لاغارد: «المركزي الأوروبي» بحاجة للحذر بشأن اتخاذ قرارات خفض الفائدة

لين: بيانات ضعيفة تثير تساؤلات حول التعافي بمنطقة اليورو

رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي بواشنطن 22 أكتوبر 2024 (رويترز)
رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي بواشنطن 22 أكتوبر 2024 (رويترز)
TT

لاغارد: «المركزي الأوروبي» بحاجة للحذر بشأن اتخاذ قرارات خفض الفائدة

رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي بواشنطن 22 أكتوبر 2024 (رويترز)
رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي بواشنطن 22 أكتوبر 2024 (رويترز)

أكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، يوم الأربعاء أن البنك بحاجة إلى توخي الحذر عند اتخاذ قرارات بشأن مزيد من تخفيضات أسعار الفائدة، مشيرة إلى أهمية الاستناد إلى البيانات الاقتصادية الواردة.

وجاء ذلك في سياق ردها على سؤال حول توقعات السوق لخفض الأسعار بشكل أكبر وربما بشكل ملحوظ، وفق «رويترز».

وقالت لاغارد خلال فعالية في واشنطن: «يتعين علينا أن نكون حذرين لأن البيانات ستظهر وستعطينا مؤشرات حول حالة الاقتصاد والتضخم الأساسي. وسوف يكون هناك عنصر من الحكمة في قراراتنا، ولكن يتعين علينا حقاً أن نكون حذرين في القيام بذلك».

من جانبه، أشار كبير خبراء الاقتصاد في البنك المركزي الأوروبي، فيليب لين، إلى أن التدفق الأخير من البيانات الضعيفة نسبياً حول اقتصاد منطقة اليورو أثار تساؤلات بشأن آفاق النمو في الكتلة، ولكنه أكد أن المركزي الأوروبي لا يزال يتوقع أن يتعزز التعافي.

وشهد النمو ضعفاً مستمراً على مدار العامين الماضيين، نتيجة ضعف الاستهلاك وتدفقات الاستثمار المتراجعة، إضافة إلى الركود العميق في القطاع الصناعي، مما أجبر المركزي الأوروبي على تعديل توقعاته بشأن التعافي.

ورغم الاعتراف بالضعف، فإن لين أشار إلى أن ذلك لا يمثل تحولاً جوهرياً في آلية عمل الاقتصاد، ولا يعني نمطاً مختلفاً للنمو بشكل أساسي.

وقال لين خلال مؤتمر نظمه معهد التمويل الدولي: «بعض البيانات الأخيرة أثارت تساؤلات حول التعافي، لكننا ما زلنا نرى أن الرواية حول التعافي الجيد في الاقتصاد تبقى قريبة جداً من توقعاتنا الأساسية». وأضاف أن هناك مؤشرات على عدم وجود ضعف كبير، مشيراً إلى أن بعض البيانات الأساسية لا تزال تشير إلى تحسن.

وأعرب لين عن تفاؤله بشأن تعافي الاستهلاك والاستثمار خلال باقي هذا العام والعام المقبل. كما قلّل من أهمية دعوات بعض زملائه بشأن ضرورة خفض المركزي الأوروبي لسعر الفائدة الرئيسي إلى ما يعرف بالمستوى المحايد، الذي لا يحفز النمو ولا يثبته.

وأوضح أن المستوى المحايد في مصطلحات البنك المركزي، هو مفهوم نظري، وأن التغييرات الفعلية في الأسعار ينبغي أن تستند إلى الصدمات المختلفة التي تواجه الاقتصاد، وليس فقط تقديرات المركزي الأوروبي للمستوى المحايد.

وقال: «تستمر النقاشات حول المستوى المحايد في ظل غياب معرفة دقيقة حول الصدمات المحتملة التي قد تؤثر على الاقتصاد».


مقالات ذات صلة

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو، إن «المركزي» ليس متأخراً في خفض أسعار الفائدة، لكنه بحاجة إلى مراقبة من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد البنك المركزي التركي

«المركزي التركي» يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الثامن

أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة عند 50 في المائة دون تغيير، للشهر الثامن، مدفوعاً بعدم ظهور مؤشرات على تراجع قوي في الاتجاه الأساسي للتضخم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد المصرف المركزي التركي (رويترز)

«المركزي» التركي يمدد تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن

مدَّد البنك المركزي التركي تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن على التوالي، إذ قرر إبقاء سعر إعادة الشراء لمدة أسبوع دون تغيير عند 50 في المائة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

مقترحات ترمب الاقتصادية تعيد تشكيل سياسة «الفيدرالي» بشأن الفائدة

قبل بضعة أسابيع، كان المسار المتوقع لبنك الاحتياطي الفيدرالي واضحاً. فمع تباطؤ التضخم وإضعاف سوق العمل، بدا أن البنك المركزي على المسار الصحيح لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

دي غالهو من «المركزي الأوروبي»: التعريفات الجمركية لترمب لن تؤثر في توقعات التضخم

قال فرنسوا فيليروي دي غالهو، عضو صانع السياسات في البنك المركزي الأوروبي، يوم الخميس، إن زيادات التعريفات تحت إدارة ترمب الجديدة لن تؤثر في توقعات التضخم.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
TT

ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)

أعرب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، ومرشح حزب «الخضر» لمنصب المستشار، عن اعتقاده بأن ألمانيا والاتحاد الأوروبي على استعداد جيد للتعامل مع رئاسة دونالد ترمب الجديدة، لكنه حذر ترمب من أن الرسوم الجمركية سلاح ذو حدين، وسيضر الاقتصاد الكلي.

وقال هابيك، نائب المستشار الألماني، وفق «وكالة الأنباء الألمانية»: «أقول إنه يتعين علي وأريد أن أواصل العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة. لكن إذا تصرفت الإدارة الأميركية الجديدة بطريقة قاسية، فسنرد بشكل جماعي وبثقة بوصفنا اتحاداً أوروبياً».

يذكر أن الاتحاد الأوروبي مسؤول عن السياسة التجارية للدول الأعضاء به والبالغ عددها 27 دولة.

وهدد الرئيس الأميركي المنتخب ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع البضائع الصينية وما يتراوح بين 10 في المائة و20 في المائة على الواردات من دول أخرى، ومن بينها الاتحاد الأوروبي، والتي ستشمل السيارات الألمانية الصنع، وهي صناعة رئيسية.

وقال هابيك إنه سيتم التوضيح للولايات المتحدة، من خلال الحوار البناء مع الاتحاد الأوروبي، أن العلاقات التجارية الجيدة تعود بالنفع على الجانبين، إلا أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إظهار قوتهما.

وأضاف هابيك: «ردي على ترمب ليس بالخضوع، ولكن بالثقة بقوتنا. ألمانيا قوية وأوروبا قوية».

كانت دراسة أجرتها شركة «بي دبليو سي» لمراجعة الحسابات، قد أظهرت أن اختيار دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، يُشكل تحدياً لصناعة الشحن الألمانية.

وكشفت الدراسة عن أن 78 في المائة من ممثلي الصناعة يتوقعون تداعيات سلبية من رئاسة ترمب، بينما يتوقع 4 في المائة فقط نتائج إيجابية. واشتمل الاستطلاع على ردود من 124 من صنّاع القرارات في قطاع الشحن.

وتمحورت المخاوف حول احتمالية زيادة الحواجز التجارية، وتراجع حجم النقل تحت قيادة ترمب.

كما ألقت الدراسة الضوء على الأزمة الجارية في البحر الأحمر، حيث تهاجم جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران السفن التجارية بطائرات مسيّرة وصواريخ.

وبدأت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية، والمرتبطة بإسرائيل، أو تلك المتوجهة إليها، وذلك نصرة للشعب الفلسطيني في غزة.

وتجنبت عدة شركات شحن قد شملها الاستطلاع، البحر الأحمر خلال فترة الاستطلاع الذي أجري من مايو (أيار) إلى يونيو (حزيران)، فيما لا تزال ثلاث شركات من أصل 72 شركة تبحر عبر المسار بشكل نموذجي، تعمل في المنطقة.

ووفقاً للدراسة، فإن 81 في المائة من الشركات لديها اعتقاد بأن الأسعار سوف تواجه ضغوطاً هبوطية في حال كانت مسارات النقل في البحر الأحمر تعمل بشكل سلس.