اليابان تعلق مشاركة «نومورا» في مزايدات السندات الحكومية

«نيكي» لأعلى مستوى في أسبوعين رغم حذر موسم الأرباح

شاشة إلكترونية تعرض تحركات الأسهم على مؤشر نيكي في أحد مراكز التداول بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
شاشة إلكترونية تعرض تحركات الأسهم على مؤشر نيكي في أحد مراكز التداول بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
TT

اليابان تعلق مشاركة «نومورا» في مزايدات السندات الحكومية

شاشة إلكترونية تعرض تحركات الأسهم على مؤشر نيكي في أحد مراكز التداول بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
شاشة إلكترونية تعرض تحركات الأسهم على مؤشر نيكي في أحد مراكز التداول بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

قالت وزارة المالية اليابانية يوم الجمعة إنها ستعلق وضع «شركة نومورا للأوراق المالية» كمتعامل رئيسي في سندات الحكومة لمدة شهر اعتبارا من يوم الثلاثاء، بعد مزاعم بالتلاعب في سوق العقود الآجلة للسندات الحكومية.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن أوصت هيئة الرقابة على الأوراق المالية في اليابان الشهر الماضي بفرض غرامات على «نومورا»، أكبر شركة وساطة في البلاد، بسبب سلسلة من المعاملات المشتقة التي قالت الهيئة التنظيمية إنها تمت من قبل متعامل في «نومورا» لحث آخرين على تداول عقود آجلة للسندات الحكومية.

وقالت «نومورا للأوراق المالية» وشركتها الأم «نومورا هولدينغز» في بيان مشترك إنهما تأخذان الأمر على محمل الجد، وتعتذران للعملاء والأطراف المعنية الأخرى عن المشاكل. وقالت شركة نومورا إنها ستصدر إعلاناً إذا كان للتعليق تأثير على نتائجها المالية المجمعة.

وأغلقت أسهم «نومورا القابضة» منخفضة بنسبة 0.4 في المائة يوم الجمعة، مقابل مكسب بنسبة 0.6 في المائة في متوسط ​​أسهم نيكي القياسي.

وسيتم منع وحدة الأوراق المالية لشركة «نومورا» القابضة، من المشاركة في المزادات غير التنافسية التي تسمح للتجار الأساسيين بشراء سندات الحكومة اليابانية الصادرة حديثاً بأسعار مواتية.

ويُطلب من التجار الأساسيين شراء كميات معينة من سندات الحكومة اليابانية التي تبيعها وزارة المالية في هذه المزادات. ويأتي الالتزام مع ميزة القدرة على تبادل الآراء مباشرة مع الوزارة في اجتماعات التجار الأساسيين.

وفي عام 2019، تم تعليق وضع «سيتي غروب» كموزع أساسي لسندات الحكومة اليابانية لمدة شهر واحد بعد أن وجدت هيئة الرقابة المالية في البلاد أوجه قصور في تداول سيتي للمشتقات.

كما تم تعليق وضع التاجر الرئيسي لشركة «ميتسوبيشي يو إف جيه مورغان ستانلي» للأوراق المالية في عام 2018 لمدة شهر، بعد اكتشاف قيام أحد الموظفين بالتلاعب بأسعار تداول العقود الآجلة للسندات اليابانية.

وفي الأسواق، ارتفع المؤشر نيكي الياباني يوم الجمعة إلى أعلى مستوى إغلاق في أسبوعين مدفوعا بأداء قوي لشركة «فاست ريتيلينغ» ذات الثقل على المؤشر، رغم توخي المستثمرين الحذر مع بدء موسم الأرباح.

وارتفع المؤشر نيكي 0.6 في المائة إلى 39605.80 نقطة، فيما صعد 2.5 في المائة خلال الأسبوع. وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.2 في المائة إلى 2706.2 نقطة.

وارتفعت أسهم «فاست ريتيلينغ» 6.1 في المائة، لتحقق الربح الأكبر بالنسبة المئوية، بعد أن قالت الشركة المالكة لعلامة الملابس «يونيكلو» يوم الخميس إنها حققت أرباحا قياسية للعام الثالث على التوالي. وساهم ارتفاع سهم «فاست ريتيلينغ»، الأثقل وزنا على المؤشر المكون من 225 سهما، في الحفاظ على مكاسب نيكي رغم تراجع 160 سهما.

ويواجه «نيكي» صعوبات في الاقتراب من مستوى 40 ألف نقطة مع ترقب المستثمرين لسلسلة من نتائج أرباح الشركات يوم الجمعة ويوم الثلاثاء وتوخيهم الحذر قبل عطلة عامة يوم الاثنين.

وقال ماساهيرو إيتشيكاوا، كبير محللي السوق في شركة «سوميتومو ميتسوي دي إس» لإدارة الأصول: «من الصعب الشراء قبل إعلان الأرباح». وأضاف: «يبدو أن المستثمرين يريدون فهم اتجاهات أرباح الشركات قبل اتخاذ أي خطوات».

ومن جهة أخرى، انخفضت عائدات السندات الحكومية اليابانية يوم الجمعة، مقتفية أثر عائدات سندات الخزانة الأميركية، ومتراجعة عن أعلى مستوياتها في عدة أسابيع والتي سجلتها في الجلسة السابقة.

وأظهرت البيانات الصادرة يوم الخميس زيادة في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأميركية وأصغر قفزة سنوية في التضخم منذ فبراير (شباط) 2021، ما يشير إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي في طريقه لخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل.

وكانت عائدات سندات الخزانة الأميركية مختلطة بين عشية وضحاها بعد البيانات، لكنها اتجهت نحو الانخفاض خلال ساعات التداول الآسيوية.

وانخفض عائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطة أساس واحدة ليستقر عند 0.945 في المائة، منخفضاً عن أعلى مستوى في خمسة أسابيع يوم الخميس عند 0.955 في المائة.

ولامست عائدات السندات الحكومية اليابانية أعلى مستوياتها منذ أوائل أغسطس (آب) هذا الأسبوع، مقتفية أثر نظيراتها الأميركية، حيث تحولت الرهانات نحو وتيرة أكثر تدريجية لخفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي بعد تقرير الوظائف الضخم يوم الجمعة الماضي.

ومن المرجح أن يساعد تحسن الظروف الاقتصادية في اليابان وتراجع مخاوف الركود في الولايات المتحدة في إعادة النظر في احتمالات رفع أسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول) أو يناير (كانون الثاني)، حتى مع تعقيد الحكومة الجديدة للبلاد للسياسة النقدية.

وقال محللون في «باركليز» في مذكرة: «نعتقد أن العائدات ستكون في نهاية المطاف عرضة لضغوط صعودية قوية، وخاصة في القطاعات القصيرة/المتوسطة الأجل، مع إحياء توقعات رفع أسعار الفائدة من جانب بنك اليابان». وأضافوا أن المزيد من الارتفاع في العائدات قد يكون محدودا في الوقت الحالي، وذلك بسبب عدم اليقين قبل الانتخابات العامة المحلية المقرر إجراؤها في 27 أكتوبر (تشرين الأول).


مقالات ذات صلة

«مخاوف الإمدادات» تحافظ للنفط على مكاسب أسبوعية

الاقتصاد قوات الإنقاذ الألمانية تحاول إطفاء حريق شبّ في ناقلة نفطية ببحر البلطيق (أ.ف.ب)

«مخاوف الإمدادات» تحافظ للنفط على مكاسب أسبوعية

تراجعت أسعار النفط، الجمعة، لكنها كانت لا تزال في طريقها نحو تحقيق ثاني مكاسب أسبوعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «تيك توك» على مقرها في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)

«تيك توك» تسرح مئات الموظفين مع التحول للذكاء الاصطناعي

قالت شركة «تيك توك» للتواصل الاجتماعي يوم الجمعة إنها تستغني عن مئات الموظفين حيث تحول التركيز نحو استخدام أكبر للذكاء الاصطناعي في تعديل المحتوى

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد إحدى مناطق «موسم الرياض 2023» (المركز الإعلامي للموسم)

ترقُّب لانطلاق أهم المواسم الترفيهية الجاذبة لملايين الزوار إلى السعودية

يترقّب الكثير من الزوار المحليين والدوليين انطلاق «موسم الرياض» في نسخته الخامسة، السبت، بمناطق جديدة وفعاليات وحفلات إضافية كبرى، على مساحة 7.2 مليون متر مربع.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد سيارات «تسلا - موديل 3» منتجة في الصين خلال عرض أثناء تسليمها في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)

بروكسل تطالب بكين بـ«تعديل سلوكها» لتسوية الخلافات التجارية

حض رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، يوم الجمعة، الصين على «تعديل سلوكها» لتسوية الخلافات التجارية بين بروكسل وبكين، بعد سلسلة من التدابير الجمركية المتبادلة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد شعار بنك كوريا على سطح مبناه في سيول (رويترز)

«بنك كوريا» يخفض الفائدة للمرة الأولى منذ 4 سنوات

خفض البنك المركزي في كوريا الجنوبية، الجمعة، سعر الفائدة الرئيسي للمرة الأولى منذ أكثر من 4 سنوات.

«الشرق الأوسط» (سيول)

حاكم المركزي اللبناني يؤكد الأولويات لـ«الشرق الأوسط»: تعزيز الاستقرار النقدي

حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري (أ.ب)
حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري (أ.ب)
TT

حاكم المركزي اللبناني يؤكد الأولويات لـ«الشرق الأوسط»: تعزيز الاستقرار النقدي

حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري (أ.ب)
حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري (أ.ب)

تعكف حاكمية مصرف لبنان المركزي على اتخاذ المزيد من القرارات والإجراءات الطارئة بهدف تمتين حصانة القطاع المالي وديمومة العمليات المصرفية، بمواجهة التداعيات الناشئة والمحتملة لاحتدام العمليات الحربية، وبما يشمل حفظ الاستقرار النقدي وضخ السيولة وضمان حركة التحويلات عبر الحدود.

وأكد حاكم البنك المركزي (بالإنابة) الدكتور وسيم منصوري، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، الحرص الشديد على صدارة هذه الأولويات ضمن الإمكانات المتاحة في ظل الظروف الاستثنائية السائدة، لا سيما ما يخص توسيع مروحة المستفيدين من التعاميم الخاصة بصرف المستحقات النقدية للمودعين في البنوك، إلى جانب الاهتمام بانسياب صرف المخصصات الشهرية لمئات الآلاف من الموظفين والعاملين في القطاع العام.

وبالتوازي، يولي البنك المركزي، حسب منصوري، الأهمية عينها لاستمرار المعاملات المصرفية ضمن سياقها المعتاد عبر معالجة فورية لأي مشكلات مهنية طارئة، سعياً إلى تمكين الأفراد من الحصول على السيولة النقدية من جهة، ومعاونة البنوك في حل أي صعوبات مستجدة أو محتملة على خطوط التحويلات وفتح الاعتمادات المستندية وشحن الأموال، لا سيما ما يخص سداد فواتير المستوردات لمواد أساسية كالغذاء والدواء والمحروقات.

وقد توافق الحاكم مع مجلس إدارة جمعية المصارف على ضرورة متابعة تقديم الخدمات المصرفية للمواطنين في المناطق المعرضة أمنياً بأفضل الطرق المتاحة، كما تم الاتفاق على استمرار التعاون الكامل بين الطرفين بهدف تأمين أكبر قدر ممكن من الخدمات للمواطنين.

وفي سياق لا يقل أهمية وحساسية، رصد مسؤول مصرفي معني، تحركات منسّقة بين السلطة النقدية من جهة، والمصارف وشركات الصرافة من جهة مقابلة، تهدف إلى التصدّي التشاركي لمحاولات «خبيثة» للنيل من ثبات الاستقرار، عبر الانتعاش المفاجئ لأنشطة تطبيقات إلكترونية تعمل من خارج البلد، ونشر أسعار أعلى، ولو جزئياً في المرحلة الأولى، بهدف استعادة أجواء المضاربات على العملة الوطنية.

ويجري العمل، حسب المسؤول المصرفي، على إنشاء منصة محلية تلتزم الشفافية المطلقة لعرض السعر الحقيقي لتداولات الدولار في أسواق القطع ولدى الصرافين، الذي لم يتأثر ثباته مطلقاً عند مستوى السعر الرسمي البالغ 89.5 ألف ليرة للدولار الواحد، مما يؤول إلى تبديد هذه الشائعات، وريثما يتم الكشف عن مشغلّي هذه التطبيقات وأغراضهم.

وفي الأساس المبني على وقائع رقمية داعمة لثبات الاستقرار، يشير المسؤول المصرفي إلى أن التحكم الصارم من قبل البنك المركزي بتدفقات السيولة بالليرة، يشكل ضمانة موضوعية لحماية الاستقرار النقدي الساري. إذ لا يتعدى حجم الكتلة النقدية بالعملة الوطنية في الأسواق حدود 53 تريليون ليرة، حالياً، أي ما يوازي 600 مليون دولار تمثل فقط نحو 5.5 في المائة من مجموع احتياطي العملات الصعبة الذي تجاوز مستوى 10.7 مليار دولار، من خلال الزيادات المتواصلة شهرياً بمجموع بلغ نحو 2.1 مليار دولار بعد تسلم منصوري موقع الحاكم قبل سنة ونيف.

وضمن التدابير المستجدة، أبلغ المجلس المركزي الجهاز المصرفي بقراره تعديل التعميم الاساسي الرقم 166، والمتضمن شمول فئة المودعين كافة الذين قاموا بتحويلات من الليرة إلى الدولار بعد انفجار الأزمات في خريف عام 2019، من الحصول على حصة شهرية تبلغ 150 دولاراً أميركياً.

كذلك، عدّل المجلس المركزي التعميم الأساسي الرقم 147، بحيث فرض على المصارف قبول إعادة الشيكات الصادرة عنها وغير المستعملة إلى كل الحسابات مما يفسح المجال للمودعين بإعادة قيد أموالهم في حساباتهم، وبالتالي الاستفادة من تعاميم مصرف لبنان التي تنطبق على الحساب.

وتعكس سياسة مصرف لبنان الرامية إلى توسيع مروحة المستفيدين من تعاميمه، ارتياحاً ظاهراً في أوساط المودعين الذين حصلوا خلال الشهر الحالي على حصتين إضافيتين تكفل البنك المركزي بضخهما من احتياطياته، بحيث حصل المستفيدون من التعميم رقم 158 على 1200 دولار أو 900 دولار نقداً، وفقاً لتصنيفات طلبات الانضمام، بينما حصل المستفيدون من التعميم رقم 166 من مبلغ 450 دولاراً.

ووفق التقديرات، فإن الضخ الاستثنائي للسيولة الذي قاربت مبالغه نحو 150 مليون دولار، ساهم بفاعلية مشهودة في تلبية جزء من الاحتياجات الطارئة للمودعين في ظل احتدام الحرب، لا سيما بينهم الذين اضطروا للنزوح من مساكنهم في المناطق الأكثر استهدافاً بعمليات القصف، وحيث تشير التقديرات الرسمية إلى ارتفاعات قياسية وغير مسبوقة في أعداد النازحين وصولاً إلى نحو 1.4 مليون مهجّر من مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية للعاصمة والبقاع، وبمستويات أدنى في مناطق لبنانية أخرى.