عوائد السندات اليابانية تقتفي أثر نظيرتها الأميركية

«نيكي» يغلق على تراجع... وقوة الين تضغط على شركات التصدير

زائرون في إحدى الحدائق الشاطئية بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
زائرون في إحدى الحدائق الشاطئية بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
TT

عوائد السندات اليابانية تقتفي أثر نظيرتها الأميركية

زائرون في إحدى الحدائق الشاطئية بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
زائرون في إحدى الحدائق الشاطئية بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

انخفضت عوائد سندات الحكومة اليابانية يوم الاثنين، لتعكس انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية، بعد أن قال رئيس بنك «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول: «لقد حان الوقت» للبنك المركزي لخفض أسعار الفائدة.

وهبطت عوائد سندات الخزانة الأميركية التي تميل نظيرتها اليابانية للتحرك معها، يوم الجمعة، بعد أن قدم باول أقوى إشارة له حتى الآن بأن أسعار الفائدة ستنخفض على الأرجح في اجتماع السياسة المقبل في سبتمبر (أيلول).

وتسبب انخفاض العوائد الأميركية في انزلاق نظيراتها اليابانية عبر المنحنى؛ حيث انخفض عائد سندات الحكومة اليابانية القياسية لأجل 10 سنوات بمقدار 1.5 نقطة أساس عند 0.875 في المائة. وفي الوقت نفسه، ارتفعت العقود الآجلة لسندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 0.17 ين إلى 144.81 ين.

لكن بيانات العمل الأميركية الأقوى من المتوقع، أو تخفيف الرهانات في السوق على التخفيضات السريعة، قد تتسبب في انتعاش عوائد سندات الخزانة الأميركية، مما يخلق بدوره ضغوطاً تصاعدية على عوائد سندات الحكومة اليابانية، حسبما قال ريوتارو كيمورا، استراتيجي الدخل الثابت في شركة «أكسا إنفستمنت مانجرز» الذي أضاف: «يبدو أن أسعار الفائدة الأميركية الحالية قصيرة الأجل تضع في الحسبان خفضاً أسرع للأسعار، مقارنة بالسيناريو الذي تصوره مجلس (الاحتياطي الفيدرالي)».

وعكست التحركات في عوائد سندات الحكومة اليابانية يوم الاثنين بعض الارتفاع الذي شهدته الجلسة السابقة. وأشار محافظ بنك اليابان كازو أويدا، في حديثه أمام البرلمان الياباني يوم الجمعة، إلى استعداده لمواصلة تشديد السياسة، إذا ظل التضخم والنمو الاقتصادي على المسار الصحيح.

وكان قرار البنك المركزي برفع أسعار الفائدة في يوليو (تموز) الماضي عاملاً في انهيار سوق الأسهم اليابانية، في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال كيمورا إن العائدات هبطت بشكل حاد في أوائل أغسطس (آب) الحالي، مما دفع كثيراً من صناديق التحوط التي اتخذت مراكز قصيرة إلى التخارج، مضيفاً أنه من المرجح أن يكون هناك ضغط صعودي أقل على العائدات، حتى يعود هؤلاء اللاعبون في السوق.

وانخفض عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 20 عاماً، وعائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 30 عاماً، بواقع نقطة أساس إلى 1.69 و2.07 في المائة على التوالي. وانخفض عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل عامين بواقع 0.5 نقطة أساس إلى 0.36 في المائة. وانخفض عائد سندات الخمس سنوات بواقع نقطة أساس إلى 0.49 في المائة.

وفي سوق الأسهم، تراجع المؤشر «نيكي» الياباني يوم الاثنين، بعد جلستين متتاليتين من المكاسب، وسط ضغوط على أسهم المصدرين، بما في ذلك الشركات المرتبطة بالرقائق وشركات السيارات بسبب قوة الين. وهبط «نيكي» 0.66 في المائة ليغلق عند 38110.22 نقطة، متعافياً من تراجع وصل إلى 1.4 في المائة في وقت سابق من الجلسة.

وقال شوتارو ياسودا، محلل السوق لدى «توكاي طوكيو إنتليجنس»: «بالإضافة إلى قوة الين، هناك بعض العوامل التي تجعل المستثمرين مترددين في الإقبال على الرهانات الإيجابية. وعلى المدى القصير للغاية، هناك ترقب لتوقعات (إنفيديا) هذا الأسبوع».

وقدم الأداء القوي الذي حققته «إنفيديا» دعماً لأسواق الأسهم خلال عام 2024، وقد تكون أرباحها وتوقعاتها المرتقبة في وقت لاحق من الأسبوع نقطة تحول رئيسية لمعنويات السوق، قبل وقت جرت العادة فيه على أن تكون متقلبة كل عام.

وارتفع الين إلى أعلى مستوى في 3 أسابيع مقابل الدولار، وسط تناقض حاد بين الميل للتيسير النقدي من جانب رئيس «المركزي» الأميركي جيروم بأول، وبين النبرة التي تميل للتشديد من جانب رئيس بنك اليابان كازو أويدا.

وقال ياسودا إن «خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس (الاحتياطي الفيدرالي) أمر إيجابي للأسهم... بينما يسعى بنك اليابان لرفع أسعار الفائدة من الآن. والفجوة في سياساتهما تلقي بظلالها على سوق الأسهم».

وأكد أويدا يوم الجمعة مجدداً عزمه رفع أسعار الفائدة إذا ظل التضخم على مسار يفضي إلى هدف اثنين في المائة بشكل مستدام، مما يشير إلى أن التقلبات الأخيرة في السوق لن تعرقل خطة رفع أسعار الفائدة على المدى الطويل.

وانخفضت أسهم الشركات ذات الثقل والمرتبطة بالرقائق، على الرغم من ارتفاع مؤشر شركات أشباه الموصلات الأميركي 2.79 في المائة يوم الجمعة. وتراجع سهم «طوكيو إلكترون» 2.51 في المائة، وهبط سهم «أدفانتست» 2.43 في المائة.

وانخفض قطاع السيارات 2.87 في المائة ليصبح الأسوأ أداء بين المؤشرات الفرعية للقطاعات، وعددها 33، في بورصة طوكيو للأوراق المالية.

ويتحرك الين والأسهم عادة في اتجاهين متعاكسين؛ إذ يؤدي صعود العملة المحلية لإلحاق الضرر بقدرة المصدرين على المنافسة، كما يجعل الأسهم أكثر تكلفة بالنسبة للأجانب.

وهبط المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.87 في المائة إلى 2661.41 نقطة، متأثراً بشكل رئيسي بتراجع سهم «تويوتا موتورز» 3.15 في المائة.

وارتفع سهم «نيتوري هولدنغز» 3.95 في المائة بفضل توقعات بأن قوة الين ستعزز التوقعات بالنسبة لشركة بيع الأثاث وأدوات المطبخ بالتجزئة، التي تعتمد بشكل كبير على الواردات للحصول على المواد اللازمة لمنتجاتها.


مقالات ذات صلة

ارتفاع عائدات السندات يكبد «بنك اليابان» خسائر فادحة

الاقتصاد أبراج عملاقة في الحي المالي بالعاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

ارتفاع عائدات السندات يكبد «بنك اليابان» خسائر فادحة

أظهر تقرير أرباح بنك اليابان أنه تكبد خسائر قياسية في تقييم حيازاته من السندات الحكومية في النصف الأول من السنة المالية مع ارتفاع العائدات عقب رفع الفائدة

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد مشاة في حي تجاري بمدينة شينزين الصينية (رويترز)

بكين تُحذر واشنطن من حرب تعريفات «مدمِّرة للطرفين»

حذرت بكين ترمب من أن تعهده بفرض تعريفات إضافية على السلع الصينية قد يجر أكبر اقتصادين في العالم إلى حرب تعريفات مدمِّرة للطرفين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد متسوقة في متجر «كارفور» في مونتيسون بالقرب من باريس (رويترز)

ثقة المستهلك الفرنسي تتراجع لأدنى مستوى في 5 أشهر

تراجعت ثقة المستهلك الفرنسي في نوفمبر إلى أدنى مستوياتها منذ 5 أشهر؛ إذ عبّرت الأسر عن قلقها إزاء آفاق الاقتصاد وسوق العمل.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد صينيون في متنزه بالعاصمة بكين (أ.ف.ب)

الصين تعمل على ترقية شبكة الاتصالات إلى الجيل «الخامس-إيه»

كشفت الصين عن مسودة مبادئ توجيهية لبناء البنية التحتية للبيانات في البلاد، بما في ذلك ترقية شبكة الاتصالات إلى مستوى الجيل «الخامس-إيه».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد رجال يسيرون بجوار لوحة إلكترونية في بورصة تل أبيب (رويترز)

ارتفاع سندات إسرائيل ولبنان السيادية بعد وقف إطلاق النار

ارتفعت السندات السيادية الإسرائيلية المقوَّمة بالدولار بنسبة 0.8 سنت، يوم الأربعاء، عقب دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» حيز التنفيذ.

«الشرق الأوسط» (القدس)

طلبات إعانات البطالة تتراجع في الولايات المتحدة

آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)
آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)
TT

طلبات إعانات البطالة تتراجع في الولايات المتحدة

آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)
آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي، لكن العديد من العمال المسرحين ما زالوا يعانون من فترات طويلة من البطالة، ما يبقي الباب مفتوحاً أمام إمكانية خفض أسعار الفائدة مرة أخرى من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول).

وأفادت وزارة العمل، يوم الأربعاء، بأن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة في الولايات المتحدة تراجعت بمقدار ألفي طلب، ليصل العدد إلى 213 ألف طلب معدلة موسمياً للأسبوع المنتهي في 23 نوفمبر (تشرين الثاني). وتم نشر التقرير في وقت مبكر هذا الأسبوع بسبب عطلة عيد الشكر يوم الخميس.

وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 216 ألف طلب للأسبوع الأخير. وقد انخفضت الطلبات عن أعلى مستوى لها في عام ونصف العام، سُجل في أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، وكان نتيجة للأعاصير والإضرابات في شركة «بوينغ» وشركات الطيران الأخرى. وهي الآن عند مستويات تشير إلى انخفاض معدلات التسريح من العمل وانتعاش التوظيف في نوفمبر. ففي أكتوبر، أدت العواصف والإضراب الذي استمر 7 أسابيع في شركة «بوينغ» إلى تقليص الزيادة في الوظائف غير الزراعية إلى 12 ألف وظيفة فقط.

وعلى الرغم من التوقعات بانتعاش في الوظائف، من المرجح أن يبقى معدل البطالة ثابتاً أو حتى يرتفع هذا الشهر. فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد الأسبوع الأول من المساعدة، وهو مقياس غير مباشر للتوظيف، بمقدار 9 آلاف ليصل إلى 1.907 مليون شخص وفق بيانات معدلة موسمياً في الأسبوع المنتهي في 16 نوفمبر، وفقاً لتقرير طلبات البطالة.

وتشير بيانات الطلبات المستمرة المرتفعة إلى أن العديد من العمال المسرحين يجدون صعوبة في العثور على وظائف جديدة. وتغطي هذه البيانات الفترة التي يتم خلالها مسح الأسر لمعدل البطالة لشهر نوفمبر. وقد ظل معدل البطالة ثابتاً عند 4.1 في المائة لمدة شهرين متتاليين. وسيكون تقرير التوظيف لشهر نوفمبر أمراً حاسماً في تحديد قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في منتصف ديسمبر.

ويرى معظم الاقتصاديين أن خفض أسعار الفائدة في الشهر المقبل أمر غير مؤكد في ظل إشارات تباطؤ انخفاض التضخم.

وأظهرت محاضر اجتماع السياسة الفيدرالية في 6 - 7 نوفمبر، التي نُشرت يوم الثلاثاء، أن المسؤولين بدا أنهم منقسمون بشأن مدى الحاجة إلى مواصلة خفض الأسعار. وكان الاحتياطي الفيدرالي قد خفض تكاليف الاقتراض بمقدار 25 نقطة أساس في وقت سابق من هذا الشهر، ما أدى إلى خفض سعر الفائدة القياسي إلى نطاق 4.50 - 4.75 في المائة.

وبدأ البنك المركزي الأميركي في تخفيف السياسة النقدية منذ سبتمبر (أيلول) بعد أن رفع أسعار الفائدة في عامي 2022 و2023 لمكافحة التضخم.