«الخزانة البريطانية» تحذر من قرارات صعبة في موازنة الأسبوع المقبل

بعد ارتفاع الاقتراض في سبتمبر

شخص يدخل مبنى وزارة الخزانة في لندن (رويترز)
شخص يدخل مبنى وزارة الخزانة في لندن (رويترز)
TT

«الخزانة البريطانية» تحذر من قرارات صعبة في موازنة الأسبوع المقبل

شخص يدخل مبنى وزارة الخزانة في لندن (رويترز)
شخص يدخل مبنى وزارة الخزانة في لندن (رويترز)

قالت وزارة الخزانة البريطانية إنها ستضطر لاتخاذ قرارات صعبة في موازنة الأسبوع المقبل، بعد أن دفعت مدفوعات الفائدة على الديون المرتفعة ومكافآت الأجور للعاملين في القطاع العام لاقتراض الحكومة 16.6 مليار جنيه إسترليني (21.54 مليار دولار) الشهر الماضي، وهو ثالث أعلى رقم مسجل في سبتمبر (أيلول).

وفي آخر تحديث لوضعية المالية العامة قبل أن تعلن وزيرة الخزانة راشيل ريفز عن خططها الضريبية والإنفاق الأسبوع المقبل، قال مكتب الإحصاء الوطني إن العجز في موازنة المملكة المتحدة كان أعلى بـ2.1 مليار جنيه إسترليني (2.73 مليار دولار) الشهر الماضي مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، وفق «الغارديان».

وكانت لندن تتوقع عجزاً أكبر قليلاً يبلغ 17.5 مليار جنيه إسترليني (22.71 مليار دولار)، لكن مكتب الإحصاء الوطني قال إنه باستثناء شهرَي سبتمبر المتأثرين بالجائحة في عامي 2020 و2021، لم تكن الحكومة بحاجة إلى الاقتراض أكثر من ذلك.

وقال السكرتير الرئيسي لوزارة الخزانة دارين جونز: «لقد ورثنا فجوة قدرها 22 مليار جنيه إسترليني (28.55 مليار دولار) في المالية العامة للبلاد، بما في ذلك عدم وجود خطة لتمويل اتفاقيات الأجور لملايين العاملين في القطاع العام. وكلفت الإضرابات البلاد ما لا يقل عن 3 مليارات جنيه إسترليني (3.89 مليار دولار) العام الماضي، لذلك كان إنهاء تلك النزاعات الضارة هو الخيار الصحيح».

وأضاف: «حل هذه الفجوة في الموازنة الأسبوع المقبل سيتطلب اتخاذ قرارات صعبة لإصلاح أسس اقتصادنا، والبدء في الوفاء بوعد التغيير».

وقال الاقتصادي البريطاني في مؤسسة «كابيتال إيكونوميكس»، أليكس كير: «في حين أن الوقت قد فات على أن تؤثر أرقام المالية العامة المخيبة للآمال لشهر سبتمبر على مقدار الفائض الذي سيمنحه مكتب مسؤولية الموازنة للمستشارة في الموازنة في 30 أكتوبر (تشرين الأول)، فإنها تسلط الضوء على النطاق المحدود الذي تملكه المستشارة لزيادة الإنفاق اليومي دون رفع الضرائب. ومع ذلك، إذا قامت بتعديل قواعدها المالية، فسيظل لديها مجال لزيادة الاستثمار العام».

وكان عجز الشهر الماضي أعلى بمقدار 1.5 مليار جنيه إسترليني (1.95 مليار دولار) من توقعات مكتب مسؤولية الموازنة. وارتفعت الضرائب بمقدار 3.8 مليار جنيه إسترليني (4.93 مليار دولار) مقارنة بالعام السابق، في حين زاد الإنفاق بمقدار 5.9 مليار جنيه إسترليني (7.66 مليار دولار).

وقالت نائبة مدير مكتب الإحصاء الوطني لشؤون المالية العامة، جيسيكا بارنابي: «كان الاقتراض هذا الشهر أعلى بنحو ملياري جنيه إسترليني مقارنة بالعام الماضي، مما يجعل هذا ثالث أعلى رقم لشهر سبتمبر في السجلات».

وأضافت: «بينما ارتفعت الإيرادات الضريبية، فقد قابلها ارتفاع الإنفاق، ويرجع ذلك جزئياً إلى زيادة فوائد الديون وزيادات أجور القطاع العام».

وقال مكتب الإحصاء الوطني إن مدفوعات الفوائد على الديون الوطنية في سبتمبر بلغت 5.6 مليار جنيه إسترليني (7.27 مليار دولار)، ارتفاعاً من مليار جنيه إسترليني في العام السابق، ولكن ذلك يعود إلى أن رقم سبتمبر 2023 كان منخفضاً بشكل استثنائي.

وفي الأشهر الستة الأولى من السنة المالية 2024 - 2025، اقترضت المملكة المتحدة 79.6 مليار جنيه إسترليني (103.3 مليار دولار)، أي أكثر بمقدار 1.2 مليار جنيه إسترليني (1.56 مليار دولار) مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.


مقالات ذات صلة

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

الاقتصاد منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متسوقون يمشون في شارع أكسفورد في لندن (رويترز)

تراجع مبيعات التجزئة البريطانية أكثر من المتوقع قبيل موازنة ستارمر

تراجعت مبيعات التجزئة البريطانية بشكل أكبر من المتوقع في أكتوبر (تشرين الأول)، وفقاً للبيانات الرسمية التي أضافت إلى مؤشرات أخرى على فقدان الزخم الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عامل في مصنع «رافو» الذي يزوِّد وزارة الدفاع الفرنسية وشركات الطيران المدني الكبرى بالمعدات (رويترز)

فرنسا تقترح يوم عمل مجانياً سنوياً لتمويل الموازنة المثقلة بالديون

تواجه موازنة فرنسا الوطنية أزمة خانقة دفعت المشرعين إلى اقتراح قانون يُلزم الفرنسيين العمل 7 ساعات إضافية كل عام دون أجر، وهي ما تعادل يوم عمل كاملاً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد أشخاص يعبرون الطريق في شينجوكو، طوكيو (رويترز)

اليابان تخطط لإنفاق 90 مليار دولار في حزمة تحفيزية جديدة

تفكر اليابان في إنفاق 13.9 تريليون ين (89.7 مليار دولار) من حسابها العام لتمويل حزمة تحفيزية جديدة تهدف إلى التخفيف من تأثير ارتفاع الأسعار على الأسر.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
الاقتصاد منظر عام لأفق مدينة عمان (رويترز)

الأردن يقر موازنة 2025 ويخفض العجز الأولي إلى 2%

أقر مجلس الوزراء الأردني مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2025، تمهيداً لإحالته إلى مجلس الأمة خلال الأيام المقبلة.

«الشرق الأوسط» (عمان)

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
TT

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)

ارتفعت تكاليف النقل في نيجيريا بشكل كبير مع ارتفاع سعر البنزين بأكثر من 3 أمثاله، بعدما أنهى الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الدعم المالي للوقود في أكثر دول أفريقيا اكتظاظاً بالسكان.

ومنذ تخلت نيجيريا عن دعم الوقود في العام الماضي، أدى ذلك إلى أسوأ أزمة في تكلفة المعيشة في البلاد منذ نحو جيل كامل. وهذا يعني انخفاضاً هائلاً في عدد الركاب، وتأثر العاملون في مجال استدعاء سيارات الأجرة في العاصمة أبوجا.

وكانت الحكومة تزعم أن التخلي عن دعم الوقود سيخفض تكاليف النقل في النهاية بنحو 50 في المائة.

وقدمت السلطات النيجيرية في أغسطس (آب) مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) للاستفادة من احتياطاتها الضخمة من الغاز - الأكبر في أفريقيا - وإطلاق حافلات تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط مع تحويل المركبات التي تعمل بالبنزين أيضاً.

وجرى تعديل أكثر من 100 ألف مركبة للعمل بالغاز الطبيعي المضغوط أو بالموتور الهجين من الغاز الطبيعي والبنزين، واستثمرت الحكومة ما لا يقل عن 200 مليون دولار في إطار هذه المبادرة، وفقاً لمدير المبادرة مايكل أولوواغبيمي.

وتهدف الحكومة إلى تحويل مليون مركبة من أكثر من 11 مليون مركبة في نيجيريا في السنوات الثلاث المقبلة، لكن المحللين يقولون إن العملية تسير بشكل بطيء، مشيرين إلى ضعف التنفيذ والبنية الأساسية المحدودة.

وعلى الرغم من أن نيجيريا واحدة من أكبر منتجي النفط في أفريقيا، فإنها تعتمد على المنتجات البترولية المكررة المستوردة؛ لأن مصافيها تكافح مع انخفاض الإنتاج إلى أدنى مستوياته منذ عقود بسبب عمليات سرقة النفط الضخمة.

إلى جانب الإصلاحات الأخرى التي قدمها تينوبو بعد توليه السلطة في مايو (أيار) من العام الماضي، كان من المفترض أن يؤدي إلغاء الدعم إلى توفير أموال الحكومة ودعم الاستثمارات الأجنبية المتضائلة. ومع ذلك، فقد أثر ذلك في سعر كل شيء تقريباً، وأجبرت تكاليف النقل المرتفعة الناس على التخلي عن مركباتهم، والسير إلى العمل.

التحول إلى الغاز صعب

وبالإضافة إلى الافتقار إلى شبكة كافية من محطات تحويل الغاز الطبيعي المضغوط وتعبئته، المتاحة في 13 ولاية فقط من ولايات نيجيريا الـ 36، كان نجاح مبادرة الحكومة محدوداً أيضاً بسبب انخفاض الوعي العام بين جموع الشعب، وقد ترك هذا مجالاً للتضليل من جهة والتردد بين السائقين للتحول للغاز من جهة أخرى.

وقد أعرب بعض السائقين عن مخاوفهم من أن تنفجر سياراتهم مع تحويلها إلى الغاز الطبيعي المضغوط - وهي ادعاءات قالت الهيئات التنظيمية إنها غير صحيحة ما لم يتم تركيب المعدات بشكل غير مناسب.

وفي ولاية إيدو الجنوبية، وجدت السلطات أن السيارة التي تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط والتي انفجرت تم تصنيعها من قبل بائع غير معتمد.

حتى في أبوجا العاصمة والمركز الاقتصادي في لاغوس، محطات الوقود نادرة وورش التحويل القليلة المتاحة غالباً ما تكون مصطفة بمركبات تجارية تنتظر أياماً للتحول إلى الغاز الطبيعي المضغوط بأسعار مدعومة. وفي الوقت نفسه، تبلغ تكلفة المركبات الخاصة للتحول 20 ضعف الحد الأدنى للأجور الشهرية في نيجيريا البالغ 42 دولاراً.

وهناك تحدٍّ آخر، وهو أن التحدي الذي يواجه مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط هو محدودية خط أنابيب الغاز في نيجيريا.

وتدرك الحكومة أنه لا يزال هناك «كثير من عدم اليقين» حول مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط، وتعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتوفير البنية الأساسية اللازمة، كما قال توسين كوكر، رئيس الشؤون التجارية في المبادرة، وفق وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وقال كوكر: «الغاز الطبيعي المضغوط هو وقود أنظف، وهو وقود أرخص وأكثر أماناً مقارنةً بالبنزين الذي اعتدناه؛ لذا سيكون لديك مزيد من المال في جيبك وهو أنظف للبيئة».