«المنتدى اللوجيستي» يمهد الطريق لشراكات استراتيجية تضمن ترابط العالم

توقيع أكثر من 60 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة تجاوزت 4.3 مليار دولار

جانب من فعاليات اليوم الثاني لـ«المنتدى اللوجيستي العالمي»... (الشرق الأوسط)
جانب من فعاليات اليوم الثاني لـ«المنتدى اللوجيستي العالمي»... (الشرق الأوسط)
TT

«المنتدى اللوجيستي» يمهد الطريق لشراكات استراتيجية تضمن ترابط العالم

جانب من فعاليات اليوم الثاني لـ«المنتدى اللوجيستي العالمي»... (الشرق الأوسط)
جانب من فعاليات اليوم الثاني لـ«المنتدى اللوجيستي العالمي»... (الشرق الأوسط)

ضمن خطط السعودية الحالية لجعل العالم أكثر ترابطاً، مستغلةً موقعها الاستراتيجي بين 3 قارات، شهد «المنتدى اللوجيستي العالمي»، المنعقد بالرياض، الاثنين، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، توقيع شراكات استراتيجية محلية ودولية تجاوزت 60 اتفاقية ومذكرة تفاهم، بقيمة إجمالية تتخطى 16 مليار ريال (4.3 مليار دولار).

ويهدف «المنتدى اللوجيستي العالمي 2024» إلى تعزيز التعاون الدولي في القطاع اللوجيستي، لإعادة رسم خريطة الخدمات اللوجيستية العالمية، حيث شكل «المنتدى» منصة دولية لإطلاق كثير من الاتفاقيات الجديدة بين قادة القطاع اللوجيستي العالمي، لتسهيل عملية التواصل داخل القطاع وجعله أكثر ترابطاً.

وقال نائب وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، الدكتور رميح الرميح، إن «المنتدى» يمثل «منصة للتعاون وتوحيد جهود الشركاء ضمن منظومة الخدمات اللوجيستية؛ بهدف تعزيز الكفاءة والمرونة والاستدامة والربحية في العالم اليوم».

ووفق الرميح، فقد «جسدت الاتفاقيات التي أُعلن عنها، حجم (المنتدى) وما بات يمثله لمستقبل القطاع، حيث أبرزت الأثر التحويلي للتعاون، بالإضافة إلى دور المملكة القيادي في قطاع الخدمات اللوجيستية العالمية؛ حيث نسعى إلى الاستفادة من موقعنا الاستراتيجي الفريد عند ملتقى 3 قارات».

توريد المستلزمات الطبية

وقادت وزارة النقل والخدمات اللوجيستية، بالتعاون مع وزارة الاستثمار، الإعلان عن توقيع سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المهمة، كان أبرزها توقيع مذكرات تفاهم مع شركة «فيديكس» لاستكشاف فرص الاستثمار في قطاع الخدمات اللوجيستية والنقل بالمملكة، واتفاقيات مع «مجموعة سادل» لإنشاء مستودعات مبردة في جدة الواقعة غرب المملكة، وأخرى مع «باسيفيك إنترناشيونال لاينز» و«الهيئة العامة للموانئ السعودية (مواني)» لاستكشاف الفرص الجديدة في الخدمات اللوجيستية المتكاملة والنقل متعدد الوسائط.

كما أعلنت وزارة النقل والخدمات اللوجيستية عن توقيع مذكرات تفاهم مع «الشركة الوطنية للشراء الموحد للأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية (نوبكو)»؛ لإنشاء مراكز إقليمية جديدة لتوريد المستلزمات الطبية، ومع «صندوق التنمية الصناعية السعودي» للتعاون في تطوير خدمات النقل والخدمات اللوجيستية لدعم التحول الصناعي.

كما شهد «المنتدى» الإعلان عن عدد من الاتفاقيات البارزة من قبل قادة القطاع العالمي، من بينها إعلان «أجيليتي» للخدمات اللوجيستية عن توسيع مستودعاتها في المملكة، وتوقيعها مذكرة تفاهم مع «الشركة السعودية للخطوط الحديدية». بالإضافة إلى إعلان «شركة السعودية للشحن» عن توقيع شراكة جديدة مع شركة «تجمع مطارات الثاني» لتحسين خدمات الشحن الجوي.

وأُطلقت خلال هذا الحدث مبادرات منح دراسية وتدريبية جديدة، حيث كشفت وزارة النقل والخدمات اللوجيستية عن اتفاقيات لابتعاث مجموعة من الكوادر الوطنية؛ بهدف تنمية قدراتهم وتعزيزها وتلبية احتياجات القطاع في المملكة، بالتعاون مع كل من «مجموعة السعودية»، و«مطارات القابضة»، و«شركة الطائرات المروحية»، و«شركة التنفيذي»، و«الخطوط الحديدية السعودية».

بينما أعلنت «الأكاديمية السعودية اللوجيستية» عن سلسلة من المبادرات التدريبية بالتعاون مع «نيوم» وجامعة القصيم و«وكالة الصالحية للخدمات اللوجيستية».

المناطق الاقتصادية

وأفصحت «الهيئة العامة للطيران المدني» أيضاً عن سلسلة من الاتفاقيات مع شركات مثل: «آلات»، و«البحري»، و«دانفوس»، إلى جانب تسليم تراخيص مناطق الخدمات اللوجيستية المتكاملة الخاصة لعدد من الجهات.

ومنحت «هيئة المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة» شهادات لـ«مجموعة ثروات» و«شركة مسارات للخدمات اللوجيستية»؛ لإنشاء مراكز جديدة في «مدينة الملك عبد الله الاقتصادية». كما وقعت مذكرة تفاهم مع «البريد السعودي» لتطوير نظام عناوين جديد، يساعد المستثمرين على ممارسة الأعمال في المناطق الاقتصادية الخاصة بالمملكة بشكل أكبر سلاسة.

إلى ذلك، كشف الرئيس التنفيذي لـ«الخطوط الحديدية السعودية»، الدكتور بشار المالك، عن نجاح المملكة في تجارب أول قطار هيدروجيني؛ بهدف قياس مدى مناسبة هذه التقنية للبيئة في المملكة، مع تحديد الفجوات والعمل على معالجتها؛ لتبني مثل هذه التقنيات.

يأتي هذا بعد أن أعلن الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، خلال كلمته في افتتاح «أسبوع المناخ» العام الماضي، أن المملكة سيكون لديها أول قطار يعمل بالهيدروجين في الشرق الأوسط.

أول قطار هيدروجيني

وبيّن المالك، خلال جلسة حوارية على هامش «المنتدى اللوجيستي العالمي 2024»، المنعقد حالياً في الرياض برعاية خادم الحرمين الشريفين، أن بلاده مستمرة في متابعة هذه التقنية لضمان جاهزية تبنيها في القطاع التجاري، مؤكداً أن السعودية قادرة على استغلال مثل هذه التقنيات حينما تكون مجدية.

وواصل الرئيس التنفيذي لـ«الخطوط الحديدية السعودية» أن العمل جارٍ على توسيع الشبكة لتصل إلى وجهات ومناطق اقتصادية جديدة لدعم جميع القطاعات في المملكة.

جانب من الجلسات الحوارية المصاحبة لـ«المنتدى اللوجيستي العالمي»... (الشرق الأوسط)

من ناحيته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «سيمِنز موبيليتي»، فرنك هاجيمير، إن «الرقمنة كانت هي المحرك في السكك الحديدية مؤخراً»، مبيناً أن «السعودية تعمل على التطبيقات الرقمية للحصول على إجراءات وصيانة أسرع وتكاليف أقل، وهي مفيدة للمشغلين في المملكة، سواءً من القطاع العام ومن الخاص».

بدوره، ذكر الأمين العام لـ«جمعية الشحن بالسكك الحديدية الأوروبية»، كونور فيغان، أن «شحن السكك الحديدية لا يختلف عن طرق الشحن الأخرى وما يتطلبه العمل على أطر إقليمية ودولية».

اضطرابات البحر الأحمر

وفي جلسة حوارية أخرى، سلط نائب رئيس مجلس الإدارة بشركة «أجيليتي»، طارق سلطان، الضوء على «الدور المحوري للمرونة في قطاع الخدمات اللوجيستية»، مشدداً على «أهمية قدرة الصناعة على التكيف مع المتطلبات المتسارعة، واستغلال الابتكار بشكل فعال؛ لضمان الريادة في سوق عالمية تشهد تحولات متسارعة ومستدامة».

وتشهد النسخة الأولى من «المنتدى اللوجيستي العالمي» تجمعاً مميزاً يضم نخبة من القادة والخبراء والمبتكرين؛ لاستكشاف حلول رائدة من شأنها إحداث تحول جذري في قطاع الخدمات اللوجيستية العالمي.

وزير النقل والخدمات اللوجيستية يقف أمام «الطائرة الكهربائية» التابعة لـ«شركة الخطوط السعودية» بالمعرض المصاحب (الشرق الأوسط)

كما تناقش عدداً من الموضوعات المحورية في قطاع النقل والخدمات اللوجيستية، مثل تمكين الأسواق العالمية، والاستثمار في البنية التحتية اللوجيستية، ومرونة الخدمات اللوجيستية في مواجهة الاضطرابات بمنطقة البحر الأحمر، إضافةً إلى مناقشة «العصر الجديد لموانئ الطاقة»، وتمكين المواهب لتطوير صناعات الغد.

يُعقد «المنتدى» بحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين وقادة المنظمات الدولية والاتحادات الصناعية والخبراء والأكاديميين والمحللين، وبمشاركة 130 متحدثاً و80 عارضاً، من 30 دولة.


مقالات ذات صلة

ارتفاع الصادرات السعودية غير النفطية 16.8 % خلال الربع الثالث

الاقتصاد ميناء جدة الإسلامي (الشرق الأوسط)

ارتفاع الصادرات السعودية غير النفطية 16.8 % خلال الربع الثالث

أعلنت «الهيئة العامة للإحصاء» السعودية، اليوم، ارتفاع الصادرات غير النفطية بنسبة 16.8 في المائة خلال الربع الثالث من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

تحت رعاية ولي العهد... السعودية تستضيف المؤتمر السنوي العالمي 28 للاستثمار

تحت رعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، تستضيف المملكة المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار «دبليو آي سي»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3» يعزز ثقة المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
TT

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)

ارتفعت تكاليف النقل في نيجيريا بشكل كبير مع ارتفاع سعر البنزين بأكثر من 3 أمثاله، بعدما أنهى الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الدعم المالي للوقود في أكثر دول أفريقيا اكتظاظاً بالسكان.

ومنذ تخلت نيجيريا عن دعم الوقود في العام الماضي، أدى ذلك إلى أسوأ أزمة في تكلفة المعيشة في البلاد منذ نحو جيل كامل. وهذا يعني انخفاضاً هائلاً في عدد الركاب، وتأثر العاملون في مجال استدعاء سيارات الأجرة في العاصمة أبوجا.

وكانت الحكومة تزعم أن التخلي عن دعم الوقود سيخفض تكاليف النقل في النهاية بنحو 50 في المائة.

وقدمت السلطات النيجيرية في أغسطس (آب) مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) للاستفادة من احتياطاتها الضخمة من الغاز - الأكبر في أفريقيا - وإطلاق حافلات تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط مع تحويل المركبات التي تعمل بالبنزين أيضاً.

وجرى تعديل أكثر من 100 ألف مركبة للعمل بالغاز الطبيعي المضغوط أو بالموتور الهجين من الغاز الطبيعي والبنزين، واستثمرت الحكومة ما لا يقل عن 200 مليون دولار في إطار هذه المبادرة، وفقاً لمدير المبادرة مايكل أولوواغبيمي.

وتهدف الحكومة إلى تحويل مليون مركبة من أكثر من 11 مليون مركبة في نيجيريا في السنوات الثلاث المقبلة، لكن المحللين يقولون إن العملية تسير بشكل بطيء، مشيرين إلى ضعف التنفيذ والبنية الأساسية المحدودة.

وعلى الرغم من أن نيجيريا واحدة من أكبر منتجي النفط في أفريقيا، فإنها تعتمد على المنتجات البترولية المكررة المستوردة؛ لأن مصافيها تكافح مع انخفاض الإنتاج إلى أدنى مستوياته منذ عقود بسبب عمليات سرقة النفط الضخمة.

إلى جانب الإصلاحات الأخرى التي قدمها تينوبو بعد توليه السلطة في مايو (أيار) من العام الماضي، كان من المفترض أن يؤدي إلغاء الدعم إلى توفير أموال الحكومة ودعم الاستثمارات الأجنبية المتضائلة. ومع ذلك، فقد أثر ذلك في سعر كل شيء تقريباً، وأجبرت تكاليف النقل المرتفعة الناس على التخلي عن مركباتهم، والسير إلى العمل.

التحول إلى الغاز صعب

وبالإضافة إلى الافتقار إلى شبكة كافية من محطات تحويل الغاز الطبيعي المضغوط وتعبئته، المتاحة في 13 ولاية فقط من ولايات نيجيريا الـ 36، كان نجاح مبادرة الحكومة محدوداً أيضاً بسبب انخفاض الوعي العام بين جموع الشعب، وقد ترك هذا مجالاً للتضليل من جهة والتردد بين السائقين للتحول للغاز من جهة أخرى.

وقد أعرب بعض السائقين عن مخاوفهم من أن تنفجر سياراتهم مع تحويلها إلى الغاز الطبيعي المضغوط - وهي ادعاءات قالت الهيئات التنظيمية إنها غير صحيحة ما لم يتم تركيب المعدات بشكل غير مناسب.

وفي ولاية إيدو الجنوبية، وجدت السلطات أن السيارة التي تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط والتي انفجرت تم تصنيعها من قبل بائع غير معتمد.

حتى في أبوجا العاصمة والمركز الاقتصادي في لاغوس، محطات الوقود نادرة وورش التحويل القليلة المتاحة غالباً ما تكون مصطفة بمركبات تجارية تنتظر أياماً للتحول إلى الغاز الطبيعي المضغوط بأسعار مدعومة. وفي الوقت نفسه، تبلغ تكلفة المركبات الخاصة للتحول 20 ضعف الحد الأدنى للأجور الشهرية في نيجيريا البالغ 42 دولاراً.

وهناك تحدٍّ آخر، وهو أن التحدي الذي يواجه مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط هو محدودية خط أنابيب الغاز في نيجيريا.

وتدرك الحكومة أنه لا يزال هناك «كثير من عدم اليقين» حول مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط، وتعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتوفير البنية الأساسية اللازمة، كما قال توسين كوكر، رئيس الشؤون التجارية في المبادرة، وفق وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وقال كوكر: «الغاز الطبيعي المضغوط هو وقود أنظف، وهو وقود أرخص وأكثر أماناً مقارنةً بالبنزين الذي اعتدناه؛ لذا سيكون لديك مزيد من المال في جيبك وهو أنظف للبيئة».