دعوات يابانية لبدء محادثات رفع الحد الأدنى للأجور مبكراً

نيكي يغلق عند أعلى مستوى في أسبوعين بفضل أسهم التكنولوجيا

سيدة تمر أمام لوحة إلكترونية وسط العاصمة اليابانية طوكيو تعرض تحركات الأسهم (أ.ب)
سيدة تمر أمام لوحة إلكترونية وسط العاصمة اليابانية طوكيو تعرض تحركات الأسهم (أ.ب)
TT

دعوات يابانية لبدء محادثات رفع الحد الأدنى للأجور مبكراً

سيدة تمر أمام لوحة إلكترونية وسط العاصمة اليابانية طوكيو تعرض تحركات الأسهم (أ.ب)
سيدة تمر أمام لوحة إلكترونية وسط العاصمة اليابانية طوكيو تعرض تحركات الأسهم (أ.ب)

دعت اللجنة الاستشارية الاقتصادية لرئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، الأربعاء، الحكومة والإدارة والنقابات العمالية إلى البدء بسرعة في محادثات بشأن رفع الحد الأدنى للأجور، وهي مبادرة سياسية رئيسية لإيشيبا أثارت ردود فعل عنيفة من جانب الشركات.

وجاءت دعوة اللجنة في أول اجتماع لها تحت إدارة إيشيبا لإعطاء الأولوية للسياسات في الحزمة الاقتصادية الحكومية المتوقع الكشف عنها في الأشهر المقبلة.

وتعهد الحزب الديمقراطي الليبرالي الذي ينتمي إليه إيشيبا ببذل «جهود لا تعرف الكلل»؛ لرفع الحد الأدنى للأجور المتوسط ​​بنسبة 42 في المائة إلى 1500 ين (9.8 دولار) في الساعة بحلول نهاية العقد، وهو ما يمثل تقدماً عن الهدف الأصلي الذي حددته الحكومة في منتصف ثلاثينات القرن الحادي والعشرين العام الماضي.

وقالت اللجنة: «يتعين على الحكومة والنقابات العمالية والإدارة أن تبدأ بسرعة مناقشة خطط الحكومة لرفع الحد الأدنى للأجور في الأمدين المتوسط ​​والطويل». كما اقترحت تدابير لضمان القدرة على تمرير التكاليف المتزايدة على طول سلسلة التوريد، بما في ذلك التدقيق الأكثر صرامة على الشركات التي تضغط بشكل غير عادل على الأرباح لقمع التكاليف.

وقد استشهد خبراء الاقتصاد وصناع السياسات بعقود من النمو البطيء للأجور في اليابان، بوصفها عائقاً رئيسياً أمام تعزيز الطلب المحلي وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام. وبينما بدأت الشركات في معالجة قضية الأجور في العامين الماضيين، فإن الإجماع العام هو أن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتقريب اليابان من نظيراتها العالمية.

وكان متوسط ​​الراتب السنوي في اليابان 42118 دولاراً في عام 2023، وهو أقل بكثير من متوسط ​​55420 دولاراً في جميع أنحاء الاقتصادات المتقدمة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وفقاً للمنظمة ذاتها.

وقد أثارت تعهدات الحزب الليبرالي الديمقراطي بزيادة الأجور، رد فعل عنيفاً من جانب الشركات. وقال رئيس اتحاد الأعمال الرئيسي في اليابان «كيدانرين»، إن وتيرة زيادات الأجور اللازمة لتحقيق هدف الحزب الليبرالي الديمقراطي قد يكون من الصعب على الكثير من الشركات الصغيرة تحقيقها.

كما أن عدم الاستقرار السياسي المتزايد سيجعل من الصعب على الحزب الليبرالي الديمقراطي المضي قدماً في السياسات الرئيسية على أجندته بعد فشل ائتلافه مع شريكه القديم «كوميتو» في الاحتفاظ بالأغلبية في انتخابات مجلس النواب في نهاية الأسبوع.

وأطلق رئيس الوزراء السابق، فوميو كيشيدا، اللجنة في عام 2021 لوضع استراتيجية لمعالجة التفاوت في الثروة وإعادة توزيع الثروة على الأسر في برنامج «الرأسمالية الجديدة».

وقال إيشيبا إنه سيدعم سياسة سلفه الرأسمالية الجديدة، مع التركيز على جعل الاقتصاد يتخلص تماماً من الانكماش الذي أثقل كاهله على مدى العقود الثلاثة الماضية.

وفي غضون ذلك، أغلق المؤشر نيكي الياباني عند أعلى مستوى في أسبوعين، الأربعاء، بفضل ارتفاع أسهم قطاع التكنولوجيا مقتفية أثر المؤشر ناسداك الذي أغلق عند مستوى قياسي الليلة السابقة.

وزاد المؤشر نيكي 0.96 في المائة إلى 39277.39 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق له منذ 15 أكتوبر (تشرين الأول)، في ثالث جلسة على التوالي من المكاسب. وارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.81 في المائة إلى 2703.72 نقطة.

وقال فوميو ماتسوموتو، كبير المحللين في «أوكسان» للأوراق المالية: «لم تكن هناك أي محفزات قوية لحركة السوق ولم يكن الزخم قوياً». وأضاف: «اشترى المستثمرون الأسهم التي بيعت الأسبوع الماضي بسبب مخاوف حيال التوتر السياسي. وهبطت الأسهم المحلية رغم تراجع الين».

ودفعت التوقعات بخسارة الحزب الديمقراطي الحر وشريكه في الائتلاف الحاكم حزب كوميتو أغلبيتهما البرلمانية المؤشر نيكي إلى الانخفاض 2.7 في المائة، الأسبوع الماضي.

وسجل المؤشر ناسداك في الليلة السابقة أعلى مستوى عند الإغلاق، وارتفع المؤشر ستاندرد أند بورز 500، فيما هبط المؤشر داو جونز مع تقييم المستثمرين لمجموعة من أرباح الشركات وترقبهم لنتائج شركة «ألفابت»، الشركة الأم لغوغل، التي صدرت بعد إغلاق السوق.

وفي اليابان، ارتفعت أسهم الشركات المرتبطة بالرقائق بدعم من صعود سهم ديسكو 11.21 في المائة، وسهم ليزرتك 4.38 في المائة. وصعد سهم شركة «أدفانتست لتصنيع معدات اختبار الرقائق» 3.43 في المائة ليقدم الدفعة الأكبر للمؤشر نيكي، وزاد سهم مجموعة «سوفت بنك الاستثمارية» 2.62 في المائة.

ومن بين 225 مكوناً على المؤشر نيكي، ارتفع 162 سهماً وتراجع 59، فيما لم يطرأ تغير يذكر على أربعة.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)
الاقتصاد منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

تسبب إعلان واشنطن عن عقوبات ضد «غازبروم بنك» الروسي في إرباك العديد من الدول الحليفة لواشنطن حول إمدادات الغاز

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد مشاة يعبرون طريقاً في منطقة تجارية وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

اليابان تدرس رفع الحد الأدنى لضريبة الدخل ضمن حزمة التحفيز

قالت الحكومة اليابانية إنها ستدرس رفع الحد الأدنى الأساسي للدخل المعفى من الضرائب

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
TT

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن الرئيس المنتخب دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه الاقتصادي بنجاح، دون الانجرار إلى حرب تجارية شاملة أو تفاقم العجز الفيدرالي.

وحقق مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» زيادة تفوق 24 في المائة في عام 2024، مما جعله في الصدارة بين مؤشرات الأسهم في أوروبا وآسيا والأسواق الناشئة. وبمعدل 22 ضعفاً للأرباح المستقبلية المتوقعة، فإن علاوته مقارنة بمؤشر «إم إس سي آي» للأسواق من أكثر من 40 دولة، تعد الأعلى منذ أكثر من عقدين، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». وعلى الرغم من أن الأسهم الأميركية قد تفوقت على نظيراتها العالمية لأكثر من عقد من الزمان، فإن الفجوة في التقييم قد اتسعت هذا العام بفضل النمو الاقتصادي المتين والأرباح القوية للشركات، لا سيما في قطاع التكنولوجيا، حيث ساعدت التطورات المثيرة في مجال الذكاء الاصطناعي على تعزيز أسهم شركات رائدة مثل «إنفيديا».

ويعتقد بعض المشاركين في السوق أن أجندة ترمب الاقتصادية، التي تشمل تخفيض الضرائب، وتخفيف القيود التنظيمية، وحتى فرض الرسوم الجمركية، قد تعزز من تفوق الولايات المتحدة، متفوقة على المخاوف المتعلقة بتأثيراتها المزعزعة المحتملة على الأسواق وزيادة التضخم.

وقال رئيس استراتيجية الأسهم الأميركية في بنك «باركليز»، فينو كريشنا: «نظراً للتوجهات المؤيدة للنمو في هذه الإدارة الجديدة، أعتقد أنه سيكون من الصعب مواجهة الأسهم الأميركية، على الأقل في عام 2025». وكانت هناك مؤشرات على تزايد تفضيل المستثمرين للأسهم الأميركية مباشرة بعد الانتخابات التي جرت في 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما استقبلت صناديق الأسهم الأميركية أكثر من 80 مليار دولار في الأسبوع الذي تلا الانتخابات، في حين شهدت صناديق الأسهم الأوروبية والأسواق الناشئة تدفقات خارجة، وفقاً لبنك «دويتشه».

ويعد «مورغان ستانلي»، و«يو بي إس» لإدارة الثروات العالمية، ومعهد الاستثمار «ويلز فارغو» من بين المؤسسات التي توصي بزيادة الوزن للأسهم الأميركية في المحافظ الاستثمارية أو تتوقع تفوقها في العام المقبل.

محرك الأرباح

أحد المحركات الرئيسية لقوة الأسهم الأميركية هو ميزة أرباح الشركات الأميركية، حيث من المتوقع أن ترتفع أرباح شركات «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 9.9 في المائة هذا العام وبنسبة 14.2 في المائة في 2025، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». وفي المقابل، من المتوقع أن ترتفع أرباح الشركات في مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 1.8 في المائة هذا العام وبنسبة 8.1 في المائة في 2025.

وقال كبير الاستراتيجيين الاستثماريين في «ستيت ستريت غلوبال أدفايزر»، مايكل أرون: «الولايات المتحدة تظل المنطقة الجغرافية التي تحقق أعلى نمو في الأرباح وأكبر قدر من الربحية على مستوى العالم».

ويسهم الدور المهيمن للشركات التكنولوجية العملاقة في الاقتصاد الأميركي، وأوزانها الكبيرة في مؤشرات مثل «ستاندرد آند بورز 500»، في تعزيز هذا النمو. إذ تبلغ القيمة السوقية لأكبر خمس شركات أميركية («إنفيديا» و«أبل» و«مايكروسوفت» و«أمازون دوت كوم» وألفابت) أكثر من 14 تريليون دولار، مقارنة بحوالي 11 تريليون دولار لجميع شركات «ستوكس 600»، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».

وعلى نطاق أوسع، من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأميركي بنسبة 2.8 في المائة في 2024 وبنسبة 2.2 في المائة في 2025، مقارنة بنسبة 0.8 في المائة هذا العام و1.2 في المائة في العام المقبل لمجموعة من حوالي 20 دولة تستخدم اليورو، وفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي.

وقد تساعد خطط ترمب لزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الولايات المتحدة في تعزيز هذا التفوق، رغم المخاطر التي قد تترتب على ذلك، وفقاً لما قاله مايك مولاني، مدير أبحاث الأسواق العالمية في «بوسطن بارتنرز»، الذي يفضل الأسهم الأميركية. وقال مولاني: «إذا فرض ترمب رسوماً جمركية تتراوح بين 10 في المائة و20 في المائة على السلع الأوروبية، فإنهم سيتأثرون أكثر منا بشكل نسبي».

وقد دفع تحكم الجمهوريين في السلطة في واشنطن، ما يسهل على ترمب تنفيذ أجندته، اقتصاديي «دويتشه بنك» إلى رفع توقعاتهم لنمو الاقتصاد الأميركي في 2025 إلى 2.5 في المائة مقارنة بـ 2.2 في المائة.

وبينما من المتوقع أن تعزز تخفيضات الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية النمو الاقتصادي، فإن الهوامش الضيقة نسبياً في الكونغرس الأميركي وحساسية الإدارة تجاه ردود الفعل السوقية قد تحدان من نطاق بعض السياسات «المتطرفة»، مثل الرسوم الجمركية، كما ذكر البنك في تقريره الأخير.

من جانبه، يتوقع «يو بي إس» لإدارة الثروات العالمية أن يصل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى 6600 في العام المقبل، مدفوعاً بالتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وانخفاض أسعار الفائدة، وتخفيضات الضرائب، وإلغاء القيود التنظيمية. وأغلق المؤشر عند 5948.71 يوم الخميس. مع ذلك، قد تؤدي حرب تجارية شاملة مع الصين ودول أخرى إلى التأثير سلباً على نمو الاقتصاد الأميركي وزيادة التضخم. وفي سيناريو يتم فيه فرض دول ردود فعل على الرسوم الجمركية الأميركية الواسعة، قد ينخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى 5100، رغم أن الأسهم العالمية ستتراجع أيضاً، وفقاً لتوقعات «يو بي إس».

ويمكن أن تكون بعض القطاعات في السوق أكثر عرضة لتأثيرات سياسات ترمب، حيث أدت المخاوف بشأن خطط تقليص الفائض البيروقراطي إلى تراجع أسهم شركات المقاولات الحكومية الأسبوع الماضي، بينما تراجعت أسهم شركات الأدوية بعد اختيار ترمب للمشكك في اللقاحات روبرت ف. كينيدي جونيور لقيادة وزارة الصحة والخدمات الإنسانية.

كما قد تثير التخفيضات الضريبية الواسعة القلق بشأن زيادة الدين الأميركي. وقد أسهمت المخاوف المتعلقة بالعجز في تراجع بيع السندات الحكومية الأميركية مؤخراً، مما دفع عائد سندات الخزانة الأميركية لمدة 10 سنوات إلى أعلى مستوى له في خمسة أشهر الأسبوع الماضي.

وفي الوقت نفسه، قد تصبح الفجوة في التقييم بين الولايات المتحدة وبقية العالم واسعة لدرجة تجعل الأسهم الأميركية تبدو باهظة الثمن، أو قد تصبح الأسهم الدولية رخيصة للغاية بحيث لا يمكن تجاهلها. ومع ذلك، في الوقت الراهن، تظل الاتجاهات طويلة المدى لصالح الولايات المتحدة، مع ارتفاع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 180 في المائة مقارنة بارتفاع بنسبة 50 في المائة تقريباً لمؤشر «ستوكس» في أوروبا على مدار العقد الماضي. وقال رئيس استراتيجيات الأصول المتعددة في «روبيكو»، كولين غراهام: «الزخم شيء رائع. إذا كان لديك شيء يستمر في التفوق، فإن المستثمرين سيتبعون الأموال».