بينما تستكمل القمة العالمية للذكاء الاصطناعي أعمالها في العاصمة الرياض، بنسختها الثالثة، بينت وزارة الطاقة السعودية خلال جلسة حوارية، أنها تتخذ عدة خطوات للاستفادة القصوى من هذه التقنية في قطاع الطاقة، منها إنشاء إدارة عامة للذكاء الاصطناعي وتطوير الأعمال، حيث تركز الوزارة على زيادة كفاءة الطاقة وتقليل الاستهلاك.
أبرز ما ورد في #قمة_الذكاء_الاصطناعي عن الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة في المملكة. pic.twitter.com/0jIU28YKoV
— وزارة الطاقة (@MoEnergy_Saudi) September 12, 2024
وقال وكيل وزارة الطاقة السعودية للتنمية وإدارة المشاريع، الدكتور ماجد القويز، في مستهل الجلسة، إن استهلاك مراكز البيانات للطاقة ارتفع بسبب نمو وانتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يحتم التعامل مع ذلك باهتمام بالغ، لإيجاد حلول ناجحة تضمن تقليل الاستهلاك، مشيراً في هذا الصدد للخطوات العملية التي اتخذتها الوزارة، ومنها تفعيل التعاون مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، مما أسفر عن إطلاق «مركز الطاقة للذكاء الاصطناعي»، واستحداث إدارة عامة للذكاء الاصطناعي وتطوير الأعمال، لتوفير بيئة عمل تضمن النجاح في تمكين قطاع الطاقة من الاستفادة القصوى من تطبيقات هذه التقنية، وتوظيفها بطريقة تتماشى مع المبادئ المعنية برفع كفاءة الاستهلاك.
من جانبه، نوّه الرئيس التنفيذي لـ«الشركة السعودية لشراء الطاقة»، المهندس مازن البهكلي، بالخطوات الكبيرة للمملكة فيما يتعلق بمجالات الطاقة المتجددة، وفق خطة هذا القطاع الحيوي لتحقيق مستهدفات «رؤية 2030» ذات العلاقة، مشيراً إلى أن هناك خطة نمو بمعدل 20 غيغا واط سنوياً من الطاقة المتجددة، إلى جانب خطة إضافة قدرات تخزين الطاقة بما يصل إلى 8 غيغا واط في الساعة سنوياً باستخدام تقنيات تخزين البطاريات.
وعن دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تلك المجالات، عدّ البهكلي هذه التقنية رافداً مهماً سيخدم قطاع الطاقة في المملكة، ويسهم في تسريع العملية التنموية، وتحقيق الأهداف المنشودة وفق خطط محددة وواضحة المعالم والأهداف، لا سيما مع مميزات هذه التقنيات، وقدرتها على ضمان سير العمل بشكلٍ مثالي ودقيق.
تطبيقات تنبؤية
بدورها بينت الرئيس التنفيذي للنمو، ونائب الرئيس الأول لشركة «سوبر ميكرو» سينلي تشن، أن الذكاء الاصطناعي متى ما وظف بالصورة الصحيحة وجرت معالجة بعض التحديات والعوائق في استخداماته، فحتماً سيساعد في تحسين استهلاك الطاقة وتخفيض تكاليفها عبر تطبيقات تنبؤية، مشيدة بتقدم المملكة في تبريد مراكز البيانات واستخدام الطاقة المتجددة، وأنها أصبحت رائدة في حل هذه التحديات.
ونوّه كبير مهندسي الذكاء الاصطناعي للقطاع العام في شركة «إنفيديا»، جون آشلي، بالدور الكبير الذي تلعبه تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين الكفاءة في القطاعات الحيوية، مثل قطاع الرعاية الصحية، مشيراً إلى امتيازاته وقدرته على دعم الأطباء، وتحسين الرعاية المقدمة للمرضى.
تحقيق الشفافية
وتطرق الشريك العام في «ستريت أطلس» كاميرون بورتو، في ختام الجلسة إلى لزوم تحقيق الشفافية في استخدام الطاقة المتجددة، مشدداً على ضرورة تحسين آليات الرقابة والتوثيق لضمان الاستفادة القصوى من هذه الموارد، وإيجاد الآليات والسبل لتوظيف مختلف التقنيات الممكنة لتحقيق هذه الأهداف، لا سيما في ظل الطفرة التقنية التي يعيشها العالم والبشرية في الوقت الراهن.
وتتابع القمة أعمالها في اليوم الثالث والأخير بالعاصمة الرياض بحضور الرواد والمختصين وصنّاع القرار، إلى جانب آلاف المشاركين من المهتمين بالمجال من مختلف أنحاء العالم.
ويناقش المشاركون، الخميس، عدداً من الموضوعات والقضايا ذات الأهمية الاقتصادية والاجتماعية فيما يتعلق بالنماذج اللغوية العربية الضخمة، ودورها في الحفاظ على الهوية والتنوع الثقافي، وسُبل تقريب المسافة بين الابتكار الأكاديمي، وقطاع الذكاء الاصطناعي، كما سيسلط المشاركون الضوء على التزييف العميق، وكيف يمكن التعامل مع تداعياته الأخلاقية والتقنية والاجتماعية.