«بوينغ» تطلق عرض بيع أسهم قد يجمع 19 مليار دولار لتعزيز مواردها المالية

طائرة «بوينغ 787-10 دريملاينر» تسير على المدرج أمام مبنى التجميع النهائي بالشركة في ساوث كارولينا (رويترز)
طائرة «بوينغ 787-10 دريملاينر» تسير على المدرج أمام مبنى التجميع النهائي بالشركة في ساوث كارولينا (رويترز)
TT

«بوينغ» تطلق عرض بيع أسهم قد يجمع 19 مليار دولار لتعزيز مواردها المالية

طائرة «بوينغ 787-10 دريملاينر» تسير على المدرج أمام مبنى التجميع النهائي بالشركة في ساوث كارولينا (رويترز)
طائرة «بوينغ 787-10 دريملاينر» تسير على المدرج أمام مبنى التجميع النهائي بالشركة في ساوث كارولينا (رويترز)

أطلقت شركة «بوينغ» يوم الاثنين عرضاً لبيع أسهم قد يجمع ما يصل إلى 19 مليار دولار، في خطوة تهدف إلى تعزيز مواردها المالية التي تأثرت بشكل كبير جراء إضراب عمالي استمر لأكثر من شهر وأزمة سلامة دامت عاماً.

وتقدم الشركة 90 مليون سهم عادي و5 مليارات دولار من الأسهم الإيداعية، التي تمثل حقوقاً في الأسهم الممتازة القابلة للتحويل. وتراجعت أسهم «بوينغ» بنسبة 1 في المائة في تداولات ما قبل السوق، وفق «رويترز».

وتأتي هذه الخطوة المالية في وقت حرج، حيث تضررت شركة «بوينغ» بشدة منذ أن أضرب نحو 33 ألفاً من عمالها المنتمين لاتحاد الميكانيكيين في إضراب بدأ في سبتمبر (أيلول)، مما أدى إلى توقف إنتاج نماذج رئيسية مثل «ماكس 737»، وهو مولد رئيسي للإيرادات.

وكانت الشركة تواجه بالفعل قيوداً تنظيمية على إنتاج طائرات «ماكس» بعد حادث انفجار لوح في الجو في يناير (كانون الثاني). وتسبب مزيج من المشكلات العمالية ومشكلات الإنتاج في تآكل أموال الشركة خلال الربع الثالث من العام. والأسبوع الماضي، أعلنت «بوينغ» عن خسارة قدرها 6 مليارات دولار في الربع الثالث، مشيرةً إلى أنها تتوقع استنزاف المزيد من السيولة النقدية في العام المقبل.

وتسعى «بوينغ» من خلال جمع رأس المال للحفاظ على تصنيفها الائتماني الاستثماري. وقد حذرت وكالات التصنيف من أن استمرار الإضراب قد يؤدي إلى خفض تصنيف الشركة، مما سيرفع تكاليف الاقتراض.

وتُقدّر تكلفة الإضراب بأكثر من مليار دولار شهرياً، وذلك قبل إعلان «بوينغ» عن خطط لتقليص 10 في المائة من قوتها العاملة. وفي وقت سابق من الشهر، أبرمت «بوينغ» اتفاقية ائتمان بقيمة 10 مليارات دولار مع البنوك، وأعلنت عن خطط لجمع ما يصل إلى 25 مليار دولار من خلال عروض الأسهم والديون.

وحذرت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» من خفض التصنيف الائتماني إذا انخفض رصيد «بوينغ» النقدي عن 10 مليارات دولار، أو إذا اضطرت الشركة إلى زيادة الرافعة المالية لتلبية استحقاقات الديون.

وحتى 30 سبتمبر، كانت «بوينغ» تمتلك نقداً وأوراقاً مالية قابلة للتداول بقيمة 10.5 مليار دولار، مع دين مستحق قدره 11.5 مليار دولار حتى 1 فبراير (شباط) 2026، وهي ملتزمة بإصدار 4.7 مليار دولار من أسهمها للاستحواذ على «سبيريت ايروسيستمز».

وذكرت «رويترز» في وقت سابق من الشهر أن «بوينغ» كانت تدرس خيارات لجمع مليارات الدولارات من خلال بيع الأسهم والأوراق المالية المشابهة. وأكدت «بوينغ» يوم الاثنين أنها تعتزم استخدام العائدات لأغراض مؤسسية عامة، والتي قد تشمل سداد الديون.

وقالت الشركة إن المساهمين المودعين سيكونون مؤهلين للحصول على جزء متناسب من حقوق وتفضيلات الأسهم المفضلة. ومن المتوقع أن يكون سعر السهم المفضل 1000 دولار للسهم الواحد.


مقالات ذات صلة

«بوينغ» لخفض 10% من قوتها العاملة

الاقتصاد عمال «بوينغ» المضربون خارج منشأة تصنيع الشركة في رينتون بواشنطن (أ.ف.ب)

«بوينغ» لخفض 10% من قوتها العاملة

أعلنت شركة «بوينغ» أنها تخطط لخفض قوتها العاملة 10 في المائة مع توقعها خسارة كبيرة في الربع الثالث، وسط إضراب عمال ميكانيكيين في سياتل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد عمال «بوينغ» المضربون وأنصارهم يعتصمون خارج منشأة تصنيع الشركة في رينتون بواشنطن (أ.ف.ب)

محللون: إضراب العمال يكلف «بوينغ» أكثر من 100 مليون دولار يومياً

قالت مجموعة من المحللين، الاثنين، إن شركة «بوينغ» قد تخسر أكثر من 100 مليون دولار يومياً من الإيرادات.

«الشرق الأوسط» (سياتل (أميركا))
الاقتصاد عمال شركة «بوينغ» يلوحون لسيارة تطلق أبواقها دعماً لهم أثناء احتجاجهم (أ.ب)

إضراب عمال «بوينغ» يهدد إنتاج الطائرات التجارية الأكثر مبيعاً

أضرب عمال تجميع الطائرات عن العمل في وقت مبكر من يوم الجمعة في مصانع «بوينغ» بالقرب من سياتل وأماكن أخرى بعد أن صوت أعضاء النقابة بأغلبية ساحقة لبدء الإضراب.

«الشرق الأوسط» (سياتل )
الاقتصاد طائرة بوينغ 737 ماكس خلال مراحل تصنيعها في مصنع الشركة بولاية واشنطن الأميركية (أ.ب)

«بوينغ» سلّمت الصين الشهر الماضي 9 طائرات ماكس

سلّمت «بوينغ» 9 طائرات 737 ماكس إلى شركات طيران صينية في أغسطس، وهو العدد الأكبر شهرياً منذ ديسمبر 2018

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد طائرة تابعة لبوينغ تقف أمام مقر رئيسي للشركة في أميركا (رويترز)

بوينغ تتوقع زيادة حجم أسطول الطيران التجاري في الصين أكثر من الضعف

تتوقع شركة صناعة الطائرات الأميركية بوينغ ارتفاع عدد الطائرات التجارية في الصين إلى أكثر من الضعف بحلول 2043 في ظل برامج التوسع التي يشهدها القطاع في الصين.

«الشرق الأوسط» (شيكاغو)

مستشار «الفاو»: المعروض الغذائي لم يعد يفي بالطلب نتيجة التحديات الجيوسياسية

شهد «اجتماع جدة» كثيراً من الجلسات لبحث آفة النخيل وكيفية مواجهتها (الشرق الأوسط)
شهد «اجتماع جدة» كثيراً من الجلسات لبحث آفة النخيل وكيفية مواجهتها (الشرق الأوسط)
TT

مستشار «الفاو»: المعروض الغذائي لم يعد يفي بالطلب نتيجة التحديات الجيوسياسية

شهد «اجتماع جدة» كثيراً من الجلسات لبحث آفة النخيل وكيفية مواجهتها (الشرق الأوسط)
شهد «اجتماع جدة» كثيراً من الجلسات لبحث آفة النخيل وكيفية مواجهتها (الشرق الأوسط)

قال المستشار الخاص للمدير العام لـ«منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)»، جينغيوان شيا، إن السعودية قدمت مساهمات مالية كبيرة بهدف إنشاء تحالف تعاوني لمواجهة «سوسة النخيل»، موضحاً أن هذه الإسهامات سرّعت تحقيق إنجازات جماعية مهمة على خريطة الزراعة.

وتحدث شيا لـ«الشرق الأوسط» عن دور المنظمة في تأمين سلاسل الإمداد، وقال إن «المعروض لم يعد يفي بالطلب؛ نتيجة التحديات الجيوسياسية»، موضحاً أن استراتيجية «الفاو» تعمل على «إيجاد سلاسل إمداد أكثر مرونة وفاعلية وأمناً، وهذا يعني دعم الإنتاج والغذاء الأفضل ونمط حياة أفضل».

ولفت إلى أن المنظمة تدعم كل دولة بمنتج محدد يساهم في مقاربة سلاسل القيمة، مع دعم التطوير المستدام المتمثل في «التخزين والتصدير صديق البيئة».

وأشار إلى التجربة السعودية في زراعة القهوة، وقال: «منظمة (الفاو) تعمل مع وزارة البيئة والمياه والزراعة لتعزيز سلاسل القيمة».

جانب من الاجتماع الختامي لـ«البرنامج الإقليمي لمنظمة الأغذية» الذي عقد في جدة (الشرق الأوسط)

وأضاف أن أحد أساليب تحقيق إنتاجية أعلى هو تقليل استخدام المبيدات؛ «لذلك فالعمل جارٍ على إيجاد أساليب مبتكرة للتقليل من انتشار الآفات، وهذا محور مهم يجب التعامل معه، ولذلك لا بد من أن تكون هناك أساليب للتحكم في الآفات العابرة للحدود».

وعن «آفة النخيل (السوسة الحمراء)»، قال إن «سوسة النخيل أصبحت واسعة الانتشار، وينعكس أثرها على الجانب الاقتصادي، الذي ينعكس بدوره على المزارعين وقطاع الزراعة، وهذا يعطي لـ(اجتماع جدة) أهمية كبرى في مواجهة هذه السوسة التي أصبحت تخرج عن السيطرة، كما أنها عابرة للحدود، ولا بد من أن يكون هناك تعاون على المستويات الثلاثة: المحلي والإقليمي والدولي، بسبب سهولة انتشارها عبر الحدود، مما يوجب التعاون من الدول كافة».

وحول مواجهتها في منطقة الخليج، أكد شيا لـ«الشرق الأوسط» أن المنطقة تكثر فيها أشجار النخيل؛ «ولهذا السبب سيكون لانتشار سوسة النخيل أثر كبير على اقتصاد المنطقة فيما يتعلق بقطاع الزراعة، وهذا دفع بالمنظمة إلى دعم المكاتب الإقليمية في جميع الدول التي بها أشجار النخيل وفيها نسبة لاحتمالية الإصابة أو أنها قد تعرضت بالفعل لهذه السوسة».

وحققت «المنظمة» خلال السنوات الثلاث الماضية تقدماً كبيراً في مكافحة «السوسة»، كما يقول شيا، على 3 محاور رئيسية، شملت «الفائدة الاقتصادية، التي انعكست على المزارعين بسبب النسب العالية في المكافحة وزيادة القدرة على المكافحة. مع ما تحقق في الجانب الاجتماعي. إضافة إلى الفائدة البيئية»، كاشفاً عن أن من أهم وأبرز الإنجازات التي تحققت في الجانب البيئي تقليل استخدام المبيدات بنسبة 90 في المائة بالسعودية.

بحضور 12 دولة... مناقشة تحديات أشجار النخيل (الشرق الأوسط)

وكانت مدينة جدة، الواقعة غرب السعودية، شهدت الاجتماع الختامي لـ«البرنامج الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة» حول «مكافحة سوسة النخيل الحمراء في إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا»، الذي عقده «المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها (وقاء)»، بمشاركة 12 دولة عربية والمهتمين بقطاع الزراعة ومحاربة الآفات.

وقال مستشار قطاع الصحة النباتية في «المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها (وقاء)»، الدكتور يوسف الفهيد، لـ«الشرق الأوسط» إن «برنامج مواجهة (السوسة الحمراء) انطلق فعلياً في 2022، وسبقته عمليات تحضير في 2017 بمبادرة من السعودية، وإنشاء صندوق ائتماني لمكافحة السوسة المتفشية في الدول العربية».

وأضاف أن «(الصندوق) بدأ عبر 3 فعاليات، تمثلت في: حوكمة برامج السوسة، وإجراء التجارب على مكافحة السوسة، ونقل المعلومات والتقنيات للمزارعين وإرشادهم. وخلال العامين الماضيين، جرى تنفيذ كثير من متطلبات البرنامج ومخرجاته التي ستطبق على أرض الواقع»، مشدداً على أهمية التعاون بين «المركز»؛ الداعم الرئيسي للمخرجات، ومنظمة «الفاو».