الدولار يتجه نحو مكاسب أسبوعية رابعة

استفاد من التوقعات بخفض الفائدة وازدياد المخاوف العالمية

موظف يعدّ أوراق الدولار الأميركي ببنك في هانوي بفيتنام (رويترز)
موظف يعدّ أوراق الدولار الأميركي ببنك في هانوي بفيتنام (رويترز)
TT

الدولار يتجه نحو مكاسب أسبوعية رابعة

موظف يعدّ أوراق الدولار الأميركي ببنك في هانوي بفيتنام (رويترز)
موظف يعدّ أوراق الدولار الأميركي ببنك في هانوي بفيتنام (رويترز)

اتجه الدولار نحو تحقيق رابع مكسب أسبوعي، يوم الجمعة، بينما تراجع الين إلى أدنى مستوياته في 3 أشهر، في ظل أجواء من عدم اليقين في الأسواق قبل الانتخابات في اليابان نهاية الأسبوع، التي قد تعقِّد خطط «بنك اليابان» لتطبيع أسعار الفائدة.

واستقرَّ الدولار مدعوماً بتوقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الأشهر المقبلة، بالإضافة إلى ازدياد الرهانات على احتمال عودة المرشح دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة. وقد شهدت تقلبات خيارات العملة ارتفاعاً مؤخراً، مما يعكس الطلب المتزايد بين المتداولين للتحوط من المخاطر المحتملة خلال الأسبوعين المقبلين، التي تشمل الانتخابات في اليابان والولايات المتحدة، وقرارات أسعار الفائدة للبنوك المركزية، وأول موازنة لحزب «العمال» البريطاني منذ 14 عاماً، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقالت استراتيجية السوق في «سيتي إندكس»، فيونا سينكوتا: «لقد شهدنا هذا الارتفاع في الدولار بناءً على التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفِّض أسعار الفائدة بشكل تدريجي. كما أن الدولار مدعوم بمستوى عدم اليقين العالمي، وليس فقط من حول الانتخابات الأميركية».

وأضافت: «يبدو أننا في لحظة غير مستقرة، مما يعزز تجارة الدولار بوصفه ملاذاً آمناً».

وتحرَّك مؤشر الدولار قليلاً ليصل إلى 104.01، بعد أن سجَّل أعلى مستوى له في 3 أشهر تقريباً عند 104.57 في وقت سابق من الأسبوع، وهو مستعد لتحقيق مكسب أسبوعي رابع بنسبة 0.5 في المائة، وهي أطول سلسلة من الارتفاعات الأسبوعية للدولار منذ فبراير (شباط).

ويتوجَّه الناخبون اليابانيون إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد لإجراء انتخابات عامة، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى احتمال خسارة «الحزب الديمقراطي الليبرالي» الحاكم هيمنته التي دامت لفترة طويلة. ومن المحتمل أن تؤثر حالة عدم اليقين السياسي في آفاق السياسة النقدية لبنك اليابان، الذي يسعى لتوجيه عجلة التحول عن أسعار الفائدة القريبة من الصفر. ومن المقرر أن يجتمع البنك المركزي في 30 و31 أكتوبر (تشرين الأول).

وتراجع الين؛ مما أدى إلى ارتفاع الدولار بنسبة 0.1 في المائة خلال اليوم إلى 152.045، و1.4 في المائة هذا الأسبوع، بعد تجاهل بيانات التضخم في طوكيو التي أظهرت أن أسعار المستهلكين الأساسية جاءت أقل من هدف «بنك اليابان»، البالغ 2 في المائة للمرة الأولى في 5 أشهر.

وقال رئيس استراتيجية النقد الأجنبي في «بنك أستراليا الوطني»، راي أتريل: «إذا خسر (الحزب الديمقراطي الليبرالي) أغلبيته، وهو احتمال قائم، فقد يزيد ذلك من تعقيد جهود بنك اليابان في تطبيع سياسته». وقد انخفض الين بنحو 5.3 في المائة حتى الآن هذا الشهر، مما يجعله في طريقه لتسجيل أسوأ انخفاض شهري له منذ أبريل (نيسان) 2022.

وتجاوز الين حاجز 150 مقابل الدولار، مما دفع السلطات اليابانية إلى إصدار تحذيرات شفهية بشأن ضعف العملة، مما جعل التجار في حالة تأهب لاحتمالية تدخل رسمي. وناقش وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو، ووزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، التحركات الأخيرة في أسعار الصرف خلال اجتماع ثنائي يوم الخميس.

وفي السياق نفسه، تداول اليورو في المنطقة السلبية عند 1.08255 دولار، بعد أن سجَّل أدنى مستوى له في 3 أشهر في وقت سابق من الأسبوع. وأظهرت استطلاعات الشركات في منطقة اليورو توقف النشاط مجدداً هذا الشهر، مع أنّ الانكماش في ألمانيا - أكبر اقتصاد في أوروبا - لم يكن سيئاً كما في الشهر السابق.

وأظهر مسح منفصل، يوم الجمعة، لتحليل معنويات الأعمال الألمانية تحسُّن الثقة بشكل غير متوقع هذا الشهر، بعد أن تراجعت لمدة 4 أشهر متتالية، لكنها بالكاد تجاوزت أدنى مستوى لها في 8 أشهر في سبتمبر (أيلول).

واستقرَّ الجنيه الإسترليني عند 1.29785 دولار، بعد أن ارتفع من أدنى مستوى له في شهرين عند 1.2908 دولار يوم الأربعاء، ومن المتوقع أن يسجِّل انخفاضاً أسبوعياً بنسبة 0.5 في المائة. كما هبط الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي بنحو 0.3 في المائة.


مقالات ذات صلة

الدولار يتجه لتسجيل مكاسب شهرية... والين يتراجع

الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي والين الياباني (رويترز)

الدولار يتجه لتسجيل مكاسب شهرية... والين يتراجع

يتجه الدولار إلى تسجيل مكاسب شهرية بدعم من ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية في حين هبط الين إلى أدنى مستوى في ثلاثة أشهر اليوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بوتين يعرض الورقة النقدية الرمزية التي تحاكي عملة المجموعة (نوفوستي)

عملة موحّدة لـ«بريكس»... هل هي قابلة للتطبيق؟

رفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورقة نقدية رمزية تحاكي عملة «بريكس» خلال قمة المجموعة؛ فهل هذه العملة المشتركة قابلة للحياة؟.

«الشرق الأوسط» (قازان - واشنطن)
الاقتصاد متداولون في قاعة «بورصة نيويورك»... (رويترز)

ارتفاع الأسهم الأوروبية والعقود الآجلة الأميركية بعد موجة بيع سابقة

ارتفعت الأسهم الأوروبية والعقود الآجلة للأسهم الأميركية، يوم الخميس، بعد أن عانت أسواق الأسهم من عمليات بيع يوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن - سيدني)
الاقتصاد أوراق الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يرتفع لأعلى مستوى له منذ أكثر من شهرين

شهد الدولار الأميركي ارتفاعاً ملحوظاً، الأربعاء، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ شهرين ونصف الشهر؛ حيث أعاد المستثمرون تقييم رهاناتهم تجاه خفض تدريجي لأسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكان انعقاد القمة (د.ب.أ)

في قمة «بريكس»... روسيا تخطط لهزيمة الدولار

تسعى روسيا إلى إقناع دول «بريكس» ببناء منصة بديلة للمدفوعات الدولية تكون محصنة ضد العقوبات الغربية من خلال قمة «بريكس» التي افتتحت الثلاثاء في قازان الروسية.

«الشرق الأوسط» (قازان)

«المركزي الهندي» يبقي توقعاته المرتفعة لنمو الاقتصاد

منظر عام للمنطقة المالية المركزية في مومباي (رويترز)
منظر عام للمنطقة المالية المركزية في مومباي (رويترز)
TT

«المركزي الهندي» يبقي توقعاته المرتفعة لنمو الاقتصاد

منظر عام للمنطقة المالية المركزية في مومباي (رويترز)
منظر عام للمنطقة المالية المركزية في مومباي (رويترز)

أبقى بنك الاحتياط (المركزي) الهندي، على تقديراته المتفائلة لنمو اقتصاد أسرع الاقتصادات الكبرى نمواً في العالم، وهو ما يثير اضطراب وقلق المحللين.

وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أن البنك المركزي أبقى على توقعه لنمو الاقتصاد الهندي بمعدل 7.2 في المائة، خلال العام المالي الحالي الذي ينتهي في 31 مارس (آذار) المقبل، رغم وجود مؤشرات على تباطؤ الاقتصاد خلال الشهور الأخيرة.

كما أن توقعات البنك تتجاوز المعدل الذي تستهدفه حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، ويتراوح بين 6.5 في المائة و7 في المائة من إجمالي الناتج المحلي.

في المقابل، خفضت بنوك استثمار -ومنها «غولدمان ساكس غروب» الأميركي- توقعاتها لنمو الاقتصاد الهندي إلى 6.5 في المائة خلال العام المالي الحالي.

وتستند التوقعات المتفائلة للبنك المركزي إلى رؤيته أن الإنفاق في المناطق الريفية يتحسن مع نمو الاستثمار الخاص.

ورغم ذلك يشير المحللون إلى ضعف الإنفاق الاستهلاكي في المناطق الحضرية وضعف الصادرات بوصفها أسباباً للقلق بشأن النمو الاقتصادي. كما يقول الخبراء إنه إذا لم يتم التعامل مع هذه الإشارات التحذيرية، فقد يخاطر البنك المركزي الهندي بالإبقاء على سياسته النقدية بالغة التشدد، وهو ما يهدد بتراجع أكبر للنمو الاقتصادي.

من ناحيته، قال ديراج نيم المحلل الاقتصادي في بنك «أستراليا أند نيوزيلاند بانكنغ كورب»، وفق «رويترز»، إن «توقعات بنك الاحتياط الهندي أعلى من هامش الخطأ المسموح به بالنسبة لتوقعات المحللين والأسواق... لا أعتقد أن مزيج الاقتصاد الكلي تطور بصورة مشجعة للغاية خلال الشهور الأخيرة بما يدعم توقعات البنك المركزي».

يأتي ذلك في حين أظهر مسح أولي -أجرته شركة «إتش إس بي سي هولدينغز»- نمو النشاط الاقتصادي في الهند بأضعف وتيرة له خلال عام 2024، وذلك بعد حدوث انخفاض في قطاعَي الخدمات والتصنيع.

وتراجع مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع ليصل إلى 56.7 مقابل 57.5 في أغسطس (آب)، بينما انخفض مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات ليصل إلى 58.9 مقابل 60.9 في الشهر السابق.

وانخفض مؤشر مديري المشتريات المجمع إلى 59.3 من 60.7 في الشهر السابق.

وتشير القراءة أكثر من 50 نقطة إلى نمو النشاط الاقتصادي للقطاع، في حين تشير قراءة أقل من 50 نقطة إلى انكماش النشاط.