفنلندي.

والمفاعل يعد أول محطة يتم توصيلها بالشبكة الرئيسية في فرنسا، منذ «سيفو 2» في عام 1999، لكنها تدخل الخدمة في وقت من الاستهلاك البطيء للكهرباء في الوقت الحالي، إذ تصدّر فرنسا كمية قياسية من الكهرباء هذا العام.

وتخطط شركة «إي دي إف» لبناء 6 مفاعلات جديدة أخرى للوفاء بتعهد عام 2022 الذي قطعه الرئيس إيمانويل ماكرون كجزء من خطط التحول في مجال الطاقة في البلاد، على الرغم من أن هناك الكثير من التساؤلات لا تزال قائمة حول تمويل وجدول زمني للمشاريع الجديدة.