شراكات عالمية بالسعودية تدعم التحول الصناعي دولياً

إحدى جلسات «منتدى السياسات الصناعية متعدد الأطراف» (وزارة الصناعة السعودية)
إحدى جلسات «منتدى السياسات الصناعية متعدد الأطراف» (وزارة الصناعة السعودية)
TT

شراكات عالمية بالسعودية تدعم التحول الصناعي دولياً

إحدى جلسات «منتدى السياسات الصناعية متعدد الأطراف» (وزارة الصناعة السعودية)
إحدى جلسات «منتدى السياسات الصناعية متعدد الأطراف» (وزارة الصناعة السعودية)

شهدت أعمال اليوم الثاني لـ«منتدى السياسات الصناعية متعدد الأطراف»، المُقام في العاصمة السعودية الرياض، توقيع عددٍ من الشراكات الاستراتيجية بين الحكومات والمؤسسات الدولية والشركات الكبرى؛ بهدف تعزيز التعاون في المجالات الصناعية، حيث تأتي هذه الشراكات في إطار الجهود المشتركة لتطوير السياسات الصناعية المستدامة، وتحفيز النمو الاقتصادي العالمي، من خلال تبنّي تقنيات حديثة.

وركزت جلسات اليوم الثاني على معالجة قضايا مهمة، ولا سيما تعزيز الاستدامة البيئية في الصناعة، ودعم الابتكار لتحسين الإنتاجية بالقطاع، فضلاً عن كيفية مواجهة التحديات الناجمة عن التقلبات الاقتصادية وسلاسل التوريد العالمية.

جانب من حضور «منتدى السياسات الصناعية متعدد الأطراف» بالرياض (وزارة الصناعة السعودية)

التصنيع المستدام

واستعرضت جلسات اليوم الثاني للمنتدى، التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو»، والذي تنظّمه وزارة الصناعة والثروة المعدنية بالرياض، خلال الفترة 23-24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، مجموعة من الموضوعات التي تركز على رحلة المملكة في الاستراتيجية الوطنية للصناعة والنظام البيئي للصناعة، مع تسليط الضوء على دور الرقمنة والذكاء الاصطناعي في التصنيع المستدام.

كما ناقشت الجلسات البنية التحتية للجودة، والسياسات الصناعية لتجاوز المقايضة، في حين تطرقت النقاشات إلى وضع السياسات الخضراء في قطاع الصناعات الثقيلة، بجانب استعراض سلاسل الإمداد المستدامة، والاعتماد على الطاقة النظيفة.

وخلال إحدى الجلسات، جرى استعراض مراحل بناء وتطوير النظام البيئي الصناعي بالمملكة، والذي يمثل حجر الأساس لتحقيق التنوع الاقتصادي المنشود في «رؤية 2030».

وقد جرى التركيز على جهود المملكة في تحويل الغاز إلى منتجات عالية القيمة، وربطها بسلاسل القيمة العالمية، من خلال تعزيز الشراكات الدولية والاستثمار في البنية التحتية.

من المعارض المصاحبة لـ«منتدى السياسات الصناعية متعدد الأطراف» (الشرق الأوسط)

النظام البيئي

كذلك، أشار مشاركون، خلال إحدى الجلسات، إلى دور المدن الصناعية الكبرى، مثل الجبيل (شرق السعودية)، في دفع عجلة النمو الصناعي، إضافة إلى مساهمة جهات معنية مثل الهيئات الوطنية، في تمكين هذا التحول.

كما أكّدوا أهمية التكامل بين الجهات المختلفة تحت مظلة النظام البيئي الصناعي، الذي مكَّن المملكة من تعزيز مكانتها العالمية بقطاع البتروكيماويات، حيث تحتل المملكة، الآن، أكثر من 70 في المائة من هذه السوق، وتُواصل تصدير منتجاتها إلى كثير من دول العالم، مما جعلها مركزاً صناعياً ولوجستياً رائداً على الصعيد العالمي.

وتطرَّق المشاركون إلى أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تحقيق الأهداف الصناعية للمملكة.

في إطار متصل، أكدت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية فاطمة ثابت أن المنتدى يمثل فرصة لمعرفة مجالات التكامل الصناعي بين البلدان.

اجتماعات ثنائية

من جانب آخر، ناقش وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف مع رئيس وزراء غينيا آمادو أوري باه، فرص تعزيز التعاون الصناعي والتعديني بين البلدين.

كما بحث الخريف، خلال اجتماعات ثنائية مع وزير الصناعة الفلسطيني عرفات عصفور، ووزيرة الصناعة التونسية فاطمة ثابت، ووزير الصناعة الباكستاني رنا حسين، تعزيز التعاون المشترك في قطاعي الصناعة والتعدين.

واستعرضت الاجتماعات ما تمتلكه المملكة من فرص استثمارية نوعية بالقطاع الصناعي، وما تحظى به من مناخ استثماري محفّز للمستثمرين الأجانب.


مقالات ذات صلة

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

الاقتصاد مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

أعلن اتحاد الغرف السعودية تشكيل أول لجنة وطنية من نوعها للطاقة والبتروكيماويات تحت مظلة القطاع الخاص، لتعزيز مشاركته في صناعة سياسات هذا القطاع الحيوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)

السعودية تنضم لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود

أعلنت وزارة الطاقة السعودية انضمام المملكة إلى مبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود، وذلك ضمن مساعي البلاد لدعم الجهود الدولية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».