لقاء حاسم بين بنك اليابان والحكومة الجديدة لتوحيد الرؤى

أويدا يؤكد أن عدم استقرار الأسواق وعدم اليقين يتطلبان اليقظة

مقر بنك اليابان وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)
مقر بنك اليابان وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)
TT

لقاء حاسم بين بنك اليابان والحكومة الجديدة لتوحيد الرؤى

مقر بنك اليابان وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)
مقر بنك اليابان وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)

قال محافظ بنك اليابان كازو أويدا، يوم الأربعاء، إن البنك المركزي الياباني يجب أن يكون يقظاً في مواجهة تداعيات عدم استقرار الأسواق وعدم اليقين العالمي، مما زاد من التركيز على الحاجة إلى تعزيز التعافي الاقتصادي والحذر في رفع أسعار الفائدة.

وحث رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا، يوم الثلاثاء، بنك اليابان على الحفاظ على السياسة النقدية المتساهلة، حيث تسعى الحكومة جاهدةً لإنهاء الركود الاقتصادي. وقالت الحكومة إن إيشيبا وأويدا سيتحدثان في وقت لاحق من يوم الأربعاء، وهو أول اجتماع بينهما منذ تولى إيشيبا رسمياً منصب رئيس الوزراء، يوم الثلاثاء.

وفي كلمة ألقاها في اجتماع سنوي لصناعة الأوراق المالية، كرر أويدا وجهة نظر بنك اليابان بأن اقتصاد اليابان سيحافظ على التعافي المعتدل ويساعد التضخم الأساسي على التقارب مع هدف البنك البالغ 2 في المائة في السنوات المقبلة.

ولكنه لم يكرر تعهد البنك المركزي، الذي كان آخر تعهداته في سبتمبر (أيلول)، بمواصلة رفع أسعار الفائدة إذا تحرك التضخم بما يتماشى مع هدفه، وركز بدلاً من ذلك على مخاطر مختلفة.

وقال أويدا في خطاب ألقاه في اجتماع سنوي لصناعة الأوراق المالية: «لا يزال عدم اليقين بشأن اقتصاد اليابان والأسعار مرتفعاً». وأضاف أن «التوقعات للاقتصادات الخارجية، بما في ذلك الولايات المتحدة، لا تزال غير مؤكدة، في حين لا تزال الأسواق المالية غير مستقرة. وفي الوقت الحالي، سنفحص مثل هذه التطورات بحذر شديد للغاية».

وأنهى بنك اليابان أسعار الفائدة السلبية في مارس (آذار)، ورفع تكاليف الاقتراض قصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز) على أساس أن اليابان تحرز تقدماً نحو تحقيق معدل تضخم بنسبة 2 في المائة بشكل دائم.

كانت تعليقات أويدا المتشددة في ذلك الوقت، إلى جانب بيانات الوظائف الأميركية الضعيفة، سبباً في ارتفاع الين وانهيار سوق الأسهم في أوائل أغسطس (آب). ومنذ ذلك الحين، أكد صناع السياسات في بنك اليابان الحاجة إلى مراعاة التداعيات الاقتصادية الناجمة عن تقلبات السوق.

وفي أغسطس، قال إيشيبا لـ«رويترز» إن بنك اليابان يسير على «المسار السياسي الصحيح» في إنهاء أسعار الفائدة السلبية، وأيَّد مزيداً من التطبيع للسياسة النقدية، قائلاً إن ذلك قد يعزز القدرة التنافسية الصناعية.

ويقول المحللون إن تركيزه على الحاجة إلى إخراج اليابان بشكل دائم من الانكماش يؤكد تفضيل الإدارة الجديدة أن يتباطأ بنك اليابان في رفع أسعار الفائدة.

من جانبه، قال وزير الاقتصاد الياباني المعيَّن حديثاً ريوسي أكازاوا، يوم الأربعاء، إن رئيس الوزراء الجديد شيغيرو إيشيبا، يتوقع من بنك اليابان أن يُجري تقييمات اقتصادية دقيقة عند رفع أسعار الفائدة مرة أخرى.

وقال أكازاوا في أول مؤتمر صحافي له وزيراً للاقتصاد: «أولويتنا القصوى هي ضمان خروج اليابان بالكامل من الانكماش. سيستغرق الأمر بعض الوقت لتحقيق الخروج الكامل».

وقال أكازاوا، وهو حليف وثيق لإيشيبا، إن «تعليقات إيشيبا السابقة حول الحاجة إلى تطبيع السياسة النقدية مرتبطة بشروط». موضحاً أن الحكومة تريد من بنك اليابان المركزي أن يشاركها وجهة نظرها بأن الخروج من الانكماش هو الأولوية القصوى لليابان، وأن يتخذ قرارات حذرة بشأن ما إذا كان سيرفع أسعار الفائدة أكثر. وأكد الوزير أيضاً أن الإدارة ستتواصل عن كثب وتنسق مع بنك اليابان للتغلب على الانكماش بشكل حاسم.

وقال أكازاوا إن «سعر الفائدة الياباني الحالي عند 0.25 في المائة منخفض وغير طبيعي بالمعايير العالمية». لكنَّ أولوية اليابان هي «الخروج من الانكماش»، مضيفاً أنه يأمل أن يتوخى بنك اليابان الحذر بشأن رفع أسعار الفائدة أكثر.


مقالات ذات صلة

غانا على مفترق طرق اقتصادي... انتخابات حاسمة تحدد مصير الديون والنمو

الاقتصاد المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)

غانا على مفترق طرق اقتصادي... انتخابات حاسمة تحدد مصير الديون والنمو

سيذهب الغانيون إلى صناديق الاقتراع في السابع من ديسمبر لاختيار رئيس جديد وبرلمان، في انتخابات تراقبها الأوساط الاستثمارية من كثب.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
الاقتصاد رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)

ولاية جديدة لرئيسة منظمة التجارة العالمية وسط شبح «حروب ترمب»

قالت منظمة التجارة العالمية إن رئيسة المنظمة نغوزي أوكونجو - إيويالا أُعيد تعيينها لفترة ثانية في اجتماع خاص يوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الاقتصاد مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)

الصين تمدد الإعفاءات الجمركية على بعض المنتجات الأميركية حتى 2025

قالت الصين إنها ستمدد إعفاءات التعريفات الجمركية على واردات بعض المنتجات الأميركية حتى 28 فبراير 2025.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا يلقي كلمته أمام البرلمان في طوكيو الجمعة (أ.ف.ب)

اليابان تستكمل ميزانية إضافية بقيمة 92 مليار دولار لحزمة إنفاق جديدة

استكملت الحكومة اليابانية ميزانية تكميلية بقيمة 92 مليار دولار، الجمعة، لحماية الأسر من ارتفاع تكاليف المعيشة

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

العبد القادر لـ«الشرق الأوسط»: «كوب 16» سيدعو إلى تبني استراتيجيات تكافح التصحر

إحدى المناطق الخضراء في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى المناطق الخضراء في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

العبد القادر لـ«الشرق الأوسط»: «كوب 16» سيدعو إلى تبني استراتيجيات تكافح التصحر

إحدى المناطق الخضراء في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى المناطق الخضراء في السعودية (الشرق الأوسط)

أكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر السعودي، الدكتور خالد العبد القادر، أن مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16)، الذي سينعقد في الرياض مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل، فرصة سانحة لتعزيز التعاون الدولي للاستفادة من تجارب البلدان والشعوب الأخرى، وسيكون منصة مثالية لعرض نتائج مبادرات المملكة في هذا المجال، ومشاركة التجارب الناجحة، مثل زراعة الأشجار والمشاريع المستدامة، ودعوة الدول الأخرى لتبني استراتيجيات مماثلة لمكافحة التصحر.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» عن إتاحة الكثير من فرص الاستثمارات للقطاع الخاص الدولي والمحلي في مجالات عدّة، مرتبطة بالحلول الطبيعية لمكافحة التصحر، ومن ذلك دراسة لإعداد 10 مشاريع استثمارية في مشاتل النباتات البرية، ودراسة لتخصيص عدد من المتنزهات الوطنية، وإشراك الشركات والمؤسسات في استدامتها وتشجيرها، إلى جانب دراسة لتطوير 30 موقعاً لفرص السياحة البيئية في أراضي الغطاء النباتي، في خطوة تزيد من الرقعة الخضراء وتكافح التصحر في البلاد.

كما أفصح عن إنشاء وحدة لاستقبال المستثمرين وخدمتهم؛ بهدف تبني الأفكار النوعية، وتقديم التسهيلات وفق الأنظمة.

الأحزمة الخضراء

وتُعدّ مكافحة التصحر وحماية الغطاء النباتي من القضايا الحيوية التي تتبناها المملكة، في ظل الظروف المناخية القاسية، وتكثف الحكومة جهودها لتنمية الغابات وتطوير المتنزهات الوطنية، وإعادة تأهيل الأراضي، وإجراء الدراسات والأبحاث على البيئة النباتية، وحماية وإكثار النباتات المحلية، وإنشاء الأحزمة الخضراء.

وتابع الدكتور خالد العبد القادر، أن هناك جهوداً دولية متضافرة حيال مكافحة التصحر، وأن مؤتمر «كوب 16» يعزز الجهود العالمية تجاه قضايا الجفاف ومعالجة تدهور الأراضي، والحد من آثارها، مؤكداً أن استضافة المملكة لهذا الحدث إحدى أهم الخطوات التي تعزز حضورها دوليّاً في هذا المجال.

الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر السعودي (الشرق الأوسط)

وقال إن المملكة تندرج ضمن قائمة الدول التي تعاني تحديات التصحر، ويعزى ذلك في المقام الأول إلى الظروف المناخية القاسية. ولذلك؛ تبنّت مجموعة من المبادرات لمكافحة ذلك، بما فيها إطلاق مبادرة «السعودية الخضراء» التي تهدف إلى زراعة 400 مليون شجرة في جميع أنحاء البلاد بحلول عام 2030، وزراعة 10 مليارات شجرة بحلول 2100، ما يعادل تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة.

وطبقاً للدكتور العبد القادر، يستعد المركز لتدشين «موسم التشجير الوطني 2024» تحت شعار «نزرعها لمستقبلنا»، برعاية وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس مجلس إدارة المركز؛ بهدف إشراك الجهات من جميع القطاعات والمجتمعات المحلية والأفراد من مختلف الفئات في أعمال التشجير، وغرس الاهتمام به في الأجيال الجديدة؛ من أجل زيادة الرقعة الخضراء ومكافحة التصحر، إضافة إلى تأهيل مواقع الغطاء النباتي المتدهورة، والتوعية والحد من المُمارسات السلبية وتحسين جودة الحياة.

وأكد العبد القادر أن اهتمام المملكة بالقطاع البيئي ينبع من منطلق إدراكها أهميته في ترجمة التزاماتها ضمن مستهدفات «رؤية 2030»، وتحقيق الاستدامة البيئية وحمايتها؛ لذا وضعت استراتيجية وطنية بيئية إلى جانب هيكلة القطاع الذي انبثق عنه المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.

الحد من التلوث

وتهتم «رؤية 2030» بتعزيز مكانة المملكة في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية، ووضعت البيئة والتنمية المستدامة ضمن أهدافها الرئيسة، مع ضرورة الحفاظ عليها للأجيال القادمة، باعتبارها من المقومات الأساسية لجودة الحياة، والحد من التلوث، بحسب الدكتور خالد العبد القادر.

ووفق الرئيس التنفيذي، يلعب المركز دوراً محوريّاً في تحقيق أهداف الرؤية من خلال تنمية الموارد الطبيعية، عن طريق تطوير الخطط المدروسة لإدارة الموارد وتطبيقها في مختلف أنحاء المملكة، ويعمل أيضاً على تعزيز الاستدامة البيئية، حيث يوفر مختلف أشكال الدعم لمشاريع التشجير، وإعادة تأهيل المناطق المتضررة، وزيادة الوعي البيئي، وذلك عن طريق تنظيم الحملات التوعوية لتثقيف مختلف شرائح المجتمع حول أهمية الغطاء النباتي.

وواصل أنه تندرج مساهمات وأهداف المركز لتحقيق الاستدامة البيئية، والمستهدفات الوطنية التي تعزز بدورها مشاركة المملكة في المبادرات الدولية، ومن أهمها تحقيق المملكة الحياد الصفري في عام 2060.

إحدى المناطق في السعودية (الشرق الأوسط)

وأضاف أن المركز يساهم في تحقيق مستهدفات المملكة في مبادرتي «الشرق الأوسط الأخضر» و«السعودية الخضراء»، حيث وصل بالتعاون مع الشركاء من القطاعين العام والخاص والقطاع غير الربحي إلى زراعة ما يزيد على 95 مليون شجرة في مختلف أنحاء المملكة؛ ما يسهم في زيادة الرقعة الخضراء، واستصلاح الأراضي المتدهورة.

التعاون الدولي

وتطرق الرئيس التنفيذي للمركز إلى توقيع مذكرات التفاهم مع دول عدة، أبرزها باكستان، في مجال المبادرات والمشاريع وتبادل الخبرات، و«إيليون ريسورسيس غروب»، وشركة «بي جي أي ستنشن» المحدودة، بالتعاون مع وزارة الاستثمار.

ومن أهم المنظمات الدولية الذي تم توقيع مذكرات التفاهم معها في هذا المجال، منظمة الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، والمنظمة الدولية للغذاء والزراعة، ومنظمة «الوكات» لاستدامة إدارة الأراضي.

وتضاف إلى ذلك مذكرات تفاهم قيد التنفيذ مع الصين في مجال مكافحة التصحر، ومركز البحوث الحرجية الدولية، والمركز الدولي للبحوث الزراعية الحرجية بدولة كينيا، وأيضاً المغرب في مجال تنمية الغطاء النباتي الطبيعي ومكافحة التصحر، ومصر فيما يخص الزيارات بين المختصين في تثبيت الكثبان الرملية، علاوة على مذكرات مع الصومال، وألبانيا، وكوستاريكا، وبوركينا فاسو، وطاجيكستان، في مجالات حماية البيئة والاستدامة البيئية.