كازاخستان تتطلع لإنجاز «أكوا باور» مشروع محطة طاقة الرياح

سفيرها لـ«الشرق الأوسط»: شركاتنا تتوافد إلى السعودية

خلال توقيع «أكوا باور» الاتفاقية مع الجانب الكازاخستاني لبناء محطة طاقة الرياح في مارس الماضي (أكوا باور)
خلال توقيع «أكوا باور» الاتفاقية مع الجانب الكازاخستاني لبناء محطة طاقة الرياح في مارس الماضي (أكوا باور)
TT

كازاخستان تتطلع لإنجاز «أكوا باور» مشروع محطة طاقة الرياح

خلال توقيع «أكوا باور» الاتفاقية مع الجانب الكازاخستاني لبناء محطة طاقة الرياح في مارس الماضي (أكوا باور)
خلال توقيع «أكوا باور» الاتفاقية مع الجانب الكازاخستاني لبناء محطة طاقة الرياح في مارس الماضي (أكوا باور)

قال السفير الكازاخستاني لدى السعودية ماديار مينيلبيكوف، إن بلاده تتطلع لإنجاز أول مشروع لشركة «أكوا باور» السعودية لإنشاء محطة إنتاج طاقة الرياح في منطقة زيتيسو، بقدرة إجمالية 1 غيغاواط، وبحجم استثمار يصل إلى 1.5 مليار دولار.

وكانت «أكوا باور» أعلنت في مارس (آذار) الماضي أنها ستنفذ هذا المشروع الذي سيساعد كازاخستان على تحقيق هدف 50 في المائة لتوفير احتياجات الطاقة من موارد الطاقة النظيفة بحلول عام 2050. ومن المقرر أن يبدأ البناء في صيف 2025.

وقال مينيلبيكوف لـ«الشرق الأوسط» إن البلدين «أجريا حواراً سياسياً موثوقاً به، على مستوى عالٍ، وتعاوناً تجارياً واقتصادياً وثقافياً وبرلمانياً»، متوقعاً أن يستمر الحوار السياسي رفيع المستوى في إطار قمة «كوب 16» المقبلة في الرياض.

ماديار مينيلبيكوف السفير الكازاخي لدى السعودية (الشرق الأوسط)

التعاون الاقتصادي

ولفت إلى أن التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري هو العنصر الأهم في العلاقات الثنائية، وقال: «هناك تشابه كبير بين البلدين في النظرة إلى مستقبل التنمية الاقتصادية، ويتجلى ذلك في برنامج كازاخستان الاستراتيجي 2050 و(رؤية المملكة 2030)».

وتطرق مينيلبيكوف إلى الموافقة التي صدرت حيال إنشاء مجلس التنسيق الكازاخي - السعودي، برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية لكازاخستان، ووزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، من الجانب السعودي.

وقال: «يأتي ذلك في وقت نحتفل فيه بذكرى مرور ثلاثين عاماً لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين كازاخستان والسعودية، وتتميز هذه العلاقات بالتعاون المتين والشراكة الشاملة».

الأمن الغذائي

ولفت السفير الكازاخستاني إلى موافقة البنك الإسلامي للتنمية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على تمويل المشاريع بكازاخستان في مجال تنمية الموارد المائية وتعزيز الإنتاجية الزراعية وضمان الأمن الغذائي، بحجم اعتمادات يبلغ 1.153 مليار دولار. وأكمل أنه في مجال السياحة، هناك خطوات مهمة لفتح رحلات جوية مباشرة بين البلدين، وأن شركة «طيران أستانا» أطلقت رحلات بين مدينة شيمكنت وجدة خلال أكتوبر (تشرين الأول) المنصرم، وأعلنت أيضاً عن رحلتها من مدينة ألماتي إلى المدينة المنورة، ليصل الإجمالي حتى الآن إلى 6 رحلات مباشرة. وأكد أن الشركات الكازاخستانية في مجالات المقاولات والخدمات النفطية وتقنية المعلومات، تفتتح مؤخراً مكاتبها في مختلف مناطق المملكة، حيث تم افتتاح «مركز الفارابي للابتكار» بالرياض، لجذب رواد الأعمال الموهوبين والشركات الناشئة المبتكرة من نور سلطان ودول آسيا الوسطى إلى المملكة.

الناتج المحلي الإجمالي

وأوضح السفير الكازاخستاني أنه على مدى سنوات الاستقلال، زاد الناتج المحلي الإجمالي لكازاخستان 17 مرة، وبلغ حجم التجارة الخارجية 139.8 مليار دولار في العام الماضي. وأضاف: «منذ عام 1993، اجتذبت كازاخستان ما مجموعه 441 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ومكّن ذلك اقتصادنا من أن يظل واحداً من أكثر الاقتصادات ديناميكية في آسيا الوسطى ومنطقة ما بعد الاتحاد السوفياتي». ووفق مينيلبيكوف، فإن كازاخستان، تعد أكبر منتج ومصدر لليورانيوم الطبيعي في العالم؛ إذ تمثل أكثر من 45 في المائة من الإنتاج والصادرات العالمية، مشيراً إلى أن بلاده تنتج 18 نوعاً من أصل 34 نوعاً من المواد الخام التي حددها الاتحاد الأوروبي على أنها «مواد حرجة».

ولفت مينيلبيكوف إلى أن بلاده تمتلك 200 مليون هكتار من الأراضي الزراعية، في حين يتم استغلال نحو 100 مليون هكتار منها بانتظام.


مقالات ذات صلة

إقرار «المصافحة الذهبية» في السعودية على غرار نماذج عالمية

الاقتصاد موظفون في جناح وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية بأحد المؤتمرات (منصة إكس)

إقرار «المصافحة الذهبية» في السعودية على غرار نماذج عالمية

أقرَّت السعودية برنامج «المصافحة الذهبية» ليقدم حوافز مالية تشجع استقالة بعض الموظفين الحكوميين طوعاً بهدف خفض النفقات وتحديث الكفاءات.

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق الموسيقار العالمي أنتوني هوبكنز استهلّ الحفل بالحديث عن مسيرته الفنية (هيئة الترفيه)

الموسيقار العالمي هوبكنز يخاطب العالم برسائل إنسانية عميقة من الرياض

في حفلٍ استثنائي ضمن فعاليات «موسم الرياض» بعنوان «الحياة حلم»، وجَّه الموسيقار العالمي أنتوني هوبكنز رسائل إنسانية عميقة عكست فلسفته في الحياة والفن.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم يضم 120 مركبة موجهة آلياً لمعالجة معالجة 4 آلاف شحنة/ ساعة (أرامكس)

«أرامكس»: نظام روبوتي بميناء جدة و«درون» لتوصيل الطرود

تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم لمعالجة 4 آلاف شحنة في الساعة.

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق خرَّجت مدارس الرياض أكثر من 11 ألف طالب وطالبة طوال تاريخها (مدارس الرياض)

«مدارس الرياض» تحتفي بإرث تعليميّ وتاريخ عريق من رعاية الأجيال

واصل هذا الصرح التعليمي مشواره في بناء الإنسان، وانتقلت المدارس من حيّها القديم إلى وسط العاصمة السعودية، متربِّعة على مساحة كبيرة في حيّ المؤتمرات بالرياض.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق المهرجان يقود الزوّار في رحلة حسية شاملة لاكتشاف العُلا بمختلف تفاصيلها (الهيئة الملكية)

«فنون العُلا 2025» ينطلق بتجارب ملهمة

انطلقت فعاليات مهرجان «فنون العُلا 2025» في نسخته الرابعة، لتقديم تجربة فنية وثقافية مميزة وسط الطبيعة الخلابة لواحة العُلا، شمال غربي السعودية.

«الشرق الأوسط» (العلا)

كيف سيعيد «دافوس 2025» تشكيل مستقبل النمو في العصر الذكي؟

شعار المنتدى الاقتصادي العالمي في مكان انعقاده في دافوس السويسرية (رويترز)
شعار المنتدى الاقتصادي العالمي في مكان انعقاده في دافوس السويسرية (رويترز)
TT

كيف سيعيد «دافوس 2025» تشكيل مستقبل النمو في العصر الذكي؟

شعار المنتدى الاقتصادي العالمي في مكان انعقاده في دافوس السويسرية (رويترز)
شعار المنتدى الاقتصادي العالمي في مكان انعقاده في دافوس السويسرية (رويترز)

يبدأ المنتدى الاقتصادي العالمي اجتماعه السنوي (دافوس 2025)، في دورته الـ55، يوم الاثنين تحت شعار: «التعاون من أجل العصر الذكي»، حاملاً معه آمالاً وتطلعات جديدة في ظل تحديات اقتصادية عالمية متزايدة.

ويتزامن إطلاق المنتدى مع تأدية دونالد ترمب اليمين رئيساً للولايات المتحدة، والذي من المقرر أن يلقي كلمة عبر الإنترنت في المنتدى في 23 يناير (كانون الثاني).

هذا الحدث يعد واحداً من أبرز المنصات العالمية التي تجمع قادة الحكومات، ورواد الأعمال، والخبراء من جميع أنحاء العالم لمناقشة القضايا العالمية والإقليمية الملحّة.

ويتناول المنتدى مجموعة من التحديات الأساسية مثل معالجة الصدمات الجيوسياسية، وتعزيز النمو الاقتصادي بما يساهم في تحسين مستويات المعيشة، فضلاً عن دفع التحول العادل والشامل في قطاع الطاقة بما يتماشى مع تطورات العصر التكنولوجي الحديث.

وكان استطلاع للرأي أجراه المنتدى أظهر أن الصراعات المسلحة هي أكبر خطر في عام 2025.

وسيجمع المنتدى هذا العام أكثر من 3 آلاف من قادة الحكومات، ورواد الأعمال، والخبراء، وممثلي المجتمع المدني في مدينة دافوس السويسرية، لتبادل الرؤى وتنسيق الجهود الرامية إلى تحقيق تنمية مستدامة وشاملة.

وسيتركز برنامج «دافوس 2025» حول خمس أولويات موضوعية رئيسة، تتسم بترابط عميق فيما بينها: إعادة بناء الثقة، وإعادة تصور النمو، والاستثمار في البشر، وحماية كوكب الأرض، والصناعات في العصر الذكي.

أحد الموظفين يقوم بتنظيف مكان انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي (رويترز)

أهمية مؤتمر «دافوس 2025»

تتجلى أهمية «دافوس 2025» باعتباره تجمعاً عالمياً يتجاوز البرنامج الرسمي، حيث يشكل نقطة التقاء حيوية في الحوارات التي تُجرى في الغالب في محادثات غير رسمية. وتكمن أهمية هذه المناقشات في جمع القادة من مختلف أنحاء العالم، في وقت تتضاعف فيه التهديدات التي تهدد استقرار العالم.

ويسعى الاجتماع السنوي الذي أُسس قبل أكثر من 50 عاماً إلى تجسيد روح دافوس، القائمة على الانفتاح والتعاون، والتي تشكل جوهر مهمة المنتدى الاقتصادي العالمي. ويحدد بيان دافوس الذي أُنشئ عام 1973 وتم تجديده في 2020، مبادئ «رأسمالية أصحاب المصلحة»، أو نظام الأهداف المشتركة للشركات، وهو نموذج يعزز التفاعل بين مختلف الأطراف لتحقيق مصالح مشتركة.

وعلى مر السنين، ركز برنامج الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي على التحديات المتطورة التي تواجه العالم. وكانت العديد من المواضيع، مثل تغير المناخ والشمولية والتنوع، محاور ثابتة، بالإضافة إلى كيفية تطوير الاقتصادات لتلبية احتياجات الجميع.

ومع ذلك، تتغير الأجندة كل عام لتتناول أكثر القضايا إلحاحاً، مثل الاستعداد للأوبئة، وإعادة تدريب القوى العاملة، والتحولات الاقتصادية، والطاقة المتجددة. واليوم، يضم البرنامج أكثر من 300 جلسة، يتم بث 200 منها مباشرة إلى جمهور عالمي، بهدف تسريع التقدم ومعالجة التحديات العالمية الكبرى.

الرئيس والمدير التنفيذي للمنتدى بورغ بريندي في مؤتمر صحافي عشية المنتدى (إ.ب.أ)

ما المتوقع في «دافوس 2025»؟

ينعقد «دافوس 2025» في ظل حالة متزايدة من عدم اليقين الجغرافي الاقتصادي، والتوترات التجارية، والاستقطاب الثقافي، فضلاً عن القلق المتزايد بشأن تغير المناخ. ومع ذلك، يلوح في الأفق وعد بابتكارات سريعة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمومية (وهو مجال متعدد التخصصات يجمع بين علوم الكمبيوتر، والفيزياء، والرياضيات، ويستخدم ميكانيكا الكم لحل المشكلات المعقدة بسرعة تفوق قدرة أجهزة الكمبيوتر التقليدية)، والتكنولوجيا الحيوية. ومن المتوقع أن تسهم هذه الابتكارات في تعزيز الإنتاجية وتحسين مستويات المعيشة على مستوى عالمي.

ويستند شعار «دافوس 2025»: «التعاون من أجل العصر الذكي»، إلى اقتراح رئيس ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب بأن التقنيات المتقاربة تُعيد تشكيل العالم بسرعة وتدفعه نحو نقطة تحول. ويرى شواب أن هذه الثورة التكنولوجية ليست مجرد تقدم تقني، بل هي «ثورة مجتمعية» قد تُساهم في رفع الإنسانية أو حتى تهدد بتفكيكها.

التحديات الكبرى

سيتم طرح العديد من الأسئلة الكبرى في «دافوس 2025»، بما في ذلك:

- ما هي التحديات الرئيسة التي يواجهها القادة في تعزيز التعاون في ظل عصر التقارب التكنولوجي والذكاء الفائق؟

- كيف يمكن تجنب التفتت وبناء مستقبل أكثر ذكاءً؟

- كيف يمكن للابتكار أن يعالج الأزمات مثل تغير المناخ وإساءة استخدام التكنولوجيا؟

- هل يعزز العمل الجماعي والقيادة المسؤولة المساواة والاستدامة والتعاون أو يعمق الانقسامات القائمة؟

الثلوج تغطي مدينة دافوس قبل اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا... الجمعة 3 يناير 2025

خمسة مجالات رئيسة

ينظم الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في خمسة مجالات رئيسة:

1. إعادة تصور النمو: يُعد تجديد تصور النمو أمراً بالغ الأهمية لبناء اقتصادات أقوى وأكثر مرونة. وسيقود «دافوس 2025» النقاشات حول كيفية تحديد مصادر جديدة للنمو في الاقتصاد العالمي الجديد، وتحقيق نمو مستدام يراعي التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

2. الصناعات في العصر الذكي: مع التحولات الجيوسياسية والتكنولوجية الكبرى، أصبحت الصناعات في حاجة إلى تكيف استراتيجياتها التجارية. وسيناقش قادة العالم في دافوس كيف يمكن تحقيق التوازن بين الأهداف قصيرة الأجل والضرورات طويلة الأجل، وسط التحولات الكبيرة التي تشهدها الصناعات العالمية.

3. الاستثمار في البشر: تؤثر التغيرات الجيو-اقتصادية والتحول الأخضر والتقدم التكنولوجي على جميع جوانب الحياة؛ من العمالة والمهارات إلى توزيع الثروة والتعليم والرعاية الصحية. وسيحلل «دافوس 2025» كيف يمكن للقطاعين العام والخاص الاستثمار في تطوير رأس المال البشري، من خلال وظائف جيدة تساهم في بناء مجتمع حديث ومرن.

4. حماية كوكب الأرض: يعد تغير المناخ وحماية البيئة من المواضيع الأساسية التي يتم التركيز عليها في الاجتماعات السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي. وسيتم في المنتدى مناقشة كيفية تحفيز العمل في مجالات الطاقة والمناخ والطبيعة من خلال الشراكات المبتكرة، وزيادة التمويل، وتوسيع نشر التقنيات البيئية الرائدة لتحقيق أهداف المناخ والطبيعة العالمية.

5. إعادة بناء الثقة: في عالم يتسم بالترابط المعقد والتغيرات السريعة، تعمقت الانقسامات المجتمعية والجغرافيا السياسية متعددة الأقطاب، مما يعوق التجارة والاستثمار. وسيبحث «دافوس 2025» في كيفية إيجاد طرق جديدة للتعاون على الحلول سواء على المستوى الدولي أو داخل المجتمعات، بهدف بناء ثقة جديدة في النظام العالمي.