«ساما»: الاقتصاد السعودي أثبت متانته رغم التحديات العالمية

العاصمة السعودية الرياض (رويترز)
العاصمة السعودية الرياض (رويترز)
TT

«ساما»: الاقتصاد السعودي أثبت متانته رغم التحديات العالمية

العاصمة السعودية الرياض (رويترز)
العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

أظهر تقرير الاستقرار المالي في السعودية أنه رغم المخاطر التي تهدد الآفاق الاقتصادية العالمية، أثبت الاقتصاد المحلي متانته، حيث سجل تراجعاً طفيفاً في عام 2023 نتيجة لانخفاض الأنشطة النفطية. إلا أن المملكة واصلت اتخاذ خطوات ثابتة تهدف إلى تحقيق مستهدفات برامجها التنموية، بتحفيز أساسي من مبادرات «رؤية 2030».

وجاء في التقرير الذي أصدره البنك المركزي السعودي (ساما) أن المبادرات المتعلقـة بتمكين القطاع الخاص انعكست في زيادة دور الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي، وانخفضت معدلات البطالة بين السعوديين في عام 2023 إلى أقل مستوى تاريخي لها، مما يظهر أهمية القطاع غير النفطي في الاقتصاد.

وأبان التقرير أن تباطؤ التضخم في العام السابق يعزى إلى استقرار أسعار المواد الغذائية وأسعار النقل. ورغم رفع البنك المركزي أسعار الفائدة 4 مرات في عام 2023، فإن عرض النقود بمفهومه الواسع شهد نمواً قوياً. وسجلت الميزانية العامة للدولة عجزاً بسبب انخفاض العائدات النفطية وزيادة الإنفاق. ومـن ناحية أخرى، أظهر الحساب الجاري فائضاً رغم انخفاض الصادرات النفطية.

جهود مستمرة

وقال محافظ البنك المركزي السعودي ورئيس مجلس الإدارة أيمن السياري إنه رغم التحديات الاقتصادية العالمية والانكماش المحلي في الأنشطة النفطية بنسبة 9 في المائة على أساس سنوي، سجل الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكـة نمواً بنسبة 4.4 في المائة، وهـو دليـل على تزايد دور الأنشطة غير النفطية وتحولها إلى محرك أساسي في تعزيز نمو الاقتصاد المحلي.

وأضاف السياري أن مساهمة الأنشطة غير النفطية في إجمالي الناتج المحلي ارتفعت بشكل كبير لتبلغ 49.9 في المائة، ويأتي ذلك نتيجة جهود السعودية المستمرة في تنويع الاقتصاد، عبر المشروعات المختلفة ذات الصلة بـ«رؤية 2030».

كما نوّه السياري بأن النظام المالي كان عاملاً رئيسياً في دعم النشاط الاقتصادي، إذ لا يزال يتسم بقدر كبير من المتانة، وهو ما يدل على التقدم الذي أحرزته الجهات التنظيمية والمؤسسات المالية في تحسين الاحتياطيات والممارسات المالية، وعملت البنوك وشركات التمويل ومقدمو خدمات المدفوعات تحت إشراف البنك المركزي على توسيع نطاق الخدمات المالية، لتشمل جميع شرائح القطاع الخـاص والأفراد، بما يساهم فـي دعم كفاءة أداء القطاع المالي.

القطاع المصرفي

وأوضح التقرير أن أصول وقروض القطاع المصرفي السعودي استمرت في النمو خلال عام 2023، مدفوعة بائتمان قطاع الشركات، كما حافظت البنوك على كفاية سعتها التمويلية لدعم الإصلاحات الاقتصادية في المملكة، ومن المتوقع أن يستمر التوسع في الائتمان الممنوح للقطاع الخاص، بما في ذلك المنشآت متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة. وسجل القطاع مستويات احترازية متينة للسيولة، متجاوزة نسبة تغطية السيولة وصافي التمويل المستقر الحد الأدنى المطلوب من قبل «ساما»، كما ارتفع معدل كفاية رأس المال مع تجاوز النمو في حقوق الملكية العادية معدل نمو الأصول المرجحة بالمخاطر.

كما أظهرت مؤسسات السوق المالية أداءً قوياً خلال 2023، حيث استمر ارتفاع صافي دخل مؤسسات السوق المالية رغم ارتفاع النفقات التشغيلية، وارتفع الإقراض بالهامش بينما ظلت معدلات استخدامها مستقرة، وشهدت السوق نمواً ملحوظاً في قطاع التقنية المالية، الأمر الذي ساهم في ارتفاع المحافظ الاستثمارية الخاصة بالمستثمرين الأفراد، وسجلت مستويات الربحية والسيولة لدى مؤسسات السوق المالية تحسناً خلال العام الماضي، مما دعم رسملة القطاع والتغطية المطلوبة لتلبية احتياجات السيولة قصيرة الأجل.


مقالات ذات صلة

«تام» معيار سعودي لقياس مشاهدات المحتوى الإعلامي

إعلام «تام السعودية» يُقدّم بيانات دقيقة وموثوقة وفق أعلى المعايير العالمية للإعلام (الشرق الأوسط)

«تام» معيار سعودي لقياس مشاهدات المحتوى الإعلامي

اعتمد «مجلس صناعة الإعلان» خلال اجتماعه السنوي مشروع «تام السعودية» كمعيار وطني لقياس نسب مشاهدات المحتوى الإعلامي في البلاد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تواصل الإنفاق التوسعي الموجه لتحقيق النمو الاقتصادي والاستدامة المالية

قال مختصون لـ«الشرق الأوسط» إن الحكومة السعودية تظهر من خلال توقعاتها في الميزانية العامة لعام 2025، حرصها على الاستمرار في تمويل المشروعات الاقتصادية الكبرى.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

الائتمان المصرفي الممنوح من البنوك السعودية في أعلى مستوياته منذ 2021

ارتفع إجمالي الائتمان المصرفي الممنوح من البنوك السعودية بنسبة 12 في المائة بنهاية أغسطس (آب) الماضي، مسجلاً أعلى مستوياته منذ عام 2021.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز خلال ترأسه اجتماعاً سابقاً لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية (الشرق الأوسط)

مجلس الشؤون الاقتصادية يتابع أداء برامج تحقيق «رؤية 2030»

تابع مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية مستوى أداء برامج تحقيق «رؤية 2030» خلال الربع الثاني من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه لمجلس الوزراء (الشرق الأوسط)

ولي العهد: البيان التمهيدي لميزانية 2025 يؤكد استمرار الإنفاق الموجه إلى الخدمات الأساسية

قال ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز إن البيان التمهيدي للميزانية العامة اشتمل على مضامين أكدت الاستمرار في تعزيز الإنفاق.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

رئيس وزراء فرنسا يؤجل هدف تقليص العجز إلى 2029

رئيس وزراء فرنسا ميشيل بارنييه يلقي خطاباً في الجمعية الوطنية (أ.ب)
رئيس وزراء فرنسا ميشيل بارنييه يلقي خطاباً في الجمعية الوطنية (أ.ب)
TT

رئيس وزراء فرنسا يؤجل هدف تقليص العجز إلى 2029

رئيس وزراء فرنسا ميشيل بارنييه يلقي خطاباً في الجمعية الوطنية (أ.ب)
رئيس وزراء فرنسا ميشيل بارنييه يلقي خطاباً في الجمعية الوطنية (أ.ب)

قال رئيس الوزراء الفرنسي، ميشيل بارنييه، الثلاثاء، إنه أرجأ هدف خفض عجز موازنة البلاد إلى 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2029، بدلاً من الهدف السابق بالوصول إلى هذا المستوى بحلول عام 2027.

وقال بارنييه في خطاب رئيسي أمام البرلمان: «سيف ديموقليس المعلق فوقنا هو ديوننا المالية الضخمة»، مضيفاً أن عجز فرنسا يجعلها أضعف في أوروبا.

وقام رئيس الوزراء الفرنسي ميشيل بارنييه بتأجيل الهدف الخاص بجعل العجز ضمن الحد الأقصى للاتحاد الأوروبي لمدة عامين لمنح نفسه بعض الوقت في مساعيه لإصلاح المالية العامة للبلاد.

وأشار إلى أن زيادات ضريبية مستهدفة وخصومات في الإنفاق ستكون مطلوبة لتقليص العجز الكبير في الموازنة الفرنسية، حيث كشف عن خطط سياسة حكومته الجديدة للبرلمان.

ويواجه بارنييه، الذي تم تعيينه الشهر الماضي، مهمة صعبة لسد فجوة كبيرة في المالية العامة في وقت يتسبب فيه تفتت البرلمان والمشاحنات داخل حكومته الأقلية في صعوبة تمرير الإصلاحات.

وتتعلق المخاطر على مصداقية فرنسا لدى شركائها في الاتحاد الأوروبي وفي الأسواق المالية، حيث ارتفعت تكاليف اقتراضها.

وسيُطلب من أكبر الشركات الفرنسية المساهمة بشكل أكبر في جهود تقليص العجز من خلال زيادة الضرائب، وكذلك من أغنى الأفراد في البلاد، حسبما قال بارنييه دون تقديم تفاصيل إضافية.

وأشار بارنييه إلى أن «الوضع المالي العام اليوم يتطلب جهداً مستهدفاً، محدوداً في الزمن».

ووفقاً لصحيفة «لو باريزيان»، كان بارنييه يفكر في زيادات ضريبية تتراوح بين 15 إلى 18 مليار يورو (17 - 20 مليار دولار).

وتضمنت تلك المقترحات زيادة الضرائب على الشركات بمقدار 8 مليارات يورو (8.85 مليار دولار)، وفرض ضريبة إضافية بقيمة 3 مليارات يورو على شركات الطاقة وإعادة شراء الأسهم.

وتشمل الخطط أيضاً زيادة الضرائب على الدخل للأثرياء لجلب نحو 3 مليارات يورو (3.32 مليار دولار)، وزيادة ضرائب الكهرباء بمقدار 3 مليارات يورو أخرى، حسبما قالت «لو باريزيان» دون الإشارة إلى مصادر.

بارنييه، وهو محافظ، تم تعيينه من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون بعد نحو شهرين من انتخابات مفاجئة أسفرت عن برلمان معلق. حتى الآن، تعتمد حكومته المكونة من وزراء من الوسط والمحافظين على الدعم الضمني من الحزب اليميني المتطرف «التجمع الوطني».