وزير المواصلات لـ«الشرق الأوسط»: البحرين تتجه للاستثمار في الطائرات الكهربائية

الشيخ عبد الله آل خليفة: نعمل بشكل دؤوب على مواكبة التوجهات العالمية

الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد آل خليفة خلال جولته في معرض البحرين الدولي للطيران (بنا)
الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد آل خليفة خلال جولته في معرض البحرين الدولي للطيران (بنا)
TT

وزير المواصلات لـ«الشرق الأوسط»: البحرين تتجه للاستثمار في الطائرات الكهربائية

الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد آل خليفة خلال جولته في معرض البحرين الدولي للطيران (بنا)
الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد آل خليفة خلال جولته في معرض البحرين الدولي للطيران (بنا)

قال وزير المواصلات والاتصالات البحريني، الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد آل خليفة، إن البحرين تتخذ خطوات مستمرة للاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، والاعتماد على الحلول البيئية المستدامة؛ مثل الطائرات الكهربائية، والطاقة المتجددة في تشغيل المطارات.

وأكد الشيخ عبد الله في حوار مع «الشرق الأوسط» أن المنامة تواصل تطوير قطاع الطيران بشكل مستمر، وأن المستقبل يحمل كثيراً من الفرص الواعدة في هذا المجال الحيوي، مبيناً أن «معرض البحرين الدولي للطيران» ليس مجرد حدث يعرض أحدث تقنيات الطيران فحسب، بل منصة استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة البحرين بوصفها مركزاً إقليمياً للطيران. تطرق الوزير لملفات أخرى، فإلى التفاصيل.

الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد آل خليفة خلال جولته في معرض البحرين الدولي للطيران (بنا)

* كيف ترى أهمية «معرض البحرين الدولي للطيران» في دعم قطاع الطيران في البلاد؟

- بالنسبة لنا في البحرين، يعدّ «معرض البحرين الدولي للطيران» من أهم الفعاليات على مستوى المنطقة والعالم، فهو ليس مجرد حدث يعرض أحدث تقنيات الطيران فحسب، بل هو منصة استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة البحرين بوصفها مركزاً إقليمياً للطيران.

المعرض يتيح لنا فرصةً كبيرةً لعرض التطورات في قطاع الطيران البحريني، ويتيح للمشاركين من شركات ومؤسسات محلية ودولية فرصةً للتفاعل، وبحث أوجه التعاون المشتركة، وفي ظل التحديات العالمية، من المهم أن نواصل جهودنا لتطوير البنية التحتية للطيران، ويعدّ المعرض فرصةً كبيرةً لتحقيق ذلك.

عروض جوية شاركت فيها الصقور السعودية شهدها معرض البحرين الدولي للطيران (الموقع الرسمي)

* ماذا قدَّمت النسخة الحالية في ظل تطور التكنولوجيا السريع الذي تشهده صناعة الطيران؟

- النسخة الحالية من المعرض تحمل في طياتها كثيراً من الفرص الجديدة، مع التطور المستمر في تكنولوجيا الطيران؛ مثل الطائرات الكهربائية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهناك اهتمام متزايد من الشركات الكبرى باستعراض حلول مبتكرة. نحن في البحرين نعمل بشكل دؤوب على مواكبة هذه التوجهات العالمية، ونستعرض في المعرض ما نقدمه من مشروعات وابتكارات في قطاع النقل الجوي، بما في ذلك تحسين كفاءة إدارة الحركة الجوية وتحقيق الاستدامة البيئية في عمليات الطيران.

* في هذا السياق، كيف تصف دور مملكة البحرين في مواكبة هذه التطورات؟ وما الخطوات التي تم اتخاذها لتحسين البنية التحتية للطيران في البحرين؟

- البحرين حريصة على أن تظل في طليعة الدول التي تُطوِّر بنيتها التحتية في قطاع الطيران. على مدى السنوات الماضية، تم تنفيذ كثير من المشروعات الحيوية؛ مثل تحديث مطار البحرين الدولي وتوسيع قدراته؛ لاستيعاب مزيد من الحركة الجوية، نحن أيضاً نعمل على تحديث الأنظمة الفنية؛ مثل أنظمة المراقبة الجوية باستخدام أحدث التقنيات العالمية لضمان أعلى مستويات السلامة والكفاءة، وهذا المعرض يعدّ فرصةً لتأكيد التزامنا بتطوير هذا القطاع الحيوي.

بحسب الشيخ عبد الله آل خليفة فإن البحرين تتجه للاستثمار في التكنولوجيا الحديثة مثل الطائرات الكهربائية (بنا)

* ماذا عن أبرز المشروعات التي تم تنفيذها في الفترة الأخيرة لدعم قطاع الطيران في البحرين؟

- في الفترة الماضية، كانت لدينا مجموعة من المشروعات الاستراتيجية، التي شملت تطوير المطار وتوسيع شبكة الطيران، بالإضافة إلى تحديث أنظمة الرادار والملاحة الجوية، بما يضمن تحسين مستوى الأمان والكفاءة. أحد أهم هذه المشروعات كان تحديث أنظمة الرادار بالتعاون مع شركة «ليوناردو» الإيطالية، التي تعدّ من أبرز الشركات العالمية في هذا المجال، هذا المشروع سيعزز قدرتنا على مراقبة المجال الجوي بشكل دقيق، ويضمن تقديم خدمات جوية عالية الجودة.

* في ظل التحديات التي يواجهها قطاع الطيران على مستوى العالم، ما خططكم المستقبلية في مواجهة هذه التحديات؟

- نتخذ في البحرين خطوات مستمرة من خلال الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، والاعتماد على الحلول البيئية المستدامة؛ مثل الطائرات الكهربائية، والطاقة المتجددة في تشغيل المطارات، بالإضافة إلى ذلك، نحن ملتزمون بتطوير كوادرنا البشرية وتوفير التدريب المستمر لضمان الجهوزية المستقبلية.

* كيف تُقيِّمون مستوى التعاون بين البحرين والدول الأخرى في مجال الطيران؟

- التعاون الإقليمي والدولي في مجال الطيران يمثل أحد الأسس التي نعمل عليها بشكل دائم. البحرين ترتبط بعلاقات قوية مع كثير من الدول والمنظمات الدولية، خصوصاً في مجالات تنظيم الحركة الجوية ومراقبتها، ونسعى دائماً لتوطيد هذه العلاقات وتعزيز التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة لضمان تحقيق أعلى مستويات الأمان والسلامة في الأجواء.

أكد وزير المواصلات البحريني أن المستقبل يحمل فرصاً واعدة في مجال الطيران (بنا)

* ما خطط المنامة المتعلقة بقطاع الطيران في المستقبل القريب؟

- أود أن أؤكد أن البحرين تواصل العمل على تطوير قطاع الطيران بشكل مستمر، ونرى أن المستقبل يحمل كثيراً من الفرص الواعدة، سواء في مجال التقنيات المتقدمة أو الاستدامة البيئية. البحرين ستظل دائماً مركزاً إقليمياً رائداً في هذا القطاع، ونحن ملتزمون بالاستمرار في تحديث وتعزيز بنيتنا التحتية لتواكب أفضل المعايير العالمية، ونحن على ثقة بأن هذه الخطوات ستسهم بشكل كبير في تعزيز دور البحرين بوصفها محوراً رئيسياً للطيران في المنطقة.


مقالات ذات صلة

شركات طيران: المنطقة بحاجة إلى السلام والهدوء

الاقتصاد تستمر أعمال معرض البحرين الدولي للطيران حتى الجمعة (الموقع الرسمي)

شركات طيران: المنطقة بحاجة إلى السلام والهدوء

على هامش معرض البحرين الدولي للطيران، أجرت «الشرق الأوسط» مقابلات مع عدد من مسؤولي شركات الطيران الذين شددوا على حاجة المنطقة إلى السلام.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد الأمير سلمان بن حمد مع أطقم الصقور السعودية المشاركة (الموقع الرسمي للمعرض)

ارتفاع نسبة المشاركة بأكثر من 30 % في معرض البحرين الدولي للطيران

افتتح ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد، معرض البحرين الدولي للطيران 2024 بقاعدة الصخير الجوية، وسط حضور إقليمي ودولي واسع لشركات الطيران، وصناع القرار.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال افتتاح النسخة السابقة للمعرض (الموقع الرسمي)

معرض البحرين الدولي للطيران 2024 نحو تطوير الشراكات ودفع الابتكار

تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ينطلق الأربعاء معرض البحرين الدولي للطيران 2024، بمشاركة كبريات شركات الطيران والدفاع والفضاء العالمية.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد المدير التنفيذي لبرنامج الربط الجوي ماجد خان خلال إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)

«الربط الجوي» السعودي يستعرض تطورات الطيران في هونغ كونغ

شارك برنامج الربط الجوي، اليوم الأربعاء، في أعمال مؤتمر كابا آسيا «CAPA» بمدينة هونغ كونغ الصينية؛ أحد أهم المؤتمرات لالتقاء قادة مجال الطيران.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد نائب الرئيس للتسويق في «طيران الرياض» أسامة النويصر (الشرق الأوسط)

«طيران الرياض»: 132 طائرة إجمالي طلبياتنا من «بوينغ» و«إيرباص»

قال نائب الرئيس للتسويق في «طيران الرياض» أسامة النويصر لـ«الشرق الأوسط» إن إجمالي عدد طلبيات الطائرات وصل إلى 132 طائرة.

عبير حمدي (الرياض)

واشنطن تحذّر من الاستثمارات الصينية على هامش افتتاح ميناء في بيرو

رافعات عملاقة في الميناء الجديد المُنشأ بتمويل صيني قرب العاصمة البيروفية ليما (أ.ف.ب)
رافعات عملاقة في الميناء الجديد المُنشأ بتمويل صيني قرب العاصمة البيروفية ليما (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تحذّر من الاستثمارات الصينية على هامش افتتاح ميناء في بيرو

رافعات عملاقة في الميناء الجديد المُنشأ بتمويل صيني قرب العاصمة البيروفية ليما (أ.ف.ب)
رافعات عملاقة في الميناء الجديد المُنشأ بتمويل صيني قرب العاصمة البيروفية ليما (أ.ف.ب)

دعت الولايات المتحدة الخميس بلدان أميركا اللاتينية إلى توخي الحذر من الاستثمارات الصينية، تزامناً مع تدشين الرئيس الصيني شي جينبينغ ميناءً رئيسياً في بيرو.

ويفتتح شي الذي يزور بيرو إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن في إطار قمة «آبيك»، أول ميناء بتمويل صيني في أميركا الجنوبية، وهو مجمّع بكلفة 3.5 مليار دولار في تشانساي شمال ليما مصمم ليكون مركزاً تجارياً إقليمياً.

ومن شأن الميناء أن يسمح لبلدان أميركا الجنوبية بتجاوز المواني في المكسيك والولايات المتحدة لدى التعامل تجارياً مع آسيا.

وقال وكيل وزير الخارجية الأميركية لشؤون أميركا اللاتينية براين نيكولز: «نعتقد أنه من الضروري أن تضمن البلدان في نصف الكرة الأرضية الجنوبي بأن أنشطة الصين تحترم القوانين المحلية وتحافظ على حماية حقوق الإنسان والبيئة».

وفي إشارة إلى العلاقة التاريخية بين الولايات المتحدة وبيرو، قال نيكولز: «سنركّز على بناء هذه العلاقات، وضمان أن البيروفيين يفهمون تعقيدات التعامل مع بعض المستثمرين الآخرين في حين يمضون قدماً في ذلك».

ولفت إلى أن الولايات المتحدة قدمت مؤخراً الدعم لبيرو، بما في ذلك التبرّع بقطارات لمدينة ليما، والتنسيق في مجال الفضاء بقيادة «ناسا»، والتبرع بتسع مروحيات من طراز «بلاك هوك» لمساعدة الشرطة على التعامل مع الجريمة العابرة للحدود.

وقال وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون شرق آسيا، دان كريتنبرينك، إن الولايات المتحدة تأتي بـ«أجندة إيجابية»، ولا تسعى لإجبار البلدان على الاختيار بين القوى المتنافسة. وأفاد الصحافيين: «نريد التأكد من أن البلدان لديها إمكانية الاختيار وبأنها قادرة على القيام بخياراتها بحرية ومن دون إكراه».

وعدَّت الولايات المتحدة على مدى قرنين أميركا اللاتينية ضمن دائرة اهتمامها، لكنها واجهت منافسة متزايدة حول العالم، خصوصاً في الجانب الاقتصادي، من قِبل الصين. ويشير صانعو السياسات في الولايات المتحدة عادة إلى الديون المرتبطة بالمشاريع الصينية واعتماد الصين على عمالها في المشاريع الكبرى.

ويأتي افتتاح الميناء بينما يحضر الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ، الجمعة، اليوم الأول من قمة زعماء منطقة آسيا والمحيط الهادي (آبيك)، قبل اجتماع ثنائي في ظل حالة من الغموض الدبلوماسي بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات.

ومن المقرر أن يعقد بايدن وشي محادثات السبت، في حين رجَّح مسؤول في الإدارة الأميركية أنه سيكون الاجتماع الأخير بين زعيمي أكبر اقتصادين في العالم قبل أن يؤدي ترمب اليمين في يناير (كانون الثاني). ومع تبني الرئيس الجمهوري المنتخب نهج مواجهة مع بكين في ولايته الثانية، يحظى هذا الاجتماع الثنائي بمتابعة وثيقة.

تأسست مجموعة «آبيك» في عام 1989 بهدف تحرير التجارة الإقليمية، وهي تجمع 21 اقتصاداً تمثل معاً نحو 60 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأكثر من 40 في المائة من التجارة العالمية.

كان من المقرر أن يركز برنامج القمة على التجارة والاستثمار للنمو الشامل، كما يُطلق عليه مؤيدوه، لكن عدم اليقين بشأن الخطوات التالية لترمب يخيّم الآن على الأجندة، كما هي الحال بالنسبة لمحادثات المناخ «كوب 29» الجارية في أذربيجان، وقمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو الأسبوع المقبل.

وأعلن ترمب خلال الأسبوع أنه سيعين السيناتور ماركو روبيو المعروف بمواقفه المتشددة حيال الصين وزيراً للخارجية. والخميس، عقد وزراء منتدى «آبيك»، ومن بينهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اجتماعاً مغلقاً في ليما لتحديد توجهات القمة.

وتحضر القمة أيضاً اليابان، وكوريا الجنوبية، وكندا، وأستراليا وإندونيسيا، من بين دول أخرى، لكن سيغيب عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

تستند أجندة ترمب «أميركا أولاً» إلى اتباع سياسات تجارية حمائية، وزيادة استخراج الوقود الأحفوري وتجنب الصراعات الخارجية، وتهدد بالتالي التحالفات التي بناها بايدن بشأن قضايا تتراوح بين الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط، وتغير المناخ والتجارة العالمية.

وهدَّد الرئيس الجمهوري المنتخب بفرض تعريفات جمركية تصل إلى 60 في المائة على واردات السلع الصينية لتعديل ما يقول إنه خلل في التجارة الثنائية. ومن جانبها، تواجه الصين أزمة إسكان مطولة وتباطؤاً في الاستهلاك، وهو ما سيزداد سوءاً في حال اندلاع حرب تجارية جديدة مع واشنطن... لكن خبراء الاقتصاد يقولون إن فرض رسوم عقابية سيضرّ أيضاً بالاقتصاد الأميركي وباقتصادات دول أخرى.