​وزارة الطاقة السعودية تستحدث إدارة عامة للذكاء الاصطناعي

القمة العالمية بالرياض تتابع أعمالها لليوم الثالث

جانب من الجلسة الحوارية يظهر فيها وكيل وزارة الطاقة السعودية للتنمية وإدارة المشاريع الدكتور ماجد القويز (وزارة الطاقة)
جانب من الجلسة الحوارية يظهر فيها وكيل وزارة الطاقة السعودية للتنمية وإدارة المشاريع الدكتور ماجد القويز (وزارة الطاقة)
TT

​وزارة الطاقة السعودية تستحدث إدارة عامة للذكاء الاصطناعي

جانب من الجلسة الحوارية يظهر فيها وكيل وزارة الطاقة السعودية للتنمية وإدارة المشاريع الدكتور ماجد القويز (وزارة الطاقة)
جانب من الجلسة الحوارية يظهر فيها وكيل وزارة الطاقة السعودية للتنمية وإدارة المشاريع الدكتور ماجد القويز (وزارة الطاقة)

بينما تستكمل القمة العالمية للذكاء الاصطناعي أعمالها في العاصمة الرياض، بنسختها الثالثة، بينت وزارة الطاقة السعودية خلال جلسة حوارية، أنها تتخذ عدة خطوات للاستفادة القصوى من هذه التقنية في قطاع الطاقة، منها إنشاء إدارة عامة للذكاء الاصطناعي وتطوير الأعمال، حيث تركز الوزارة على زيادة كفاءة الطاقة وتقليل الاستهلاك.

وقال وكيل وزارة الطاقة السعودية للتنمية وإدارة المشاريع، الدكتور ماجد القويز، في مستهل الجلسة، إن استهلاك مراكز البيانات للطاقة ارتفع بسبب نمو وانتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يحتم التعامل مع ذلك باهتمام بالغ، لإيجاد حلول ناجحة تضمن تقليل الاستهلاك، مشيراً في هذا الصدد للخطوات العملية التي اتخذتها الوزارة، ومنها تفعيل التعاون مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، مما أسفر عن إطلاق «مركز الطاقة للذكاء الاصطناعي»، واستحداث إدارة عامة للذكاء الاصطناعي وتطوير الأعمال، لتوفير بيئة عمل تضمن النجاح في تمكين قطاع الطاقة من الاستفادة القصوى من تطبيقات هذه التقنية، وتوظيفها بطريقة تتماشى مع المبادئ المعنية برفع كفاءة الاستهلاك.

من جانبه، نوّه الرئيس التنفيذي لـ«الشركة السعودية لشراء الطاقة»، المهندس مازن البهكلي، بالخطوات الكبيرة للمملكة فيما يتعلق بمجالات الطاقة المتجددة، وفق خطة هذا القطاع الحيوي لتحقيق مستهدفات «رؤية 2030» ذات العلاقة، مشيراً إلى أن هناك خطة نمو بمعدل 20 غيغا واط سنوياً من الطاقة المتجددة، إلى جانب خطة إضافة قدرات تخزين الطاقة بما يصل إلى 8 غيغا واط في الساعة سنوياً باستخدام تقنيات تخزين البطاريات.

وعن دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تلك المجالات، عدّ البهكلي هذه التقنية رافداً مهماً سيخدم قطاع الطاقة في المملكة، ويسهم في تسريع العملية التنموية، وتحقيق الأهداف المنشودة وفق خطط محددة وواضحة المعالم والأهداف، لا سيما مع مميزات هذه التقنيات، وقدرتها على ضمان سير العمل بشكلٍ مثالي ودقيق.

تطبيقات تنبؤية

بدورها بينت الرئيس التنفيذي للنمو، ونائب الرئيس الأول لشركة «سوبر ميكرو» سينلي تشن، أن الذكاء الاصطناعي متى ما وظف بالصورة الصحيحة وجرت معالجة بعض التحديات والعوائق في استخداماته، فحتماً سيساعد في تحسين استهلاك الطاقة وتخفيض تكاليفها عبر تطبيقات تنبؤية، مشيدة بتقدم المملكة في تبريد مراكز البيانات واستخدام الطاقة المتجددة، وأنها أصبحت رائدة في حل هذه التحديات.

ونوّه كبير مهندسي الذكاء الاصطناعي للقطاع العام في شركة «إنفيديا»، جون آشلي، بالدور الكبير الذي تلعبه تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين الكفاءة في القطاعات الحيوية، مثل قطاع الرعاية الصحية، مشيراً إلى امتيازاته وقدرته على دعم الأطباء، وتحسين الرعاية المقدمة للمرضى.

تحقيق الشفافية

وتطرق الشريك العام في «ستريت أطلس» كاميرون بورتو، في ختام الجلسة إلى لزوم تحقيق الشفافية في استخدام الطاقة المتجددة، مشدداً على ضرورة تحسين آليات الرقابة والتوثيق لضمان الاستفادة القصوى من هذه الموارد، وإيجاد الآليات والسبل لتوظيف مختلف التقنيات الممكنة لتحقيق هذه الأهداف، لا سيما في ظل الطفرة التقنية التي يعيشها العالم والبشرية في الوقت الراهن.

جانب من حفل افتتاح القمة العالمية للذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)

وتتابع القمة أعمالها في اليوم الثالث والأخير بالعاصمة الرياض بحضور الرواد والمختصين وصنّاع القرار، إلى جانب آلاف المشاركين من المهتمين بالمجال من مختلف أنحاء العالم.

ويناقش المشاركون، الخميس، عدداً من الموضوعات والقضايا ذات الأهمية الاقتصادية والاجتماعية فيما يتعلق بالنماذج اللغوية العربية الضخمة، ودورها في الحفاظ على الهوية والتنوع الثقافي، وسُبل تقريب المسافة بين الابتكار الأكاديمي، وقطاع الذكاء الاصطناعي، كما سيسلط المشاركون الضوء على التزييف العميق، وكيف يمكن التعامل مع تداعياته الأخلاقية والتقنية والاجتماعية.


مقالات ذات صلة

السوق السعودية تكسب 76 نقطة بتأثير من الأسهم القيادية

الاقتصاد مستثمران يتابعان شاشة التداول في السوق المالية السعودية (رويترز)

السوق السعودية تكسب 76 نقطة بتأثير من الأسهم القيادية

ارتفع «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي)، بنهاية تداولات الخميس، بمقدار 76.15 نقطة، وبنسبة 0.65 في المائة، إلى مستويات 11842.55 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مصانع «بترورابغ» (موقع الشركة)

خسائر «بترورابغ» المتراكمة تتراجع إلى 36.16 % من رأسمالها

أعلنت شركة «رابغ للتكرير والبتروكيماويات» (بترورابغ) أن خسائرها المتراكمة تراجعت إلى نحو 6 مليارات ريال بنهاية أغسطس.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من توقيع الاتفاقية خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي 2024 (الشرق الأوسط)

«سكاي» و«مدينة محمد بن سلمان» تتعاونان لتمكين الشباب في مجال الذكاء الاصطناعي

وقَّعت «الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (سكاي)»، الأربعاء، مذكرة تفاهم مع مدينة محمد بن سلمان غير الربحية (مدينة مسك) تمهد لتأسيس شراكة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمر يراقب شاشة تعرض معلومات في سوق الأسهم السعودية (تداول) بالرياض (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تتراجع للجلسة الرابعة على التوالي

تراجع «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي)، الاثنين، للجلسة الرابعة على التوالي، بفارق 19.40 نقطة، وبنسبة 0.16 في المائة، إلى مستوى 11962.90 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المرشحة الرئاسية الديمقراطية ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتفاعل خلال تجمع انتخابي في سافانا بجورجيا (رويترز)

عمال شركات التكنولوجيا الكبرى في أميركا يدعمون كامالا هاريس

أظهرت البيانات أن العمال في العديد من كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية يدعمون بشكل كبير مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة كامالا هاريس.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«المركزي الأوروبي» يخفض الفائدة مجدداً مع تلاشي التضخم وتعثر الاقتصاد

رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تتحدث في مؤتمر صحافي حول السياسة النقدية لمنطقة اليورو (وكالة الصحافة الفرنسية)
رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تتحدث في مؤتمر صحافي حول السياسة النقدية لمنطقة اليورو (وكالة الصحافة الفرنسية)
TT

«المركزي الأوروبي» يخفض الفائدة مجدداً مع تلاشي التضخم وتعثر الاقتصاد

رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تتحدث في مؤتمر صحافي حول السياسة النقدية لمنطقة اليورو (وكالة الصحافة الفرنسية)
رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تتحدث في مؤتمر صحافي حول السياسة النقدية لمنطقة اليورو (وكالة الصحافة الفرنسية)

خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.5 في المائة استجابة لانخفاض التضخم في منطقة اليورو وعلامات على أن اقتصاد الكتلة يواجه خطر التعثر، وهو ما حذرت منه رئيسة البنك كريستين لاغارد حين قالت: «إن النمو الاقتصادي يواجه رياحاً معاكسة».

قرار يوم الخميس خفض سعر الفائدة القياسي للودائع لدى البنك المركزي الأوروبي «بالإجماع» وفق لاغارد، يأتي للمرة الثانية هذا العام، وفي أقل من أسبوع من التوقعات الواسعة النطاق ببدء بنك الاحتياطي الفيدرالي في تخفيف السياسة النقدية الأميركية. كما يجتمع بنك إنجلترا، الذي خفض أسعار الفائدة مرة واحدة حتى الآن، في اليوم التالي.

ويعتقد بعض المحللين أن البنك المركزي الأوروبي من المرجح أن يخفض أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعيه المتبقيين هذا العام.

وقام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة مرة واحدة في يونيو (حزيران) ثم توقف مؤقتاً في يوليو (تموز) قبل أن يذهب في عطلة صيفية في أغسطس (آب). ويتعين على مجلس تحديد أسعار الفائدة بقيادة لاغارد التوفيق بين المخاوف بشأن التوقعات المخيبة للآمال للنمو - وهو ما يؤيد التخفيضات - والحاجة إلى التأكد من وصول التضخم إلى هدف البنك البالغ 2 في المائة والبقاء عند هذا المستوى، وهو ما يدعم الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول قليلاً.

وانخفض التضخم في الدول العشرين التي تستخدم عملة اليورو إلى 2.2 في المائة في أغسطس، وهو ما لا يبعد كثيراً عن هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة، من 10.6 في المائة عند ذروته في أكتوبر (تشرين الأول) 2022.

وفي مؤتمرها الصحافي الذي أعقب القرار، قالت رئيسة البنك كريستين لاغارد إن البيانات الأخيرة «أكدت ثقتنا في أننا نتجه نحو هدفنا في الوقت المناسب»، متوقعة بلوغ التضخم ما نسبته 2.5 في المائة في المتوسط هذا العام.

ويتوقع موظفو البنك أن يبلغ متوسط التضخم العام 2.5 في المائة في عام 2024، و2.2 في المائة في عام 2025، و1.9 في المائة في عام 2026، كما هو الحال في التوقعات الصادرة في يونيو. ومن المتوقع أن يرتفع التضخم مرة أخرى في النصف الثاني من هذا العام، ويرجع ذلك جزئياً إلى اختفاء الانخفاضات الكبيرة السابقة في أسعار الطاقة من معدلات التضخم السنوية.

وقالت لاغارد: «ومن المتوقع بالتالي أن يتراجع التضخم نحو هدفنا في النصف الثاني من العام المقبل». لكنها امتنعت عن تقديم أي توجيهات بشأن المزيد من التخفيضات، مكتفية بالقول إن البنك سيتخذ قراراته بشأن أسعار الفائدة على أساس كل اجتماع على حدة، استناداً إلى المعلومات الواردة عن الاقتصاد، وإنه «لا يلتزم مسبقاً بمسار أسعار معين».

وقالت لاغارد إن مجلس إدارة البنك يصر على ضمان عودة التضخم إلى هدفه المتوسط الأجل البالغ 2 في المائة في الوقت المناسب. وسوف يبقي المصرف المركزي أسعار السياسة النقدية ضيقة بما يكفي طالما كان ذلك ضرورياً لتحقيق هذا الهدف. وسوف يواصل اتباع نهج قائم على البيانات والاجتماع بشكل منتظم لتحديد المستوى والمدة المناسبين للتشديد. وعلى وجه الخصوص، سوف تستند قرارات أسعار الفائدة إلى تقييمها لتوقعات التضخم في ضوء البيانات الاقتصادية والمالية الواردة، وديناميكيات التضخم الأساسية، وقوة انتقال السياسة النقدية. ولا يلتزم مجلس الإدارة مسبقاً بمسار سعر محدد.

الأجور

وبحسب لاغارد، من المتوقع أن يظل نمو الأجور المتفاوض عليه مرتفعاً ومتقلباً في عام 2025. ومع ذلك، فإن تكلفة العمالة الإجمالية تتباطأ، ومن المتوقع أن يتباطأ نمو التعويضات لكل موظف «بشكل ملحوظ» مرة أخرى في عام 2025.

وقالت: «يتوقع الموظفون أن يستمر نمو تكلفة وحدة العمل في الانخفاض على مدى أفق التوقعات بسبب انخفاض نمو الأجور والتعافي في الإنتاجية». وأضافت أن سوق العمل لا تزال مرنة، على الرغم من أن البيانات الأخيرة أشارت إلى مزيد من التباطؤ في الطلب على العمالة، مع اقتراب الوظائف الشاغرة من مستويات ما قبل الوباء.

وقالت لاغارد: «إن التعافي يواجه بعض الرياح المعاكسة»، مؤكدة أن المخاطر لا تزال تميل إلى الجانب السلبي. وأضافت: «إن التأثير المتلاشي تدريجياً للسياسة النقدية التقييدية من شأنه أن يدعم الاستهلاك والاستثمارات».

ويتوقع الموظفون أن ينمو الاقتصاد بنسبة 0.8 في المائة في عام 2024، ويرتفع إلى 1.3 في المائة في عام 2025، و1.5 في المائة في عام 2026. ويمثل هذا تعديلاً طفيفاً إلى الأسفل من توقعات يونيو، ويرجع ذلك أساساً إلى ضعف مساهمة الطلب المحلي خلال الأرباع القليلة المقبلة.

كما تم يوم الخميس أيضاً خفض أسعار الفائدة الأخرى التي يمكن للبنوك من خلالها اقتراض الأموال من البنك المركزي الأوروبي بمقدار 60 نقطة أساس لكل منها كجزء من التحول الاستراتيجي الطويل الأجل الذي لن تكون له عواقب فورية تذكر.

وبينما تقوم المصارف بسداد المبالغ المقترضة بموجب عمليات إعادة التمويل المستهدفة الأطول أجلاً، فسوف يقوم مجلس الإدارة بتقييم مدى مساهمة عمليات الإقراض المستهدفة واستمرار سدادها في موقفه من السياسة النقدية، وفق لاغارد.

هذا، وقالت عضوة مجلس الإدارة إيزابيل شنابل، إن خفض أسعار الفائدة لا يمكن أن يكون ميكانيكياً ويجب أن «يعتمد على البيانات والتحليل». فيما قال كبير الاقتصاديين، فيليب لين، إن العودة إلى 2 في المائة لم يتم «تأمينها» بعد، رغم أنه حذر من أن تكاليف الاقتراض المرتفعة لا ينبغي أن تخنق الاقتصاد.