«ألفاريز آند مارسال»: نمو ملحوظ بالقطاع المصرفي السعودي خلال الربع الثاني

سجل ارتفاعاً في الودائع 3.2% وزيادة بالأرباح 4.3%

تصوير جوي خلال النهار في العاصمة السعودية الرياض (إ.ب.أ)
تصوير جوي خلال النهار في العاصمة السعودية الرياض (إ.ب.أ)
TT

«ألفاريز آند مارسال»: نمو ملحوظ بالقطاع المصرفي السعودي خلال الربع الثاني

تصوير جوي خلال النهار في العاصمة السعودية الرياض (إ.ب.أ)
تصوير جوي خلال النهار في العاصمة السعودية الرياض (إ.ب.أ)

أظهر أحدث تقرير لشركة الاستشارات العالمية «ألفاريز آند مارسال»، حول أداء القطاع المصرفي في السعودية للربع الثاني من عام 2024، أن أكبر عشرة مصارف في المملكة سجلت زيادة 3.2 في المائة في القروض والسلف على أساس ربع سنوي، مع تسجيل قطاع الخدمات المصرفية للشركات نمواً بنسبة 7.2 في المائة. كما نمت الودائع 2.3 في المائة، مدفوعة بزيادة 4.1 في المائة في الودائع لأجل. ونتيجة لذلك، ارتفعت نسبة القروض إلى الودائع بمقدار 0.8 نقطة مئوية على أساس ربع سنوي إلى 97.8 في المائة.

ويهدف التقرير إلى تسليط الضوء على أداء أكبر 10 مصارف مدرجة في السعودية، من خلال تحليل بياناتها ومقارنة أدائها في الربعين الأول والثاني من عام 2024، مستنداً إلى بيانات السوق التي نشرتها مصادر مستقلة و16 مقياساً مختلفاً، ويقيم مجالات الأداء الرئيسية للمصارف، بما في ذلك الحجم والسيولة والدخل والكفاءة التشغيلية والمخاطر والربحية ورأس المال. وتضم قائمة المصارف العشرة المدرجة في التقرير: البنك الأهلي التجاري السعودي، ومصرف الراجحي، وبنك الرياض، والبنك السعودي البريطاني (ساب)، والبنك السعودي الفرنسي، والبنك العربي الوطني، ومصرف الإنماء، وبنك البلاد، والبنك السعودي للاستثمار، وبنك الجزيرة.

ارتفاع في الأرباح التشغيلية

وبحسب التقرير، ارتفع الدخل التشغيلي بنسبة 1.9 في المائة على أساس ربع سنوي، مدفوعاً بنمو صافي دخل الفائدة بنسبة 2.5 في المائة إلى 27.4 مليار ريال سعودي (7.3 مليار دولار)، رغم انخفاض طفيف بنسبة 0.1 في المائة في الدخل غير المرتبط بالفائدة. كما ساهم انخفاض مخصصات انخفاض القيمة بنسبة 27 في المائة في تعزيز صافي الدخل بنسبة 4.3 في المائة على أساس ربع سنوي.

من ناحية أخرى، انخفض الدخل من غير الفوائد بشكل طفيف بنسبة 0.1 في المائة على أساس ربع سنوي ليصل إلى 7.4 مليار ريال (1.97 مليار دولار)، كما ارتفع صافي دخل الرسوم والعمولات بشكل طفيف بنسبة 1.4 في المائة على أساس ربع سنوي.

كذلك انكمش إجمالي هامش الفائدة الصافي بنقطتي أساس إلى 2.94 في المائة في الربع الثاني من عام 2024. وارتفع العائد على الائتمان بواقع 10 نقاط أساس إلى 8.4 في المائة، بالتوازي مع زيادة تكاليف التمويل بواقع 10 نقاط أساس على أساس ربع سنوي إلى 3.4 في المائة. وكان هذا الانكماش واضحاً في سبعة من أكبر 10 مصارف سعودية.

تحسن كفاءة المصارف

في المقابل، أظهرت المصارف تحسناً في كفاءة التكلفة خلال الربع، حيث تحسنت نسبة التكلفة إلى الدخل بمقدار 29 نقطة أساس على أساس ربع سنوي إلى 31.3 في المائة في الربع الثاني من العام. وتجاوزت الزيادة في الدخل التشغيلي (+1.9 في المائة على أساس ربع سنوي) المصروفات التشغيلية في الربع الثاني من هذا العام.

وواصلت تكلفة المخاطر لدى المصارف السعودية التحسن إلى أدنى مستوياتها منذ عدة سنوات، حيث بلغ هذا التحسن 11 نقطة أساس على أساس ربع سنوي لتستقر عند 0.28 في المائة في الربع الثاني من العام، كما انخفضت تكلفة المخاطر لدى نصف أكبر عشرة مصارف في المملكة.

وارتفعت الأرباح الإجمالية بعد الضريبة للمصارف السعودية بنسبة 4.3 في المائة على أساس ربع سنوي إلى 19.5 مليار ريال (5.20 مليار دولار) في الربع الثاني من هذا العام، وذلك نتيجة لنمو صافي دخل الفائدة (+2.5 في المائة على أساس ربع سنوي) وانخفاض كبير في مخصصات انخفاض القيمة (- 27.0 في المائة على أساس ربع سنوي). وأدى ارتفاع صافي الدخل إلى زيادة العائد على حقوق الملكية إلى 16.8 في المائة (+0.7 نقطة مئوية على أساس ربع سنوي)، في حين ظل العائد على الأصول مستقراً خلال الربع عند 2 في المائة.

في تعليقه، قال العضو المنتدب ورئيس الخدمات المالية في الشرق الأوسط في «ألفاريز آند مارسال»، أسد أحمد: «يعكس الأداء الإيجابي المستمر في الربع الثاني من عام 2024 التوازن بين النمو وتحسين كفاءة التكلفة في المصارف السعودية. ارتفعت الربحية بشكل أساسي بسبب زيادة صافي دخل الفائدة وانخفاض كبير في مخصصات انخفاض القيمة».

وأضاف: «ونظراً لالتزام المصرف المركزي السعودي بالحفاظ على أسعار الفائدة ثابتة بما يتماشى مع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، فمن المرجح أن يبدأ خفض أسعار الفائدة المتوقع في سبتمبر (أيلول) في التأثير على هوامش الفائدة. ولا شك أن المصارف تتطلع إلى تحديد طرق للتعامل مع تأثير خفض أسعار الفائدة وكذلك أي ظروف سلبية في المنطقة؛ ومن المرجح أن يظل التركيز على الدخل غير المرتبط بالفائدة (دخل الرسوم والعمولات بشكل أساسي) وتحسين كفاءة التكلفة محور اهتمام المصارف في المستقبل».


مقالات ذات صلة

كبير اقتصاديي «المركزي الأوروبي»: المخاطر تتجاوز الرسوم الجمركية التقليدية

الاقتصاد مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

كبير اقتصاديي «المركزي الأوروبي»: المخاطر تتجاوز الرسوم الجمركية التقليدية

قال فيليب لين كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي الأربعاء إن البنك يأخذ في اعتباره جملة من المخاطر التي تتجاوز التعريفات الجمركية التقليدية

«الشرق الأوسط» (بروكسل - مدريد)
الاقتصاد مشاة يمرون بجانب مبنى بنك الاحتياطي الأسترالي وسط سيدني (رويترز)

«المركزي الأسترالي» يثبت الفائدة وسط مخاوف التضخم وعدم اليقين العالمي

أبقى بنك الاحتياطي الأسترالي، يوم الثلاثاء، سعر الفائدة دون تغيير عند 3.85 في المائة، مخالفاً توقعات السوق التي رجّحت خفضاً وشيكاً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الاقتصاد مبنى بنك إسرائيل في القدس (رويترز)

بنك إسرائيل يُبقي أسعار الفائدة دون تغيير

أبقى بنك إسرائيل، يوم الاثنين، سعر الفائدة قصيرة الأجل دون تغيير، مشيراً إلى استمرار الضغوط التضخمية و«حالة عدم اليقين الجيوسياسي».

«الشرق الأوسط» (القدس)
الاقتصاد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت يتحدث إلى الصحافيين خلال الاجتماعات الأسبوعية في مبنى الكابيتول (أ.ف.ب)

وزير الخزانة الأميركي: سنحقق نمواً بلا تضخم... وسألتقي نظيري الصيني خلال الأسبوعين المقبلين

قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، يوم الاثنين، إن الولايات المتحدة تعتزم تحقيق نمو اقتصادي دون التسبب في ارتفاع معدلات التضخم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أشخاص يقضون وقتاً بأحد المطاعم في ساحة «بلازا مايور» بالعاصمة الإسبانية (رويترز)

قطاع الخدمات في منطقة اليورو يعود للنمو خلال يونيو

استأنف قطاع الخدمات، الذي يشكل العمود الفقري لاقتصاد منطقة اليورو، نموه في يونيو (حزيران) الماضي، بعد انكماش طفيف في مايو (أيار) الذي سبقه.

«الشرق الأوسط» (عواصم)

محضر «الفيدرالي» يكشف عن دعم محدود لخفض الفائدة في يوليو

مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
TT

محضر «الفيدرالي» يكشف عن دعم محدود لخفض الفائدة في يوليو

مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

كشف محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، المنعقد يومي 17 و18 يونيو (حزيران)، عن أن عدداً محدوداً فقط من صانعي السياسات أبدوا تأييدهم لخفض أسعار الفائدة خلال يوليو (تموز)، في وقت لا يزال فيه معظم الأعضاء قلقين بشأن الضغوط التضخمية، لا سيما تلك الناتجة عن الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس دونالد ترمب فرضها في إطار إعادة تشكيل النظام التجاري العالمي.

ورغم دعوات ترمب المتكررة لخفض فوري في أسعار الفائدة، ومطالبته رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بالاستقالة، فإن المحضر أظهر أن الدعم لتخفيف تكاليف الاقتراض لا يزال محدوداً بين الأعضاء التسعة عشر في اللجنة، وفق «رويترز».

وجاء في المحضر: «توقّع معظم المشاركين أن يكون خفض الفائدة مناسباً في وقت لاحق من هذا العام، مع اعتبار التأثيرات التضخمية الناتجة عن الرسوم الجمركية مؤقتة أو محدودة».

وكان مسؤولو اللجنة قد قرروا بالإجماع الإبقاء على النطاق المستهدف لسعر الفائدة عند 4.25 في المائة إلى 4.50 في المائة، وهو المستوى الذي تم تثبيته منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وأضاف المحضر: «اتفق المشاركون عموماً على أن استمرار قوة النمو الاقتصادي وسوق العمل، إلى جانب السياسة النقدية التي لا تزال في منطقة التقييد المعتدل، يسمح للجنة باتباع نهج الترقب وانتظار مزيد من الوضوح بشأن توقعات التضخم والنشاط الاقتصادي».

ورغم وجود توافق واسع حول أن خفض الفائدة قد يصبح مناسباً لاحقاً هذا العام، فإن التباين في الرؤى كان واضحاً، حيث رأى بعض الأعضاء أن مخاطر التضخم لا تزال تمثل التحدي الأكبر، بينما عبّر آخرون عن قلقهم من ازدياد المخاطر على سوق العمل.

وأشار المحضر إلى أن سبعة من صانعي السياسات توقعوا في تقديراتهم عقب الاجتماع عدم خفض الفائدة إطلاقاً خلال 2025.

كما أكد المسؤولون في البنك المركزي أنهم سيواصلون اتباع نهج حذر في تعديل السياسة النقدية، وسط حالة من الغموض بشأن مستوى الرسوم الجمركية النهائي وتأثيرها على سلوك المستهلكين والشركات.

وتعكس التوقعات الصادرة بعد الاجتماع تبني نهج تدريجي، حيث أشار متوسط التوقعات إلى خفضين للفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية لكل منهما قبل نهاية عام 2025. ويتوقع المستثمرون أن يبدأ الخفض الأول في سبتمبر (أيلول)، يليه خفض آخر في ديسمبر.

وكان كل من كريستوفر والر، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، ونائبته ميشيل بومان، قد أشارا في تصريحات لاحقة إلى أن خفض الفائدة قد يكون ممكناً في اجتماع 29-30 يوليو. غير أن تقرير الوظائف الأخير، الذي جاء أقوى من المتوقع، دفع الأسواق لتقليص رهاناتها على خفض وشيك، حيث بات يُنظر إلى هذا السيناريو على أنه غير مرجح في الوقت الحالي.

يُذكر أن ولاية جيروم باول في رئاسة الاحتياطي الفيدرالي تستمر حتى 15 مايو (أيار) المقبل.