المركزي التركي يبقي على سعر الفائدة عند 50% للشهر السابع

التوقعات وسلوك التسعير لا تزال تشكل خطراً على تباطؤ التضخم

المصرف المركزي التركي
المصرف المركزي التركي
TT

المركزي التركي يبقي على سعر الفائدة عند 50% للشهر السابع

المصرف المركزي التركي
المصرف المركزي التركي

أبقى مصرف تركيا المركزي على سعر الفائدة ثابتاً عند 50 في المائة للشهر السابع على التوالي تماشياً مع توقعات السوق.

وتعهّد «المركزي التركي»، في بيان عقب اجتماع لجنته للسياسة النقدية، برئاسة رئيس المصرف فاتح كاراهان، الخميس، بالاستمرار في مراقبة مؤشرات التضخم واتجاهه الأساسي.

وجاء في البيان أن الاتجاه الأساسي للتضخم ارتفع بشكل طفيف في سبتمبر (أيلول) الماضي، وتظهر مؤشرات الربع الثالث أن الطلب المحلي يواصل التباطؤ ويقترب من مستويات تدعم تراجع التضخم.

وأضاف البيان أنه في حين أن تضخم السلع الأساسية لا يزال منخفضاً، فمن المتوقع أن يحدث تحسن في تضخم الخدمات في الربع الأخير، مشيراً إلى زيادة حالة عدم اليقين بشأن وتيرة التحسن في التضخم مع تدفق البيانات الأخيرة.

وأكد أن توقعات التضخم وسلوك التسعير لا تزال تشكل عامل خطر على عملية تباطؤ التضخم.

ورغم أن المجلس قرر إبقاء سعر الفائدة ثابتاً، فإنه كرر موقفه الحذر تجاه المخاطر الصعودية على التضخم.

ولفت إلى أن المسار المرتفع وجمود تضخم الخدمات، وتوقعات التضخم، والمخاطر الجيوسياسية، وأسعار المواد الغذائية؛ كلها عوامل تؤدي إلى استمرار الضغوط التضخمية.

وشدد البيان على الاستمرار في مراقبة مدى امتثال توقعات التضخم وسلوك التسعير للتوقعات، ومراقبة آثار التشديد النقدي على القروض والطلب المحلي من كثب.

وقال إنه سيجري الحفاظ على موقف السياسة النقدية المتشددة حتى يتحقق انخفاض كبير ودائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري، وتتقارب توقعات التضخم مع النطاق المتوقع، وإذا جرى توقع حدوث تدهور كبير ودائم في التضخم، فسيتم تشديد السياسة النقدية مجدداً. وتعهّد «المركزي التركي» بالعمل على تقليل الاتجاه الرئيسي للتضخم الشهري، وتعزيز عملية خفض التضخم من خلال موازنة الطلب المحلي، وارتفاع قيمة الليرة التركية الحقيقية، وتحسين توقعات التضخم.

وقام مصرف تركيا المركزي عقب انتخابات 2023 برفع سعر الفائدة من 8.5 إلى 50 في المائة في محاولة للسيطرة على التضخم المتسارع، وحافظ على أسعار الفائدة دون تغيير في الأشهر الستة الأخيرة، مع توقعات بعدم التراجع عن السياسة المتشددة قبل بداية العام المقبل.

المركزي التركي أكد أن سلوك التسعير لا يزال عامل خطر على تباطؤ التضخم (إعلام تركي)

وحث صندوق النقد الدولي تركيا على الاستمرار في تشديد سياستها النقدية، والاعتماد على البيانات حتى يقترب التضخم من المعدل المستهدف.

وتستهدف الحكومة التركية خفض التضخم على المستوى المتوسط إلى 5 في المائة، وهو هدف لا يزال بعيد المنال.

وقال الصندوق في بيان صحافي، السبت الماضي عقب انتهاء مراجعة دورية في تركيا، إن التحول في السياسة النقدية التركية، عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مايو (أيار) 2023، أسهم في تقليل الاختلالات الاقتصادية، واستعادة الثقة.

ولفت البيان إلى أن تحسُّن المعنويات في السوق انعكس إيجابياً على المستثمرين المحليين والأجانب الذين بدأوا التوجه نحو الأصول المُقَيَّمة بالليرة التركية.

وزادت الحكومة التركية الضرائب وبعض الرسوم لتعزيز الإيرادات الحكومية، كما اتخذت تدابير لخفض الإنفاق العام، وتدابير مالية للحد من المخاطر التي يواجهها الاقتصاد.

ورغم تباطؤ التضخم السنوي في تركيا في سبتمبر (أيلول) الماضي إلى 49.38 في المائة، أي أقل من سعر الفائدة للمرة الأولى منذ عام 2021، فما زال أثره ملموساً بشكل كبير، في ظل إحجام الحكومة عن اتخاذ قرارات صعبة قادرة على لجم ارتفاع الأسعار، وفق محللين.

كما أن هذا التباطؤ لا يكفي لإقدام البنك المركزي التركي على اتخاذ خطوة لتيسير السياسة النقدية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، كما كان متوقّعاً من قبل.

وعانت تركيا على مدى العامين الماضيين تضخماً متسارعاً، بلغ ذروته عند معدل سنوي 85.5 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، و75.45 في المائة في مايو الماضي.

وأكد المركزي التركي، في بيانه، أنه سيجري اتخاذ قرارات السياسة النقدية بطريقة من شأنها أن تجعل التضخم يصل إلى هدف 5 في المائة على المدى المتوسط، مع الأخذ في الاعتبار الآثار المتأخرة للتشديد النقدي.

وأضاف أنه في حال حدوث تطورات غير متوقعة في أسواق الائتمان والودائع، فسيتم دعم آلية التحويل النقدي بخطوات احترازية كلية إضافية، إذ تجري مراقبة تطورات السيولة من كثب، وسيجري تنويع أدوات التعقيم واستخدامها بشكل فعّال عند الضرورة.


مقالات ذات صلة

مبيعات التجزئة الأميركية تتجاوز التوقعات في سبتمبر

الاقتصاد الناس يبحثون عن هدايا في متجر مايسي الرئيسي خلال موسم العطلات في مدينة نيويورك (رويترز)

مبيعات التجزئة الأميركية تتجاوز التوقعات في سبتمبر

زادت مبيعات التجزئة الأميركية بشكل طفيف أكثر مما كان متوقعاً في سبتمبر (أيلول)؛ مما يدعم الآراء القائلة إن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية خلال الربع الثالث.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جانب من مشروع سكني عملاق تحت التأسيس في مدينة هوايان شرق الصين (أ.ف.ب)

الأسواق ترد بـ«الإحباط» على أحدث خطط الدعم الصينية

قال ني هونغ، وزير الإسكان والتنمية الحضرية والريفية الصيني، في مؤتمر صحافي يوم الخميس، إن الصين ستوسع «القائمة البيضاء» لمشاريع الإسكان المؤهلة للتمويل.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مطعم «تشيبوتل» يعلن عن حاجته إلى توظيف في كامبريدج ماساتشوستس (رويترز)

انخفاض غير متوقع في طلبات إعانات البطالة الأميركية

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخزانة والمالية التركي يتوسطان ممثلي الحكومات واتحادات الغرف ورجال الأعمال في افتتاح المنتدى التركي - العربي (إعلام تركي)

انطلاق الدورة الـ15 للتعاون الاقتصادي التركي - العربي في إسطنبول

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ضرورة أن يتجاوز التعاون الاقتصادي العربي - التركي نطاق التبادل التجاري -رغم أهميته- إلى آفاق أرحب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد جانب من أوناش الحاويات العملاقة في ميناء العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

الصادرات اليابانية تتراجع للمرة الأولى في 10 أشهر

أظهرت بيانات، الخميس، أن صادرات اليابان انخفضت في سبتمبر الماضي للمرة الأولى في 10 أشهر.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

مبيعات التجزئة الأميركية تتجاوز التوقعات في سبتمبر

الناس يبحثون عن هدايا في متجر مايسي الرئيسي خلال موسم العطلات في مدينة نيويورك (رويترز)
الناس يبحثون عن هدايا في متجر مايسي الرئيسي خلال موسم العطلات في مدينة نيويورك (رويترز)
TT

مبيعات التجزئة الأميركية تتجاوز التوقعات في سبتمبر

الناس يبحثون عن هدايا في متجر مايسي الرئيسي خلال موسم العطلات في مدينة نيويورك (رويترز)
الناس يبحثون عن هدايا في متجر مايسي الرئيسي خلال موسم العطلات في مدينة نيويورك (رويترز)

زادت مبيعات التجزئة الأميركية بشكل طفيف أكثر مما كان متوقعاً في سبتمبر (أيلول)، مما يدعم الآراء القائلة إن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية خلال الربع الثالث.

وقال مكتب الإحصاء التابع لوزارة التجارة الأميركية، اليوم (الخميس)، إن مبيعات التجزئة ارتفعت بنسبة 0.4 في المائة في سبتمبر، بعد زيادة غير منقحة بلغت 0.1 في المائة في أغسطس (آب). وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم، يتوقعون ارتفاع مبيعات التجزئة التي تشمل معظم السلع ولا تُعدل وفقاً للتضخم، بنسبة 0.3 في المائة. وتراوحت التقديرات بين عدم حدوث تغيير وزيادة 0.8 في المائة.

ومن المحتمل ألا تؤثر هذه العلامات في مرونة الاقتصاد في قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض أسعار الفائدة في الشهر المقبل، لكنها تعزّز توقعات تخفيضات أصغر بمقدار 25 نقطة أساس.

وشرع البنك المركزي الأميركي الشهر الماضي في دورة تيسير نقدي غير تقليدية؛ إذ خفّض سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية إلى نطاق 4.75 - 5 في المائة، وسط مخاوف متزايدة بشأن سوق العمل. وقد رفع «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس في عامي 2022 و2023 بهدف كبح التضخم.

ويستفيد الإنفاق والاقتصاد العام من نمو دخل قوي ومدخرات وفيرة وميزانيات منزلية سليمة. وعلى الرغم من تباطؤ زخم سوق العمل، فإن معدلات تسريح العمال لا تزال منخفضة تاريخياً؛ مما يعزّز زيادات الأجور.

وقال كبير الاقتصاديين في «باركليز»، جوناثان ميلر: «كما أشرنا منذ فترة، فإن الإنفاق الاستهلاكي والتوظيف الصافي ودخل الرواتب مرتبطة بدورة فاصلة مرنة تعزّز نفسها خلال هذا التوسع، مدفوعة بمكاسب في ثروة الأسر وزيادة عرض القوى العاملة».

وأضاف: «يتطلّب حدوث تدهور دائم في الإنفاق الاستهلاكي عوامل كبيرة، مثل: زيادة حذر المستهلكين التي تؤدي إلى رفع معدل الادخار، أو عدم رغبة الشركات في التوظيف رغم الطلب القوي».

وحول مبيعات التجزئة، ارتفعت المبيعات باستثناء السيارات والبنزين ومواد البناء والخدمات الغذائية بنسبة 0.7 في المائة في سبتمبر، بعد زيادة غير منقحة بلغت 0.3 في المائة في أغسطس. وهذه المبيعات الأساسية تتماشى مع مكون الإنفاق الاستهلاكي في الناتج المحلي الإجمالي.

وتتراوح تقديرات النمو للربع الثالث حول معدل سنوي قدره 3.2 في المائة، بعد أن نما الاقتصاد بمعدل 3 في المائة في الربع الثاني.