فرنسا تخطط لتقليص موازنتها بـ66 مليار دولار العام المقبل

في إطار جهود كبح العجز المالي

رئيس الوزراء الفرنسي ميشيل بارنييه (وسط الصورة) يستمع إلى الخطابات في الجمعية الوطنية (رويترز)
رئيس الوزراء الفرنسي ميشيل بارنييه (وسط الصورة) يستمع إلى الخطابات في الجمعية الوطنية (رويترز)
TT

فرنسا تخطط لتقليص موازنتها بـ66 مليار دولار العام المقبل

رئيس الوزراء الفرنسي ميشيل بارنييه (وسط الصورة) يستمع إلى الخطابات في الجمعية الوطنية (رويترز)
رئيس الوزراء الفرنسي ميشيل بارنييه (وسط الصورة) يستمع إلى الخطابات في الجمعية الوطنية (رويترز)

تخطط الحكومة الفرنسية لإخضاع الموازنة لعملية تقشف بقيمة 60 مليار يورو (66 مليار دولار) في العام المقبل لتحقيق أهداف مالية جديدة، حسبما أفاد مسؤولون يوم الأربعاء، في إطار حملة غير مسبوقة لكبح جماح العجز المتصاعد في فرنسا.

وقال رئيس الوزراء، ميشيل بارنييه، للنواب، يوم الثلاثاء، إنه سيقلل العجز في الموازنة، الذي من المتوقع أن يصل إلى 6.1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، إلى 5 في المائة بحلول نهاية 2025، ولكنه سيتعين عليه تأجيل تاريخ الوصول إلى هدف العجز المشترك لمنطقة اليورو، البالغ 3 في المائة إلى 2029، بدلاً من 2027، وفق «رويترز».

وقال 3 مسؤولين حكوميين شاركوا في إعداد موازنة 2025 إن عملية تقليصها بقيمة 60 مليار يورو - التي تعادل تقريباً 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي - ضرورية لتصحيح العجز، الذي سيتحقق إذا لم يتم فعل أي شيء.

وقال وزير المالية، أنطوان أرماند، لإذاعة «آر تي إل»: «الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي أن يساهم الجميع في هذا الجهد (لخفض) الإنفاق، ويجب إعادة تنظيم كل هيئة عامة، والخدمات داخل الحكومة والبلديات والخدمات الاجتماعية».

وانخفضت عائدات الضرائب هذا العام عن التوقعات، مع كفاح الحكومة لاحتواء الإنفاق، ما ترك بارنييه مع المهمة الضخمة المتمثلة في صياغة موازنة لعام 2025، تُضيّق الفجوة، ولكنها قد تمر أيضاً عبر برلمان فرنسي معلق.

ولكن المخاطر كبيرة، حيث أصبحت مصداقية باريس أمام الأسواق المالية وشركائها في الاتحاد الأوروبي على المحك، بعد أن فتحت المفوضية الأوروبية في وقت سابق من هذا العام إجراءات العجز المفرط ضد فرنسا.

وقال بارنييه، الذي تم تعيينه الشهر الماضي، إن ثلثي عملية التقليص تأتي من خفض الإنفاق، بينما تأتي البقية من زيادات ضريبية مستهدفة ستعفي الشخص العامل العادي.

وقال أحد المسؤولين إن تخفيضات الإنفاق ستشمل مختلف وزارات فرنسا، ما يوفر أكثر من 20 مليار يورو (22.09 مليار دولار)، بينما سيتعرض الإنفاق «المنفصل» على الرفاهية والصحة والتقاعد أيضاً للتقليص.

على سبيل المثال، لن يتم تعديل معاشات التقاعد، وهي نفقات رئيسية على المالية العامة، وفقاً للتضخم في بداية العام، بل في منتصفه.

ومن المتوقع أن يتم تفصيل زيادات الضرائب، التي أصرّ أرماند على أنها ستكون مؤقتة، وستؤثر على الشركات الكبيرة والأسر الثرية، عند إرسال موازنة 2025 إلى المشرعين في 10 أكتوبر (تشرين الأول).

وقال خبير المالية العامة، فرانسوا إيكال، لـ«رويترز»: «يبدو أن رقم 60 مليار يورو كبير جداً، وهو طموح للغاية»، مشككاً في كيفية تمكن الحكومة من العثور على مدخرات بهذا الحجم.

وقال مسؤول حكومي إن جهود التقليص ستُبقي فرنسا ضمن الهامش المسموح به، بموجب قواعد الاتحاد الأوروبي المالية، وإن الإصلاحات ستعلن لإظهار التزام باريس بالبقاء في إطار القواعد.

وقال مسؤول ثانٍ إن موازنة 2025 استندت إلى توقعات بأن الاقتصاد سينمو بنسبة 1.1 في المائة، كما الحال هذا العام، وإن التضخم سيسجل في المتوسط 1.8 في المائة هذا العام، بعد 2.1 في المائة هذا العام.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن ترتفع الديون العامة لفرنسا إلى ما يقرب من 115 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العام المقبل، مقارنةً بنحو 113 في المائة هذا العام.


مقالات ذات صلة

رئيس وزراء فرنسا يؤجل هدف تقليص العجز إلى 2029

الاقتصاد رئيس وزراء فرنسا ميشيل بارنييه يلقي خطاباً في الجمعية الوطنية (أ.ب)

رئيس وزراء فرنسا يؤجل هدف تقليص العجز إلى 2029

قال رئيس الوزراء الفرنسي ميشيل بارنييه، الثلاثاء، إنه أرجأ هدف خفض عجز موازنة البلاد إلى 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2029.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد يعمل الموظفون على سيارة «أستون مارتن فالكيري» بمصنع الشركة في غايدون (رويترز)

القلق من الموازنة البريطانية يؤثر على نشاط المصانع

أصبح المصنعون البريطانيون أكثر تشاؤماً في سبتمبر (أيلول) بسبب القلق من الموازنة الأولى للحكومة الجديدة، بالإضافة إلى المخاوف من النزاع في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد حقل نفط نهر كيرن الواقع في ولاية كاليفورنيا (رويترز)

النفط مستقر مع تغلب مخاوف الطلب على تداعيات التوتر بالشرق الأوسط

لم يطرأ تغير يذكر على أسعار النفط، حيث تفوقت آفاق الإمدادات الأقوى ونمو الطلب العالمي الضعيف على المخاوف من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد الحكومة أكدت الاستمرار بتبني سياسات الإنفاق التوسعي الاستراتيجي الذي يدعم التنويع الاقتصادي والنمو المستدام (الشرق الأوسط)

البيان التمهيدي للميزانية السعودية: نحو 1.184 تريليون ريال إيرادات متوقعة في 2025

من المتوقع أن يبلغ إجمالي النفقات ما يقارب 1.285 تريليون ريال، وإجمالي الإيرادات نحو 1.184 تريليون ريال، مسجلاً عجزاً بـ2.3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في منطقة البازار الكبير بإسطنبول (رويترز)

تركيا تفرض ضريبة الشركات بحد أدنى 10 %

تعتزم تركيا فرض ضريبة الشركات بحد أدنى 10 %، بدءاً من بداية عام 2025، للمساعدة في تقليص العجز في الميزانية.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)

الدول الآسيوية ترفع التجارة البينية إلى 57 % والسلع تتصدر النمو

جانب من أعمال منتدى الأعمال لدول حوار التعاون الآسيوي (قنا)
جانب من أعمال منتدى الأعمال لدول حوار التعاون الآسيوي (قنا)
TT

الدول الآسيوية ترفع التجارة البينية إلى 57 % والسلع تتصدر النمو

جانب من أعمال منتدى الأعمال لدول حوار التعاون الآسيوي (قنا)
جانب من أعمال منتدى الأعمال لدول حوار التعاون الآسيوي (قنا)

افتتح في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الأربعاء، منتدى الأعمال الثاني لدول حوار التعاون الآسيوي، الذي يقام تحت شعار «الذكاء الاصطناعي ونماذج الأعمال الجديدة»، وهو المنتدى الذي يسبق افتتاح القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي، التي تنعقد تحت شعار «الدبلوماسية الرياضية»، بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات.

وأكد الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني وزير التجارة والصناعة القطري في كلمته في منتدى الأعمال الثاني لدول حوار التعاون الآسيوي، أن التجارة البينية للدول الآسيوية شكّلت في عام 2022، ما نسبته 57 في المائة مقارنة بـ54 في المائة في عام 2000 من إجمالي التجارة، وعلى الصعيد الدولي شهدت التجارة في السلع نمواً بمعدل سنوي بلغ 5 في المائة للدول الآسيوية بين عامي 2017 و2023، حيث عكس هذا النمو الملحوظ مدى قوة الروابط التجارية بين دول آسيا، كما يبرز الدور المحوري للمنطقة في تعزيز التجارة العالمية.

وفيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي المباشر أوضح وزير التجارة والصناعة القطري أنه ورغم التباطؤ النسبي في بعض المناطق فإن آسيا حافظت على مرونتها، حيث ارتفعت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة إلى المنطقة بنسبة 8 في المائة، بينما زادت التدفقات الصادرة بنسبة 18 في المائة وهذا الأداء القوي يعكس قدرة آسيا على مواجهة التحديات العالمية ويعزز مكانتها بوصفها مركزاً اقتصادياً واستثمارياً حيوياً على الساحة الدولية.

الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني وزير التجارة والصناعة القطري في منتدى الأعمال لدول حوار التعاون الآسيوي (قنا)

ويضم حوار التعاون الآسيوي 35 دولة تمثل أكثر من 56 في المائة من سكان العالم، و35 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وقال الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني، رئيس غرفة قطر في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمنتدى الأعمال الثاني لدول حوار التعاون الآسيوي، إن هذا المنتدى يشكل فرصة مثالية لتبادل الآراء والتباحث حول التحديات والفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي ولعالم الأعمال خاصة، لافتاً إلى تسارع وتيرة التطورات التكنولوجية الرقمية المذهلة، التي أصبحت ركيزة اقتصادية وتنموية مهمة تعتمد عليها الدول الكبرى والصغرى في وضع استراتيجياتها المستقبلية وتنفيذ سياساتها الإصلاحية والاجتماعية والتنموية.

وفي السياق ذاته، أكد سعود عمر المانع عضو مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين، أهمية موضوع المنتدى وهو الذكاء الاصطناعي وكيفية استغلاله الجيد في النشاط الاقتصادي، مشيداً بحرص دولة قطر على توطيد أواصر التعاون بين دول حوار التعاون الآسيوي، واستعداد مؤسسات القطاع الخاص فيها لأن تعمل إلى جانب الجهات الحكومية، كي تكون الدوحة مركزاً للتواصل بين الدول الأعضاء بما يساهم في تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول القارة الآسيوية.

وأضاف أن حوار التعاون الآسيوي منذ تأسيسه عام 2002، شهد نمواً لافتاً، حيث يضم حالياً أكثر من 35 دولة آسيوية، ويتجاوز حجم السوق فيها أربعة مليارات ونصف المليار نسمة، علاوة على أن القدرات والإمكانات الطبيعية والبشرية والاقتصادية من شأنها أن تساهم في بناء تكتل استراتيجي يدعم مكانة القارة الآسيوية بوصفها واحدة من أهم القوى الاقتصادية في العالم.