«أوبك» تخفض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 و2025

قالت إن إنتاج روسيا انخفض أكثر في سبتمبر

نموذج لحفارات نفط أمام شعار منظمة «أوبك» (رويترز)
نموذج لحفارات نفط أمام شعار منظمة «أوبك» (رويترز)
TT

«أوبك» تخفض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 و2025

نموذج لحفارات نفط أمام شعار منظمة «أوبك» (رويترز)
نموذج لحفارات نفط أمام شعار منظمة «أوبك» (رويترز)

خفضت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال العام الحالي إلى 1.93 مليون برميل يوميا، مقابل 2.03 مليون برميل يومياً في التوقعات السابقة، وذلك للمرة الثالثة على التوالي.

وقالت «أوبك» في تقريرها الشهري، إنها خفضت أيضاً توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في العام المقبل، إلى 1.64 مليون برميل يومياً، مقابل 1.74 مليون برميل يومياً في التوقعات السابقة.

وأشار التقرير إلى أن متوسط إنتاج «أوبك» من النفط الخام بلغ 26.04 برميل يومياً، في سبتمبر (أيلول) 2024 بانخفاض 604 آلاف برميل يومياً عن أغسطس (آب) بقيادة ليبيا والعراق.

وشكلت الصين الجزء الأكبر من خفض التوقعات لعام 2024، إذ أرجعت «أوبك» خفض توقعات 2024 إلى «البيانات الفعلية الواردة جنباً إلى جنب مع توقعات أقل قليلاً لأداء الطلب على النفط في بعض المناطق... وتقلص نمو الطلب الصيني إلى 580 ألف برميل يومياً» من 650 ألف برميل يومياً.

وهي المرة الثالثة على التوالي التي تعدل فيها المنظمة التوقعات بالخفض. وهناك تباين كبير في توقعات نمو الطلب في عام 2024، ويرجع ذلك جزئياً إلى اختلاف التوقعات بشأن الطلب من الصين، ووتيرة التحول العالمي إلى مصادر الوقود الأقل تسبباً في التلوث. ولا تزال توقعات «أوبك» هي الأكثر تفاؤلاً حتى بعد التعديل. وتقف الصين وراء الجزء الأكبر من خفض التوقعات لعام 2024، إذ خفضت «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب الصيني إلى 580 ألف برميل يومياً من 650 ألف برميل يومياً. وقالت «أوبك» إنه في حين ستدعم تدابير التحفيز الحكومية الصينية الطلب في الربع الرابع، فإن استخدام النفط يواجه رياحاً معاكسة من التحديات الاقتصادية والخطوات نحو الوقود الأنظف. وفي إشارة إلى أغسطس، قالت «أوبك»: «استهلاك الديزل مستمر في التقلص بسبب تباطؤ النشاط الاقتصادي، وخاصة التباطؤ في البناء وتشييد المساكن، واستخدام الغاز الطبيعي المسال بدلاً من وقود الديزل البترولي في الشاحنات».

إنتاج النفط الروسي

وقالت «أوبك» إن روسيا خفضت إنتاجها من النفط الخام في سبتمبر بمقدار 28 ألف برميل يومياً ليصل إلى نحو تسعة ملايين برميل يوميا، مشيرة إلى بيانات صادرة عن مصادر ثانوية مثل المؤسسات الاستشارية. وزاد هذا الإنتاج قليلاً على الحصة المتفق عليها في تحالف «أوبك بلس». وبموجب اتفاق «أوبك بلس» وتخفيضات طوعية، تبلغ الحصة الشهرية لروسيا 8.98 مليون برميل يومياً. وجرى تعديل البيانات حول الإنتاج في أغسطس بالخفض إلى 9.029 مليون برميل يومياً مقارنة مع 9.059 مليون برميل يومياً في بيانات صادرة في سبتمبر.

ونفذ تحالف «أوبك بلس»، الذي يضم «أوبك» وحلفاء منهم روسيا، سلسلة من التخفيضات الكبيرة للإنتاج منذ أواخر عام 2022 لدعم سوق النفط المتقلبة، إذ تم الاتفاق بشأن حصص إنتاج الدول الأعضاء. وقالت «أوبك» في سبتمبر إن هناك بلدانا تجاوزت حصص الإنتاج المتفق عليها، من بينها روسيا وكازاخستان والعراق. وتعهدت روسيا بتعويض الزيادة في الإنتاج منذ أبريل (نيسان) من خلال تخفيضات للإنتاج في أكتوبر (تشرين الأول)، ونوفمبر (تشرين الثاني) هذا العام، وفي الفترة من مارس (آذار) حتى سبتمبر من العام المقبل.


مقالات ذات صلة

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

قال أمين عام «أوبك» إن النفط والغاز الطبيعي «هبة من الله»، وإن محادثات الحد من الاحتباس الحراري يجب أن تركز على خفض الانبعاثات وليس اختيار مصادر الطاقة.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» يتحدث خلال مؤتمر «كوب 29»... (رويترز)

الأمين العام لـ«أوبك» في «كوب 29»: النفط هدية من الله

قال الأمين العام لمنظمة «أوبك»، هيثم الغيص، الأربعاء، خلال مؤتمر المناخ «كوب 29» في باكو، إن النفط الخام والغاز الطبيعي هما «هدية من الله».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد الطيور تحلِّق بالقرب من مصفاة «فيليبس 66» في لوس أنجليس (أ.ف.ب)

النفط يستقر وسط مؤشرات على نمو واردات الصين من الخام

استقرت أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي يوم الأربعاء، مع ازدياد المخاوف من أن يؤدي تصاعد الأعمال العدائية في حرب أوكرانيا إلى عرقلة إمدادات النفط.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
TT

ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)

أعرب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، ومرشح حزب «الخضر» لمنصب المستشار، عن اعتقاده بأن ألمانيا والاتحاد الأوروبي على استعداد جيد للتعامل مع رئاسة دونالد ترمب الجديدة، لكنه حذر ترمب من أن الرسوم الجمركية سلاح ذو حدين، وسيضر الاقتصاد الكلي.

وقال هابيك، نائب المستشار الألماني، وفق «وكالة الأنباء الألمانية»: «أقول إنه يتعين علي وأريد أن أواصل العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة. لكن إذا تصرفت الإدارة الأميركية الجديدة بطريقة قاسية، فسنرد بشكل جماعي وبثقة بوصفنا اتحاداً أوروبياً».

يذكر أن الاتحاد الأوروبي مسؤول عن السياسة التجارية للدول الأعضاء به والبالغ عددها 27 دولة.

وهدد الرئيس الأميركي المنتخب ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع البضائع الصينية وما يتراوح بين 10 في المائة و20 في المائة على الواردات من دول أخرى، ومن بينها الاتحاد الأوروبي، والتي ستشمل السيارات الألمانية الصنع، وهي صناعة رئيسية.

وقال هابيك إنه سيتم التوضيح للولايات المتحدة، من خلال الحوار البناء مع الاتحاد الأوروبي، أن العلاقات التجارية الجيدة تعود بالنفع على الجانبين، إلا أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إظهار قوتهما.

وأضاف هابيك: «ردي على ترمب ليس بالخضوع، ولكن بالثقة بقوتنا. ألمانيا قوية وأوروبا قوية».

كانت دراسة أجرتها شركة «بي دبليو سي» لمراجعة الحسابات، قد أظهرت أن اختيار دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، يُشكل تحدياً لصناعة الشحن الألمانية.

وكشفت الدراسة عن أن 78 في المائة من ممثلي الصناعة يتوقعون تداعيات سلبية من رئاسة ترمب، بينما يتوقع 4 في المائة فقط نتائج إيجابية. واشتمل الاستطلاع على ردود من 124 من صنّاع القرارات في قطاع الشحن.

وتمحورت المخاوف حول احتمالية زيادة الحواجز التجارية، وتراجع حجم النقل تحت قيادة ترمب.

كما ألقت الدراسة الضوء على الأزمة الجارية في البحر الأحمر، حيث تهاجم جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران السفن التجارية بطائرات مسيّرة وصواريخ.

وبدأت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية، والمرتبطة بإسرائيل، أو تلك المتوجهة إليها، وذلك نصرة للشعب الفلسطيني في غزة.

وتجنبت عدة شركات شحن قد شملها الاستطلاع، البحر الأحمر خلال فترة الاستطلاع الذي أجري من مايو (أيار) إلى يونيو (حزيران)، فيما لا تزال ثلاث شركات من أصل 72 شركة تبحر عبر المسار بشكل نموذجي، تعمل في المنطقة.

ووفقاً للدراسة، فإن 81 في المائة من الشركات لديها اعتقاد بأن الأسعار سوف تواجه ضغوطاً هبوطية في حال كانت مسارات النقل في البحر الأحمر تعمل بشكل سلس.