مَن ساعد الرئيس التنفيذي لـ«يونيكريديت» على شراء حصة في «كوميرتس بنك» وإغضاب برلين؟

الرئيس التنفيذي لـ«يونيكريديت» أندريا أورسيل بعد مشاركته في الجمعية السنوية للاتحاد الصناعي في روما (رويترز)
الرئيس التنفيذي لـ«يونيكريديت» أندريا أورسيل بعد مشاركته في الجمعية السنوية للاتحاد الصناعي في روما (رويترز)
TT

مَن ساعد الرئيس التنفيذي لـ«يونيكريديت» على شراء حصة في «كوميرتس بنك» وإغضاب برلين؟

الرئيس التنفيذي لـ«يونيكريديت» أندريا أورسيل بعد مشاركته في الجمعية السنوية للاتحاد الصناعي في روما (رويترز)
الرئيس التنفيذي لـ«يونيكريديت» أندريا أورسيل بعد مشاركته في الجمعية السنوية للاتحاد الصناعي في روما (رويترز)

استخدم الرئيس التنفيذي لبنك «يونيكريديت» الإيطالي، أندريا أورسيل، بنك «باركليز» و«بنك أوف أميركا»، لمساعدته بهدوء على بناء حصة في «كوميرتس بنك» الألماني، وهي الخطوة التي هزّت القطاع المالي الأوروبي، وأثارت رد فعل عنيفاً من الحكومة الألمانية، وفق «بلومبرغ».

وقال أشخاص مطلعون على الأمر إن «باركليز» رتّب مشتقات مرتبطة بـ«كوميرتس بنك» لصالح المقرض الإيطالي في الأسابيع التي سبقت بيع برلين حصة في وقت سابق من هذا الشهر. وقالوا إن «باركليز» و«بنك أوف أميركا» ساعدا أورسيل في توسيع حصة «يونيكريديت» في «كوميرتس بنك» إلى المستوى الحالي البالغ نحو 21 في المائة.

وقد أذهل أورسيل ألمانيا قبل أسبوعين عندما استخدم طرحاً حكومياً لشراء حصة 4.5 في المائة في «كوميرتس بنك»، بعد أن بنى حصة متساوية من خلال معاملات السوق المفتوحة التي شملت المشتقات. واعتمد لاحقاً على الأدوات المالية لتعزيز الملكية الاقتصادية إلى 21 في المائة.

وأوضحت الحكومة الألمانية منذ ذلك الحين أنها تعارض هذا النهج؛ إذ قال المستشار أولاف شولتس: «نحن لا نعد هذا مسار عمل مناسباً».

وجاء ذلك بعد أن أعلنت برلين، يوم الجمعة، أنها ستعلّق مبيعات أسهم «كوميرتس بنك» حتى إشعار آخر، وهو القرار الذي ينبع جزئياً على الأقل من استيائها من طبيعة نهج أورسيل، وفقاً لما أوردته «بلومبرغ». وقال أورسيل إن الحكومة كانت على علم بأن «يونيكريديت» تمتلك 4.5 في المائة في «كوميرتس بنك» قبل أن يشتري مزيداً من الأسهم في طرح الحكومة. وقال أشخاص مطلعون على الأمر إن هذه التعليقات أضافت إلى التوترات مع ألمانيا.

المشتقات المالية

عندما تستخدم شركة مشتقات مالية لبناء حصة في شركة أخرى، فإنها تعمل غالباً مع بنوك استثمارية تتعهد بما يسمى «الطوق» للمشتري. وهي استراتيجية تعني أن الشركة تتخلى عن أي مكاسب على حيازتها تتجاوز سقفاً محدداً في مقابل الحق في بيع الأسهم إذا انخفضت عن مستوى معين، مما يستبعد فعلياً الخسائر الكبيرة أو المكاسب على الاستثمار.

وغالباً ما يكمل ترتيب معقد آخر يُعرف باسم «تجارة مبادلة الأسهم»، الطوق الذي يمنع المشتري من امتلاك أسهم إضافية بصفة قانونية. ويمكن للمشتري بعد ذلك أن يطلب من البنوك المضمونة تسليم الأسهم، وفي هذه الحالة يسعى إلى شرائها في السوق المفتوحة على مدى فترة يمكن أن تستمر لأسابيع؛ لتجنّب إثارة تحركات الأسعار القوية.

وقال «يونيكريديت»، في بيان يوم الاثنين، إن «التسوية المادية» للمشتقات المالية التي من شأنها أن تحول «يونيكريديت» إلى المالك الرسمي لأسهم «كوميرتس بنك»، وبالتالي أكبر مستثمر للمقرض الألماني؛ «قد تحدث فقط بعد الحصول على الموافقات المطلوبة». ويتقدم المقرض الإيطالي بطلب إلى البنك المركزي الأوروبي لزيادة حصته إلى ما يصل إلى 29.9 في المائة.

وحسب ملف تنظيمي صدر بعد البيع الحكومي قبل أسبوعين تقريباً، منحت الأدوات المالية «يونيكريديت» السيطرة على 1.92 في المائة من حقوق التصويت في «كوميرتس بنك»، من إجمالي حصة المقرض الإيطالي البالغة 9.21 في المائة. وجاء جزء كبير من ذلك من خلال المشتقات المعروفة باسم «مقايضات العائد الإجمالي» التي تنقل الملكية الاقتصادية إلى المستفيد، ولكن ليس الملكية القانونية.


مقالات ذات صلة

اجتماعات الخريف في واشنطن تنعقد على وقع تفاقم الصراع و«تحليق» الديْن العالمي

الاقتصاد رجل يسير أمام لافتات الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي لعام 2024 خارج مقر صندوق النقد الدولي في واشنطن (أ.ف.ب)

اجتماعات الخريف في واشنطن تنعقد على وقع تفاقم الصراع و«تحليق» الديْن العالمي

بدءاً من الاثنين وعلى مدى أسبوع يلتقي وزراء مالية ومحافظو المصارف المركزية في واشنطن تحت مظلة اجتماعات الخريف لصندوق النقد والبنك الدوليين

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بات الاقتصاد النقدي أساس التعاملات في لبنان (رويترز)

«القائمة الرمادية» تهدد لبنان

تتجه الأنظار إلى الاجتماعات المرتقبة لمجموعة العمل المالي في العاصمة الفرنسية، حيث ترتفع احتمالات إدراج لبنان ضمن «القائمة الرمادية».

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد شعار «بنك أوف أميركا» في مدينة نيويورك (رويترز)

أرباح «بنك أوف أميركا» تتفوّق على التوقعات

انخفضت أرباح «بنك أوف أميركا» في الربع الثالث مع دفعه مزيداً من الأموال إلى العملاء للاحتفاظ بودائعهم، رغم أن نتائجه فاقت التقديرات.

الاقتصاد «أوديا بنك» في تركيا (الشرق الأوسط)

«القابضة» الإماراتية تستحوذ على «أوديا بنك» التركي التابع لـ«عوده» اللبناني

أعلن كل من شركة «القابضة» الإماراتية، مقرّها أبوظبي، وبنك عوده اللبناني، الثلاثاء، عن توقيع اتفاقية نهائية تستحوذ بموجبها «القابضة» على حصة 96 في المائة في …

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

الائتمان المصرفي الممنوح من البنوك السعودية في أعلى مستوياته منذ 2021

ارتفع إجمالي الائتمان المصرفي الممنوح من البنوك السعودية بنسبة 12 في المائة بنهاية أغسطس (آب) الماضي، مسجلاً أعلى مستوياته منذ عام 2021.

زينب علي (الرياض)

مصر تخفض الطاقة المتجددة المستهدفة لـ2040 بنسبة 18 %

وزير البترول المصري كريم بدوي خلال مشاركته في جلسة نقاشية بمؤتمر «موك 2024» المنعقد في الإسكندرية (وزارة البترول المصرية)
وزير البترول المصري كريم بدوي خلال مشاركته في جلسة نقاشية بمؤتمر «موك 2024» المنعقد في الإسكندرية (وزارة البترول المصرية)
TT

مصر تخفض الطاقة المتجددة المستهدفة لـ2040 بنسبة 18 %

وزير البترول المصري كريم بدوي خلال مشاركته في جلسة نقاشية بمؤتمر «موك 2024» المنعقد في الإسكندرية (وزارة البترول المصرية)
وزير البترول المصري كريم بدوي خلال مشاركته في جلسة نقاشية بمؤتمر «موك 2024» المنعقد في الإسكندرية (وزارة البترول المصرية)

قال وزير البترول المصري كريم بدوي إن مصر خفضت هدفها لنسبة الطاقة المتجددة من مزيج الطاقة بحلول 2040 إلى 40 في المائة بدلاً من 58 في المائة المستهدف سابقاً، مؤكداً أن الغاز الطبيعي سيظل وقوداً رئيسياً لسنوات مقبلة.

وأوضح بدوي خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «موك 2024»، بعنوان: «دعم التحالف والشراكات أفضل استغلال لغاز شرق المتوسط»، أنه «تم بالفعل وضع خريطة طريق لتمثل الطاقة الجديدة 40 في المائة من مزيج الطاقة بحلول عام 2040. وذلك من خلال الاعتماد على الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الحرارية من باطن الأرض، مع تنفيذ مشروعات خفض الانبعاثات في مختلف الأنشطة البترولية».

وأضاف الوزير: «الغاز الطبيعي سيتم الاعتماد عليه لعدة أعوام مقبلة، وهذه رسالة لنا جميعاً لكي نعمل معاً لزيادة الاكتشافات، وجذب مزيد من الاستثمارات من خلال المزايدات التي يتم طرحها للبحث والاستكشاف لتحقيق اكتشافات جديدة في المنطقة التي تحمل مزيداً من الثروات خاصة الغاز الطبيعي... علينا إتاحة التكنولوجيا اللازمة للإسراع في تحقيق ذلك إلى جانب دعم تنفيذ مشروعات تسهم في إزالة الكربون وخفض الانبعاثات، والحفاظ على البيئة».

وقد ضمت الجلسة جورج باباناستاسيو وزير الطاقة القبرصي، وأسامة مبارز الأمين العام لمنتدى «غاز شرق المتوسط»، وأرسطوتيلس أيفاليوتيس الأمين العام للطاقة والثروة المعدنية في اليونان، والدكتورة هدى بن جنات علال المدير التنفيذي لـ«مرصد المتوسط للطاقة والمناخ»، وأدارها توم ماهر رئيس شركة «أبكس» العالمية.

من جانبه، قال وزير الطاقة القبرصي جورج باباناستاسيو: «ما زلنا نحتاج لتطوير تقنيات الطاقة الجديدة والمتجددة وتوافرها، فالتقنيات الموجودة غير متاحة وباهظة الثمن، ومن ثم فإن العمل على مسار تنمية الاكتشافات بالمنطقة، ودعم جهود خفض الانبعاثات، وما نعمل عليه من التعاون المشترك يحتاج إلى زيادة التمويل الاقتصادي، ونحن في المنطقة متفائلون بشأن مستقبلها».

ويرى أسامة مبارز، أمين عام منتدى «غاز شرق المتوسط»، أن «منطقة شرق المتوسط بها موارد واكتشافات مهمة للسوق العالمية، وتبرز أهم التحديات في تدفق الاستثمارات وتوفير التكنولوجيا، ومن هنا جاءت فكرة المنتدى لربط كل أصحاب المصالح من أجل صالح المنطقة والعالم لاستغلال 300 تريليون قدم مكعبة من الغاز بالمنطقة؛ وفقاً للتقارير العالمية».

وأضاف مبارز أن المنتدى هو المنظمة الوحيدة التي تضم كل أطراف الصناعة، حيث يعمل على تقريب وجهات نظر الحكومات والشركات والمستثمرين لدعم البنية التحتية، وزيادة الاستثمارات، وتعظيم الاكتشافات، وخفض الكربون، وتحقيق الاستدامة.