النفط لتحقيق مكاسب أسبوعية في أسبوع متذبذب

وسط توتر متصاعد في الشرق الأوسط

إحدى المنشآت النفطية التي أسهمت الصين في تأسيسها بمدينة بيشكيك في قيرغيزستان (إ.ب.أ)
إحدى المنشآت النفطية التي أسهمت الصين في تأسيسها بمدينة بيشكيك في قيرغيزستان (إ.ب.أ)
TT

النفط لتحقيق مكاسب أسبوعية في أسبوع متذبذب

إحدى المنشآت النفطية التي أسهمت الصين في تأسيسها بمدينة بيشكيك في قيرغيزستان (إ.ب.أ)
إحدى المنشآت النفطية التي أسهمت الصين في تأسيسها بمدينة بيشكيك في قيرغيزستان (إ.ب.أ)

اتجهت أسعار النفط لتسجيل مكسب أسبوعي بنحو 2 في المائة، ولم تشهد تغيراً كبيراً يوم الجمعة، وسط استمرار قلق المستثمرين إزاء التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط قبل استئناف مزمع لمحادثات وقف إطلاق النار في غزة خلال الأيام المقبلة.

وازدادت العقود الآجلة لخام برنت 50 سنتاً، أو 0.67 في المائة، إلى 74.88 دولار للبرميل بحلول الساعة 12:51 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي الوسيط 51 سنتاً، أو 0.73 في المائة، إلى 70.70 دولار.

وشهدت الأسعار تذبذباً هذا الأسبوع، إذ ارتفعت يومي الاثنين والثلاثاء قبل أن تتراجع يومي الأربعاء والخميس، وكان كل هذا مرتبطاً إلى حد كبير بتوقعات ارتفاع أو انحسار المخاطر في الشرق الأوسط.

وقال جون إيفانز، المحلل لدى «بي في إم»: «حالة عدم اليقين تجعل المستثمرين براغماتيين، وهو أمر مفهوم ومبرر».

ولا يزال المستثمرون يترقبون ردَّ إسرائيل على الهجوم الصاروخي الذي شنّته إيران عليها في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، الذي قد يشمل ضرب البنية التحتية النفطية في إيران. ويتطلع المستثمرون أيضاً إلى استجلاء سياسات التحفيز الصينية، رغم أن المحللين لا يتوقعون أن تؤدي مثل هذه الإجراءات إلى تعزيز الطلب على النفط بشكل كبير.

وأبقى «غولدمان ساكس»، يوم الخميس، على توقعاته لسعر النفط دون تغيير عند مستوى يتراوح بين 70 و85 دولاراً لبرميل خام برنت في 2025، وتوقع أن يكون تأثير أي تحفيز في الصين متواضعاً مقارنة بعوامل أكبر مثل إمدادات النفط من الشرق الأوسط.

وفي سياق منفصل، قال مصدران مطلعان إن شركة «ريلاينس إندستريز» الهندية، المشغلة لأكبر مجمع للتكرير في العالم، تعيد هيكلة عملياتها التجارية، بما في ذلك نقل معظم فريق تداول النفط الخام في دبي إلى مومباي.

وقال أحد المصدرين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأن المعلومات سرية، إن نقل فريق «ريلاينس» لتداول الخام بحلول نهاية هذا العام يأتي بعد أن حصلت شركة التكرير الخاصة على إمدادات نفطية لفترة طويلة من روسيا، مما قلل الحاجة إلى شراء شحنات فورية.

وقال المصدر: «الآن لدى (ريلاينس) صفقة لاستيراد النفط الخام مع روسيا. ولديها أيضاً عقود تتجدد تلقائياً لاستيراد الخام مع منتجين كبار في الشرق الأوسط، لذا فليست هناك حاجة لتحمل تكاليف إضافية للاحتفاظ بالموظفين في دبي». ولم ترد «ريلاينس» على رسالة بالبريد الإلكتروني من «رويترز» لطلب التعليق.

وفي عام 2021، أعلنت شركة التكرير الخاصة، التي يسيطر عليها الملياردير موكيش أمباني، افتتاح مكتب في الإمارات لتداول النفط والوقود المكرر بما في ذلك البتروكيماويات. وبعد ذلك بعام واحد نقلت «ريلاينس» فريقها لتداول النفط الخام إلى دبي، بعدما أصبحت المدينة مركزاً لتجارة النفط الروسي بعد غزو موسكو لأوكرانيا.

وأظهرت بيانات تم الحصول عليها من مصادر تجارية أن المجموعة، التي نادراً ما كانت تشتري النفط الروسي في الماضي، تستورد الآن نحو خُمسَي احتياجاتها النفطية من موسكو. وقال المصدران إن «ريلاينس» لديها حالياً 20 من المتعاملين في النفط الخام في مكتب دبي.

وقال المصدر الثاني: «باستثناء 3 أو 4 من متعاملي النفط الخام، سيتم نقلهم جميعاً إلى مومباي»، مضيفاً أن المتعاملين المتبقين سيعودون في نهاية المطاف إلى مكاتب «ريلاينس» الرئيسية.

وأبلغت الشركة بالفعل فريق المتعاملين في دبي بشأن خطط نقلهم إلى مومباي، بحسب المصدرين. وقال المصدر الأول إن «ريلاينس» تخطط للإبقاء على فريق تداول المنتجات النفطية التابع لها في دبي في الوقت الحالي.


مقالات ذات صلة

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شعار «وكالة الطاقة الدولية»... (رويترز)

هل تراجع إدارة ترمب دور الولايات المتحدة في تمويل «وكالة الطاقة الدولية»؟

يضع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، والجمهوريون في الكونغرس «وكالة الطاقة الدولية» في مرمى نيرانهم، حيث يخططون لمراجعة دور الولايات المتحدة فيها وتمويلها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.