الصين تشكو تركيا أمام «منظمة التجارة» بسبب السيارات الكهربائية

رغم محادثات ثنائية للتصنيع

رجل يتحدث في الهاتف لدى مروره أمام مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف (أ.ف.ب)
رجل يتحدث في الهاتف لدى مروره أمام مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف (أ.ف.ب)
TT

الصين تشكو تركيا أمام «منظمة التجارة» بسبب السيارات الكهربائية

رجل يتحدث في الهاتف لدى مروره أمام مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف (أ.ف.ب)
رجل يتحدث في الهاتف لدى مروره أمام مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف (أ.ف.ب)

قالت وزارة الخارجية الصينية في بيان يوم الثلاثاء، إن الصين اتخذت الخطوة الأولى في بدء نزاع تجاري مع تركيا في منظمة التجارة العالمية بشأن التعريفات الجمركية على واردات السيارات الكهربائية.

وقال البيان إن «الإجراء التمييزي الذي اتخذته تركيا يتعارض مع قواعد منظمة التجارة العالمية، وهو إجراء حمائي بطبيعته. ونحث تركيا على اتباع قواعد منظمة التجارة العالمية وتصحيح إجراءاتها على الفور».

ويعد «طلب التشاور» الذي قدمته الصين إلى منظمة التجارة العالمية أول خطوة رسمية في نزاع تجاري، وفي بعض الأحيان يتم حل الخلافات في هذه المرحلة.

وفي إطار دعمها للمنتج المحلي، أعلنت تركيا مؤخراً أنها ستفرض شروطاً صارمة على استيراد المركبات الهجينة التجارية والمركبات الكهربائية من بعض البلدان، بما في ذلك الصين. وتم الإعلان عن القرار في أواخر سبتمبر (أيلول) في الجريدة الرسمية للبلاد، وسيدخل حيز التنفيذ في غضون 30 يوماً، ويتبع قراراً في يونيو (حزيران) للحد من واردات المركبات الكهربائية.

وواجهت الصين انتقادات واسعة النطاق بشأن صادراتها من المركبات، والتي تزعم كثير من البلدان أنها مدعومة بشدة من قبل بكين. ووافق الاتحاد الأوروبي في خطوة منقسمة على نطاق واسع يوم الجمعة الماضي على فرض تعريفات جمركية على المركبات الكهربائية المصنعة في الصين، على الرغم من أنه من المتوقع أن تستمر المحادثات بين الطرفين لإيجاد حل.

ويقول المحللون إن أنقرة تسعى إلى زيادة الضغط على شركات صناعة السيارات الصينية التي تجري معها محادثات بشأن الاستثمار في الإنتاج في تركيا.

التصعيد الصيني التركي يأتي رغم إعلان مسؤول تركي مطلع الشهر الحالي إن تركيا في المراحل النهائية من المحادثات بشأن استثمار محتمل من جانب شركة صناعة السيارات الصينية «شيري»، حيث تسعى أنقرة إلى تعميق علاقاتها مع شركات صناعة السيارات الصينية بعد التوصل إلى اتفاق استثماري مع شركة «بي واي دي» الصينية في وقت سابق من هذا العام.

ولم يحدد المسؤول التركي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، الاستثمار الذي تناقشه «شيري» وأنقرة أو ما إذا كان هناك جدول زمني للتوصل إلى اتفاق نهائي.

وفي يوليو (تموز) قالت أنقرة إن شركة صناعة السيارات الكهربائية الصينية «بي واي دي» وافقت على بناء مصنع إنتاج بقيمة مليار دولار في تركيا بطاقة سنوية تبلغ 150 ألف سيارة.

وقالت الرئاسة التركية الأسبوع الماضي إن الرئيس رجب طيب إردوغان التقى رئيس شركة «شيري» الدولية جيبينغ تشانغ على هامش حدث استثماري في إسطنبول. وحضر وزير الصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاشير المحادثات أيضا. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من «شيري».

وتوفر تركيا تخصيص الأراضي، وإعفاءات ضريبية واسعة النطاق، ودعماً متنوعاً لاستثمارات مصانع السيارات الهجينة والكهربائية الجديدة. ويتطلب برنامج دعم الاستثمار إنتاج 150 ألف وحدة على الأقل سنوياً، كما يسمح للمستثمر ببيع عدد محدد من السيارات في السوق المحلية معفاة من التعريفات الجمركية.

ووفقاً لبيانات من جمعيات مصنعي السيارات، فإن تركيا، موطن مرافق التصنيع التابعة لـ«فورد» و«ستيلانتس» و«رينو» و«تويوتا» و«هيونداي»، يمكنها إنتاج ما يصل إلى مليوني مركبة سنوياً، مع تخصيص ثلث الطاقة للمركبات التجارية.

وتسعى حكومة تركيا إلى جذب الشركات المصنعة الصينية لتوسيع قاعدتها التصنيعية وتسريع انتقال صناعة السيارات إلى السيارات الكهربائية.


مقالات ذات صلة

التجارة العالمية للسلع تتعافى تدريجياً رغم استمرار المخاطر

الاقتصاد سفينة حاويات صينية في ميناء هامبورغ الألماني (رويترز)

التجارة العالمية للسلع تتعافى تدريجياً رغم استمرار المخاطر

توقع خبراء اقتصاديون بمنظمة التجارة العالمية، في توقعات محدثة، أن تسجل تجارة السلع العالمية زيادة بنسبة 2.7 في المائة خلال عام 2024.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
آسيا الرئيس البيلاروسي ونظيره الصيني (يمين ويسار الصورة من الخلف) (رويترز)

شي وبوتين يدعوان في أستانا إلى عالم «متعدّد الأقطاب»

تدخل قمة أستانا في إطار تحرّكات دبلوماسية مستمرّة في آسيا الوسطى، التي يجتمع قادة دولها بانتظام مع بوتين وشي.

«الشرق الأوسط» (استانا (كازاخستان))
الاقتصاد تخوف عالمي من انعكاس الأحداث الجيوسياسية الأخيرة في المنطقة على منظومة سلاسل الإمداد العالمية (الشرق الأوسط)

التوترات الجيوسياسية تضغط على سلاسل الإمداد العالمية

زيادة المخاوف إزاء التداعيات العالمية للتصعيد الإيراني - الإسرائيلي عالمياً بدأت تطرح تساؤلات حول مدى انعكاس هذا التطور على التجارة العالمية وسلاسل الإمداد

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد شعار منظمة التجارة العالمية في جنيف (إ.ب.أ)

منظمة: التجارة العالمية ستتعافى باطراد بعد تراجع نادر في 2023

توقعت منظمة التجارة العالمية أن تتعافى تجارة السلع العالمية هذا العام، لكن بشكل أبطأ مما كان متوقعاً في السابق، بعد تراجعها في 2023 للمرة الثالثة في 30 عاما.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الاقتصاد سيارات صينية معدّة للتصدير في ميناء ليانيونقانغ شرق البلاد (أ.ف.ب)

شكوى صينية أمام «التجارة العالمية» ضد خطط أميركية للسيارات الكهربائية

قدمت الصين شكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء، بشأن ما تقول إنها متطلبات تمييزية لدعم السيارات الكهربائية.

«الشرق الأوسط» (بكين)

حزمة التحفيز الصينية تفشل في دعم أسعار النفط

مضخة نفطية في حقل بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخة نفطية في حقل بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

حزمة التحفيز الصينية تفشل في دعم أسعار النفط

مضخة نفطية في حقل بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخة نفطية في حقل بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

تراجعت أسعار النفط، الاثنين، في بداية تعاملات الأسبوع، بعد أن خيبت خطة التحفيز الصينية آمال المستثمرين الساعين إلى نمو الطلب على الوقود في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم ومع ارتفاع الدولار الأميركي.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.10 دولار أو 1.5 في المائة إلى 72.77 دولار للبرميل بحلول الساعة 11:01 بتوقيت غرينتش، بينما بلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 69.17 دولار للبرميل بانخفاض 1.21 دولار أو 1.7 في المائة. وانخفض كلا الخامين القياسيين بأكثر من 2 في المائة، يوم الجمعة.

وارتفع الدولار 0.40 في المائة، مع استعداد التجار لبيانات رئيسية عن تضخم أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، فضلاً عن محضر مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بمن في ذلك رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، يوم الخميس.

ويؤدي ارتفاع الدولار إلى جعل السلع المقومة به مثل النفط أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، ويميل إلى التأثير في الأسعار.

وفي الصين، ارتفعت أسعار المستهلك بأبطأ وتيرة في 4 أشهر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بينما تعمق انكماش أسعار المنتجين، وفق ما أظهرته البيانات، يوم السبت، حتى مع مضاعفة بكين التحفيز لدعم الاقتصاد المتعثر.

وقال أكيلياس جورجولوبولوس، محلل السوق لدى شركة «إكس إم» للسمسرة وفق «رويترز»: «كانت أرقام التضخم الصينية ضعيفة مرة أخرى، مع خوف السوق من الانكماش، خصوصاً مع انخفاض التغير السنوي في مؤشر أسعار المنتجين إلى منطقة سلبية... لا يزال الزخم الاقتصادي الصيني سلبياً».

ويرى تاماس فارغا، المحلل لدى شركة «بي في إم» للسمسرة النفطية، أن أحدث تدابير الدعم لن تعيد إحياء نمو الطلب على النفط في الصين أو واردات النفط الخام. وقال فارغا: «بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، الأسبوع الماضي، بدأ الاهتمام ينجرف ببطء إلى الأشياء الأساسية».

كما تراجعت أسعار النفط بعد أن هدأت المخاوف بشأن الاضطرابات المحتملة في الإمدادات بسبب العاصفة رافائيل في خليج المكسيك بالولايات المتحدة.

ووفقاً للهيئة التنظيمية للطاقة البحرية، ظل أكثر من ربع نفط خليج المكسيك الأميركي و16 في المائة من إنتاج الغاز الطبيعي معطلاً، يوم الأحد.

وبالنظر إلى المستقبل، كانت هناك أيضاً مخاوف من أن يرتفع إنتاج النفط والغاز الأميركي في ظل إدارة ترمب الجديدة على الرغم من أن المحللين يقولون إن توقعات الإنتاج لعام 2025 من غير المرجح أن تتغير.

ويقول تيم إيفانز من «إيفانز إنرجي» في مذكرة: «نعتقد أن المنتجين قد يفكرون مرتين في تعزيز إمدادات الولايات المتحدة في عصر وضعت فيه (أوبك بلس) بالفعل خططاً لرفع أهداف الإنتاج تدريجياً على مدار عام 2025».

وألقى وعد ترمب الانتخابي بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات لتعزيز الاقتصاد الأميركي بظلاله على آفاق الاقتصاد العالمي، رغم أن التوقعات بإمكانية تشديد العقوبات على إيران وفنزويلا عضوي «أوبك»، وخفض إمدادات النفط، تَسَبَّبَا جزئياً في ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 1 في المائة، الأسبوع الماضي.