الدولار يهبط لأدنى مستوى هذا العام... و«الفيدرالي» في دائرة الضوء

أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
TT

الدولار يهبط لأدنى مستوى هذا العام... و«الفيدرالي» في دائرة الضوء

أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

انخفض الدولار إلى أدنى مستوى له هذا العام مقابل الين الياباني يوم الجمعة بعد أن غذت تقارير إعلامية الجدل حول خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.

وانخفض الدولار أكثر من 0.8 في المائة إلى 140.645 ين، وهو أدنى مستوى منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول)، وكان منخفضاً 0.7 في المائة في أحدث قراءة له إلى 140.8 ين، وفق «رويترز».

وحقق اليورو والجنيه الإسترليني والفرنك السويسري مكاسب مقابل الدولار.

ويبدو أن البيانات الاقتصادية الأميركية هذا الأسبوع تدعم الحجة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، مع ارتفاع مقياس تضخم أسعار المستهلك، الذي يستبعد أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، أكثر من المتوقع في أغسطس (آب).

لكن محللين في السوق قالوا إن التقارير الصحافية التي أشارت إلى أن خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس لا يزال خياراً، وتعليقات من مسؤول سابق في الفيدرالي تدعو إلى تخفيض كبير الحجم، تسببتا في تحول في توقعات السوق.

وكان المتداولون يسعرون حوالي 40 في المائة فرصة لخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس يوم الأربعاء المقبل، ارتفاعاً من حوالي 25 في المائة يوم الخميس و15 في المائة يوم الأربعاء، وفقاً لتسعير سوق المال.

وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق في نيويورك، بيل دادلي، يوم الجمعة إن هناك حجة قوية لخفض 50 نقطة أساس، بحجة أن الأسعار حالياً أعلى بنحو 150-200 نقطة أساس من السعر المحايد للاقتصاد الأميركي، حيث إن السياسة ليست تقييدية ولا متساهلة. وقال: «لماذا لا نبدأ فقط؟».

وارتفع اليورو في أحدث تعاملات 0.15 في المائة إلى 1.1095 دولار بعد ارتفاعه 0.57 في المائة يوم الخميس بعدما خفض «المركزي» الأوروبي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس لكن رئيسة البنك كريستين لاغارد خففت من توقعات خفض آخر الشهر المقبل.

وتميل التوقعات إلى أن أسعار الفائدة سوف تكون أعلى من المتوقع في السابق إلى تعزيز العملة من خلال جعل الأصول ذات الدخل الثابت في بلد أو منطقة أكثر جاذبية، والعكس صحيح.

وقال استراتيجي العملات في «آي إن جي»، فرنسيسكو بيسول، إن اليورو «يستهدف العودة إلى 1.11 دولار مرة أخرى بعد الدعم المشترك من «المركزي» الأوروبي الذي لم يكن متساهلاً بما فيه الكفاية والرهانات الصاعدة على التيسير النقدي من جانب الاحتياطي الفيدرالي».

وارتفع الجنيه الإسترليني أيضا بنسبة 0.15 في المائة إلى 1.3146 دولار، وهو أعلى مستوى له في أسبوع. ومن المتوقع أن يبقي بنك إنجلترا على أسعار الفائدة عند 5 في المائة الأسبوع المقبل بعد البدء في تخفيف السياسة لنقدية بخفض بمقدار 25 نقطة أساس في أغسطس.

وتراجع الدولار 0.39 في المائة مقابل الفرنك السويسري، الذي مثل الين حساس بشكل خاص للتوقعات بشأن سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي وعوائد السندات الأميركية.

ويترقب المستثمرون أيضاً قرار بنك اليابان بشأن أسعار الفائدة يوم الجمعة، حيث من المتوقع أن يبقي أسعار الفائدة ثابتة عند 0.25 في المائة.

وقال عضو مجلس إدارة بنك اليابان ناوكي تامورا يوم الخميس إن المصرف المركزي ينبغي أن يرفع أسعار الفائدة إلى 1 في المائة على الأقل في النصف الثاني من السنة المالية المقبلة، لكنه أضاف أنه من المرجح أن يرفع أسعار الفائدة ببطء وعلى مراحل.


مقالات ذات صلة

الدولار يتراجع قبل بيانات التضخم والمناظرة الرئاسية الأميركية

الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يتراجع قبل بيانات التضخم والمناظرة الرئاسية الأميركية

انخفض الدولار الثلاثاء قبل بيانات التضخم في الولايات المتحدة ومناظرة تلفزيونية بين المرشحين الرئاسيين كامالا هاريس ودونالد ترمب

«الشرق الأوسط» (لندن )
شمال افريقيا سيدات مصريات في فرنسا يحملن علم مصر عقب التصويت في الانتخابات الرئاسية الأخيرة (وزارة الهجرة)

«قفزة تاريخية» في تحويلات المصريين بالخارج... لماذا زادت؟

سجلت تحويلات المصريين العاملين بالخارج «قفزة تاريخية»، خلال شهر يوليو الماضي، مع وصول إجمالي تحويلاتهم إلى 3 مليارات دولار.

أحمد عدلي (القاهرة)
الاقتصاد صورة توضيحية تظهر أوراقاً نقدية بقيمة 100 دولار أميركي (رويترز)

الدولار يعوض بعض خسائره وسط ترقب لخفض الفائدة الأميركية

عوّض الدولار بعض خسائره الاثنين بينما قلّص الين مكاسبه مع ترقب المستثمرين لحجم الخفض المتوقع لأسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد مقر البنك المركزي الصيني في بكين (رويترز)

ارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي الصيني 32 مليار دولار في أغسطس

ارتفع إجمالي احتياطيات الصين من النقد الأجنبي، بنسبة 0.98 في المائة بنهاية شهر أغسطس (آب) الماضي، ليصل إلى 3.2882 تريليون دولار، بزيادة 31.8 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد رجل يعد عملة «النيرة» النيجيرية في أحد المحال (رويترز)

«المركزي» النيجيري يستأنف مبيعات النقد الأجنبي دعماً للعملة المحلية

استأنف البنك المركزي النيجيري مبيعات النقد الأجنبي، بعد أن تراجعت النيرة (عملة نيجيريا)، إلى مستوى منخفض جديد، مقابل الدولار هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (أبوجا)

توسعات جديدة في المطاعم والمقاهي السعودية بفعل الحوافز الاستثمارية

مطاعم منطقة «بوليفارد الرياض سيتي» (الشرق الأوسط)
مطاعم منطقة «بوليفارد الرياض سيتي» (الشرق الأوسط)
TT

توسعات جديدة في المطاعم والمقاهي السعودية بفعل الحوافز الاستثمارية

مطاعم منطقة «بوليفارد الرياض سيتي» (الشرق الأوسط)
مطاعم منطقة «بوليفارد الرياض سيتي» (الشرق الأوسط)

تشهد المطاعم والمقاهي في السعودية مرحلةً من الازدهار مدفوعة بشريحة سكانية شابة وزيادة في الدخل المتاح للإنفاق، ما يجعلها سوقاً جاذبةً للعلامات الدولية، مع توقعات بأن يتوسع حجم المطاعم والمقاهي في المرحلة المقبلة.

ومن المعلوم أن السوق السعودية تعدّ من أكبر أسواق المنطقة، وتشهد حالياً فترة انتعاش لافتة. وهو ما يظهر جلياً في قطاع المطاعم والمقاهي، حيث تتنافس العلامات المحلية والدولية، على حد سواء في هذه السوق، على أمل اقتناص أكبر حصة من المستهلكين. ومن المتوقع أن ترتفع وتيرة أعمال هذا القطاع بعد صدور قانون الاستثمار الجديد، الذي أرسى قاعدة متينة لجذب المستثمرين من ضمن إجراءات التعديلات في التشريعات المسهلة للمستثمر.

كانت الحكومة السعودية أقرت الشهر الماضي نظاماً للاستثمار، الذي يعد خطوة مهمة في تحفيز الاستثمار الأجنبي، وتمكين الاستثمار المحلي لدعم الاقتصاد.

وجاء إقرار هذا القانون امتداداً للعديد من الإجراءات التطويرية التي اتخذتها المملكة، ويؤكّد التزامها بتوفير بيئة جاذبة وداعمة وآمنة للمستثمرين المحليين والأجانب، وفق ما أعلن وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح.

موظفة في أحد مقاهي السعودية تحضر القهوة (واس)

المبيعات

وبلغت مبيعات المطاعم والمقاهي السعودية 23.957 مليار ريال (6.38 مليار دولار) في النصف الثاني من عام 2024، وهو ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 30.6 في المائة عن الفترة نفسها من عام 2022، و3.6 عن النصف الأول من العام الحالي، وفقاً للنشرة الشهرية للبنك المركزي السعودي (ساما).

كانت مبيعات المطاعم السعودية ارتفعت بنسبة 13.66 في المائة إلى 89.3 مليار ريال (23.8 مليار دولار) في عام 2023، مقارنة بـ78.6 مليار ريال في عام 2022.

في حين بلغ عدد عمليات البيع المنفذة 696471 عملية مقابل 456588 في النصف الثاني من عام 2023، و675609 في النصف الأول من العام الحالي.

وكشفت بيانات المركزي السعودي أن الإنفاق على المقاهي والمطاعم مثّل ما نسبته 14.76 من مجموع قيمة عمليات البيع التي حصلت في كافة القطاعات في النصف الثاني من هذا العام.

ويرتبط قطاع المطاعم والمقاهي ببرنامج «جودة الحياة» ومستهدفات «رؤية 2030»، كونه أحد العناصر الأساسية المكونة لنمط وجودة الحياة التي يستهدفها البرنامج. وحسب البرنامج، فإن الرقم المستهدف في 2030 هو الوصول إلى 3 آلاف مطعم لكل مليون نسمة وأكثر من ألف مقهى لكل مليون نسمة.

وتشير شركة «موردور إنتليجنس» للأبحاث في تقرير لها إلى أن سوق خدمات الطعام في السعودية تشهد نمواً كبيراً، حيث تحتل المطاعم ذات الخدمة الكاملة الحصة الأكبر في السوق، تليها مطاعم الخدمة السريعة. ويعود توسع السوق إلى المبادرات الحكومية لتعزيز السياحة والتنويع الاقتصادي، والشعبية المتزايدة للمأكولات الآسيوية بين الشباب والاهتمام المتزايد بالأطباق العالمية.

وتتوقع «موردور» أن تبلغ الحصة السوقية لسوق خدمات الطعام بأنواعها، 27.18 مليار دولار في 2024، وأن ترتفع إلى 42.48 مليار دولار في 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 9.34 في المائة خلال الفترة المتوقعة (2024 - 2029).

ويعد قطاع المقاهي أسرع القطاعات نمواً، مدفوعاً بالطلب على المساحات الاجتماعية والعملية. ومن المتوقع أن يسجل معدل نمو سنوي مركب بنسبة 11.74 في المائة من حيث القيمة خلال الفترة المتوقعة.

ويوجد أكثر من 40 في المائة من أكثر من 8800 مقهى يحمل علامة تجارية في الشرق الأوسط في السعودية. ومن المتوقع أن تنمو شعبية المقاهي والحانات في السعودية في السنوات المقبلة مع استمرار البلاد في التطور واستمرار الأجيال الشابة في تبني المعايير والتجارب الاجتماعية الجديدة، وفق التقرير.

«لافويا» تتوسع

ومن هذا المنطلق، قررت مجموعة «لافويا» التي تدير مطاعم للوجبات السريعة في منطقة الخليج، التوسع في افتتاح المطاعم بالمنطقة والسوق السعودية تحديداً، بهدف تعزيز مشهد قطاع الأطعمة والمساهمة في الاقتصاد المحلي.

وقال المختص في المطاعم الرئيس التنفيذي لشؤون العمليات في مجموعة «لافويا»، نجيب يعقوب، لـ«الشرق الأوسط»، إن التوسع في افتتاح المواقع الجديدة يسهم في توفير العديد من فرص العمل في مختلف الوظائف من الإدارة إلى موظفي الخدمة، معتبراً أن هذه الخطوة لا تساعد في خفض مستويات البطالة فحسب، بل توفر أيضاً التدريب وتطوير مهارات القوى العاملة المحلية.

وأضاف: «من خلال توظيف المواطنين السعوديين وتنمية المواهب المحلية، فإننا نساهم في الهدف الوطني لزيادة معدلات التوظيف وتعزيز مهارات القوى العاملة في قطاع الضيافة».

وأفصح الرئيس التنفيذي لشؤون العمليات في مجموعة «لافويا»، عن وجود أكثر من 132 ألف مطعم ومقهى في السعودية، مع خطط سوقية للتوسع أكثر في المرحلة المقبلة، ومواصلة الطلب على خيارات تناول الطعام المتنوعة نموه، متوقعاً أن يزيد عدد المطاعم بشكل كبير.

وأكد أن تلك العوامل جعلت شركته تخطط لافتتاح فروع جديدة في السعودية لتكون جزءاً من هذا النمو. ومن المتوقع أن يتطور قطاع المطاعم بسرعة، مدفوعاً بتغير تفضيلات المستهلكين والجهود المستمرة لتحسين تجربة تناول الطعام.