«كوب 29» يشهد دعوات للإصلاح والتحول من «التفاوض» إلى «التنفيذ»

شركات نفطية عملاقة تتعهد باستثمار 500 مليون دولار لتعزيز الطاقة المستدامة

زوار يتجهون إلى مدخل قاعة المؤتمرات التي تحتضن اجتماعات «كوب 29» في باكو (د.ب.أ)
زوار يتجهون إلى مدخل قاعة المؤتمرات التي تحتضن اجتماعات «كوب 29» في باكو (د.ب.أ)
TT

«كوب 29» يشهد دعوات للإصلاح والتحول من «التفاوض» إلى «التنفيذ»

زوار يتجهون إلى مدخل قاعة المؤتمرات التي تحتضن اجتماعات «كوب 29» في باكو (د.ب.أ)
زوار يتجهون إلى مدخل قاعة المؤتمرات التي تحتضن اجتماعات «كوب 29» في باكو (د.ب.أ)

قال مجموعة من الزعماء السابقين وخبراء المناخ إن محادثات المناخ السنوية للأمم المتحدة لم تعد تفي بالغرض الذي تجرى من أجله وتحتاج إلى إصلاح. ونشرت الرسالة التي حملت الانتقادات بالتزامن مع استمرار فعاليات القمة التي تتسم بالخلافات حتى الآن.

ويجتمع ما يقرب من 200 دولة في باكو بأذربيجان بهدف أساسي يتمثل في الاتفاق على هدف جديد للمبلغ المطلوب لمساعدة البلدان النامية على التكيف مع تغير المناخ والتعافي من أوضاع الطقس التي تتسبب لها في أضرار، ولم تحرز هذه المحادثات تقدماً يُذكر حتى الآن.

ووجد المندوبون صعوبة لساعات في اليوم الافتتاحي للاتفاق على جدول أعمال، وتعكرت المعنويات في ظل الشكوك حول دور الولايات المتحدة في المستقبل تحت رئاسة دونالد ترمب ومشاحنات دبلوماسية كانت الدولة المضيفة جزءاً منها وانسحاب الوفد الأرجنتيني.

وقالت رسالة يوم الجمعة التي وقّع عليها أكثر من 20 من الخبراء والزعماء السابقين والعلماء، منهم الأمينة التنفيذية السابقة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ كريستيانا فيغيريس، والأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، إن «مؤتمر كوب» حقق الكثير لكنه الآن بحاجة إلى إصلاح شامل.

وجاء في الرسالة أنه «صار من الواضح الآن أن (كوب) لم يعد يفي بالغرض. هيكله الحالي ببساطة لا يمكنه تحقيق التغيير بسرعة هائلة، وعلى نطاق واسع، وهو أمر ضروري من أجل الرسو بأمان فيما يتعلق بالمناخ من أجل البشرية». وأضافت: «هذا ما يجعل دعوتنا إلى إصلاح جذري لـ(كوب) أمراً ملحاً. إننا بحاجة إلى التحول من التفاوض إلى التنفيذ، وتمكين (كوب) من الوفاء بالالتزامات المتفق عليها، وضمان التحول العاجل في مجال الطاقة والتخلص التدريجي من الطاقة الأحفورية».

وعلى هامش الاجتماعات، أعلنت شركات الطاقة الرائدة «توتال إنرجيز» و«بي بي» و«شل »و«إكوينور» تعهداً باستثمار مشترك قيمته 500 مليون دولار، بهدف زيادة القدرة على الوصول إلى مصادر الطاقة المستدامة الحديثة.

وقالت الشركات إن استثمارها المشترك سيستهدف في المقام الأول آسيا ودول جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا لمساعدة المزيد من الناس على الوصول إلى الكهرباء، وبالتالي تحسين الظروف فيما يتعلق بطهي الطعام.

وقال رئيس «بي بي» التنفيذي موراي أوكينكلوس: «من السابق لأوانه معرفة كيف سيتطور الوضع... لكننا نأمل أنه من خلال الاستثمار المشترك، سنكون قادرين على المساهمة في جهود أوسع نطاقاً للتعامل مع التحدي الحقيقي المتمثل في الوصول إلى الطاقة».

في سياق منفصل، أشارت بيانات جديدة إلى أن مدناً في آسيا والولايات المتحدة تنتج معظم الغازات المسببة للاحتباس الحراري، التي تغذي تغير المناخ، وتعدُّ شنغهاي الأكثر تلويثاً.

وحسب بيانات جديدة صادرة عن منظمة، وصدرت في محادثات الأمم المتحدة للمناخ في باكو، عاصمة أذربيجان، فإن سبع ولايات أو أقاليم تطلق أكثر من مليار طن متري من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، جميعها في الصين، باستثناء ولاية تكساس، التي تحتل المركز السادس.

وتحاول الدول المشاركة في المحادثات تحديد أهداف جديدة لخفض تلك الانبعاثات ومعرفة المبلغ الذي ستدفعه الدول الغنية لمساعدة العالم في تلك المهمة.

وباستخدام الأقمار الاصطناعية والمراقبة الأرضية، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي لسد الفجوات، سعى برنامج «تتبع المناخ» إلى تحديد كمية غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز المسببة للاحتباس الحراري، بالإضافة إلى ملوثات جوية تقليدية أخرى في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك لأول مرة في أكثر من 9000 منطقة حضرية.

وتصدرت شنغهاي قائمة المدن التي تنتج 256 مليون طن متري من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وتجاوزت تلك التي تنتجها كولومبيا أو النرويج. ولو كانت طوكيو دولة، لكانت من بين الأربعين الأولى من حيث الانبعاثات، بينما كانت مدينة نيويورك التي تنتج 160 مليون طن متري، وهيوستن التي تنتج 150 مليون طن متري من بين الخمسين الأولى من حيث الانبعاثات على مستوى البلاد. أما سيول، عاصمة كوريا الجنوبية، فقد احتلت المرتبة الخامسة من بين المدن التي تنتج 142 مليون طن متري.


مقالات ذات صلة

ترمب يدرس تعيين لاري كودلو مذيع «فوكس بيزنس» في منصب اقتصادي كبير

الولايات المتحدة​ لاري كودلو المدير السابق للمجلس الاقتصادي الوطني للولايات المتحدة يتحدث خلال ندوة في واشنطن 26 يوليو 2022 (رويترز)

ترمب يدرس تعيين لاري كودلو مذيع «فوكس بيزنس» في منصب اقتصادي كبير

يدرس الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، تعيين لاري كودلو، المذيع في شبكة «فوكس بيزنس»، بأحد المناصب الكبيرة التي تدير السياسات الاقتصادية في إدارته المقبلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد العلم البريطاني يرفرف أمام ساعة «بيغ بن» أعلى مبنى البرلمان في وسط لندن (رويترز)

مخاوف التضخم في بريطانيا تزداد بعد الموازنة الجديدة وفوز ترمب

بلغ التضخم في بريطانيا ذروته عند أكثر من 11 في المائة قبل عامين إثر اندلاع الحرب في أوكرانيا، وهو أعلى مستوى بين الدول الكبرى الغنية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد حقل نفطي وسط منطقة سكنية في ولاية كاليفورنيا الأميركية (رويترز)

ضبابية أسعار الفائدة وطلب الصين يضغطان أسواق النفط

انخفضت أسعار النفط، الجمعة، مع عكوف المستثمرين على تقييم مؤشرات على أن الطلب في الصين لا يزال ضعيفاً في ظل التعافي الاقتصادي المضطرب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رافعات عملاقة في الميناء الجديد المُنشأ بتمويل صيني قرب العاصمة البيروفية ليما (أ.ف.ب)

واشنطن تحذّر من الاستثمارات الصينية على هامش افتتاح ميناء في بيرو

دعت الولايات المتحدة، الخميس، بلدان أميركا اللاتينية إلى توخي الحذر من الاستثمارات الصينية، تزامناً مع تدشين الرئيس الصيني شي جينبينغ ميناءً رئيسياً في بيرو

«الشرق الأوسط» (ليما)
الاقتصاد أبراج سكنية في مشروع تحت الإنشاء بمدينة نانجينغ شرق الصين (أ.ف.ب)

بيانات الصين تظهر صعوبة التعافي و«تهديد ترمب» يلوح في الأفق

أظهرت البيانات المتباينة الصادرة من الصين صعوبة التعافي الاقتصادي، خصوصاً مع الاستعداد لعودة ترمب إلى البيت الأبيض

«الشرق الأوسط» (بكين)

ضبابية أسعار الفائدة وطلب الصين يضغطان أسواق النفط

حقل نفطي وسط منطقة سكنية في ولاية كاليفورنيا الأميركية (رويترز)
حقل نفطي وسط منطقة سكنية في ولاية كاليفورنيا الأميركية (رويترز)
TT

ضبابية أسعار الفائدة وطلب الصين يضغطان أسواق النفط

حقل نفطي وسط منطقة سكنية في ولاية كاليفورنيا الأميركية (رويترز)
حقل نفطي وسط منطقة سكنية في ولاية كاليفورنيا الأميركية (رويترز)

انخفضت أسعار النفط، الجمعة، مع عكوف المستثمرين على تقييم مؤشرات على أن الطلب في الصين، أكبر مستورد للخام، لا يزال ضعيفاً في ظل التعافي الاقتصادي المضطرب في البلاد، وتوقعات بخفض أقل من مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة.

وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 23 سنتاً بما يعادل 0.32 في المائة إلى 72.33 دولار للبرميل بحلول الساعة 12:14 بتوقيت غرينتش. كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 18 سنتاً أو 0.26 في المائة إلى 68.52 دولار. وعلى مدى الأسبوع، اتجه خاما برنت وغرب تكساس الوسيط للانخفاض بنحو 3 في المائة لكليهما.

وقال يب جون رونغ، محلل الأسواق لدى «آي جي» في رسالة بالبريد الإلكتروني لـ«رويترز»: «يبدو أن تراجع أسعار النفط في منتصف الجلسة يعكس انحسار الإقبال على المخاطرة على النطاق الأوسع»، في إشارة إلى هبوط أسواق الأسهم. وأضاف أن احتمالات زيادة الإمدادات من الولايات المتحدة و«أوبك بلس»، إلى جانب الشكوك بشأن التعافي الاقتصادي في الصين، لا تزال تشكّل مصدر قلق أيضاً.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني الصيني للإحصاء، الجمعة، تراجعاً بنسبة 4.6 في المائة في نشاط معالجة الخام بشركات التكرير الصينية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق، ليسجّل انخفاضاً على أساس سنوي للشهر السابع على التوالي، وسط إغلاق بعض المحطات وخفض معدلات التشغيل لدى شركات التكرير المستقلة الأصغر.

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز المعروض العالمي من النفط الطلب في 2025 حتى مع استمرار سريان تخفيضات تحالف «أوبك بلس»، الذي يضم دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء مثل روسيا، وذلك في الوقت الذي تتجاوز فيه زيادة الإنتاج من الولايات المتحدة ومنتجين آخرين من خارج «أوبك بلس» الطلب المتباطئ.

ورفعت الوكالة التي مقرها باريس توقعاتها لنمو الطلب 60 ألف برميل يومياً في 2024 إلى 920 ألف برميل يومياً، وأبقت على توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2025 دون تغيير عند 990 ألف برميل يومياً.

كما خفضت «أوبك» هذا الأسبوع توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لهذا العام ولعام 2025، فيما يمثل رابع مراجعة بالخفض من جانب المنظمة لتوقعاتها لعام 2024.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، مساء الخميس، إن مخزونات الخام ارتفعت 2.1 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما يفوق بكثير توقعات المحللين بزيادة 750 ألف برميل. وذكرت الإدارة في الوقت نفسه أن مخزونات البنزين هبطت 4.4 مليون برميل الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع أجرته «رويترز» بزيادة 600 ألف برميل. كما أظهرت البيانات أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل ووقود التدفئة، انخفضت بشكل غير متوقع بمقدار 1.4 مليون برميل.

وفي سياق منفصل، قال محللان في شركة استشارات الطاقة «إف جي إي» إن من المرجح أن تنخفض صادرات إيران من المكثفات إلى الصين والإمارات إذا شدد الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، العقوبات على طهران، لكن الإمدادات إلى فنزويلا ستستمر.

وأضافا أنه لتعويض خسارة الإمدادات الإيرانية، سيجري إنتاج المزيد من المكثفات من مشروعات في قطر والسعودية اعتباراً من عام 2026. وتجري معالجة المكثفات، وهي نفط خفيف للغاية، لإنتاج النفتا بشكل أساسي، التي تعمل كمادة خام لإنتاج الكيماويات كما تستخدم المكثفات مخففاً للخام الثقيل مثل الأنواع القادمة من فنزويلا. وتصدر إيران حالياً ما بين 100 ألف إلى 150 ألف برميل يومياً من المكثفات التي تذهب بشكل أساسي إلى الصين وفنزويلا والإمارات، وفقاً لـ«إف جي إي».

وقال إيمان ناصري، المدير العام لـ«إف جي إي» في منتدى المكثفات والنفتا، إنه إذا شدد ترمب العقوبات على إيران، فمن المرجح أن تنخفض صادرات طهران من المكثفات إلى الإمارات والصين أو تتوقف تماماً؛ لأنه سيكون هناك عدد أقل من المشترين لهذا النفط الخفيف للغاية مقارنةً بالخام الإيراني. وأضاف أن صادرات المكثفات الإيرانية إلى فنزويلا، التي تبلغ نحو 30 ألف برميل يومياً، ستستمر.

وينتج الشرق الأوسط نحو 2.5 مليون برميل يومياً من المكثفات، وهو ما يمثل نحو 40 في المائة من الإمدادات العالمية، مع زيادة الإنتاج من حقول غاز في قطر والسعودية.

وقال سامويل هو، المحلل لدى «إف جي إي»، إن مشروع توسعة حقل الشمال، وهو مشروع قطري، من المتوقع أن يبدأ في الربع الأول من عام 2026، سيضيف 400 ألف برميل يومياً من طاقة إنتاج المكثفات حتى عام 2030.

وأضاف أنه من المتوقع أن تُطلِق السعودية المرحلة الأولى من تطوير حوض الجافورة بحلول عام 2026 بطاقة إنتاجية محتملة تبلغ 100 ألف برميل يومياً من المكثفات، والمرحلة الثانية خلال عام 2028 بطاقة إنتاجية مُحتمَلة تتجاوز 200 ألف برميل يومياً من المكثفات.

وأوضح أن من المتوقع أن يأتي المزيد من إمدادات المكثفات من آسيا وفيتنام وإندونيسيا وكذلك من أفريقيا؛ حيث تعمل الدول على تعزيز إنتاج الغاز الطبيعي من أجل التحول في قطاع الطاقة.