انخفاض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي إلى 0.7% بالربع الثاني

تضخم أغسطس يرتفع إلى 3.6% متجاوزاً التوقعات وفوق المستهدف

صورة جوية تظهر أفق تل أبيب (رويترز)
صورة جوية تظهر أفق تل أبيب (رويترز)
TT

انخفاض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي إلى 0.7% بالربع الثاني

صورة جوية تظهر أفق تل أبيب (رويترز)
صورة جوية تظهر أفق تل أبيب (رويترز)

نما اقتصاد إسرائيل بوتيرة أبطأ في الربع الثاني من العام مقارنة بالتقديرات الأولية، وذلك نتيجة استمرار تداعيات الحرب المستمرة مع حركة «حماس»، التي تسببت في ضغوط تضخمية ملحوظة.

وفي ثاني تقدير له، أعلن المكتب المركزي للإحصاء أن الناتج المحلي الإجمالي نما بنسبة 0.7 في المائة على أساس سنوي في الربع الثاني من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران)، بعد أن أظهر التقدير الأولي الشهر الماضي نمواً قدره 1.2 في المائة على أساس سنوي. وقد استفاد الاقتصاد من زيادة الإنفاق الخاص والعام، فضلاً عن الاستثمار في الأصول الثابتة، رغم تراجع الصادرات.

كما تم تعديل معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول بشكل طفيف إلى 17.2 في المائة من 17.3 في المائة، حيث تعافى الاقتصاد من انكماش حاد في الربع الرابع من عام 2023 بفعل بدء الحرب.

ورغم تباطؤ النمو، فإن بنك إسرائيل قد لا يتمكن من خفض أسعار الفائدة بسبب عدة عوامل، بما في ذلك ارتفاع الأسعار، وضعف سوق العمل، والسياسة المالية التوسعية وسط الإنفاق الحكومي لتمويل الحرب التي استمرت 11 شهراً، وفق «رويترز».

وبخلاف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تشير البيانات الإسرائيلية إلى احتمال تأجيل خفض الفائدة لفترة أطول. وقالت الخبيرة الاقتصادية في «باركليز»، زالينا ألبوروفا: إن تصاعد التضخم إلى جانب الغموض بشأن الوضع الجيوسياسي والموازنة قد يدفعان إلى تأجيل التيسير النقدي إلى النصف الثاني من عام 2025.

وأظهرت بيانات يوم الأحد أن التضخم في إسرائيل ارتفع إلى 3.6 في المائة على أساس سنوي في أغسطس (آب)، متجاوزاً توقعات السوق البالغة 3.2 في المائة وأعلى بكثير من المعدل المستهدف للحكومة والذي يتراوح بين 1 في المائة و3 في المائة. وأشار المكتب المركزي للإحصاء إلى أن معدل البطالة ظل عند 2.6 في المائة في أغسطس.

وبعد الإبقاء على سعر الفائدة عند 4.5 في المائة للمرة الخامسة على التوالي في 28 أغسطس، أفاد المسؤولون في المصرف المركزي بأن خفض الفائدة قبل العام المقبل يبدو غير مرجح.

وتُعزى مشكلات المعروض إلى الارتفاع الحاد في تكلفة السفر إلى الخارج وأسعار الخضراوات الطازجة، بما في ذلك الطماطم، فضلاً عن زيادة تكاليف الإسكان.

وأشار الخبير الاقتصادي في «سيتي بنك»، ميشيل نيس، إلى أن استمرار ارتفاع التضخم نتيجة صدمات الأسعار قد يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الخطوة التالية في السياسة النقدية ستكون خفض الفائدة، مضيفاً: «نرى أن هذا لن يكون سهلاً على بنك إسرائيل».


مقالات ذات صلة

نتيجة للإصلاحات... «ستاندرد آند بورز» تعدّل النظرة المستقبلية للسعودية إلى «إيجابية»

الاقتصاد «ستاندرد آند بورز» توقّعت بأن تظهر السعودية على المدى الطويل كاقتصاد أكثر تنوعاً (واس)

نتيجة للإصلاحات... «ستاندرد آند بورز» تعدّل النظرة المستقبلية للسعودية إلى «إيجابية»

عدّلت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني نظرتها المستقبلية للمملكة العربية السعودية إلى «إيجابية» من «مستقرة».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سبائك الذهب بمصنع شركة «أرغور- هيراوس» في مندريسيو بسويسرا (رويترز)

الذهب يُسجل أعلى مستوى على الإطلاق

ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 1 في المائة، لتسجل أعلى مستوى لها على الإطلاق، الخميس، بدعم من توقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يلقي كلمة في لندن (أ.ب)

هيئة رقابية تحذّر: مالية الحكومة البريطانية تسير على مسار «غير مستدام»

حذّرت هيئة مراقبة المالية العامة من أن الدين العام في المملكة المتحدة يسير على مسار تصاعدي «غير مستدام» بسبب اتجاهات مثل شيخوخة السكان وتكاليف تغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد موظف يعدّ أوراق الروبية الباكستانية بأحد المصارف في بيشاور (رويترز)

«المركزي الباكستاني» يخفّض سعر الفائدة إلى 17.5 % للمرة الثالثة على التوالي

قال المصرف المركزي الباكستاني، في بيان، إنه خفّض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 200 نقطة أساس إلى 17.5 في المائة اليوم (الخميس)، وهو الخفض الثالث على التوالي.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

«المركزي الأوروبي» يستعد لخفض الفائدة: هل سيحذو «الفيدرالي» حذوه؟

مع انخفاض معدل التضخم، من المتوقع أن يقوم «المركزي الأوروبي» بخفض أسعار الفائدة مجدداً يوم الخميس، وذلك لدعم النمو البطيء من خلال تقليل تكاليف الاقتراض للشركات

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت )

السعودية ومصر تعتزمان توقيع اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار قريباً

وزير الاستثمار السعودي (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار السعودي (الشرق الأوسط)
TT

السعودية ومصر تعتزمان توقيع اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار قريباً

وزير الاستثمار السعودي (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار السعودي (الشرق الأوسط)

تعتزم حكومتا مصر والسعودية توقيع اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار قريباً، في ظل سعيهما لتعزيز العلاقات والشراكات الاقتصادية والاستثمارية، في وقت بلغ فيه حجم التبادل التجاري 124 مليار ريال (33 مليار دولار) خلال عامي 2022 - 2023.

من هنا تبرز أهمية اللقاء الذي جمع رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي والوفد المرافق له، الذي يزور الرياض حالياً، مع القطاع الخاص السعودي، والذي كشف فيه وزير الاستثمار السعودي المهندس خالد الفالح، قرب توقيع الاتفاقية بين البلدين.

وكان مدبولي بدأ زيارة للسعودية يوم الأحد، تستهدف بحث ملفات التعاون المشترك. وأكد خلال لقائه المسؤولين في المملكة، أن الحكومة المصرية تستهدف خلال المرحلة المقبلة جذب مزيد من الاستثمارات السعودية الجديدة، لا سيما في ظل ما تقدمه من حوافز غير مسبوقة مثل «الرخصة الذهبية».

بينما شدّد وزير الاستثمار والتجارة الخارجية في مصر، المهندس حسن الخطيب، على الرغبة الحقيقية في إنجاز الاتفاقية بين البلدين، التي تعدّ صفحة جديدة في العلاقات المصرية - السعودية، لافتاً إلى الرغبة في مضاعفة حجم التبادل التجاري بين الجانبين.

وأوضح سعي بلاده لوضع سياسة استثمارية واضحة تضع تنافسية الاستثمار المصري في قلب الاستراتيجية، وأن يكون اقتصاداً تنافسياً عالمياً يعمل على شراكات عالمية، مؤكداً أنه سيكون للمستثمرين الحاليين أكثر من 50 في المائة من الاستثمارات الجديدة بمصر.

الفالح

ومن ناحيته، قال وزير الاستثمار السعودي المهندس خالد الفالح خلال اللقاء، إن «مصر تمثل أحد أهم الشركاء الاقتصاديين للمملكة، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية ومصر أكثر من 124 مليار ريال (33 مليار دولار) خلال عامي 2022 و2023، والسوق المصرية تعد وجهة جاذبة للمملكة وجميع القطاعات المتمثلة بالنشاط الاقتصادي؛ السياحة والنقل والبنية التحتية والتطوير العقاري والزراعة والطاقة وتقنية المعلومات وغيرها».

وأضاف: «نؤمن بأن تعزيز التعاون مع مصر يعود بالنفع على الاقتصادين السعودي والمصري اللذين يعدان نواة الاقتصاد العربي، وسيسهم هذا التعاون والتكامل والاستفادة من المزايا التنافسية لكل منهما، وتعزيز النمو الاقتصادي بالمنطقة في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية التي تتطلب استثمارات لمرونة سلاسل الإمداد العالمية، والحفاظ على البيئة، واقتصادات مقبلة مثل تقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي وغيرهما».

ولفت إلى أن القطاع الخاص السعودي يمثل أكبر المستثمرين في مصر، حسب إحصاءات الحكومة المصرية. وتابع أن المستثمرين المصريين في المملكة يمثلون جزءاً كبيراً من الاستثمار الأجنبي المباشر.

وأفاد بأنه خلال عام 2024، نمت الرخص الاستثمارية المصرية بالمملكة بأكثر من 100 في المائة مقارنة بالعام السابق، في حين أنه لدى المستثمرين المصريين أكثر من 80 ألف وظيفة في الاقتصاد السعودي.

بدوره، أكد وزير التجارة السعودي الدكتور ماجد القصبي، أنه سيتم قريباً توقيع اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار بين البلدين، معرباً عن تقديره لمصر بجهودها الحثيثة لتحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية.

من جانبه، أمل رئيس اتحاد الغرف التجارية السعودية حسن الحويزي، أن يسهم هذا اللقاء في دعم العلاقات الاقتصادية والشراكات الاستثمارية والتجارية في مجتمع الأعمال السعودي - المصري، لتحقيق الأهداف والطموحات بتطوير العلاقات في هذا الجانب.

حضور مسؤولين خلال لقاء رئيس مجلس الوزراء المصري مع القطاع الخاص بالسعودية (الشرق الأوسط)

وبيّن الحويزي أن العلاقات الاقتصادية بين المملكة ومصر ارتقت في الآونة الأخيرة إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، من خلال إبرام عدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، مبيّناً أنه كان لمجلس الأعمال السعودي - المصري دور فعال في تعميق هذا التعاون من خلال سلسلة اجتماعات ولقاءات بين القاهرة والرياض، والعمل الجاد لتذليل العقبات وتعزيز النشاط الاقتصادي والاستثماري والتجاري بين مجتمعي الأعمال في البلدين.

وأوضح أن القطاع الخاص وأصحاب الأعمال يتطلع إلى التعرف على أهم مستجدات الفرص الاستثمارية بالاقتصاد المصري والاستراتيجيات والخطط المستقبلية والحوافز التي تمنحها الدولة للاستثمار الأجنبي، حتى يتمكن من التنسيق مع المصريين لوضع رؤية مستقبلية للشراكات الاستثمارية والتجارية الواعدة، بجانب منظومة الحوافز المقدمة للاستثمار الأجنبي في المملكة، فإن المستثمر المصري الذي يخطط للاستثمار في السوق السعودية سوف يحظى بدعم منظومات كبرى من المشروعات الاستراتيجية والمناطق الاقتصادية في البلدين.