رئيسة «فيدرالي» دالاس تتطلّع إلى مزيد من خفض الفائدة في المستقبل

وسط استمرار تقليص ميزانية «الاحتياطي»

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

رئيسة «فيدرالي» دالاس تتطلّع إلى مزيد من خفض الفائدة في المستقبل

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، لوري لوغان، الاثنين، إنها تتوقع مزيداً من تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل، مشيرة إلى عدم وجود أي أسباب تمنع «الاحتياطي الفيدرالي» من المضي قدماً في تقليص ميزانيته الضخمة.

وفي نص خطابها الذي ستلقيه خلال الاجتماع السنوي للرابطة الصناعية المالية في نيويورك، قالت لوغان: «إذا تطوّر الاقتصاد كما أتوقع، فإن استراتيجية تقليص سعر الفائدة تدريجياً إلى مستوى أكثر طبيعية أو محايد ستساعد في إدارة المخاطر وتحقيق أهدافنا»، وفق «رويترز».

وأضافت أن الاقتصاد قوي ومستقر، لكنها أكدت «وجود عدم يقين كبير في التوقعات» بشأن المخاطر المرتبطة بسوق العمل والأهداف التضخمية لـ«الاحتياطي الفيدرالي». وأشارت إلى أن البنك المركزي «يجب أن يظل يقظاً ومستعداً للتكيف عند الحاجة».

ويأتي حديث لوغان في وقت يتداول فيه المشاركون في السوق إمكانية أن يحقّق «الاحتياطي الفيدرالي» تخفيضات تصل إلى نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة بحلول نهاية العام، كما كان مخططاً في اجتماع السياسة الذي عُقد في سبتمبر (أيلول). وعلى الرغم من تراجع التضخم، تشير البيانات الأخيرة عن سوق العمل إلى أن القطاع أكثر قوة مما كان متوقعاً؛ مما قد يعني أن «الاحتياطي الفيدرالي» ليس مضطراً إلى أن تكون سياسته قاسية في خفض أسعار الفائدة.

وخصّصت لوغان جزءاً كبيراً من تعليقاتها لعملية تقليص ميزانية «الاحتياطي الفيدرالي»، المعروفة باسم «التشديد الكمي». ومنذ عام 2022 بدأ «الاحتياطي الفيدرالي» التخلص من سندات الرهن العقاري والخزانة التي تم شراؤها لتقديم الحوافز وتخفيف الأسواق خلال بداية الجائحة. وقد انخفضت الاحتياطيات من ذروتها البالغة 9 تريليونات دولار إلى 7.1 تريليون دولار، مع إشارات من المسؤولين في «الاحتياطي الفيدرالي» إلى أن هناك مزيداً من العمل في هذا الاتجاه.

وأوضحت لوغان أنها لا ترى حاجة إلى التوقف في الوقت القريب، مشيرة إلى أن «التشديد الكمي» وخفض أسعار الفائدة يمثلان معاً تطبيعاً للسياسة النقدية ويعملان في الاتجاه نفسه. وقالت: «في الوقت الحالي، يبدو أن السيولة أكثر من كافية»، مضيفة أن «إحدى علامات وفرة السيولة هي أن أسعار سوق المال تستمر في العمل بشكل عام أقل بكثير من معدل الفائدة على الاحتياطيات».

كما عدّت لوغان أن التقلبات الأخيرة في أسواق المال ليست مفاجئة، ولا ينبغي أن تثير قلق «الاحتياطي الفيدرالي»، مضيفة: «أعتقد أنه من المهم تحمّل الضغوط المؤقتة المعتدلة من هذا النوع حتى نصل إلى حجم ميزانية فعّال».

وقالت لوغان إنها تتوقع في الأمد البعيد أن تكون الأرصدة في مرفق إعادة الشراء العكسي التابع لبنك الاحتياطي الفيدرالي ضئيلة للغاية. وأضافت أنه إذا كانت بعض الأموال لا تزال في المرفق في المستقبل، «فإن خفض سعر الفائدة (إعادة الشراء العكسي) قد يحفّز المشاركين على إعادة الأموال إلى الأسواق الخاصة».

وقالت إنه من المرجح أن تكون أسعار سوق المال في الأمد البعيد قريبة من أسعار الفائدة على أرصدة «الاحتياطي» أو أعلى منها بقليل.

وأشارت إلى أن بيع بنك الاحتياطي الفيدرالي سندات الرهن العقاري التي يمتلكها لتسريع عملية إخراجها من الميزانية العمومية «ليس قضية قصيرة الأجل في نظري». كما أكدت أن «جميع البنوك» يجب أن تكون لديها خطط لتغطية العجز في السيولة، وأن تكون مستعدة لاستخدام مرفق السيولة التابع لبنك الاحتياطي الفيدرالي إذا لزم الأمر.


مقالات ذات صلة

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو، إن «المركزي» ليس متأخراً في خفض أسعار الفائدة، لكنه بحاجة إلى مراقبة من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد البنك المركزي التركي

«المركزي التركي» يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الثامن

أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة عند 50 في المائة دون تغيير، للشهر الثامن، مدفوعاً بعدم ظهور مؤشرات على تراجع قوي في الاتجاه الأساسي للتضخم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد المصرف المركزي التركي (رويترز)

«المركزي» التركي يمدد تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن

مدَّد البنك المركزي التركي تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن على التوالي، إذ قرر إبقاء سعر إعادة الشراء لمدة أسبوع دون تغيير عند 50 في المائة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

مقترحات ترمب الاقتصادية تعيد تشكيل سياسة «الفيدرالي» بشأن الفائدة

قبل بضعة أسابيع، كان المسار المتوقع لبنك الاحتياطي الفيدرالي واضحاً. فمع تباطؤ التضخم وإضعاف سوق العمل، بدا أن البنك المركزي على المسار الصحيح لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

دي غالهو من «المركزي الأوروبي»: التعريفات الجمركية لترمب لن تؤثر في توقعات التضخم

قال فرنسوا فيليروي دي غالهو، عضو صانع السياسات في البنك المركزي الأوروبي، يوم الخميس، إن زيادات التعريفات تحت إدارة ترمب الجديدة لن تؤثر في توقعات التضخم.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

المدير التنفيذي لـ«سيسكو» السعودية: استثماراتنا بالمملكة مستمرة لدعم جهودها في التحول الرقمي

TT

المدير التنفيذي لـ«سيسكو» السعودية: استثماراتنا بالمملكة مستمرة لدعم جهودها في التحول الرقمي

المدير التنفيذي لشركة «سيسكو السعودية» سلمان فقيه (تصوير: تركي العقيلي)
المدير التنفيذي لشركة «سيسكو السعودية» سلمان فقيه (تصوير: تركي العقيلي)

في ظل ما يشهده قطاع التقنية السعودي من قفزات في المؤشرات العالمية، أثبتت المملكة اهتمامها الكبير بالبنية التحتية لتقنية المعلومات، وهو ما انعكس إيجاباً على أعمال «سيسكو» العالمية للأمن والشبكات، حيث حقَّقت الشركة أداءً قوياً ومتسقاً مع الفرص المتاحة في البلاد، وقرَّرت مواصلة استثماراتها لدعم جهود السعودية في التحول الرقمي.

هذا ما ذكره المدير التنفيذي لشركة «سيسكو» في السعودية سلمان فقيه، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، أكد فيه أن المملكة أثبتت قوة بنيتها التحتية وكفاءتها خلال جائحة «كورونا»، الأمر الذي أثّر إيجاباً على الشركة خلال السنوات الماضية.

و«سيسكو» هي شركة تكنولوجية مدرجة في السوق الأميركية، ومقرها الرئيس في وادي السيليكون بكاليفورنيا، وتعمل في مجال تطوير وتصنيع وبيع أجهزة الشبكات والبرامج ومعدات الاتصالات.

التحول الرقمي

وأشار فقيه إلى أن «سيسكو»، تسعى دائماً للعب دور بارز في دعم التحول الرقمي في السعودية من خلال استثمارات استراتيجية، ففي عام 2023، افتتحت الشركة مكتباً إقليمياً في الرياض، وذلك لدعم عملياتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعزيز حضورها في المملكة، لافتاً إلى أن الإدارة العليا عقدت اجتماعات رفيعة المستوى مع بعض متخذي القرار في القطاعَين الحكومي والخاص، خلال الشهر الماضي؛ لاستكمال الشراكة مع السوق المحلية.

وأضاف: «كانت هناك استمرارية لاستثمارات الشركة في برامج تسريع التحول الرقمي الهادف إلى دعم جهود المملكة في القطاعات الحيوية، وتطوير منظومة الابتكار».

وتابع فقيه قائلاً إنه منذ إطلاق برنامج التحول الرقمي عام 2016 في المملكة ضمن «رؤية 2030»، الهادف إلى تعزيز المهارات الرقمية وتنمية الابتكار، تم تنفيذ أكثر من 20 مشروعاً من قبل «سيسكو» ضمن هذا البرنامج في مجالات حيوية؛ مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والمدن الذكية.

ونوّه الرئيس التنفيذي بالإنجازات التي حققتها المملكة في مجال التحول الرقمي، حيث تمكّنت من تحقيق تقدم ملحوظ في المؤشرات العالمية، وجاءت ثانيةً بين دول مجموعة العشرين في «مؤشر تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات» لعام 2024، بالإضافة إلى تصدرها في جاهزية أمن المعلومات.

الأمن السيبراني

وأوضح فقيه أن المملكة وضعت في مقدمة أولوياتها تعزيز الأمن السيبراني، لا سيما في ظل ازدياد الهجمات الإلكترونية في جميع أنحاء العالم. وقال: «الأمن السيبراني يمثل أحد التحديات الكبرى، ونعمل في المملكة لتوفير الحلول اللازمة لحماية البيانات والبنية التحتية الرقمية».

ولفت إلى الزيادة الكبيرة لاستثمارات الأمن السيبراني في المملكة. وأظهرت دراسة أجرتها «سيسكو» خلال العام الحالي أن 99 في المائة من المشاركين في الاستطلاع أكدوا زيادة ميزانياتهم الخاصة بالأمن السيبراني، في الوقت الذي تعرَّض فيه 67 في المائة منهم لحوادث أمنية في العام الماضي.

كما ذكر فقيه أن من التحديات الأخرى ما يتعلق بمجال الذكاء الاصطناعي، حيث كشفت دراسة حديثة لـ«سيسكو» أن 93 في المائة من الشركات السعودية لديها استراتيجيات خاصة بالذكاء الاصطناعي، لكن 7 في المائة منها فقط تمتلك الجاهزية الكاملة للبنية التحتية اللازمة لتطبيق هذه التقنيات.

القدرات التقنية

وفيما يتعلق بتطوير القدرات التقنية في المملكة، أوضح فقيه أن برنامج «أكاديميات سيسكو» للشبكات حقق تأثيراً كبيراً في السعودية، حيث استفاد منه أكثر من 336 ألف متدرب ومتدربة، بمَن في ذلك نسبة كبيرة من المتدربات تجاوزت 35 في المائة، وهي واحدة من أعلى النِّسَب على مستوى العالم.

أما في سياق التعاون بين «سيسكو» والمؤسسات الأكاديمية في المملكة، فأبرز فقيه الشراكة المستمرة مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. وقال: «هذا التعاون يهدف إلى استخدام التقنيات الحديثة في تحسين البيئة التعليمية، وتمكين الكوادر الأكاديمية والطلاب من الاستفادة من أحدث الحلول التقنية».

وتطرَّق فقيه إلى التزام الشركة بالاستدامة البيئية، حيث تستهدف «سيسكو» الوصول إلى صافي انبعاثات غازات دفيئة صفرية بحلول 2040. وقال: «نعمل على تقديم حلول تقنية تراعي كفاءة استخدام الطاقة، والمساهمة في تحقيق أهداف المملكة نحو الحياد الصفري الكربوني».

وفي ختام حديثه، أشار فقيه إلى مشاركة «سيسكو» في مؤتمر «بلاك هات» للأمن السيبراني، الذي تستعد الرياض لاستضافته من 26 إلى 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بصفتها راعياً استراتيجياً. وأضاف أن الشركة تسعى من خلال هذه المشاركة إلى تعزيز التعاون مع العملاء والشركاء في المملكة؛ لتوفير حلول أمنية مبتكرة تضمن حماية البيانات، وتسهيل تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل آمن.