الدولار يتراجع وسط تقييم المستثمرين لمخاطر الشرق الأوسط

أوراق نقدية من فئة الدولار واليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني واليوان (رويترز)
أوراق نقدية من فئة الدولار واليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني واليوان (رويترز)
TT

الدولار يتراجع وسط تقييم المستثمرين لمخاطر الشرق الأوسط

أوراق نقدية من فئة الدولار واليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني واليوان (رويترز)
أوراق نقدية من فئة الدولار واليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني واليوان (رويترز)

تراجع الدولار والين، اليوم (الثلاثاء)، ليفقدا بعض المكاسب التي حققاها مطلع الأسبوع، بفعل اللجوء إليهما بصفتهما ملاذات آمنة، في أعقاب تزايد التوترات في الشرق الأوسط، الذي أثار مخاوف من تصعيد أوسع نطاقاً.

وينصبّ تركيز المستثمرين على الخفض الوشيك لأسعار الفائدة الأميركية، وهو ما يفرض ضغوطاً إضافية على الدولار، رغم أن تحركات العملات ظلّت في نطاق ضيّق خلال جلسة التداول الآسيوية، بسبب عدم وجود أخبار مهمة تؤثر في حركة العملات.

وانخفض الين في أحدث التداولات 0.1 في المائة إلى 144.65 للدولار، بعد أن ارتفع إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع عند 143.45 للدولار في الجلسة السابقة بسبب اللجوء إليه بصفته ملاذاً آمناً.

وارتفع اليورو بنحو 0.1 في المائة إلى 1.1172 دولار، في حين صعد الجنيه الإسترليني نحو 0.1 في المائة إلى 1.3201 دولار، ليحوما قرب أعلى مستوياتهما في عدة أشهر.

وصعد الدولار الكندي قليلاً إلى 1.34875 مقابل الدولار، بعد أن لامس أعلى مستوى له في خمسة أشهر، أمس (الاثنين)، مع ارتفاع أسعار النفط.

وظلّت أغلب العملات قرب ذروة تاريخية، وحوم الدولار قرب أدنى مستوياته منذ أكثر من عام، بفعل احتمال خفض أسعار الفائدة الأميركية في سبتمبر (أيلول)، بعد أن أشار رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول، إلى هذه الخطوة في خطابه في «جاكسون هول» يوم الجمعة.

وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، 0.03 في المائة إلى 100.82، ليظل قرب أدنى مستوى في 13 شهراً عند 100.53 الذي سجّله في الجلسة السابقة.

وكانت دورة رفع «المركزي الأميركي» للفائدة والتوقعات بشأن مقدار الرفع في المستقبل محركاً ضخماً وراء قوة الدولار على مدار العامين الماضيين، وهو ما ضغط على العملات الأخرى لا سيما الين الياباني.

وتتوقع السوق خفض أسعار الفائدة الأميركية الشهر المقبل، وأن يصل إجمالي الخفض لنحو مائة نقطة أساس بحلول نهاية العام.

وارتفع الدولار الأسترالي 0.23 في المائة إلى 0.6787 دولار، وهو مستوى ليس ببعيد عن أعلى مستوى في شهر الذي سجله يوم الجمعة وبلغ 0.67985 دولار.


مقالات ذات صلة

اليورو والجنيه الإسترليني يحققان أعلى مستويات في أشهر

الاقتصاد أوراق نقدية من فئة الجنيه الإسترليني واليورو (رويترز)

اليورو والجنيه الإسترليني يحققان أعلى مستويات في أشهر

ارتفع اليورو والجنيه الإسترليني يوم الثلاثاء، بعد توقف مؤقت لارتفاع أسعار النفط ساعدهما على العودة إلى أعلى مستوياتهما في عدة أشهر مع هبوط الدولار.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة - لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية بالدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يتراجع قبيل خطاب باول في «جاكسون هول»

تراجع الدولار يوم الجمعة مع استعداد المتداولين لخطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد ورقة نقدية من الجنيه الإسترليني على أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

الجنيه الإسترليني يقترب من أعلى مستوى له مع تراجع الدولار

استقر الجنيه الإسترليني يوم الأربعاء، بالقرب من أعلى مستوى له منذ عام واحد مقابل الدولار، حيث واجهت العملة الأميركية ضغوطاً بسبب ارتفاع التوقعات بخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية بالدولار الأميركي واليورو (رويترز)

اليورو يخرج فائزاً من اضطرابات السوق

تُدُوول اليورو عند أعلى مستوياته هذا العام مقابل الدولار، ليخرج فائزاً واضحاً من الاضطرابات الأخيرة في أسواق العملات العالمية، التي زعزعت استقرار الدولار القوي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد أوراق نقدية بالدولار الأميركي واليورو (رويترز)

الدولار يهوي لأدنى مستوى هذا العام مقابل اليورو

انخفض الدولار إلى أدنى مستوى له هذا العام مقابل اليورو يوم الأربعاء مع استعداد المتداولين لتعديلات محتملة حاسمة في بيانات التوظيف الأميركية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

«إنفيديا» تستعد لإعلان تضاعف مبيعاتها الفصلية رغم تباطؤ النمو السنوي

هاتف ذكي يحمل شعار «إنفيديا» على اللوحة الأم للكومبيوتر (رويترز)
هاتف ذكي يحمل شعار «إنفيديا» على اللوحة الأم للكومبيوتر (رويترز)
TT

«إنفيديا» تستعد لإعلان تضاعف مبيعاتها الفصلية رغم تباطؤ النمو السنوي

هاتف ذكي يحمل شعار «إنفيديا» على اللوحة الأم للكومبيوتر (رويترز)
هاتف ذكي يحمل شعار «إنفيديا» على اللوحة الأم للكومبيوتر (رويترز)

من المتوقع أن تعلن شركة «إنفيديا» يوم الأربعاء أن مبيعاتها الفصلية قد تضاعفت بأكثر من الضعف، على الرغم من تباطؤ النمو على أساس سنوي، بينما تستعد «وول ستريت» لأحد تقارير الأرباح الأكثر مراقبة في العالم.

ويتوقع المحللون أن تعلن شركة صناعة أشباه الموصلات الأميركية «إنفيديا» عن إيرادات بقيمة 28.7 مليار دولار للربع، ما يمثل زيادة بنسبة تزيد على 100 في المائة عن العام السابق. ومع ذلك، فإن هذا يمثل تباطؤاً كبيراً مقارنة بالربع السابق، حيث بلغ نمو الإيرادات 262 في المائة، مدفوعاً بطلب شديد على رقائقها التي تدعم موجة من الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وفق صحيفة «فاينانشال تايمز».

وسيراقب المستثمرون على وجه الخصوص إلى أي مدى قد يعيق تأخير رقائق «بلاكويل» من الجيل التالي قصة نموها الهائلة.

وأصبحت «إنفيديا» بسرعة مؤشراً للمستثمرين الذين يراقبون علامات تباطؤ طفرة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي التي استمرت شهوراً. وقد أدى ذلك إلى إمكانية حدوث تقلبات في السوق حول الإعلان عن سهم دفع بأكثر من ربع مكاسب العام حتى الآن في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500».

وهناك علامات على أن بعض المستثمرين يستعدون بالفعل للارتدادات الأوسع نطاقاً من إصدار يوم الأربعاء. وكانت أسواق الخيارات الأسبوع الماضي تسعر تقلباً بنسبة 1.3 في المائة في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500». ليوم التداول الأول بعد نشر «إنفيديا» نتائجها، وفقاً لبيانات من «سيتي بنك» - نفس التقلب المتوقع في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل. وكانت الخيارات تسعر تقلباً يصل إلى 10 في المائة في أي اتجاه لسهم «إنفيديا».

وارتفعت أسهم «إنفيديا» بأكثر من 160 في المائة هذا العام، ولكن أداءها أصبح أكثر تقلباً في الأسابيع الأخيرة حيث أعاد المستثمرون تقييم بعض رهاناتهم على الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. وكانت أسهم تكنولوجيا المعلومات والسلع الاستهلاكية التقديرية - والتي تشمل عملاقي التكنولوجيا «أمازون» و«تسلا» - من بين القطاعات الأقل أداءً في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» في الربع الثالث. وفي أدنى نقطة لها خلال عمليات البيع الأخيرة، كانت «إنفيديا» أقل بنسبة 35 في المائة من أعلى مستوى لها على الإطلاق. وبحلول يوم الجمعة الماضي، كانت قد استعادت معظم الخسائر ولكنها كانت لا تزال أقل بنسبة 8 في المائة من رقمها القياسي.

وقال المدير الإداري في «سي إل سي مانجمنت»، ديك مولاركي: «أعتقد أن هناك تحولاً حقيقياً وصحوة بشأن بعض الرهانات الأكثر تطرفاً على الذكاء الاصطناعي. وفي حال عدم تحقيق التوقعات، قد يؤدي ذلك إلى تصحيح كبير نسبياً وتأثير متسلسل على السوق».

ورغم هذه المخاوف، لم تظهر أي علامات على تراجع طفرة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي من قبل شركات مثل «غوغل» و«مايكروسوفت» و«ميتا» و«أمازون». وبناءً على ذلك، يتوقع كثير من المحللين ربعاً قوياً آخر لشركة «إنفيديا».

ولكن هناك بعض العقبات المحتملة. فقد تأخر إطلاق الجيل التالي من وحدات معالجة الرسومات (GPUs) من «إنفيديا»، المعروف باسم «بلاكويل»، بسبب مضاعفات التصنيع مع شريكتها شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة (تي إس إم سي).

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا»، جينسن هوان، في مكالمة الأرباح السابقة للشركة في مايو (أيار) إنه يتوقع أن يساهم «بلاكويل» في الكثير من الإيرادات هذا العام.

وقال محللو «سيتي بنك» الأسبوع الماضي إن المستثمرين سيركزون على الطلب على الجيل الحالي من رقائق «هوبر» من «إنفيديا»، والتي يمكن أن تعوض أي تأثير من التأخيرات في «بلاكويل».

وأشار محللو «إتش إس بي سي» إلى أنهم لا يتوقعون «أي مخاطر جوهرية سلبية» على أرباح الشركة في عامي 2025 و2026 نتيجة للتأخير في رقاقة «بلاكويل». كما كانوا متفائلين بشأن النتائج القادمة، قائلين إنهم يتوقعون أن تتجاوز الإيرادات التوقعات مرة أخرى وأن تصل إلى 30 مليار دولار.

وأعطت أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى التي تشارك في السباق للهيمنة على الذكاء الاصطناعي نظرة على طفرة الإنفاق التي استفادت منها «إنفيديا». وفي نتائجها الفصلية في يوليو (تموز)، أعلنت «غوغل» عن زيادة أخرى في نفقاتها الرأسمالية، لتصل إلى 13 مليار دولار للربع الذي انتهى في يونيو (حزيران)، ما يعكس جزئياً إنفاقها المستمر على رقائق «إنفيديا». وأعلنت «ميتا» و«مايكروسوفت» و«أمازون» أيضاً عن خططها لمواصلة الإنفاق الكبير على الذكاء الاصطناعي.

وأثار التركيز المستمر على الإنفاق مع القليل من التوجيه بشأن متى سيتم ترجمته إلى أرباح ونمو الإنتاجية بعض المستثمرين الذين كانوا قلقين من أن القيم بين مجموعات التكنولوجيا الكبيرة قد أصبحت متوترة.

ويشكل الإنفاق من قبل مجموعة صغيرة من «مُطوري الذكاء الاصطناعي» في شركات التكنولوجيا الكبرى ما يقرب من نصف إيرادات أعمال مركز البيانات لشركة «إنفيديا»، والتي أصبحت بسرعة المصدر الرئيسي للدخل للشركة.

وقال جي دان هوتشيسون من «تيك إنسايتز» لصحيفة «فاينانشال تايمز»: «القلق الكبير الذي سيواجهه الجميع هو تأخير بلاكويل». وأضاف: «العامل الآخر هو عندما يبدأ الناس في النظر إلى العالم ويقولون: هل يستطيع هؤلاء العملاء الكبار تحقيق الربح من هذا؟ لأنهم في مرحلة ما يجب أن يبرروا ما يفعلونه».

وأضاف هوتشيسون: «شعوري أن مستثمري (إنفيديا) سيستمرون في مسارهم، خاصة مع الاقتصاد الذي يسير بشكل جيد والتوقعات بانخفاض معدلات الأعمال على المستوى الكلي».