وزارة العدل الأميركية تتهم «غوغل» بالهيمنة على سوق الإعلانات

يظهر شعار «غوغل» من خلال الزجاج المكسور في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
يظهر شعار «غوغل» من خلال الزجاج المكسور في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
TT

وزارة العدل الأميركية تتهم «غوغل» بالهيمنة على سوق الإعلانات

يظهر شعار «غوغل» من خلال الزجاج المكسور في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
يظهر شعار «غوغل» من خلال الزجاج المكسور في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

تواجه شركة التكنولوجيا العملاقة «غوغل» ثاني دعوى قضائية كبرى لها في أقل من عام، يوم الاثنين، من السلطات الأميركية، متهمة إياها بالهيمنة على الإعلان عبر الإنترنت وخنق المنافسة.

وتأتي هذه المحاكمة في محكمة فيرجينيا في أعقاب محاكمة أخرى خاضتها المجموعة العملاقة بشأن محرك البحث عبر الإنترنت الخاص بها، والتي انتهت الشهر الماضي بحكم مدوٍّ؛ حيث خلص القاضي إلى أن «غوغل» تمارس احتكاراً غير قانوني في هذا القطاع.

وتركز هذه المعركة الجديدة التي أطلقتها أيضاً وزارة العدل الأميركية، على تكنولوجيا الإعلان، أي نظام المعلومات المعقد الذي يحدد الإعلانات التي يراها مستخدمو الإنترنت وتكلفتها للعلامات التجارية.

وتتهم الحكومة الأميركية «غوغل» على وجه الخصوص بالهيمنة على سوق نشر الإعلانات على المواقع الإلكترونية، بما في ذلك تلك التابعة لكثير من وسائل الإعلام.

وتقول الشكوى المقدمة ضد المجموعة العملاقة إن «غوغل» استخدمت وسائل غير قانونية مناهضة للمنافسة للقضاء على أي تهديد لهيمنتها في تقنيات الإعلان الرقمي أو الحد منه بشكل كبير.

ويقول محامو الحكومة الأميركية إن «غوغل» استخدمت قوتها المالية للاستحواذ على منافسين محتملين واحتكار هذه السوق، الأمر الذي لم يترك للمعلنين والناشرين أي خيار سوى استخدام تقنيتها.

ويسعى المدعون إلى إقناع الشركة بالتخلي عن أجزاء من أعمالها في مجال تقنية الإعلان.

وترفض «غوغل» هذه الادعاءات «المعيبة بشكل أساسي»، قائلة إنها تتعارض مع «مبادئ قانون المنافسة التي تساعد في دفع النمو الاقتصادي والابتكار».

وقالت الشركة العملاقة التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها في ملف قدمته للمحكمة إن «القضية غير صحيحة من الناحية الواقعية أيضاً، وهو ما تحرص (غوغل) على إثباته بسرعة».

وتقول الشركة إن القضية تستند إلى نسخة قديمة من الإنترنت، متجاهلة السياق الحالي الذي يتم فيه وضع الإعلانات أيضاً في نتائج البحث والتطبيقات المحمولة والشبكات الاجتماعية.

ولكن حتى لو كانت السوق المعنية في هذه الدعوى القضائية صغيرة مقارنة بالنظام البيئي الإعلاني بأكمله، فإنها «ضرورية لبقاء عدد كبير من مصادر المعلومات المهمة للجمهور»، كما تقول المحللة في «إي ماركتر»، إيفلين ميتشل وولف.

وأضافت: «لست متأكدة من أنني أتعاطف كثيراً» مع الحجة القائلة بأنه يجب ترك الناشرين مع خيارات أقل لتوليد الإيرادات.

ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة 6 أسابيع على الأقل، مع عشرات الشهود أمام القاضية ليوني برينكيما، التي من المقرر أن تصدر قرارها بشأن ما إذا كانت «غوغل» قد انتهكت قانون المنافسة بعد أشهر من المحاكمة.

وإذا ثبتت إدانتها، فإن محاكمة أخرى ستحدد العواقب المحتملة لشركة الإعلان عبر الإنترنت الرائدة في العالم.

ويعتقد محللو «ويدبوش» للأوراق المالية أن التأثير الاقتصادي للمحاكمة سيكون محدوداً بالنسبة لـ«غوغل»، أياً كانت النتيجة. ويقولون إن الأعمال التي قد تسعى الحكومة إلى بيعها تمثل أقل من 1 في المائة من الدخل التشغيلي للشركة هذا العام، كما يقولون.

وتقدر شركة «إي ماركتر» أن حصة «غوغل» في سوق الإعلانات الرقمية العالمية ستبلغ 28 في المائة في عام 2024، متقدمة على جارتها «ميتا» (فيسبوك وإنستغرام) بنسبة 23 في المائة، و«أمازون» (9 في المائة) و«تيك توك» (دويين في الصين) التابعة لمجموعة «بايت دانس» (7 في المائة).

وتجري تحقيقات مماثلة في هيمنة «غوغل» على تكنولوجيا الإعلان في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. كما أن قضية احتكار البحث قيد الاستئناف. ومن المتوقع أن تقترح الحكومة الأميركية إصلاحاً شاملاً لأعمال «غوغل» في الأسابيع المقبلة.


مقالات ذات صلة

«المركزي السعودي» يتيح خدمة «غوغل باي» خلال 2025

الاقتصاد شعار البنك المركزي السعودي في مؤتمر التقنية المالية (تصوير: تركي العقيلي)

«المركزي السعودي» يتيح خدمة «غوغل باي» خلال 2025

وقَّع البنك المركزي السعودي (ساما) وشركة «غوغل» اتفاقية لإتاحة خدمة الدفع «غوغل باي» خلال هذا العام، عبر نظام المدفوعات الوطني (مدى) في المملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا يعد «Daily Listen» من «غوغل» نموذجاً مثيراً لكيفية تطور الوسائط الشخصية في السنوات القادمة (أدوبي)

بودكاست من «غوغل» يُقدمه اثنان من روبوتات الدردشة فقط!

روبوتا الدردشة يناقشان مواضيع تتماشى تماماً مع اهتماماتك الخاصة بناءً على تاريخ بحثك ونشاطك.

نسيم رمضان (لندن)
صحتك سبعة من أكثر الأسئلة الصحية بحثاً على «غوغل» (رويترز)

أكثر 7 أسئلة صحية طُرحت على «غوغل» في 2024... وإجاباتها

يُعد «غوغل» الأداة المفضلة لكثير من الأشخاص الذين لديهم أسئلة تتعلق بالصحة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا «أبل» تطلب المشاركة في محاكمة «غوغل» بشأن مكافحة احتكار البحث عبر الإنترنت (رويترز)

«أبل» تطلب المشاركة في محاكمة «غوغل» بقضية مكافحة احتكار البحث عبر الإنترنت

طلبت شركة «أبل» المشاركة في محاكمة «غوغل» المقبلة في الولايات المتحدة بشأن مكافحة احتكار البحث عبر الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
شؤون إقليمية شعار تطبيق «واتساب» يظهر ضمن صورة مركبة (رويترز)

إيران ترفع الحظر عن «واتساب» و«غوغل بلاي»

ذكرت وسائل إعلام رسمية في إيران، اليوم الثلاثاء، أن السلطات رفعت الحظر عن منصة التراسل الفوري «واتساب» و«غوغل بلاي».

«الشرق الأوسط» (طهران)

«دافوس»: الصراعات المسلحة أكبر خطر على النمو الاقتصادي العالمي في 2025

شعار «منتدى دافوس» (رويترز)
شعار «منتدى دافوس» (رويترز)
TT

«دافوس»: الصراعات المسلحة أكبر خطر على النمو الاقتصادي العالمي في 2025

شعار «منتدى دافوس» (رويترز)
شعار «منتدى دافوس» (رويترز)

أظهر استطلاع للرأي أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي، ونشره الأربعاء، أن الصراعات المسلحة هي أكبر خطر في عام 2025، في الوقت الذي يجتمع فيه قادة حكومات وشركات لحضور المنتدى السنوي في دافوس الأسبوع المقبل.

وعدّ واحد من كل أربعة تقريباً من أكثر من 900 خبير في الأوساط الأكاديمية والشركات وصنع السياسات تم استطلاع آرائهم أن الصراع، بما يشمل الحروب والإرهاب، هو أكبر خطر على النمو الاقتصادي هذا العام.

وحلت ظواهر الأرصاد شديدة السوء في المركز الثاني من حيث الخطر بعدما كانت مصدر القلق الأول في عام 2024.

وقال ميريك دوسيك المدير العام للمنتدى الاقتصادي العالمي في بيان مصاحب للتقرير: «في عالم يتسم بالانقسامات العميقة والمخاطر المتعاقبة، على قادة العالم الاختيار، إما تعزيز التعاون والمرونة، وإما مواجهة تفاقم عدم الاستقرار». وأضاف: «لم تكن المخاطر أبداً أكبر من ذلك».

ويبدأ المنتدى في 20 يناير (كانون الثاني)، وهو اليوم نفسه الذي سيؤدي فيه دونالد ترمب اليمين رئيساً للولايات المتحدة. وسيلقي ترمب، الذي وعد بإنهاء الحرب في أوكرانيا، كلمة عبر الإنترنت في المنتدى يوم 23 يناير.

وقال رئيس المنتدى ومديره التنفيذي بورغ بريندي إن سوريا، و«الوضع الإنساني البشع في غزة»، والتصعيد المحتمل للصراع في الشرق الأوسط، ستكون محل اهتمام في المنتدى.

وبحسب الاستطلاع، عدّ الخبراء أن أكبر خطر سيواجه العالم خلال العامين المقبلين، هو تهديد المعلومات المضللة والمغلوطة الذي احتفظ بالتصنيف نفسه لعام 2024. ووفقاً للاستطلاع، فإن الخطر العالمي هو حالة من شأنها أن تؤثر سلباً، وبنسبة كبيرة على الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أو السكان، أو الموارد الطبيعية.

واستطلع المنتدى آراء الخبراء في شهري سبتمبر (أيلول)، وأكتوبر (تشرين الأول).

ويتوقع 64 في المائة من المشاركين في الاستطلاع، بما يمثل الأغلبية، استمرار تعدد الأقطاب، والتفكك في النظام العالمي.