بعد ارتفاع حاد... تراجع النفط مع تقليص المستثمرين رهاناتهم على مخاطر الحرب

وسط تخفيف المخاوف بشأن احتمال تعطل الإمدادات

عامل يقف أمام مصفاة النفط «روسنفت» في توابسي على ساحل البحر الأسود الروسي (رويترز)
عامل يقف أمام مصفاة النفط «روسنفت» في توابسي على ساحل البحر الأسود الروسي (رويترز)
TT

بعد ارتفاع حاد... تراجع النفط مع تقليص المستثمرين رهاناتهم على مخاطر الحرب

عامل يقف أمام مصفاة النفط «روسنفت» في توابسي على ساحل البحر الأسود الروسي (رويترز)
عامل يقف أمام مصفاة النفط «روسنفت» في توابسي على ساحل البحر الأسود الروسي (رويترز)

هبطت أسعار النفط أكثر من دولار يوم الثلاثاء، مع قيام المتعاملين بجني الأرباح من ارتفاع في الجلسة السابقة رفع السوق إلى أعلى مستوى لها في أكثر من شهر، وسط مخاوف من أن الشرق الأوسط قد يكون على شفا حرب في المنطقة.

وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 1.17 دولار أو 1.5 في المائة، إلى 79.76 دولار للبرميل، عند نحو الساعة 04:20 بتوقيت غرينيتش.

وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.19 دولار أو 1.6 في المائة، إلى 75.95 دولار للبرميل.

وارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام بأكثر من 3 في المائة يوم الاثنين، إلى أعلى مستوياتها منذ أواخر أغسطس (آب)، لتضاف إلى ارتفاع الأسبوع الماضي بنسبة 8 في المائة، وهو أكبر مكسب أسبوعي في أكثر من عام، وسط مخاوف من أن يؤدي تصعيد الأعمال العدائية إلى تعطيل إمدادات النفط من الشرق الأوسط. وقد اشتد القتال في الشرق الأوسط بعد أن أطلق «حزب الله» صواريخ على ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، حيفا، وبدت إسرائيل مستعدة لتوسيع هجومها على لبنان، بعد عام من هجوم «حماس» على إسرائيل الذي أشعل شرارة حرب إسرائيل المستمرة في غزة.

وقال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق في «آي جي»: «التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط مستمرة، ولكن كان هناك بعض التقليص في التعرض مؤخراً بسبب بعض التوقعات بأن أي تعطيل لإمدادات الطاقة قد يكون أكثر اعتدالاً. بالطبع، لا يزال هناك مزيد من الوضوح في انتظار كيفية رد إسرائيل على إيران، وقد نتوقع أن تظل الأسعار مدعومة وسط تسعير المخاطر الجيوسياسية».

وبدأت أسعار النفط في الارتفاع بعد أن أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ على إسرائيل في 1 أكتوبر (تشرين الأول). وتعهدت إسرائيل بالرد وهي تدرس خياراتها، مع اعتبار منشآت النفط الإيرانية هدفاً محتملاً. ومع ذلك، يقول بعض المحللين إن الهجوم على البنية التحتية النفطية الإيرانية غير مرجح، محذرين من أن أسعار النفط قد تواجه ضغوطاً هبوطية كبيرة إذا ركزت إسرائيل على أي هدف آخر. وحتى إذا استهدف الهجوم منشآت النفط الإيرانية، فهناك 7 ملايين برميل يومياً من الطاقة الاحتياطية للإمدادات داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط لتعويض خسارة إنتاجها النفطي، كما أشار محللو بنك «جي إن زد» يوم الجمعة.

وقالت بريانكا ساشديفا المحللة في «فيليب نوفا»، إن التطورات في الشرق الأوسط لن تفعل الكثير لتغيير توقعات الطلب على النفط، والتي لا تزال تبدو قاتمة، مضيفة أن السوق تنتظر بيانات التضخم الأميركية يوم الخميس لمعرفة وجهة نظر أكبر اقتصاد في العالم.

وفي حين كان المستثمرون قلقين بشأن تباطؤ النمو الذي يضعف الطلب على الوقود في الصين، قالت لجنة التنمية والإصلاح الوطنية في البلاد يوم الثلاثاء، إنها واثقة تماماً من تحقيق أهدافها الاقتصادية للعام بأكمله. وفي الولايات المتحدة، اشتدت قوة الإعصار «ميلتون» إلى عاصفة من الفئة الخامسة في طريقه إلى فلوريدا، بعد أن أجبر منصة نفط وغاز واحدة على الأقل في خليج المكسيك بالولايات المتحدة على الإغلاق يوم الاثنين. وسيترقب المتعاملون أيضاً أحدث بيانات مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، حيث يتوقع المحللون ارتفاع المخزونات بمقدار 1.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 4 أكتوبر، وفقاً لاستطلاع أولي أجرته «رويترز».

ومن المقرر أن ينشر معهد البترول الأميركي إحصاءه للمخزونات الأميركية في الساعة 20:30 بتوقيت غرينيتش يوم الثلاثاء، يليه الإحصاء الرسمي من إدارة معلومات الطاقة في الساعة 14:30 بتوقيت غرينيتش يوم الأربعاء.


مقالات ذات صلة

«برنت» يقترب من 80 دولاراً وسط مخاوف من توسع الصراع بالشرق الأوسط

الاقتصاد شعلة غاز على منصة إنتاج النفط بجوار العلم الإيراني (أرشيفية - رويترز)

«برنت» يقترب من 80 دولاراً وسط مخاوف من توسع الصراع بالشرق الأوسط

قفزت أسعار النفط، يوم الاثنين، فوق أعلى مستوى لها الأسبوع الماضي وسط مخاوف متزايدة من تصعيد الصراع في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «شل» خلال معرض ومؤتمر الطيران التجاري الأوروبي في جنيف (رويترز)

هوامش التكرير لشركة «شل» في الربع الثالث تنخفض بشكل حاد

قالت شركة «شل» يوم الاثنين إن هوامش أرباح التكرير تراجعت بنحو 30 في المائة في الربع الثالث مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة مع تراجع الطلب العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مصفاة لتكرير النفط في فادينار بولاية غوجارات الغربية بالهند (رويترز)

وزير النفط الهندي يحذر من تأثر الإمدادات العالمية بسبب الوضع في الشرق الأوسط

قال وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري الاثنين إن توفر الطاقة قد يتضرر إذا ساء الوضع في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أعلام النرويج ترفرف فوق مبنى في أوسلو (رويترز)

النرويج تعزّز إنفاق صندوق الثروة السيادية مع اقتراب الانتخابات

قالت حكومة الأقلية في النرويج، الاثنين، إنها تخطط لزيادة الإنفاق في عام 2025 من صندوق الثروة السيادية البالغ 1.8 تريليون دولار لدفع الإنفاق العام.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
الاقتصاد شعار شركة «بريتش بتروليوم» بمحطة بنزين في بينكوف ببولندا (رويترز)

«بي بي» تتخلى عن هدف خفض إنتاجها من النفط بحلول 2030

قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن شركة «بي بي» تخلت عن هدف خفض إنتاجها من النفط والغاز بحلول عام 2030، في وقت قلّص رئيسها التنفيذي استراتيجية التحول بمجال الطاقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

​السعودية تستقطب 40 شركة فرنسية ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي

من حضور قمة «أرتيفاكت» للبيانات والذكاء الاصطناعي 2024 (الشرق الأوسط)
من حضور قمة «أرتيفاكت» للبيانات والذكاء الاصطناعي 2024 (الشرق الأوسط)
TT

​السعودية تستقطب 40 شركة فرنسية ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي

من حضور قمة «أرتيفاكت» للبيانات والذكاء الاصطناعي 2024 (الشرق الأوسط)
من حضور قمة «أرتيفاكت» للبيانات والذكاء الاصطناعي 2024 (الشرق الأوسط)

استقطبت السعودية 40 شركة فرنسية ناشئة متخصصة في الذكاء الاصطناعي، من خلال برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية (ندلب)، وفق مدير الاستثمار في الوكالة العالمية الفرنسية رشيد بولاوين.

وجاء كلام بولاوين خلال قمة الذكاء الاصطناعي التي نظمتها شركة «أرتيفاكت» العالمية التي تعمل في مجال البيانات والاستشارات الرقمية في العاصمة السعودية الرياض الثلاثاء.

وتعمل السعودية على أن يسهم الذكاء الاصطناعي في أكثر من 135.2 مليار دولار في اقتصادها بحلول 2030، أي ما يعادل 12.4 المائة من الناتج المحلي الإجمالي؛ وفق بيانات «أرتيفاكت».

إحدى جلسات قمة «أرتيفاكت» للبيانات والذكاء الاصطناعي 2024 (الشرق الأوسط)

وفي هذا الإطار، ذكر بولاوين أن هناك تعاوناً كبيراً بين السعودية وفرنسا لدعم هذه الخطط، تشمل تطوير المواهب، وخلق نظام بيئي يساعد الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي على النمو والابتكار. وقال إن فرنسا تتبنى استراتيجية لدعم الشركات الناشئة في هذا المجال من ضمن استراتيجيتها المعروفة بـ«رؤية 2030»، التي تتضمن استثمارات قدرها 56 مليار يورو؛ لتعزيز الأنشطة التقنية والابتكار الصديق للبيئة، وإزالة الكربون.

وأشار إلى أن القطاع التقني في فرنسا يشمل نحو 80 ألف موظف، موضحاً أن له تأثيراً كبيراً على الناتج المحلي الإجمالي. وفيما يخص التعاون بين السعودية وفرنسا، قال بولاوين إن التعاون في مجالات التكنولوجيا كان جزءاً كبيراً من العلاقات الثنائية المتنامية بينهما في السنوات الأخيرة.

وشرح أن هذه الشراكة تشمل عدة نقاط رئيسية:

- التبادل التقني والبحث والتطوير، إذ يركز كلا البلدين على تبادل المعرفة والخبرات في مجالات الابتكار والتقنيات الحديثة. وقد تم تنظيم فعاليات مثل «VivaTech»؛ حيث تسعى السعودية لجذب الشركات الناشئة الفرنسية للاستثمار والعمل في المملكة.

- الاستثمارات المشتركة: تسعى الهيئات الاستثمارية في كلا البلدين لدعم الشركات الناشئة من خلال تمويل المشاريع المشتركة في المجالات التقنية والابتكار. هذا يشمل استثمارات في الذكاء الاصطناعي، وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة.

- التعليم وبناء القدرات: التعاون بين الجامعات والمؤسسات التعليمية في كلا البلدين؛ لتعزيز تبادل الطلاب والباحثين، بالإضافة إلى تطوير برامج تدريبية مشتركة لتعزيز المهارات في المجال التقني.

- القوانين والبنية التحتية: العمل معاً لتطوير البنية التحتية التنظيمية والقانونية لجعل بيئة الأعمال جاذبة للشركات التقنية والمشاريع الناشئة. وأشار بولاوين إلى أن التعاون يتماشى مع «رؤية 2030» الهادفة إلى تنويع الاقتصاد السعودي، ويُعزّز إرادة فرنسا من أجل التوسع في الأسواق الخليجية.