رغم خطة أميركا لتعزيز احتياطها الاستراتيجي... أسعار النفط مستقرة

ناقلة النفط «فيلما» التي ترفع علم كوبا وتحمل نحو 400 ألف برميل من النفط تغادر ميناء باجاريتو المكسيكي في طريقها إلى كوبا (رويترز)
ناقلة النفط «فيلما» التي ترفع علم كوبا وتحمل نحو 400 ألف برميل من النفط تغادر ميناء باجاريتو المكسيكي في طريقها إلى كوبا (رويترز)
TT

رغم خطة أميركا لتعزيز احتياطها الاستراتيجي... أسعار النفط مستقرة

ناقلة النفط «فيلما» التي ترفع علم كوبا وتحمل نحو 400 ألف برميل من النفط تغادر ميناء باجاريتو المكسيكي في طريقها إلى كوبا (رويترز)
ناقلة النفط «فيلما» التي ترفع علم كوبا وتحمل نحو 400 ألف برميل من النفط تغادر ميناء باجاريتو المكسيكي في طريقها إلى كوبا (رويترز)

استقرت أسعار النفط يوم الثلاثاء، بعد تراجعها في الجلسة السابقة، إذ لم تقدم خطة أميركية لتعزيز الاحتياطي الاستراتيجي من الخام، سوى دعم طفيف في ظل المخاوف الأوسع نطاقاً بشأن ضعف نمو الطلب في المستقبل.

وبحلول الساعة 04:15 بتوقيت غرينيتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت 3 سنتات إلى 71.45 دولار للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 7 سنتات إلى 67.45 دولار.

وكانت العقود الآجلة للخامين القياسيين انخفضت 6 في المائة الاثنين، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ 1 أكتوبر (تشرين الأول)، بعد عدم مساس الضربة الانتقامية التي شنتها إسرائيل على إيران في مطلع الأسبوع، بالبنية التحتية النفطية لطهران.

ومع عدم وجود مؤشرات فيما يبدو على أن البلدين قد يصعّدان الصراع بعد الهجوم، برزت مخاوف المستثمرين بشأن ضعف نمو الطلب العالمي على النفط لهذا العام والعام المقبل.

وقالت الولايات المتحدة، الاثنين، إنها تسعى لشراء ما يصل إلى 3 ملايين برميل من النفط للاحتياطي الاستراتيجي للتسليم حتى مايو (أيار) من العام المقبل، في عملية شراء لن تترك للحكومة سوى قليل من المال لشراء كميات أخرى، حتى يوافق المشرعون على إتاحة مزيد من الأموال.

وقال هيرويوكي كيكوكاوا رئيس «إن إس تريدنغ»، وهي وحدة تابعة لشركة «نيسان» للأوراق المالية: «بينما تظل التوقعات بشأن الوضع في الشرق الأوسط مثيرة للقلق، فإن السوق تتوقع هدوءاً مؤقتاً في الضربات الانتقامية بين إسرائيل وإيران».

وأضاف: «الخطة الأميركية لتعزيز الاحتياطي الاستراتيجي قدمت بعض الدعم للسوق»، لكنه توقع اتجاهاً نزولياً في المستقبل مع اقتراب موسم ذروة الطلب على الكيروسين في الشتاء بنصف الكرة الشمالي، ومع استمرار تباطؤ الطلب في الصين.

ونفذت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية يوم السبت 3 موجات من الضربات ضد منشآت لتصنيع الصواريخ ومواقع أخرى بالقرب من طهران وفي غرب إيران، في أحدث تبادل للقصف بين الخصمين في الشرق الأوسط.

واستهدفت الضربة الإسرائيلية بشكل أكبر الأهداف العسكرية، الأمر الذي هدأ المخاوف من احتمال قيام إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية أو البنية التحتية النفطية الإيرانية. لكن التوتر لا يزال مرتفعاً، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الاثنين، إن إيران «ستستخدم كل الأدوات المتاحة» للرد على الهجوم الإسرائيلي.

وحذرت الولايات المتحدة، إيران، في مجلس الأمن الدولي من «عواقب وخيمة» إذا أقدمت على أي أعمال عدائية أخرى ضد إسرائيل، أو العسكريين الأميركيين في الشرق الأوسط. وفي الولايات المتحدة، رجح استطلاع أولي أجرته «رويترز» الاثنين، أن ترتفع مخزونات النفط الخام والبنزين الأسبوع الماضي، في حين من المتوقع أن تنخفض مخزونات نواتج التقطير.

ومن المقرر أن يصدر معهد البترول الأميركي تقريره الأسبوعي يوم الثلاثاء، بينما ستصدر إدارة معلومات الطاقة، الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأميركية، تقريرها الأربعاء.


مقالات ذات صلة

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

الاقتصاد مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شعار «وكالة الطاقة الدولية»... (رويترز)

هل تراجع إدارة ترمب دور الولايات المتحدة في تمويل «وكالة الطاقة الدولية»؟

يضع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، والجمهوريون في الكونغرس «وكالة الطاقة الدولية» في مرمى نيرانهم، حيث يخططون لمراجعة دور الولايات المتحدة فيها وتمويلها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد مشهد جوي لمصفاة تكرير نفط تابعة لشركة «إكسون موبيل» بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفاع مخزونات الخام والبنزين الأميركية بأكثر من التوقعات

قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، (الأربعاء)، إن مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة ارتفعت، بينما انخفضت مخزونات المقطرات، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».