قال السفير الكازاخستاني لدى السعودية ماديار مينيلبيكوف، إن بلاده تتطلع لإنجاز أول مشروع لشركة «أكوا باور» السعودية لإنشاء محطة إنتاج طاقة الرياح في منطقة زيتيسو، بقدرة إجمالية 1 غيغاواط، وبحجم استثمار يصل إلى 1.5 مليار دولار.
وكانت «أكوا باور» أعلنت في مارس (آذار) الماضي أنها ستنفذ هذا المشروع الذي سيساعد كازاخستان على تحقيق هدف 50 في المائة لتوفير احتياجات الطاقة من موارد الطاقة النظيفة بحلول عام 2050. ومن المقرر أن يبدأ البناء في صيف 2025.
وقال مينيلبيكوف لـ«الشرق الأوسط» إن البلدين «أجريا حواراً سياسياً موثوقاً به، على مستوى عالٍ، وتعاوناً تجارياً واقتصادياً وثقافياً وبرلمانياً»، متوقعاً أن يستمر الحوار السياسي رفيع المستوى في إطار قمة «كوب 16» المقبلة في الرياض.
التعاون الاقتصادي
ولفت إلى أن التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري هو العنصر الأهم في العلاقات الثنائية، وقال: «هناك تشابه كبير بين البلدين في النظرة إلى مستقبل التنمية الاقتصادية، ويتجلى ذلك في برنامج كازاخستان الاستراتيجي 2050 و(رؤية المملكة 2030)».
وتطرق مينيلبيكوف إلى الموافقة التي صدرت حيال إنشاء مجلس التنسيق الكازاخي - السعودي، برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية لكازاخستان، ووزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، من الجانب السعودي.
وقال: «يأتي ذلك في وقت نحتفل فيه بذكرى مرور ثلاثين عاماً لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين كازاخستان والسعودية، وتتميز هذه العلاقات بالتعاون المتين والشراكة الشاملة».
الأمن الغذائي
ولفت السفير الكازاخستاني إلى موافقة البنك الإسلامي للتنمية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على تمويل المشاريع بكازاخستان في مجال تنمية الموارد المائية وتعزيز الإنتاجية الزراعية وضمان الأمن الغذائي، بحجم اعتمادات يبلغ 1.153 مليار دولار. وأكمل أنه في مجال السياحة، هناك خطوات مهمة لفتح رحلات جوية مباشرة بين البلدين، وأن شركة «طيران أستانا» أطلقت رحلات بين مدينة شيمكنت وجدة خلال أكتوبر (تشرين الأول) المنصرم، وأعلنت أيضاً عن رحلتها من مدينة ألماتي إلى المدينة المنورة، ليصل الإجمالي حتى الآن إلى 6 رحلات مباشرة. وأكد أن الشركات الكازاخستانية في مجالات المقاولات والخدمات النفطية وتقنية المعلومات، تفتتح مؤخراً مكاتبها في مختلف مناطق المملكة، حيث تم افتتاح «مركز الفارابي للابتكار» بالرياض، لجذب رواد الأعمال الموهوبين والشركات الناشئة المبتكرة من نور سلطان ودول آسيا الوسطى إلى المملكة.
الناتج المحلي الإجمالي
وأوضح السفير الكازاخستاني أنه على مدى سنوات الاستقلال، زاد الناتج المحلي الإجمالي لكازاخستان 17 مرة، وبلغ حجم التجارة الخارجية 139.8 مليار دولار في العام الماضي. وأضاف: «منذ عام 1993، اجتذبت كازاخستان ما مجموعه 441 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ومكّن ذلك اقتصادنا من أن يظل واحداً من أكثر الاقتصادات ديناميكية في آسيا الوسطى ومنطقة ما بعد الاتحاد السوفياتي». ووفق مينيلبيكوف، فإن كازاخستان، تعد أكبر منتج ومصدر لليورانيوم الطبيعي في العالم؛ إذ تمثل أكثر من 45 في المائة من الإنتاج والصادرات العالمية، مشيراً إلى أن بلاده تنتج 18 نوعاً من أصل 34 نوعاً من المواد الخام التي حددها الاتحاد الأوروبي على أنها «مواد حرجة».
ولفت مينيلبيكوف إلى أن بلاده تمتلك 200 مليون هكتار من الأراضي الزراعية، في حين يتم استغلال نحو 100 مليون هكتار منها بانتظام.