«المركزي السويسري» يخفّض الفائدة للمرة الثالثة هذا العام ويلمح إلى المزيد

شعار البنك الوطني السويسري على مبناه في برن (رويترز)
شعار البنك الوطني السويسري على مبناه في برن (رويترز)
TT

«المركزي السويسري» يخفّض الفائدة للمرة الثالثة هذا العام ويلمح إلى المزيد

شعار البنك الوطني السويسري على مبناه في برن (رويترز)
شعار البنك الوطني السويسري على مبناه في برن (رويترز)

خفّض البنك الوطني السويسري أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، اليوم (الخميس)، وهو ثالث خفض من هذا النوع هذا العام، في إطار خطوات مماثلة لتخفيض تكلفة الاقتراض التي اتخذها «المصرف المركزي» الأوروبي و«الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي، وقال إن مزيداً من التخفيضات قد يتبع ذلك.

وخفّض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة الرئيسي إلى 1 في المائة، وهو أدنى مستوى منذ أوائل عام 2023، كما توقعه 30 من 32 محللاً في استطلاع أجرته «رويترز».

وكانت الأسواق قد حدّدت احتمالاً بنسبة 55 في المائة لخفض بمقدار 25 نقطة أساس قبل اتخاذ القرار.

وقال رئيس البنك الوطني السويسري، توماس جوردان، اليوم (الخميس)، بعد أن خفّض «المركزي» أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 1 في المائة، إن البنك الوطني السويسري مستعد لخفض أسعار الفائدة مرة أخرى.

وقال، في تصريحات معدة لإجراء مؤتمر صحافي: «إن الضغط التضخمي في سويسرا قد انخفض مرة أخرى بشكل كبير».

وأضاف: «قد يصبح من الضروري إجراء مزيد من التخفيضات في سعر السياسة النقدية للبنك الوطني السويسري في الأشهر المقبلة، لضمان استقرار الأسعار على المدى المتوسط».

وكان هذا القرار الأخير في فترة رئاسة توماس جوردان للبنك الوطني السويسري التي استمرت 12 عاماً قبل التنحي في نهاية الشهر، ممكناً بفضل تراجع التضخم في سويسرا الذي انخفض إلى 1.1 في المائة في أغسطس (آب)، وقد بقي ضمن نطاق الهدف المركزي البالغ 0 - 2 في المائة على مدى الأشهر الـ15 الماضية.

وارتفع الفرنك السويسري أيضاً في الأسابيع الأخيرة، ليصل إلى أعلى مستوى له في تسع سنوات مقابل اليورو في أوائل أغسطس، مما زاد من الصعوبات التي تواجهها الصادرات السويسرية.

وقال البنك الوطني السويسري: «يُسهم تخفيف البنك للسياسة النقدية اليوم في تخفيض الضغط التضخمي. وقد يصبح من الضروري إجراء مزيد من التخفيضات في سعر السياسة النقدية للبنك الوطني السويسري في الأشهر المقبلة؛ لضمان استقرار الأسعار على المدى المتوسط».

ويتبع خفض البنك الوطني السويسري الأخير تخفيفاً مماثلاً للسياسة النقدية من قبل «المركزي» الأوروبي و«الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال كبير الاقتصاديين في مجموعة «في بي بنك»، توماس غيتزل، إن البنك الوطني السويسري ينظر إلى «اتجاه انكماشي» قوي في الأشهر المقبلة، وكان في بيانه «واضحاً بشكل غير عادي» بشأن تفكيره من خلال الإشارة إلى تخفيضات أسعار الفائدة المحتملة في المستقبل.

وسلّط جوردان مؤخراً الضوء على النجاح الذي حقّقه المصرف المركزي السويسري في مكافحة التضخم، مما مكّنه من أن يكون رائداً بين المصارف المركزية في خفض تكلفة الاقتراض، وخفض أسعار الفائدة في مارس (آذار) ويونيو (حزيران).

كما أقر بالمشكلات التي تسبّب فيها الارتفاع الأخير في الفرنك للصادرات، مما عزّز الآمال في أن يكون خفض أسعار الفائدة - الذي يمكن أن يضعف العملة الآمنة - قيد الطريق.

وتعزّز الفرنك السويسري، اليوم (الخميس)، بعد إعلان خفض 25 نقطة أساس.

وخفّض البنك الوطني السويسري توقعاته للتضخم لعام 2024 إلى 1.2 في المائة من توقعاته البالغة 1.3 في المائة في يونيو. كما خفّض توقعاته لعام 2025 إلى 0.6 في المائة من 1.1 في المائة سابقاً، وللعام 2026 إلى 0.7 في المائة من 1 في المائة.


مقالات ذات صلة

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو، إن «المركزي» ليس متأخراً في خفض أسعار الفائدة، لكنه بحاجة إلى مراقبة من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد البنك المركزي التركي

«المركزي التركي» يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الثامن

أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة عند 50 في المائة دون تغيير، للشهر الثامن، مدفوعاً بعدم ظهور مؤشرات على تراجع قوي في الاتجاه الأساسي للتضخم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد المصرف المركزي التركي (رويترز)

«المركزي» التركي يمدد تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن

مدَّد البنك المركزي التركي تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن على التوالي، إذ قرر إبقاء سعر إعادة الشراء لمدة أسبوع دون تغيير عند 50 في المائة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

مقترحات ترمب الاقتصادية تعيد تشكيل سياسة «الفيدرالي» بشأن الفائدة

قبل بضعة أسابيع، كان المسار المتوقع لبنك الاحتياطي الفيدرالي واضحاً. فمع تباطؤ التضخم وإضعاف سوق العمل، بدا أن البنك المركزي على المسار الصحيح لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

دي غالهو من «المركزي الأوروبي»: التعريفات الجمركية لترمب لن تؤثر في توقعات التضخم

قال فرنسوا فيليروي دي غالهو، عضو صانع السياسات في البنك المركزي الأوروبي، يوم الخميس، إن زيادات التعريفات تحت إدارة ترمب الجديدة لن تؤثر في توقعات التضخم.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
TT

ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)

أعرب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، ومرشح حزب «الخضر» لمنصب المستشار، عن اعتقاده بأن ألمانيا والاتحاد الأوروبي على استعداد جيد للتعامل مع رئاسة دونالد ترمب الجديدة، لكنه حذر ترمب من أن الرسوم الجمركية سلاح ذو حدين، وسيضر الاقتصاد الكلي.

وقال هابيك، نائب المستشار الألماني، وفق «وكالة الأنباء الألمانية»: «أقول إنه يتعين علي وأريد أن أواصل العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة. لكن إذا تصرفت الإدارة الأميركية الجديدة بطريقة قاسية، فسنرد بشكل جماعي وبثقة بوصفنا اتحاداً أوروبياً».

يذكر أن الاتحاد الأوروبي مسؤول عن السياسة التجارية للدول الأعضاء به والبالغ عددها 27 دولة.

وهدد الرئيس الأميركي المنتخب ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع البضائع الصينية وما يتراوح بين 10 في المائة و20 في المائة على الواردات من دول أخرى، ومن بينها الاتحاد الأوروبي، والتي ستشمل السيارات الألمانية الصنع، وهي صناعة رئيسية.

وقال هابيك إنه سيتم التوضيح للولايات المتحدة، من خلال الحوار البناء مع الاتحاد الأوروبي، أن العلاقات التجارية الجيدة تعود بالنفع على الجانبين، إلا أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إظهار قوتهما.

وأضاف هابيك: «ردي على ترمب ليس بالخضوع، ولكن بالثقة بقوتنا. ألمانيا قوية وأوروبا قوية».

كانت دراسة أجرتها شركة «بي دبليو سي» لمراجعة الحسابات، قد أظهرت أن اختيار دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، يُشكل تحدياً لصناعة الشحن الألمانية.

وكشفت الدراسة عن أن 78 في المائة من ممثلي الصناعة يتوقعون تداعيات سلبية من رئاسة ترمب، بينما يتوقع 4 في المائة فقط نتائج إيجابية. واشتمل الاستطلاع على ردود من 124 من صنّاع القرارات في قطاع الشحن.

وتمحورت المخاوف حول احتمالية زيادة الحواجز التجارية، وتراجع حجم النقل تحت قيادة ترمب.

كما ألقت الدراسة الضوء على الأزمة الجارية في البحر الأحمر، حيث تهاجم جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران السفن التجارية بطائرات مسيّرة وصواريخ.

وبدأت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية، والمرتبطة بإسرائيل، أو تلك المتوجهة إليها، وذلك نصرة للشعب الفلسطيني في غزة.

وتجنبت عدة شركات شحن قد شملها الاستطلاع، البحر الأحمر خلال فترة الاستطلاع الذي أجري من مايو (أيار) إلى يونيو (حزيران)، فيما لا تزال ثلاث شركات من أصل 72 شركة تبحر عبر المسار بشكل نموذجي، تعمل في المنطقة.

ووفقاً للدراسة، فإن 81 في المائة من الشركات لديها اعتقاد بأن الأسعار سوف تواجه ضغوطاً هبوطية في حال كانت مسارات النقل في البحر الأحمر تعمل بشكل سلس.