السعودية تبحث توطين الحلول الذكية للعمليات التعدينية مع كبرى الشركات العالمية

9.8 مليار دولار القيمة السوقية لقطاع الصمامات في المملكة

وزير الصناعة السعودي يجتمع في أميركا مع قادة أبرز الشركات التعدينية العالمية (واس)
وزير الصناعة السعودي يجتمع في أميركا مع قادة أبرز الشركات التعدينية العالمية (واس)
TT

السعودية تبحث توطين الحلول الذكية للعمليات التعدينية مع كبرى الشركات العالمية

وزير الصناعة السعودي يجتمع في أميركا مع قادة أبرز الشركات التعدينية العالمية (واس)
وزير الصناعة السعودي يجتمع في أميركا مع قادة أبرز الشركات التعدينية العالمية (واس)

بحث وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف، توطين أحدث الحلول الذكية في عمليات التعدين، والفرص الاستثمارية الواعدة في القطاع الوطني، وذلك مع قادة أبرز شركات الخدمات التعدينية العالمية، خلال معرض «ماين إكسبو الدولي 2024» المقام في مدينة لاس فيغاس الأميركية.

وعقد الخريف لقاءات ثنائية بحضور نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد المديفر، بحث خلالها مع الرئيس التنفيذي لشركة «ثايس» (Thies) المتقدمة في خدمات التعدين مايكل رايت؛ الفرص الاستثمارية النوعية في القطاع التعديني بالمملكة، ومستهدفات الاستراتيجية الشاملة لقطاع التعدين، إضافةً إلى نظام الاستثمار التعديني الذي يحقق الاستقرار التشريعي في بيئة استثمارية تعد الأسرع نمواً في العالم.

ودعا الخريف «ثايس» لاستكشاف المملكة بوصفها موقعاً جاذباً يمكن من خلاله توسيع نطاق وجود الشركة في المنطقة، وتعد الشركة رائدة في مجال خدمات التعدين، وتمتد عملياتها في أستراليا وآسيا والأميركتين، وتعمل على تعدين مجموعة من الخامات منها الفحم الحراري والمعدني، والنحاس، إضافةً إلى خام الحديد، والنيكل، والذهب، والألماس.

والتقى الخريف مع الرئيس التنفيذي في مجموعة «وير» (Weir)، جون ستانتون، الشركة الهندسية البارزة في تقديم حلول لتحسين الأداء وكفاءة الإنتاج في عدة قطاعات منها التعدين، وشهد اللقاء مباحثات حول قطاع الصمامات والمضخات الذي بلغت قيمته السوقية في السعودية للصمامات 9.8 مليار دولار بنهاية عام 2022، وقد أظهرت الدراسات نمواً متزايداً في الطلب على الصمامات والمضخات، مدفوعاً بمشاريع ضخمة في قطاعات عديدة، مثل النفط والغاز، مع عدم تغطية الإنتاج المحلي للطلب بالكامل، كما ناقش خلال اللقاء الفرص المشتركة التي يمكن من خلالها توطين هذه الصناعة في المملكة، حيث يمكن للمجموعة الحصول على مزايا تنافسية تعزز استثمارها وتوسع أعمالها عبر إنشاء مصنع للمضخات والصمامات في المملكة.

التحول الرقمي

واستعرض وزير الصناعة السعودي مع رئيس حلول معالجة الصخور في شركة «ساندفيك»، ريتشارد هاريس، مستهدفات الاستراتيجية الشاملة للتعدين في المملكة، والفرص الاستثمارية المتاحة للشركة، خصوصاً فيما يتعلق بآلات التعدين والرافعات.

وسلّط الخريف الضوء خلال اجتماعه مع رئيس قسم التعدين لشركة «هيكساغون» الرائدة عالمياً في الحلول الرقمية، دايف قودارد، على جهود السعودية في التحوّل الرقمي في مختلف القطاعات، ومنها الصناعة والتعدين، مستعرضاً عدة مبادرات في هذا الجانب، وعلى رأسها «مصانع المستقبل» التي تستهدف أتمتة 4 آلاف مصنع؛ مما يوفر فرصةً للشركة لتوسيع حضورها في المملكة، وتلبية الطلب المتزايد على حلول البرمجيات ومنها تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

واجتمع الخريف مع كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة «كاتربيلر»، أوتو برايتشفيردت، واستعرض معه الفرص الواعدة في مجال المعدات الثقيلة ومولّدات الديزل، خصوصاً أن المملكة تعمل على بناء مشروعات تنموية عملاقة، كما ناقش مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للصناعة التي تعد محركات الديزل والمعدات الثقيلة منتجات رئيسية في مشروعاتها النوعية.

وأشار إلى أن السوق السعودية للمعدات الثقيلة التي يصل حجمها إلى أكثر من 4 مليارات دولار، وسوق مولدات الديزل التي يبلغ حجمها 550 مليون دولار، مرشحتان لنموٍ كبير حتى عام 2030، خصوصاً مع عدم وجود مُصنّعين محليين مرخصين للمعدات الثقيلة، والطلب على مجموعات توليد الديزل محلياً لا يُلبَّى سوى 46 في المائة منه، مبيّناً أنها فرصة لتوطين تلك الصناعات في المملكة، وفرصة واعدة لإنشاء مصنع لمنتجات ‏«كاتربيلر»، وتحديداً الآلات الثقيلة ومجموعات توليد الديزل.

كما ناقش الخريف مع رئيس مجلس إدارة شركة «إمبوسيبل ميتالز»، للخدمات التعدينية دان لانكفورد، أحدث الحلول الذكية المستخدمة في التنقيب عن المعادن، وبخاصة عمليات التعدين في البحار والمحيطات.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)
الاقتصاد منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

تسبب إعلان واشنطن عن عقوبات ضد «غازبروم بنك» الروسي في إرباك العديد من الدول الحليفة لواشنطن حول إمدادات الغاز

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد مشاة يعبرون طريقاً في منطقة تجارية وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

اليابان تدرس رفع الحد الأدنى لضريبة الدخل ضمن حزمة التحفيز

قالت الحكومة اليابانية إنها ستدرس رفع الحد الأدنى الأساسي للدخل المعفى من الضرائب

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».