المستثمرون يترقبون أرقام التضخم الأميركية قبيل اجتماع «الفيدرالي»

أسبوع صيني مليء بالبيانات يحدد مدى تعافي الطلب الاستهلاكي

شخص يشتري الخضراوات من سوبرماركت في أميركا (رويترز)
شخص يشتري الخضراوات من سوبرماركت في أميركا (رويترز)
TT

المستثمرون يترقبون أرقام التضخم الأميركية قبيل اجتماع «الفيدرالي»

شخص يشتري الخضراوات من سوبرماركت في أميركا (رويترز)
شخص يشتري الخضراوات من سوبرماركت في أميركا (رويترز)

تحتل بيانات التضخم في الولايات المتحدة لشهر أغسطس (آب) يوم الأربعاء مركز الاهتمام مع توقع المستثمرين أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في اجتماعه في 18 سبتمبر (أيلول) وعلى الأرجح في الاجتماعين اللاحقين في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول).

وقال محللون في «إل بي بي واي» في مذكرة: «من المقرر أن تظهر بيانات أسعار المستهلك في الولايات المتحدة لشهر أغسطس انخفاضاً كبيراً في التضخم الرئيسي، في حين قد يتوقف المعدل الأساسي عن النمو بعد أربعة انخفاضات متتالية».

وكان التضخم ارتفع في يوليو (تموز)، تباطأ خلافاً لتوقعات استقراره، ليسجل أدنى مستوى للنمو منذ أكثر من 3 سنوات. وتباطأ إلى 2.9 في المائة في يوليو بعدما سجل 3 في المائة في يونيو (حزيران).

تشير أسعار سوق المال إلى أن المستثمرين يرون احتمالية خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس - بدلاً من 25 نقطة أساس المعتادة - في اجتماع واحد على الأقل من تلك الاجتماعات إذا تباطأ الاقتصاد بشكل كبير وانخفض التضخم، وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال».

وفي ضوء ذلك، قد يعطي مسح المستهلك الأولي لجامعة ميشيغن لشهر سبتمبر يوم الجمعة مؤشراً مهماً على مدى صمود الاقتصاد حالياً.

وتشمل البيانات الأخرى بيانات أسعار المنتجين لشهر أغسطس ومطالبات البطالة الأسبوعية يوم الخميس.

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر، سيراقب المستثمرون أيضاً المناظرة يوم الثلاثاء بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترمب.

وستبيع وزارة الخزانة سندات لأجل ثلاث سنوات بقيمة 58 مليار دولار يوم الثلاثاء، وسندات لأجل عشر سنوات بقيمة 39 مليار دولار يوم الأربعاء، وسندات لأجل 30 عاما بقيمة 22 مليار دولار يوم الخميس.

الصين

وفي الصين، يبدأ الأسبوع المليء بالبيانات بأرقام التضخم يوم الاثنين والتي تظهر كيف تطورت اتجاهات أسعار المصانع والمستهلكين في منتصف الربع الثالث، وبيانات التجارة يوم الثلاثاء.

من المرجح أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلك في الصين بنسبة 0.8 في المائة في أغسطس عن العام السابق، من زيادة يوليو (تموز) بنسبة 0.5 في المائة، وذلك بفضل ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وفقاً لاستطلاع أجرته صحيفة «وول ستريت جورنال» بين 16 خبيراً اقتصادياً.

وفي الوقت نفسه، ربما انخفض مؤشر أسعار المنتجين بشكل أعمق في الانكماش، حيث انخفض بنسبة 1.4 في المائة مقارنة بانخفاض بنسبة 0.8 في المائة في يوليو. ومن المرجح أن تحافظ الصادرات الصينية على زخم نموها في أغسطس، حيث توقع الاستطلاع زيادة بنسبة 6.6 في المائة في الشحنات الصادرة، بانخفاض طفيف عن نمو يوليو بنسبة 7.0 في المائة. ومن المرجح أن يتباطأ نمو الواردات إلى 2.5 في المائة الشهر الماضي، مقارنة بـ 7.2 في المائة في يوليو. يعتقد خبراء الاقتصاد في «آي إن جي» أن بيانات التجارة في أغسطس استمرت على الأرجح في التباطؤ، مشيرين إلى صادرات السيارات كفئة رئيسية يجب مراقبتها. وإذا تحولت صادرات السيارات من كونها رياحاً مؤاتية إلى رياح معاكسة، فقد يؤثر ذلك سلباً على قوة الصادرات الصينية الإجمالية، كما قالوا.

وسيبحث المراقبون عن علامات تشير إلى أن الطلب الاستهلاكي بدأ أخيراً في التعافي، وعن ضوء في نهاية النفق يشير إلى أن سوق العقارات بدأت في التعزيز.

وقد أضافت سلسلة البيانات الأخيرة المتشائمة، بما في ذلك مؤشر يضع ثقة المستهلك عند أدنى مستوياتها القياسية تقريباً، إلى الدعوات الموجهة إلى صناع السياسات لطرح حوافز أكثر جرأة لرفع الاقتصاد.

وستراقب الأسواق أي إعلانات من المسؤولين تشير إلى المزيد من المساعدة السياسية في الطريق، مثل خفض أسعار الفائدة على الرهن العقاري المستحق.

ويتوقع المحللون في بنك «نومورا» أن يواصل قطاع العقارات في الصين مواجهة الرياح المعاكسة، مشيرين إلى أن أي سياسات محتملة تتعلق بالرهن العقاري من غير المرجح أن يكون لها تأثير كبير على معنويات شراء المنازل.


مقالات ذات صلة

نائبة محافظ «بنك إنجلترا»: خطر ارتفاع التضخم أكبر من انخفاضه

الاقتصاد شخص يمشي أمام بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

نائبة محافظ «بنك إنجلترا»: خطر ارتفاع التضخم أكبر من انخفاضه

عبّرت نائبة محافظ بنك إنجلترا، كلير لومبارديللي، يوم الاثنين، عن قلقها بشأن احتمال ارتفاع التضخم إلى مستويات أعلى من التوقعات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو، إن «المركزي» ليس متأخراً في خفض أسعار الفائدة، لكنه بحاجة إلى مراقبة من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد البنك المركزي التركي

«المركزي التركي» يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الثامن

أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة عند 50 في المائة دون تغيير، للشهر الثامن، مدفوعاً بعدم ظهور مؤشرات على تراجع قوي في الاتجاه الأساسي للتضخم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد المصرف المركزي التركي (رويترز)

«المركزي» التركي يمدد تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن

مدَّد البنك المركزي التركي تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن على التوالي، إذ قرر إبقاء سعر إعادة الشراء لمدة أسبوع دون تغيير عند 50 في المائة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

مقترحات ترمب الاقتصادية تعيد تشكيل سياسة «الفيدرالي» بشأن الفائدة

قبل بضعة أسابيع، كان المسار المتوقع لبنك الاحتياطي الفيدرالي واضحاً. فمع تباطؤ التضخم وإضعاف سوق العمل، بدا أن البنك المركزي على المسار الصحيح لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الفالح: زيادة توافد المستثمرين 10 مرات منذ إطلاق السعودية «رؤية 2030»

TT

الفالح: زيادة توافد المستثمرين 10 مرات منذ إطلاق السعودية «رؤية 2030»

وزير الاستثمار السعودي متحدثاً في افتتاح مؤتمر الاستثمار العالمي (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار السعودي متحدثاً في افتتاح مؤتمر الاستثمار العالمي (الشرق الأوسط)

كشف وزير الاستثمار السعودي المهندس خالد الفالح، عن زيادة في الناتج المحلي منذ إطلاق «رؤية 2030»، بما نسبته 50 في المائة، وعن ارتفاع حجم الاستثمارات بواقع 3 مرات، وتنامي تدفق عدد المستثمرين إلى المملكة 10 مرات، في حين أن نحو 1200 شخص حصلوا على الإقامة المميزة في السعودية.

وتحدّث الفالح، في كلمة افتتاحية لمؤتمر الاستثمار العالمي في نسخته الـ28، والذي يرعاه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عن الفرص الكبيرة الموجودة للاستثمار في تطوير البنى التحتية الرقمية، وأن البحث العلمي محرك للنمو والاستثمار، محدداً حجم الاستثمار الحالي في الاستدامة ومشاريع الاقتصاد الدائري للكربون؛ كونها من أبرز التغيرات في الوقت الراهن.

ولفت إلى أن المخاطر الجيوسياسية ونقص الكوادر من أبرز التحديات أمام الاستثمار، وأن الجنوب العالمي قد يستقطب نصف التدفقات المالية في 2025.

وقال الفالح إن انعقاد مؤتمر الاستثمار العالمي، هذا العام، في الرياض، سيوفّر منصة تطرح فيها المملكة رؤيتها الاستراتيجية أمام شركائها من حضور المؤتمر، كما سيكون فرصة سانحةً لتسليط الضوء على مكانة وإمكانات البلاد بوصفها شريكاً موثوقاً به في الاستثمار والنمو الاقتصادي المستدام، مبيناً أن السعودية ترحب بقادة الاستثمار والمؤثرين فيه من جميع أنحاء العالم، لبناء شراكات من شأنها أن تعود بالنفع على الدولة، والعالم أجمع.

تُنظم المؤتمرَ منصة «استثمر في السعودية»، بالشراكة مع الرابطة العالمية لوكالات ترويج الاستثمار «دبليو إيه آي بي إيه». ويلتقي، في هذا الحدث البارز الذي يركز على تسخير التحول الرقمي والنمو المستدام عن طريق توسيع فرص الاستثمار، نخبة من أبرز الشخصيات العالمية من القطاعين الحكومي والخاص، ومن كبار المستثمرين، وممثلي المنظمات والهيئات الدولية، والجهات ذات العلاقة بتنمية وتنويع وتعزيز الاستثمار.